عدد المقالات 301
«واخفض لهما جناح الذلّ من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً».. لم أجد حقيقة أجمل من هذه الكلمات الإلهية، التي ذكرها الله سبحانه وتعالى في سورة الإسراء لأُعبّر عن تعاطفي وتضامني المطلق مع الحملة الدولية للتوعية بشأن إساءة معاملة المسنين، والتي تنطلق غداً 15 يونيو، بمناسبة اليوم العالمي المعني بهذا الموضوع. في هذا اليوم، تجتمع أصوات الأجيال الشابة جنباً إلى جنب، وتتوحد الجهود الدبلوماسية والاجتماعية رفضاً لإساءة معاملة المُسنين من الذين تجاوزوا الـ60 عاماً من عُمرهم، من خلال توجيه أية إساءة لهم، لفظية كانت أو جسدية أو نفسية. غداً يقف العالم احتراماً للمُسنّ، كما تُملي علينا أخلاقنا بالوقوف لهم احتراماً في وسائل التنقل العام، وكما تُملي علينا ضمائرنا بالتنحي لهم أمام طوابير المؤسسات الحكومية، وفي المراكز الصحية، والمستشفيات، وفي جميع الأماكن والحالات. وكما تفرض علينا تربيتنا بالوقوف لهم احتراماً في دواخلنا، بأن نحتوي قلقهم، ونُطمئن هواجسهم، ونمدّ يد العون لهم نفسياً وجسدياً، ونُطيّب خاطرهم بالحُسنة وبابتسامة صادقة تُشعرهم بأن وجودهم هو ركن أساسي من أركان بناء المجتمعات وتطوّرها. وأن السنّ ليس عائقاً أمام تحقيق طموحاتهم، وحتى أحلامهم. في هذا اليوم أيضاً، نُسلّط الضوء على ما يتعرّض له المسنّون من ابتزاز مادّي ومالي خطير، حيث تُظهر نتائج البحوث الصادرة عن الأمم المتحدة في هذا المجال أن الاستغلال المالي للمسنين والاعتداء المادي عليهم أصبح مشكلة مشتركة وخطيرة. وهي مشكلة جدّية نلحظها من حولنا في مختلف المجتمعات، بحيث يتصارع الأبناء فيما بينهم على خدمة المُسنين من عائلتهم، ليس لوجه الله أو صدقة جارية، وإنما من أجل الطمع في ورثهم واستغلالهم مالياً ومادياً، والتحكّم بأموالهم ووجهة صرفها. ونحن هنا، لا نُشكك في النوايا وإنما نرصد آفة أخلاقية خطيرة نُدرك تماماً أنها موجودة في العديد من النفوس والبيوت. إساءة معاملة المُسنين لا تعني إهانتهم كما قلنا نفسياً وجسدياً أو لفظياً فحسب، وإنما أيضاً قد تكون بالامتناع عن اتخاذ الإجراء المناسب، أي بالعدول عن اتخاذ موقف معين، وعدم القيام بخطوة ضرورية، ما يتسبب بإلحاق أذى بالمسنّ من خلال الهجر، والإهمال، أو عدم الاهتمام باحتياجاته بشكل كاف. كلنا يُدرك أن الاهتمام بالمُسنين وتوفير احتياجاتهم المادية والنفسية فيه كثير من العناء، خصوصاً مع المتطلبات اليومية، والأعباء المادية والمهنية والنفسية. ولكن أجر رعاية المسنين في ميزان الحسنات. العطاء مصدر رائع للطاقة الإيجابية، ففي حكايا المُسنين عِبر، تُغنيك عن تجارب السنين، وتمدّك بالحكمة، المفعمة بالفكاهة والطُرفة، ما يضع أمامنا خارطة طريق لتعيش حياتك وفي جعبتك بصيرة ونصائح غالية الثمن يمنحك إياها المسنون مجاناً، عندما تُنصت لهم بقلب سليم وصادق. في بيتنا مُسنّ.. في بيتنا بركة. عيدكم مبارك
من يتحكم بالتكنولوجيا يتحكم بنا، أحببنا هذه الحقيقة أم كرهناها. التكنولوجيا مفروضة علينا من كل حدب وصوب، فأصبحنا أرقامًا ضمن أنظمة رقمية سواء في أماكن عملنا عبر أرقامنا الوظيفية أو بطاقتنا الشخصية والائتمانية، وحتى صورنا...
