أطباء طوارئ حمد!!

نعلم أن وزارة الصحة جمهورية مترامية الأطراف، وأن جمهورها هو مجموع جماهير الوزارات الأخرى قاطبة، وأن وزيرها من الكفاءات الشابة التي يفخر بها الوطن، نلحظ ونقدر جهوده الحثيثة لتطوير هذه المنظومة الصحية، ونحمد له سياسة التصريح والإعلان عن تطوير بعض الخدمات، بهدف الالتزام بها عند إعلانها، وتسهيل مراقبة الوزارة والجمهور لجودة أدائها، كما أعلمنا بذلك من قبل، هذا المسعى للشفافية في التعامل يجعلنا نتبع ذات النهج في الإعلان عن مواضع الخلل والقصور حين نجدها، للمساعدة في تجليتها للنظر وللإصلاح. أحد أهم مواقع التقصير بالمؤسسة طوارئ مستشفى حمد العام، فقد اكتشفنا مؤخرا أن أطباء طوارئ حمد لا يريدون استقبال مريض «ناطق متحرك»، ولكنهم يريدون استقبال مريض فاته الفوت ولم يعد ينفع معه الصوت. أطباء طوارئ حمد حين يجيئهم مريض قطري -مهما كانت حالته متطورة وكارثية- لا يدخلونه المستشفى كمريض داخلي إطلاقا، ولا يخبرونه بحقيقة حالته الكاملة!! يبدون له معلومة، ويخفون عنه معلومات، تتكشف له تباعا في كل عودة منه لهم، أو قد لا تتكشف له حقائق وضعه الصحي كاملة، ولو عاد عشر مرات!! هل أخفيت لعدم معرفتهم بها كاملة؟ لعدم اكتراثهم بمعرفتها؟؟ أم لتكون مسوغا لردهم له؟ فقد يعذر سوء ردهم إن جهل سوء حاله الذي وصل إليه!! يردونه المرة تلو المرة تلو المرة إلى منزله.. لا يتنفس جيدا؟ ليست مشكلة ما زال به نفس. لا يستطيع المشي حتى لمسافات قصيرة؟ لا يهم فليجلس الراحة مطلب نفيس. لا يهنأ بلقمة يأكلها؟ غير مخيف التخفف جيد. لا ينام الليل؟ ليس مصدر قلق فليغفل نهارا!!!.... أضف إليها ما شئت من أمور مهولة، لن يدخل مريضك المستشفى.. ولن يجد فيها طبيب الطوارئ داعيا مستلزما للتنويم به!! ما المرض الذي يستطيع معه المريض دخول مستشفى حمد العام كمريض داخلي؟... لا يوجد. في الحقيقة أطباء الطوارئ إضافة إلى أنهم «لا يدخلون ولا يخبرون» يصرحون للمريض بأنهم ممنوعون من إدخال المرضى للتنويم عن طريق الطوارئ!! كيف؟ لا بد من أن نحول المريض للعيادات الخارجية فتفصل في أمره وتقرر له الدخول!!! يا للعجب من يخاطبون؟ سكان المجاهل والغابات؟!! هذا التعامل والاستهزاء بمرض وعقلية المريض بل بحياته بأكملها لا يجب أن يمر مرور الكرام بلا حساب ولا عقاب. أمّا من يحق له دخول المستشفى من القطريين للعلاج الداخلي فأعتقد أن إجابة هذا السؤال مؤلمة جدا، يدخلون من انتهى أمره، ولم يعد يجدي معه العلاج، من جاءهم حينما كان به رمق وروح وأمل في تلافي مشكلاته الخطرة والكبيرة التي يعاني منها، ولكنهم أعادوه في كل مرة بانتظار أن يأتيهم محمولا على محفة.. لا نطق، ولا حركة، ولا أمل في نجاته، أو عودته للطبيعة، التي كان الأمل موجودا في عودته إليها لو استقبل باهتمام حين أتاهم شاكيا متألما في المرة الأولى، أو الثانية، أو حتى الثالثة!! أعزائي القطريين، لا عزاء لكم في تعليمكم ولا في وظائفكم ولا في علاجكم، حقا كان الله في عونكم، ويحسدكم العالم أجمع على ما يسمعه عنكم!! أعزائي القطريين إن كنتم أثرياء أو ذوي واسطات ستعالجون في الخارج، وإن كنتم من المتقاعدين، أو ذوي البند المركزي، أو ذوي الدخل المحدود من طبقات المجتمع الأدنى، فلا عزاء لكم، ونصيحة أخوية لا تتجهوا لطوارئ مستشفى حمد، فهي ليست معدة لكم، ولا لإدخالكم للعلاج، مهما كانت خطورة وتضخم حالاتكم، داووا مرضاكم بالصدقة، إخوتي القطريين، ثم بالأدوية الشعبية، وإن اضطررتم فاذهبوا للعيادات والمستشفيات الخاصة، فقد أنشئت لكم لا للأجانب، ويبدو أن أطباء طوارئ حمد يسعدهم رفد العيادات الخاصة بالمرضى، بعدما رفدهم المستشفى بالأطباء،. هناك حالة واحدة فقط يستطيع المريض فيها التوجه لمستشفى حمد وترك العيادات الخاصة، حين لا يكون هناك أمل له بالنجاة، حينها سيجرون له مسعفين محاولين الإنقاذ في تمثيلية تراجيدية مؤثرة، وسيقدمون له بأريحية السرير الأبيض العزيز على قلوبهم. هذه الحقيقة المرة عن طوارئ مستشفى حمد العام، نطرحها على طاولة سعادة وزير الصحة، الذي نثق بهمته، وبقدرته على حل هذه المعضلة العظمى.