alsharq

سحر ناصر

عدد المقالات 301

العربي والخواجة في رحلة «الضاد»

13 ديسمبر 2018 , 01:22ص

«إن الذي ملأ اللغاتِ محاسناً جعل الجمال وسرّه في الضاد»، أحد أبيات الشاعر أحمد شوقي في غزله باللغة العربية، هذا البيت نُشر على موقع «اليوم العالمي للغة العربية» التابع للأمم المتحدة، بمناسبة الاحتفاء بهذا اليوم الذي يصادف 18 ديسمبر، والذي يأتي هذا العام تحت عنوان: «عبّر بالعربي». وبحسب إحصائيات المنظمة، فإن اللغة العربية هي واحدة من أكثر اللغات انتشاراً في العالم، حيث يتحدث بها أكثر من 422 مليون نسمة حول العالم، يتركز معظمهم في منطقة الشرق الأوسط. إذن.. ماذا بعد؟ نعمل جاهدين للحفاظ على هذه اللغة من خلال مبادرات مختلفة، ومشاريع ثقافية، ووطنية، مستفيدين من التقنيات الحديثة لتعزيز انتشار هذه اللغة، خوفاً من انقراضها، مع اجتياح الثقافة الغربية لعقول أبنائنا، والذين نشجعهم على تعلّم اللغات ولا سيما الإنجليزية، لأننا بكل بساطة نريد لهم مستقبلاً أفضل، هذا المستقبل الذي يبدو أنه غير واضح المعالم، في غياب الاستراتيجيات السياسية الواضحة على مختلف المستويات في كثير من الدول العربية. ومن ثم، اسمحوا لي إذا شاركتكم برأيي في أن أغلب المبادرات والمشاريع التي يتم إطلاقها في هذا المجال، هي خطوة على الطريق الصحيح، لكنها خطوة لا توازي الخطر الذي يهدد لغتنا العربية لأسباب داخلية وخارجية، ومن الأسباب الداخلية أننا -وبكل صراحة- نعاني من «عقدة الخواجة»، فكلّ ناطق بالإنجليزية «يفتهم» -على قولة إخواننا العراقيين- وكلّ ابن «آيمي ومايكل» يأمرنا بترجمة ما قال وما كتب، ولا تُمنح الفرصة للعربي للإبداع في الكتابة، على أساس أن الغربي لا يقرأ ولا يتحدث العربية، وبالتالي لا يمكنه ترجمة ما نقول وما نكتب إلى لغته، بالإضافة إلى أننا نشعر في قرارة أنفسنا أن «جهابذة» اللغة العربية يجب أن يكونوا فوق الستين من عُمرهم، أو يجب أن يكونوا من حفظة القرآن الكريم، في صورة كوّناها في ذاكرتنا أن العربية مرتبطة بالشيخوخة وباللحى الطويلة وما إلى ذلك، وأبعدنا لغتنا عن الشباب والأطفال على أننا ناطقون بها تلقائياً ولا تحتاج إلى مجهود، على المستوى الخارجي -ولله الحمد- أننا نحبّ التنوع الذي يصل إلى حدّ الفرقة ولا نكتفي بالاختلاف، حيث تعددت المدارس اللغوية العربية، بين الشام ومصر والمغرب العربي، وكثرت قواعد الإعراب والإملاء، حتى غرقنا في تفاصيل مملة عن هذه اللغة، والتهينا عن جمالها وعما تحتويه من كنوز تمكننا من التعبير عن حالنا. أنا أحب اللغة العربية لأنها كالسماء لا حدود لها، ولأنني أجد فيها ما يعبّر عن الفصول الأربعة التي تجتاح كل إنسان، من صيف ساحر مفعم بالرومانسية، مروراً بخريف القلق، وشتاء الفوضى والخوف، وصولاً إلى صفاء الربيع، هذه الفصول التي كثيراً ما تعبر عن شخصياتنا ومشاعرنا، فمنّا الهادئ والحكيم، ومنّا الحالم والغاضب، ومنّا أيضاً كاظم الغيظ، والمتفائل بألوان الربيع. لكم اللسان «المعوّج» بين الإنجليزية والعربية المفككة. ولي اللغة العربية بجمالها، ومتعة فكّ ألغازها، واللعب على أوتارها. خُذوا ما شئتم من لغات العالم، لأنني سأعبّر عن حقوقي بلغتي لا بلغتكم.

