عدد المقالات 84
إنه الصحابي البراء بن مالك بن النضر (رضي الله عنه) أخو خادم رسول الله ﷺ أنس بن مالك (رضي الله عنه)، وأحد الأبطال الأقوياء، بايع تحت الشجرة، وشهد أُحد وما بعدها من الغزوات مع رسول الله ﷺ، عاش حياته مجاهدًا في سبيل الله، وكان شجاعاً مقداماً، وكان يكتب عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) فيه فيقول: لا تستعملوا البراء على جيش من جيوش المسلمين، فإنه مهلكة من المهالك، يقدم بهم. وشارك (رضي الله عنه) في حروب الردة وأظهر فيها بطولة فائقة، وها هو ذا يوم اليمامة يقف منتظرًا أن يصدر القائد خالد بن الوليد (رضي الله عنه) أمره بالزحف لملاقاة المرتدين، ونادى خالد: الله أكبر. فانطلقت جيوش المسلمين مكبرةً، وراح (رضي الله عنه) يقاتل أتباع مسيلمة الكذاب بسيفه، وهم يتساقطون أمامه قتلى؛ الواحد تلو الآخر، ولم يكن جيش مسيلمة ضعيفًا ولا قليلاً، بل كان أخطر جيوش الردة، وقد تصدوا لهجوم المسلمين بكل عنف حتى كادوا يأخذون زمام المعركة، وتحولت مقاومتهم إلى هجوم، فبدأ الخوف يتسرب إلى صفوف المسلمين، فأسرع خالد بن الوليد إلى البراء بن مالك (رضي الله عنهم) قائلاً له: تكلم يا براء، فقام البراء، وصاح في المسلمين مشجعًا ومحفزًا لهم على القتال، فقال: «يا أهل المدينة، لا مدينة لكم اليوم، إنما هو الله وحده والجنة». وركب فرسه واندفع نحو الأعداء، ثم حمل وحمل الناس معه، وأخذوا يقتلون أصحاب مسيلمة، فانهزم أهل اليمامة، فلقي البراء (رضي الله عنه) محكم اليمامة «قائد جيش مسيلمة» فضربه البراء وصرعه. ورجع البراء بن مالك وبه بضعة وثمانون جرحًا ما بين ضربةٍ بسيف أو رمية بسهم، وحمل إلى خيمته ليعالج، وقام خالد بن الوليد على علاجه بنفسه شهرًا كاملاً. وفي يوم «فتح تستر» تحصن الفرس في إحدى القلاع، فحاصرهم المسلمون، فلما طال الحصار واشتد البلاء على الفرس، لجأ الفرس إلى وسيلة حيث استخدموا كلاليب من حديد معلقة في أطراف سلاسل ملتهبة محماة بالنار، يلقونها من حصونهم، فسقطت إحدى هذه الكلاليب على أنس بن مالك (رضي الله عنه)، فرآه البراء، فأسرع نحوه، وقبض على السلسلة بيديه، وأخذ يجرها إلى أسفل حتى قطعت، ثم نظر إلى يديه فإذا عظامها قد ظهرت وذاب اللحم من عليها، وأنجى الله أنس بن مالك بذلك (أصحاب الرسول). واستدل المسلمون بعد أن طال الحصار على سرب يصل إلى وسط المدينة، فدعا أبو موسى الأشعري (رضي الله عنه) أمير الجيش البراء بن مالك (رضي الله عنه)، ليجمع جماعة يدخلون معه السرب لفتح الحصن من الداخل. استعان البراء بمُجزأة بن ثور وعدد من الرجال، فاستطاعوا الخلوص إلى جوف المدينة، وفتح باب الحصن. واستشهد البراء بن مالك (رضي الله عنه) في هذه المعركة بعد رحلة جهاد طويلة، سنة (20 هـ) في قول الواقدي، قتله الهرمزان.
