


عدد المقالات 115
في حادثة لطيفة تناقلتها وسائل الإعلام قبل حوالي ثلاث سنوات، أن رجلاً في إحدى مناطق مصر، علّق لافتة كبيرة يعتذر من خلالها لزوجته التي عادت إلى بيت أهلها غاضبة، وأحضر معه فرقة موسيقية تبدأ بالعزف عندما تطل الزوجة من الشرفة. وفي قصة أخرى مشابهة للأولى تكرر مشهد الاعتذار هذا في الأردن.. مع هذه القصص النادرة، ومن خلال التأمل في المشهد العربي بشكل عام من خلال التركيبات الإنسانية الممزوجة ما بين النشأة والتربية، وبين الثقافة المجتمعية التي تعتقد أن «الاعتذار» يقلل من قيمة الإنسان، أو أنه أحد أنواع الإذلال، خصوصاً وإن كان المعني بهذا رجلاً، لأن الطرق التربوية في المجتمعات الذكورية كثيراً ما تضع اللوم على المرأة، من خلال تعزيز جملة (أن ذنب الرجل مغفور) وأن المرأة الصالحة عليها أن تصبر وتستمر وتتغاضى عن أخطاء الرجل، لذا يُخطئ وتعود المياه إلى مجاريها دون اعتذار ودون تسجيل أي موقف، ولأنها امرأة صالحة فعليها أن تستمر على هذا الشكل، انطلاقا من رؤية ترى أن الرجل هو عبارة عن –طفل- كبير، مع أنني أتحفظ على هذه النظرة، لأن الرجل ليس طفلاً، وأعتقد أن الطفولة في داخل كل إنسان من الجنسين ولا تخص الرجال وحدهم، إلا أن الطفولة الداخلية هي محرك للروح الداخلية، وليست سلوكيات لأجل تبرير الأخطاء! من الإشكاليات التي تُعيق انتشار ثقافة الاعتذار في مجتمعاتنا، أن الطرف الآخر غير متسامح، وهذه النظرة تحديداً تتواجد لدى الرجال أكثر، فهم ينظرون للمرأة على أنها في الغالب عند الاعتذار لا تتسامح، لذا يتركها طبقاً للمقولة العامية: (تزعل لحالها وترضى لحالها)، وقد تكون المرأة غير المتسامحة مخطئة، لكن علينا أن ننظر إلى حجم الجُرم، فمن غير المعقول أن يرتكب الرجل خطأ تلو الآخر، لأنه على يقين من أن المرأة ستسامحه، هناك ذنب مغفور وهناك ذنب يطول الزمن على علاجه، وهناك جراح مهما طال الزمن فإنها لا تبرأ أو تُبقي ندوباً دائمة، لذا فإن الاعتذار لا بد وأن يكون بشروط، أهمها: الشعور بالذنب، وهذا الجانب أيضاً يُعتبر شبه مفقود في مجتمعاتنا، إذ لا يرى البعض حجم الخطأ الذي تم ارتكابه، وطالما لا يوجد شعور بالذنب فهذا يترتب عليه افتقاد الإحساس بالطرف الآخر ومعاناته، والإنسان الذي يمتلك هذا الشعور فإنه قادر على تقديم الاعتذار للطرف الآخر، بما يضمن عدم العودة إلى الخطأ ذاته؛ لأن العودة إلى نفس السلوك هي ما تجعل المرأة تحديداً غير متسامحة. وثقافة الاعتذار لا تنتشر في يوم وليلة، بل هي من بداية السنوات الأولى للطفل وتعويده عليها حينما يخطئ، في الوقت ذاته فإن التسامح الدائم مع أخطائه سيجعله إنساناً غير مبال وفاقداً للشعور بالذنب، لأنه سيتعود أن يخطئ في كل مرة ويجد التسامح، لذا فإن ما بين الاعتذار والتسامح شعرة لا بد أن نقيسها ونُدرك نتائجها مستقبلاً، على أن لا يكونا على حساب الإنسان نفسه ومبادئه، لأنه هنا سيعالج أمراً ويعاني من آخر هو «النقص»، واستمرار حالة الوجع. • www.salmogren.net
أكثر ما يُنمي ثقافة الاعتذار لدى أي إنسان هو ارتفاع حس الشعور بالخطأ، والتربية منذ سن مبكرة على ثقافة الاعتذار، مع توضيح نوع الخطأ الصادر من الطفل ليتمكّن فيما بعد من اكتشاف أخطائه بنفسه، لأن...
