alsharq

فالح بن حسين الهاجري - رئيس التحرير

عدد المقالات 200

زيارة أميرية للمحيط الآسيوي تفتح آفاقاً جديدة للتنمية المشتركة

25 أبريل 2024 , 01:01ص

جولة دبلوماسية «آسيوية»، بدأها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، شملت دول الفلبين وبنغلاديش ونيبال، لإجراء مباحثات مشتركة، وعقد اتفاقات مع قادة تلك الدول، لتعزيز روابط الصداقة والتعاون والعمل المشترك في مجالات الطاقة والأمن والاستثمارات والبنى التحتية، وحل الأزمات الدولية الاقتصادية والأمنية والمناخية والصحية، والقضايا ذات الاهتمام المشترك، وعزز هذه الجولة انضمام دولة قطر لمعاهدة الصداقة والتعاون مع رابطة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان) عام 2022م، على هامش افتتاح الدورة الـ 55 للرابطة في العاصمة الكمبودية بنوم بنه. البداية في الفلبين مراسم استقبال رسمي لقيها حضرة صاحب السمو والوفد المرافق له في القصر الرئاسي بالعاصمة الفلبينية، والتي كانت المحطة الأولى ضمن الجولة الأميرية الآسيوية، حيث تزامنت الزيارة مع الذكرى 43 لانطلاق العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين عام 1981م. حيث شهدت العلاقات الثنائية بين دولة قطر وجمهورية الفلبين على مدار العقود الأربعة الماضية نموا متصاعدا على جميع المستويات، خصوصا في ظل التقارب في وجهات النظر تجاه كثير من القضايا والملفات الدولية. خلال الزيارة الأميرية، تم توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والتعاون المشتركة، بين حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى ورئيس الفلبين فرديناند ماركوس جونيور، ومن بين الاتفاقيات بين البلدين: اتفاقية الإعفاء من متطلبات التأشيرة لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية والخاصة والرسمية، ومذكرة تفاهم للتعاون في مجال الرياضة. كما تضمنت مذكرات تفاهم في مجالات الشباب، ومكافحة الاتجار بالبشر، والتعاون الفني، وبناء القدرات في مجال تغير المناخ، وقطاع السياحة، والاعتراف المتبادل بشهادات البحارة. مثّلت الزيارة الأميرية إلى دولة الفلبين علامة فارقة في مسار العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين، وهو توجه يأتي انطلاقا من سياسة دولة قطر التي تركز على بناء علاقات متينة مع جميع الدول في القارة الآسيوية، وذلك في إطار إستراتيجيتها لتعميق التعاون والشراكة مع قارة آسيا بما تمثله من ثقل سياسي واقتصادي عالمي. بنغلاديش.. المحطة الثانية كان وصول حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى إلى العاصمة البنغالية «دكا» مساء يوم الاثنين ضمن جولته الآسيوية قادما من الفلبين، وقبل توجهه إلى نيبال. ولقيت زيارته اهتماما بالغا، حيث تمتد العلاقات بين قطر وبنغلاديش لـ50 عاما، حيث اعترفت دولة قطر بدولة بنغلاديش بعد مؤتمر لمنظمة المؤتمر الإسلامي عام 1974م، وبعد ثلاثة أعوام من استقلالها، ثم افتتحت سفارة دولة بنغلاديش في الدوحة عام 1975م، وسفارة دولة قطر في دكا عام 1982م. واعتبر مراقبون هذه الزيارة، بمثابة محطة مهمة في مسيرة العلاقات الثنائية بين البلدين خلال نصف قرن، وتجسد الرغبة المشتركة في المضي قدما نحو تطويرها الى مستويات أكثر تقدما. وشكلت المباحثات الثنائية بين سموه ورئيسة الوزراء شيخة حسينة واجد، فرصة لفتح آفاق واسعة من التعاون والشراكة في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، ولا سيما أن الدوحة اليوم تشكل خامس أكبر وجهة للقوى البنغالية العاملة، إذ يعمل فيها حاليا نحو 350 ألف عامل بنغالي، وتحرص قطر على توفير بيئة جيدة للإقامة والعمل. كما تضمنت المباحثات الرسمية خلال الزيارة طرحا بنغاليا لاستثمار قطري في تشييد محطة الغاز الطبيعي المسال في بنغلاديش، ورفع مستويات تصدير الغاز القطري إلى بنغلاديش، وجرى توقيع مجموعة من مذكرات التفاهم والتعاون بين قطر وبنغلاديش في مجال التعاون الجمركي والمالي والقانوني بما في ذلك تبادل السجناء. وكذلك في مجال الشباب والرياضة والتدريب الدبلوماسي، وفي مجال تعزيز الاستثمار، وإدارة الموانئ، كما سيتم تأسيس مجلس أعمال مشترك. وفي ظل الزيارة، ثمنت ممثلة مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في بنغلاديش السيدة سيمبول ريزفي جهود دولة قطر في دعم ومساعدة اللاجئين الروهينغيا في بنغلاديش، والتي استفاد منها أكثر من 126 ألف لاجئ بدعم سخي من المؤسسات القطرية. كما أعلن سعادة الشيخ عبدالرحمن بن فهد بن فيصل آل ثاني الرئيس التنفيذي لمجموعة بنك الدوحة عن تمتع بنك الدوحة بصلات وثيقة مع شبكة من البنوك المراسلة التي تمتد من غرب آسيا إلى جنوب شرقها ومن بينها بنغلاديش، حيث أنشأ بنك الدوحة مكتبا تمثيليا في بنغلاديش، وآخر في نيبال للاستفادة من الإمكانات الواعدة للبلدين في التبادل المصرفي والتجاري. خطوة متقدمة وزيارة بنغلاديش خطوة قوية ومتقدمة لسموه في سياق تعزيز العلاقات الإستراتيجية بين الجانبين، إذ إن قطر تعمل على تحقيق خطتها الإستراتيجية الوطنية 2030، التي تعطي الأولوية للتنويع الاقتصادي، وتعزيز الاستثمارات في بقاع العالم، ويعمل البلدان (قطر وبنغلاديش) على تنفيذ برامج وإطلاق مبادرات متبادلة بهذه المناسبة لإظهار قوة العلاقات ولتعزيز الشراكة بينهما الى جانب تعزيز أواصر الأخوة والصداقة بين الشعبين الصديقين، الأمر الذي من شأنه أن يرتقي بالعلاقات الثنائية إلى آفاق أعلى. وتم إطلاق اسم سمو الأمير على طريق وحديقة في العاصمة دكا في منطقة كالشي التابعة لبلدية ميربور، احتفاء بزيارته، وتقديرا لحضوره، وهو ما يعكس الترحيب والتقدير له. الختام في نيبال نيبال كانت ثالثة محطات وختام الجولة الأميرية، ويعود تاريخ العلاقات بين البلدين إلى أكثر من أربعين عاما، وبدأت إقامة الدولتين علاقات دبلوماسية في 21 يناير 1977م، وتطورت عبر السنين، حتى أصبحت راسخة ومتينة على كافة الأصعدة، أساسها التفاهم والاحترام المتبادل. ويرتبط البلدان بمجموعة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، التي تشمل المجالات الاقتصادية والتجارية والعمالية والرياضية، وإلغاء متطلبات التأشيرة لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية والخاصة الرسمية، والتعاون في مجال الزراعة والأمن الغذائي والخدمات الجوية. وعقد سموه في العاصمة كاتماندو جلسة مباحثات رسمية مع فخامة الرئيس رام شاندرا بوديل، تناولت العلاقات الثنائية، وسبل دعمها والارتقاء بها، بالإضافة إلى بحث عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. علاقات تاريخية وصادقة تعززت العلاقات بين الدوحة وكاتماندو خلال السنوات الماضية من خلال الزيارات المتبادلة بين كبار المسؤولين في البلدين، ومنها زيارة فخامة السيدة بيديا ديفي بهانداري، رئيسة نيبال السابقة للدوحة في الفترة من 30 أكتوبر إلى 2 نوفمبر 2018م. ويعتبر صاحب السمو أمير البلاد المفدى هو أول زعيم عربي يزور نيبال، ولقد أعلن سعادة سفير دولة قطر لدى نيبال السيد مشعل بن محمد علي الأنصاري قبيل الزيارة: «إن زيارة سمو الأمير لنيبال تأتي عقب زيارات رفيعة المستوى من الجانب النيبالي إلى دولة قطر، ومن المؤكد أنها ستسهم في الارتقاء بالعلاقات بين البلدين إلى آفاق أرحب؛ لأنها ستشهد التوقيع على العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين البلدين لتعزيز علاقات التعاون القائمة والراسخة، وفتح مجالات جديدة للتعاون». على صعيد آخر، أشاد دولة رئيس وزراء نيبال بالدور الذي تقوم به دولة قطر في سبيل الدعم الإنساني في أزمة الزلزال الذي ضرب بلاده، ودورها في السعي لحل أزمة المناخ في العالم، وجهودها في تسوية النزاعات وتعزيز السلام والأمن العالميين، مؤكدا تقدير بلاده لهذا الدور الذي يسهم في تسوية الخلافات عبر المفاوضات والدبلوماسية، وأشاد بما سماه «الفطنة الدبلوماسية القطرية»، مضيفا أن «نيبال ترى أن السلام ينبغي أن يسود حتى تزدهر البشرية». إن دولة قطر في ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، تبذل كل ما بوسعها لحجز مكانة مرموقة لها في نادي الفاعلين الدوليين بما يحقق أمن وازدهار ورخاء البشرية، وقد أثبتت الدوحة أنها أهل لتلك المكانة من خلال جهودها الإنسانية والاستثمارية والسياسية، ومحاولاتها بناء علاقاتها بما يحقق الفوائد المشتركة، وإدارة الأزمات، والوصول لخيارات تحقق مصالح قطر والدول الصديقة وشعوب العالم كلها.