إن من أسباب التمكين أن يهتم العالم الاسلامي بالجانب الاقتصادي، لأن القوة الاقتصادية هي عصب الحياة الدنيا وقوامها، والضعيف فيها يقهر ولا يحسب له حساب إلا في ظل شرع الله حين يحكم، ولذلك ينبغي على...
إن الله تعالى أظهر في سيرة أحسن الملوك -ذي القرنين- (1)، مفاهيم حضارية وجعل في سيرته دروسًا لكل من أراد أن يحكم بالحق والعدل من الحكام في الناس، فأرشد القرآن الكريم عباده إلى ركائز الحضارة...
تسلم سليمان عليه السلام قيادة الدولة القوية التي أسست على الإيمان والتوحيد وتقوى الله تعالى، لقد أوتي سليمان عليه السلام الملك الواسع والسلطان العظيم، بحيث لم يؤت أحد مثلما أوتي، ولكنه أعطى قبل ذلك عطاء...
اهتم عماد الدين زنكي بالجيش اهتماماً كبيراً، وبرز هذا الاهتمام في شكل ووظيفة الدواوين التي كانت تختص بشؤون الجيش والعسكر، وأيضاً في طرق وأساليب عماد الدين زنكي في إدارة المؤسسة العسكرية. 1 ـ الجيش: كانت...
أراد الصِّدِّيق ـ رضي الله عنه ـ أن ينفِّذَ السياسة التي رسمها لدولته، واتَّخذ من الصَّحابة الكرام أعواناً يساعدونه على ذلك، فجعل أبا عبيدة بن الجراح أمين هذه الأمَّة (وزير الماليَّة) فأسند إليه شؤون بيت...
يقف الإسلام بين الأديان والمذاهب والفلسفات شامخاً متميزاً في هذا المبدأ الذي قرر فيه حرية التدين، فهو يعلنها صريحة لا مواربة فيها ولا التواء، أنه: {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ...
إذا كانت الفرقة هي طريق الانحطاط والضعف، فإن الوحدة هي سبيل الارتقاء وتبوؤ المكانة الفاضلة من جديد. إن اتحاد الأمة الإسلامية على أسس ديننا العظيم أمل كل المسلمين الصادقين في كل مكان، ذلك أن الإسلام...
اهتمّ عمرُ بنُ عبد العزيز رحمه الله بتفعيل مبدأ الشورى في خلافته، ومن أقواله في الشورى: «إنَّ المشورةَ والمناظرةَ بابُ رحمةٍ، ومفتاحُ بركةٍ، لا يضلُّ معهما رأيٌ، ولا يفقدُ معهما حزم». وكان أول قرارٍ اتخذه...
ذكر أهل العلم بالتَّواريخ والسِّيَر أنَّ أبا بكرٍ شهد مع النبيِّ (ﷺ) بدراً، والمشاهد كلَّها، ولم يفته منها مشهدٌ، وثبت مع رسول الله يوم أحدٍ حين انهزم الناسُ، ودفع إليه النبيُّ رايته العظمى يوم تبوك،...
بين القرآن الكريم أن داود عليه السلام كان مجاهداً في جيش طالوت، وممن نجحوا في الامتحان العسير الذي قرّر رئيس الجيش أن يخوضه جميع جنوده فسقط من سقط وعبر من عبر، فقد رفع داود عليه...
كان من صفات الصِّدِّيق التي تميَّز بها: الجرأة، والشَّجاعة، فقد كان لا يهاب أحداً في الحقِّ، ولا تأخذه لومة لائم في نصرة دين الله، والعمل له، والدفاع عن رسوله (ﷺ)، فعن عروة بن الزُّبير، قال:...
اسم «الواحد» هو اسم من أسماء الله الحسنى التي تدل على تفرده سبحانه وتعالى بالوحدانية، فهو الواحد الذي لا ثاني له، ولا مثيل ولا نظير، وهو الواحد في ألوهيته، فلا معبود بحق سواه، وهو الواحد...