القصاص في الإسلام هو مبدأ قائم على العدل، حتى لا يتراكم الغيظ في نفوس أهالي القتيل، فيحدث ما لا يُحمد عقباه، إذ تنتشر فوضى (الثأر) التي ما زال كثير من المناطق في الدول العربية تُعاني...
أنا مؤمنة أن هؤلاء الشباب الذين ذهبوا للانضمام إلى صفوف دولة العراق والشام (داعش) هم ليسوا أسوياء، لذا لم أتفاجأ وأنا أقرأ التقارير الصحافية التي تؤكد تناولهم الحبوب المخدرة والمنشطة، هذه النوعية من المخدرات التي...
انتشرت مؤخرًا صورتين للرئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون، الأولى: عند قيام أفراد من الأمن بسحب زوج عمّة الرئيس إلى حيث إعدامه، ليموت وسط قفص مليء بالكلاب المتوحشة بطريقة بشعة ومبتكرة في التعذيب. والصورة الثانية:...
في هذه الأيام شديدة البرودة، والشكوى المعتادة في كلمة «برررررد»، بِتُّ أخجل من البوح بها وأطفال سوريا يموتون متجمدين من شدة الصقيع، في ظل افتقار كثير من المناطق السورية لأبرز احتياجات مقاومة البرد، وعدم وجود...
المواطن الخليجي لا يُفكر بسياسة دول مجلس التعاون الخارجية، ولا يهمه في مسألة الانتقال من التعاون إلى الاتحاد الكونفدرالي سوى مصالحه الشخصية وبما يعود عليه، وهذا حقه. بعد مرور أكثر من ثلاثين عاماً على التعاون،...
ما من شك أن أشكال الرق والعبودية هي ثقافة تركية، غزت البلاد العربية إبان الغزو العثماني لمعظم مناطقنا.. وإن كان بيع وشراء العبيد هو حالة قديمة من أيام الجاهلية، إلا أن أشكاله الجديدة هي التي...
قرأت لعدد من المتخصصين عن أبرز محفزات الطاقة السلبية والطاقة الإيجابية لدى الإنسان، ووجدت أغلبها يتمركز في الأشياء المحيطة داخل المنزل من الأتربة والغبار والفوضى وعدم الترتيب وغيرهم، كما قرأت عن بعض الصفات ووجدتها في...
حملة شوارع آمنة، التي انطلقت مؤخراً في بعض الدول العربية، لمناهضة التحرش بالنساء، هي حملة نحتاجها في جميع الدول العربية بلا استثناء، خصوصاً بعد صدور أرقام وإحصاءات مريعة حول انتشار هذه الظاهرة في شوارعنا، آخر...
ألاحظ في وسائل الإعلام المختلفة ومواقع التواصل الاجتماعي كثيراً من الاحتفاء بأخبار زواج الفنان محمد عبده وإنجابه وهو في هذا السن المتقدم، وكثيراً من الاستهجان تجاه زيجات الفنانة صباح، بل ولغة سوقية تتجاوز على حكمة...
ما زالت الدول العربية حديثة عهد بفكرة وتطبيق نظام العقوبات البديلة، وكانت دول أوروبا وأميركا قد قطعت شوطاً كبيراً في هذا بعد أن وجدت بعض الآثار السلبية لعقوبة السجن في قضايا معينة، والنتائج الإيجابية لهذه...
عندما يُحارب «ذكر» حقوق المرأة، فهو يُدافع عما تبقى من حصون ذكوريته، التي ربتها وأسستها في داخله امرأة! لذا فإن هذه المشاهد ليست مستنكرة، بل هي سائدة في مجتمعاتنا الذكورية، لكن الجزء الذي ما زال...