alsharq

سحر ناصر

عدد المقالات 301

بكيتُ على الستين!

23 مايو 2013 , 12:00ص

إسرائيل نقلت تهديدا مباشرا إلى فخامة الرئيس اللبناني ميشال سليمان، مفاده أنها مستعدة لإعادة لبنان 50 عاماً إلى الوراء، وذلك إذا وجَّه «حزب الله» ضربات لها رداً على أي قصف يُمكن أن تشنه على سوريا. خبرٌ نقله موقع «قضايا مركزية» الإسرائيلي.. نزل برداً وسلاماً على قلوب اللبنانيين.. فهو ليس بخبرٍ جديد لا على مستوى التهديدات الإسرائيلية المتكررة للبنان، ولا من حيث تعايش اللبنانيين المعتاد مع خطورة «التوأمة السياسية» مع سوريا، ولولا مشهد الحرب الدموية الذي استعادته ذاكرتي إبان حرب «يوليو 2006» وما تخللها من قتل ورعب لسرّني نبأ الحرب إذا كانت ستُعيد لبنان 50 عاماً إلى الوراء.. أي إلى الستينيات. ألا ليت الستينيات تعود يوماً يا إسرائيل! حين كان لبنان يتمختر بين العرب، معتزاً بازدهار اقتصادي وسياسي واجتماعي لم يعرفه منذ 50 عاماً. أيا إسرائيل.. لبنان الستين استقطب آلاف الاستثمارات والممولين الهاربين من الاشتراكية العربية، واحتضن الأموال العربية الداعمة لآلاف الفلسطينيين المقيمين، مكّن الدولة من إدارة الاقتصاد بشكل رصين.. فيما اليوم رقبة الدولة على مشنقة المصارف المحلية تحاول الاستغاثة عبثاً وصارت تتنفس وجعاً على أصوات نهش لحم المواطنين المديونين. لبنان الستين عرف حرص العسكريين على اللبنانيين، وشهد ولادة مؤسسات الدولة الإدارية والمالية والقضائية والتشريعية، كهيئة التفتيش المالي وديوان المحاسبة ومجلس القضاء الأعلى، ومجلس شورى الدولة، ومعهد الدروس القضائية، وإنشاء كلية الحقوق التي خرجت مناهضيك من حقوقيين ودُستوريين قسموا اليمين للدولة. فيما اليوم يقسم أبناؤهم يمين الولاء لملوك الطوائف. أيا إسرائيل.. لقد أفرحت قلب والدي عندما وعدتنا بالعودة إلى الستين، فرسمت الأمل مجدداً في مُقلتيه، وأعدت الفرحة إلى مُحيّاه.. وذهبت بقلبه إلى تلك البيوت الدافئة التي لم تعرف التفرقة المذهبية، ولا التمردّ الأُسري، ولا الغُبن الأخوي. في الستينيات لم يكن بمقدروك أن تشتري العُملاء، ولا أن تُجالسي الفقهاء، ولا أن تُحاججي النُشطاء، ولا أن تُعاندي الفداء. أيا إسرائيل.. منذ 50 عاماً حطت السيدة فيروز في القدس وسُلم مفتاح المدينة من خشب الزيتون إليها، بعد أن صدَح صوتها مُرتلاً وبعد أن اهتز حائط المبكى خوفاً ورُعباً. وبعد 50 عاماً صدح الصوت الفيروزي للهجرة إلى كندا فغنّت لنا السيدة «بيتي الصغير بكندا.. ما بيعرف طريقه حدا». يا إسرائيل بكيتُ على الستين بدمعِ عيني.. فلم يُغنِ البكاء ولا النحيب.. فيا لَيت الستين تعود يوماً.. فأُخبرك بما فعلت بي السنون!

خذوا الرقمنة وامنحونا الحياة

من يتحكم بالتكنولوجيا يتحكم بنا، أحببنا هذه الحقيقة أم كرهناها. التكنولوجيا مفروضة علينا من كل حدب وصوب، فأصبحنا أرقامًا ضمن أنظمة رقمية سواء في أماكن عملنا عبر أرقامنا الوظيفية أو بطاقتنا الشخصية والائتمانية، وحتى صورنا...

