عدد المقالات 200
إن أقل ما يقال عن الكراهية أنها عجز، وهي قصور حقيقي وتشويه في العاطفة، وهي بدعة دخيلة مستحدثة على الفطرة السليمة للإنسان، والتي خلقها الله مفطورة على الخير والظن الحسن، وإن أقوى دواء للكراهية هي الحب والسلام، وليس هناك أكثر من قرآننا وديننا الحنيف توازنا في نزع فتيل البغضاء وحسن التعايش والتقارب مع الجنس الآدمي. إن حرب الأفكار تكون بالأفكار، وليست بإضرام النار بالكراسات، وإن جريمة حرق الكتب والمكاتب تعتبر من الجرائم الجنائية بحق الإنسانية التي حرمت من الفكر، وبحق الإنسان الذي سهر عليه حتى أنتجه، فكيف بحرق القرآن الكريم، الذي هو واسطة العقد في الثقافة الإسلامية ودرة التاج وذروة السنام، والسقف الأعلى في المرجعيات وأقدس المقدسات، إن شناعة الإقدام على حرقه لا تشابه حرق الكتب الأخرى التي يراد من ورائها طمس الأفكار، فالقرآن محفوظ بأمر الله منذ أن نزل في صدور الكرام البررة من المسلمين، وفي المصاحف على رفوفهم، ولكن هذا الأشقى الذي انبعث لحرقه ومن ورائه من أيده وسهل له ما أقدموا على ذلك إلا بعد أن تميزوا غيظا من القيم الإنسانية المرموقة التي يتحلى به المسلمون ويغص بها كتابهم المقدس، وأنه مهما شنت الحروب على الإسلام وأهله ومهما حيك عليهم من الدسائس ومكر الليل والنهار فإنهم لا يزدادون بكتابهم ودينهم إلا تمسكا. هذه الفعلة النكراء الشنيعة خرق كبير في مركب الإنسانية، إن كثر دعاته وأنصاره وتعاظم تياره فإن المركب آيل إلى الغرق بمن فيه، ولو كان للجاني قلب يفقه لعلم أنه يسيء لأكبر دستور يضمن له العلاقة السليمة والحصانة مع الآخر المسلم، وإن هذا الكتاب الذي أساء له هذا يوصينا به وبأمثاله خيرا في مواضع جمة منه، كقوله تعالى «قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم» ومفاد هذا السياق الكريم الدعوة إلى التقارب والتوسط وتعايش البشرية على الجوامع المشتركة، والنهي عن التباعد والتطرف والتركيز على الفوارق التي تمزق البشرية، ومن الآيات الجليلة التي يضرم الأشقياء فيها نار غيظهم هي التي تدعو المسلمين إلى العدل والقسط في معاملة المخالفين حتى ولو أتوا بالشنائع والمنكرات، فالإسلام لا يخرج عن سكة العدل ولا عن صراط الشفافية كقوله تعالى «ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى»، وقد عاشت مجتمعات الأديان الأخرى قديما وحديثا في سلام وانسجام، وإن رد الجميل اليوم هو أن تلجم السفهاء المتطاولين على المقدسات بذريعة حرية التعبير، لا إرخاء الحبل لهم وإطلاق أيديهم في الإساءة. @falehalhajeri
افتتح حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، صباح يوم أمس الثلاثاء 21 أكتوبر 2025، دور الانعقاد العادي الرابع والخمسين لمجلس الشورى، في لحظة سياسية تؤكد استمرار الدولة على نهجها...
حين تشتعل الحروب وتنتكس معاني الإنسانية، لا يُقاس القادة بما يقولون، بل بما يفعلون. وفي زمن كثرت فيه الخطابات وقلت فيه المبادرات الإقليمية والدولية لإحلال السلام، برزت دولة قطر كوسيط نزيه لها دورها الفاعل، يقودها...
في مشهد وطني يعكس نضج التجربة القطرية ووضوح رؤيتها، دشنت دولة قطر، تحت رعاية معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، الإستراتيجية الوطنية لتعزيز النزاهة والشفافية والوقاية من...
في صباح السابع من أكتوبر، تتجدّد الذكرى الثانية لــ «طوفان الأقصى»، يوم تقف فيه غزة على فوهة بركان على نحو استثنائي، وتقف الأجساد بين أنقاض المنازل وتجمعات بمئات الآلاف الذين تلاحقهم آلات الموت للاحتلال الإسرائيلي....
حدثان مهمان يحملان الكثير من الدلالات وسيكون لهما العديد من الانعكاسات على أمن المنطقة، الأول توقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الأربعاء، أمرا تنفيذيا تعهد فيه بضمان أمن دولة قطر، بما في ذلك استخدام القوة...
في لحظة تاريخية تتجه فيها أنظار العالم نحو نيويورك، ألقى حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى (حفظه الله)، خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثمانين. ولم يكن...
انعقدت في الدوحة، يوم أمس الاثنين 15 سبتمبر 2025، القمة العربية الإسلامية في ظروف غير مسبوقة، حيث جاء القادة إلى عاصمتنا «دوحة السلام» التي تعرضت لاعتداء إسرائيلي غادر، استهدف بيتا آمنا تقيم فيه عائلات فلسطينية...
لم يكن مساء التاسع من سبتمبر 2025 يوما عاديا في تاريخ قطر والمنطقة. فالعاصمة الدوحة، التي اعتادت أن تكون جسرا للحوار وميدانا للوساطة، فوجئت بضربة إسرائيلية غادرة استهدفت أرضها في سابقة خطيرة هي الأولى من...
في مشهد ينذر بتحول نوعي في مسار العدوان الإسرائيلي الوحشي بالمنطقة، استهدفت صواريخ إسرائيلية مساء أمس الثلاثاء، «دوحة السلام»، لتُصيب مقرات سكنية يُقيم فيها عدد من أعضاء المكتب السياسي لحركة حماس، ممن كانوا منخرطين في...
في زمن بات تناول الألم والعذاب الذي يعيشه إخواننا في غزّة بشكل اعتيادي، كان صوت الصحفي الميداني أنس الشريف من قلب المأساة الفلسطينية، بمثابة صرخة ضمير: «لم أتمالك نفسي من هول المجازر، لكنني وجدت صوت...
لم تعد الوساطة في النزاعات الدولية حكرا على القوى الكبرى أو المنظمات الأممية، بل برزت دولة قطر في العقدين الأخيرين كلاعب محوري في هذا المضمار، تجمع بين الحياد السياسي، والقدرة الاقتصادية، وشبكة علاقات إقليمية ودولية...
بين اتساع رقعة الحرائق في الإقليم، واستمرار الاشتباك المباشر بين إيران وإسرائيل، وجدت دولة قطر نفسها – دون رغبة أو انخراط – أمام لحظة فارقة. ولم تكن الدوحة طرفا في المواجهة، لكنها استُهدفت. ولم تكن...