ماذا سنكتب بعد عن لبنان؟ هل سنكتب عن انتحار الشباب أو هجرتهم؟ أم عن المافيات السياسية التي نهبت أموال المودعين؟ أو ربّما سنكتبُ عن خباثة الأحزاب وانتمائها للخارج على حساب الداخل. هل سنكتبُ عن انهيار...
من المقرر أن يُصدر مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة تقرير المخدرات العالمي لعام 2020، وذلك قبل نحو 24 ساعة من إحياء الأمم المتحدة ما يُعرف بـ «اليوم الدولي لمكافحة إساءة استعمال المخدرات والاتجار غير...
العالم يعيش اليوم في سباق على الابتكار والاختراع، وفيما تسعى الدول الكبرى إلى تكريس مكانتها في مجال التقدّم العلمي والاقتصادي والاجتماعي، تحاول الدول النامية استقطاب الباحثين والعلماء أو ما يعرف بـ «الأدمغة» في شتى المجالات....
218 مليون طفل حول العالم لا يذهبون إلى المدرسة، وليس لديهم وقت للعب، لماذا؟ لأنهم يعملون بدوام كامل. منهم من يعمل بالسّخرة دون أجر، ومنهم المجبر، مجبر على العمل قسراً بأنشطة غير مشروعة كالبغاء والمخدرات،...
بجوار بيتنا مدرسة، جرسها مزعج، يقرع بقوّة إيذاناً ببدء يوم جديد.. النغمة نفسها التي تعيدك أعواماً إلى الوراء؛ لكنه توقّف عن الرنّ. سبب توقّف الجرس هذا العام لم يكن لانتهاء العام الأكاديمي كالعادة، وإنما بسبب...
تحتفي الأمم المتحدة في 29 مايو بـ «اليوم العالمي لحفظة السلام»، هذا اليوم الذي شهد للمرة الأولى بزوغ قوات حفظ السلام، وكان ذلك في الشرق الأوسط، من أجل مراقبة اتفاقية الهدنة بين القوات الإسرائيلية والقوات...
هذا العنوان قد يبدو صديقاً للجميع، وقابلاً للنشر، ربما باستثناء من لديهم حساسية الجلوتين، أو من يدّعون ذلك، لا سيما وأنها أصبحت موضة أكثر منها عارضاً صحياً، ومقاطعي اللحوم، وهم محبّو الخسّ والجرجير إلى الأبد،...
الأسرة تعني الحماية والطمأنينة والعطاء، تعني أن تهبّ إلى نجدة أختك أو أخيك قبل أن يحتاجك، تعني ألّا تقاطع من ظلمك منهم ولو كان الظلم الذي وقع عليك كبيراً، تعني أن تلجأ إليهم عند الضعف...
منذ 75 عاماً قُتل 85 مليون إنسان. كيف؟ في الحرب العالمية الثانية. لماذا نتذكّرهم اليوم؟ لأن الأمم المتحدة تُخصّص لهم يومي 8 و9 مايو من كلّ عام مناسبةً لكي يتمهّل العالم قليلاً إجلالاً لمن ذهبوا...
وضعوا أيديهم على أموال المودعين من أجل «مصلحة البلد»، تم تشريع سمّ الحشيشة لمصلحة البلد، وقّعوا على قرض إضافي من البنك الدولي لتأجيل الانهيار الاقتصادي والإفلاس بسبب الجشع والفساد، حتى يتمكّنوا من شدّ بأسهم تحت...
يسمّونهم قلوب أو «ملائكة الرحمة»، وهم حقاً كذلك، هم الأقرب إلينا عند الشدة والمرض، بعد الله سبحانه وتعالى، الطبيب.. دوره عظيم يشخّص، يقوم بمهامه الآنية سواء من جراحة أم من منظار، ويصف الدواء، لكن مهنة...