خذوا الرقمنة وامنحونا الحياة

من يتحكم بالتكنولوجيا يتحكم بنا، أحببنا هذه الحقيقة أم كرهناها. التكنولوجيا مفروضة علينا من كل حدب وصوب، فأصبحنا أرقامًا ضمن أنظمة رقمية سواء في أماكن عملنا عبر أرقامنا الوظيفية أو بطاقتنا الشخصية والائتمانية، وحتى صورنا...

ماذا سنكتب بَعد عن لبنان؟

ماذا سنكتب بعد عن لبنان؟ هل سنكتب عن انتحار الشباب أو هجرتهم؟ أم عن المافيات السياسية التي نهبت أموال المودعين؟ أو ربّما سنكتبُ عن خباثة الأحزاب وانتمائها للخارج على حساب الداخل. هل سنكتبُ عن انهيار...

«معرفة أفضل» بالمخدرات

من المقرر أن يُصدر مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة تقرير المخدرات العالمي لعام 2020، وذلك قبل نحو 24 ساعة من إحياء الأمم المتحدة ما يُعرف بـ «اليوم الدولي لمكافحة إساءة استعمال المخدرات والاتجار غير...

الدولار «شريان الحياة»

العالم يعيش اليوم في سباق على الابتكار والاختراع، وفيما تسعى الدول الكبرى إلى تكريس مكانتها في مجال التقدّم العلمي والاقتصادي والاجتماعي، تحاول الدول النامية استقطاب الباحثين والعلماء أو ما يعرف بـ «الأدمغة» في شتى المجالات....

218 مليون طفل يبحثون عن وظيفة

218 مليون طفل حول العالم لا يذهبون إلى المدرسة، وليس لديهم وقت للعب، لماذا؟ لأنهم يعملون بدوام كامل. منهم من يعمل بالسّخرة دون أجر، ومنهم المجبر، مجبر على العمل قسراً بأنشطة غير مشروعة كالبغاء والمخدرات،...

بجوار بيتنا مدرسة

بجوار بيتنا مدرسة، جرسها مزعج، يقرع بقوّة إيذاناً ببدء يوم جديد.. النغمة نفسها التي تعيدك أعواماً إلى الوراء؛ لكنه توقّف عن الرنّ. سبب توقّف الجرس هذا العام لم يكن لانتهاء العام الأكاديمي كالعادة، وإنما بسبب...

المرأة مفتاح السلام

تحتفي الأمم المتحدة في 29 مايو بـ «اليوم العالمي لحفظة السلام»، هذا اليوم الذي شهد للمرة الأولى بزوغ قوات حفظ السلام، وكان ذلك في الشرق الأوسط، من أجل مراقبة اتفاقية الهدنة بين القوات الإسرائيلية والقوات...

«اللازنيا» بالسياسة

هذا العنوان قد يبدو صديقاً للجميع، وقابلاً للنشر، ربما باستثناء من لديهم حساسية الجلوتين، أو من يدّعون ذلك، لا سيما وأنها أصبحت موضة أكثر منها عارضاً صحياً، ومقاطعي اللحوم، وهم محبّو الخسّ والجرجير إلى الأبد،...

البطة السوداء في الأُسرة

الأسرة تعني الحماية والطمأنينة والعطاء، تعني أن تهبّ إلى نجدة أختك أو أخيك قبل أن يحتاجك، تعني ألّا تقاطع من ظلمك منهم ولو كان الظلم الذي وقع عليك كبيراً، تعني أن تلجأ إليهم عند الضعف...

المستقبل بعد 75 عاماً

منذ 75 عاماً قُتل 85 مليون إنسان. كيف؟ في الحرب العالمية الثانية. لماذا نتذكّرهم اليوم؟ لأن الأمم المتحدة تُخصّص لهم يومي 8 و9 مايو من كلّ عام مناسبةً لكي يتمهّل العالم قليلاً إجلالاً لمن ذهبوا...

مصلحة البلد

وضعوا أيديهم على أموال المودعين من أجل «مصلحة البلد»، تم تشريع سمّ الحشيشة لمصلحة البلد، وقّعوا على قرض إضافي من البنك الدولي لتأجيل الانهيار الاقتصادي والإفلاس بسبب الجشع والفساد، حتى يتمكّنوا من شدّ بأسهم تحت...

من يُنصف «قلوب الرحمة»؟

يسمّونهم قلوب أو «ملائكة الرحمة»، وهم حقاً كذلك، هم الأقرب إلينا عند الشدة والمرض، بعد الله سبحانه وتعالى، الطبيب.. دوره عظيم يشخّص، يقوم بمهامه الآنية سواء من جراحة أم من منظار، ويصف الدواء، لكن مهنة...