خطاب صاحب السمو في مجلس الشورى.. خطة عمل وطنية متكاملة

افتتح حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، صباح يوم أمس الثلاثاء 21 أكتوبر 2025، دور الانعقاد العادي الرابع والخمسين لمجلس الشورى، في لحظة سياسية تؤكد استمرار الدولة على نهجها...

صاحب السمو رجل السلام.. قطر تصنع الأمل.. من أول «الطوفان» إلى قمة شرم الشيخ

حين تشتعل الحروب وتنتكس معاني الإنسانية، لا يُقاس القادة بما يقولون، بل بما يفعلون. وفي زمن كثرت فيه الخطابات وقلت فيه المبادرات الإقليمية والدولية لإحلال السلام، برزت دولة قطر كوسيط نزيه لها دورها الفاعل، يقودها...

الإستراتيجية الوطنية لتعزيز النزاهة والشفافية والوقاية من الفساد (2025 – 2030): بناء منظومة حوكمة رشيدة تعزز الثقة بين المواطن والدولة

في مشهد وطني يعكس نضج التجربة القطرية ووضوح رؤيتها، دشنت دولة قطر، تحت رعاية معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، الإستراتيجية الوطنية لتعزيز النزاهة والشفافية والوقاية من...

قطر وصناعة التوازن في الشرق الأوسط: من طوفان الأقصى.. إلى مبادرة ترامب

في صباح السابع من أكتوبر، تتجدّد الذكرى الثانية لــ «طوفان الأقصى»، يوم تقف فيه غزة على فوهة بركان على نحو استثنائي، وتقف الأجساد بين أنقاض المنازل وتجمعات بمئات الآلاف الذين تلاحقهم آلات الموت للاحتلال الإسرائيلي....

الدوحة وسيط دبلوماسي لا غنى عنه.. الاعتذار الإسرائيلي فرصة جديدة لإنهاء حرب غزة

حدثان مهمان يحملان الكثير من الدلالات وسيكون لهما العديد من الانعكاسات على أمن المنطقة، الأول توقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الأربعاء، أمرا تنفيذيا تعهد فيه بضمان أمن دولة قطر، بما في ذلك استخدام القوة...

خطاب صاحب السمو في الأمم المتحدة: دفاع عن المظلومين وتثبيت لنهج الوساطة والسلام

في لحظة تاريخية تتجه فيها أنظار العالم نحو نيويورك، ألقى حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى (حفظه الله)، خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثمانين. ولم يكن...

قمة الدوحة.. من اعتداء غادر إلى لحظة تضامن عربي إسلامي لرسم معادلة الردع

انعقدت في الدوحة، يوم أمس الاثنين 15 سبتمبر 2025، القمة العربية الإسلامية في ظروف غير مسبوقة، حيث جاء القادة إلى عاصمتنا «دوحة السلام» التي تعرضت لاعتداء إسرائيلي غادر، استهدف بيتا آمنا تقيم فيه عائلات فلسطينية...

من مجلس الأمن إلى القمة الطارئة... التصعيد الدبلوماسي القطري على عدوان إسرائيل

لم يكن مساء التاسع من سبتمبر 2025 يوما عاديا في تاريخ قطر والمنطقة. فالعاصمة الدوحة، التي اعتادت أن تكون جسرا للحوار وميدانا للوساطة، فوجئت بضربة إسرائيلية غادرة استهدفت أرضها في سابقة خطيرة هي الأولى من...

العدوان الإسرائيلي على دوحة السلام: استهداف خطير للسيادة يضع المنطقة على حافة انفجار جديد

في مشهد ينذر بتحول نوعي في مسار العدوان الإسرائيلي الوحشي بالمنطقة، استهدفت صواريخ إسرائيلية مساء أمس الثلاثاء، «دوحة السلام»، لتُصيب مقرات سكنية يُقيم فيها عدد من أعضاء المكتب السياسي لحركة حماس، ممن كانوا منخرطين في...

غـــــــزة الجــــريحة.. حين يصرخ الجائعون فتتحرك الدبلوماسية الصادقة

في زمن بات تناول الألم والعذاب الذي يعيشه إخواننا في غزّة بشكل اعتيادي، كان صوت الصحفي الميداني أنس الشريف من قلب المأساة الفلسطينية، بمثابة صرخة ضمير: «لم أتمالك نفسي من هول المجازر، لكنني وجدت صوت...

قطر والوساطة الكبرى.. دور هادئ يصنع السلام في إفريقيا

لم تعد الوساطة في النزاعات الدولية حكرا على القوى الكبرى أو المنظمات الأممية، بل برزت دولة قطر في العقدين الأخيرين كلاعب محوري في هذا المضمار، تجمع بين الحياد السياسي، والقدرة الاقتصادية، وشبكة علاقات إقليمية ودولية...

الهجوم على قاعدة العديد.. قطر تتصدّى بصمت وتتحرّك بالدبلوماسية لوقف التصعيد

بين اتساع رقعة الحرائق في الإقليم، واستمرار الاشتباك المباشر بين إيران وإسرائيل، وجدت دولة قطر نفسها – دون رغبة أو انخراط – أمام لحظة فارقة. ولم تكن الدوحة طرفا في المواجهة، لكنها استُهدفت. ولم تكن...