ماذا سنكتب بَعد عن لبنان؟

ماذا سنكتب بعد عن لبنان؟ هل سنكتب عن انتحار الشباب أو هجرتهم؟ أم عن المافيات السياسية التي نهبت أموال المودعين؟ أو ربّما سنكتبُ عن خباثة الأحزاب وانتمائها للخارج على حساب الداخل. هل سنكتبُ عن انهيار...

«معرفة أفضل» بالمخدرات

من المقرر أن يُصدر مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة تقرير المخدرات العالمي لعام 2020، وذلك قبل نحو 24 ساعة من إحياء الأمم المتحدة ما يُعرف بـ «اليوم الدولي لمكافحة إساءة استعمال المخدرات والاتجار غير...

الدولار «شريان الحياة»

العالم يعيش اليوم في سباق على الابتكار والاختراع، وفيما تسعى الدول الكبرى إلى تكريس مكانتها في مجال التقدّم العلمي والاقتصادي والاجتماعي، تحاول الدول النامية استقطاب الباحثين والعلماء أو ما يعرف بـ «الأدمغة» في شتى المجالات....

218 مليون طفل يبحثون عن وظيفة

218 مليون طفل حول العالم لا يذهبون إلى المدرسة، وليس لديهم وقت للعب، لماذا؟ لأنهم يعملون بدوام كامل. منهم من يعمل بالسّخرة دون أجر، ومنهم المجبر، مجبر على العمل قسراً بأنشطة غير مشروعة كالبغاء والمخدرات،...

بجوار بيتنا مدرسة

بجوار بيتنا مدرسة، جرسها مزعج، يقرع بقوّة إيذاناً ببدء يوم جديد.. النغمة نفسها التي تعيدك أعواماً إلى الوراء؛ لكنه توقّف عن الرنّ. سبب توقّف الجرس هذا العام لم يكن لانتهاء العام الأكاديمي كالعادة، وإنما بسبب...

المرأة مفتاح السلام

تحتفي الأمم المتحدة في 29 مايو بـ «اليوم العالمي لحفظة السلام»، هذا اليوم الذي شهد للمرة الأولى بزوغ قوات حفظ السلام، وكان ذلك في الشرق الأوسط، من أجل مراقبة اتفاقية الهدنة بين القوات الإسرائيلية والقوات...

«اللازنيا» بالسياسة

هذا العنوان قد يبدو صديقاً للجميع، وقابلاً للنشر، ربما باستثناء من لديهم حساسية الجلوتين، أو من يدّعون ذلك، لا سيما وأنها أصبحت موضة أكثر منها عارضاً صحياً، ومقاطعي اللحوم، وهم محبّو الخسّ والجرجير إلى الأبد،...

البطة السوداء في الأُسرة

الأسرة تعني الحماية والطمأنينة والعطاء، تعني أن تهبّ إلى نجدة أختك أو أخيك قبل أن يحتاجك، تعني ألّا تقاطع من ظلمك منهم ولو كان الظلم الذي وقع عليك كبيراً، تعني أن تلجأ إليهم عند الضعف...

المستقبل بعد 75 عاماً

منذ 75 عاماً قُتل 85 مليون إنسان. كيف؟ في الحرب العالمية الثانية. لماذا نتذكّرهم اليوم؟ لأن الأمم المتحدة تُخصّص لهم يومي 8 و9 مايو من كلّ عام مناسبةً لكي يتمهّل العالم قليلاً إجلالاً لمن ذهبوا...

مصلحة البلد

وضعوا أيديهم على أموال المودعين من أجل «مصلحة البلد»، تم تشريع سمّ الحشيشة لمصلحة البلد، وقّعوا على قرض إضافي من البنك الدولي لتأجيل الانهيار الاقتصادي والإفلاس بسبب الجشع والفساد، حتى يتمكّنوا من شدّ بأسهم تحت...

من يُنصف «قلوب الرحمة»؟

يسمّونهم قلوب أو «ملائكة الرحمة»، وهم حقاً كذلك، هم الأقرب إلينا عند الشدة والمرض، بعد الله سبحانه وتعالى، الطبيب.. دوره عظيم يشخّص، يقوم بمهامه الآنية سواء من جراحة أم من منظار، ويصف الدواء، لكن مهنة...