


عدد المقالات 35
مصر مصابة الآن بمرض «المباركيزم» الذي من أعراضه الجمود وبطء الحركة وبطء التفكير وبطء القرار، والذي حدث في سفارة إسرائيل يؤكد أن الذي ينافق «العوام» أخطر ممن ينافق «الحكام» وأنا لم أعرف إسرائيل إلا محارباً ورفضت مصافحة وزير دفاعهم «شيمون بيريز» ورفعت الحذاء أمام رئيس وزرائهم «مناحم بيجين»، وكنت يوم الجمعة في القاهرة أهتف ضدها لكن صديقك من صدقك لا من صدقّك ففلسطين لن تعود على طريقة الشاعر «عنترة» ولكن على طريقة العالم «زويل» عندما نقتحم مجال العلم ونقتحم مجال الطاقة ونقتحم الفضاء وليس عندما نقتحم شقة.. فتعالوا نبني الدولة الحديثة، فقد أصبحنا نعيش في غابة إفريقية تسمح بالانتخاب الطبيعي الذي تحدث عنه «داروين» ولا تسمح بالانتخاب السياسي الذي تحدث عنه «فولتير» بسبب إصابتنا بمرض «المباركيزم» وأنا أعشق الخريف حيث تتساقط الأوراق من نافذة السفارة ويتسلل الحب إلى القلوب والفوضى إلى الشوارع وقد عشت عمري رومانسياً أتعطر بعطر المساء إلى أن نبهني صديق إلى أننا لا نأكل الورد ولا نرتدي الموسيقى فأصبحت أفرق بين «الحمامة المطوقة» و «المرأة المطلقة»، فالأولى تصادق الصياد ويعمل لها محامياً والثانية تصادق المحامي، ويعمل لها صياداً وبسبب الانفعالات المشتركة خلال سنوات طويلة من الزواج تلاحظ أن الزوج أصبح يشبه الزوجة ولا تستطيع بعد فترة أن تميز بينهما لذلك أصبحت مصر مثل مبارك مريضة وداخل قفص حتى رجال مبارك أورثهم بطء الحركة وبطء التفكير وبطء القرار، وهي أعراض مرض «المباركيزم»، حيث يبدأ المريض بالحديث أمام الشعب عن الكفن الذي ليس له جيوب وينتهي بالحديث أمام المحكمة عن الجيوب التي ليس لها كفن.. وبسبب تأخر النطق قد نحصل على الدولة الحديثة في الجنة إن شاء الله وأسوا من جاء بعد «القيصر» «أنطونيو» وأسرع من فات بعد «الثعلب» «أعمارنا».. ويقال إن هناك قوى خفية تعرقل المسيرة أعتقد من واقع خبرتي ودراساتي أنها «حماتي».. فكلما أسرعنا أوقفنا كمين وحتى من يطالبون بسرعة الإنجاز لا ينجزون ولا يعملون ولا ينتجون حتى تحولنا من «فيلم أكشن» إلى «كارت بوستال».. فهل «السلحفاة» تلد أم تبيض؟ إذ يقال إن الكائنات تتغلب على المواقف الصعبة بطرق مختلفة فالغزالة تجري والنعامة تدفن رأسها والثعالب تصدر روائح والحكومات تصدر قرارات عشوائية.. في كل صفحة وفيات أو برنامج طهي كلمة «ثورة» فأصبحنا مثل من استغنى عن العبادة بتعليق سجادة الصلاة.. فالذي لا يريد أن «يلعب» يعتزل والذي لا يريد أن «يحكم» يعتذر فليس كل من يقول «يا رب» مؤمناً، وليس كل من يقول «يا مصر» وطنياً.. «مبارك» هو أول مصري منذ الفراعنة يحنط «شعباً».. وبسبب نقص اليود عندي لا أعرف العلاقة بين «أيام الخطوبة» و «الفترة الانتقالية» سوى أن الأولى قصيرة وإن طالت والثانية طويلة وإن قصرت.. العروسة للعريس رغم كل المتاريس.
مدينة «بورسعيد» الواقعة على البحر المتوسط شمال شرق القاهرة نطلق عليها «المدينة الحرة» لأنها تعرضت لعدوان إنجليزى- فرنسى- إسرائيلي وقاومته، ثم حولناها إلى «مدينة حرة» بالمعنى الاقتصادي مثل «هونغ كونغ»؛ فتحولت المدينة من رمز للنضال...
تتأثر الشعوب بعضها ببعض وتنقل تجارب الآخرين وتستفيد منها لكن لكل شيء حدودا وحتى الصبر -على رأى أم كلثوم- له حدود فمن الطبيعي أن ينقل البعض من لبنان الشقيق الفن والغناء والسينما والمسرح ولا مانع...
زمان سألوا أحد الفنانين «ما الفرق بين القضاء والقدر وبين المصيبة؟» فقال «القضاء والقدر أن تسير حماتي على الساحل فتسقط في البحر لتغرق، لكن المصيبة هي أن تعود مرة أخرى».. فنحن نقبل بالقضاء والقدر لأنه...
يقال إن التاريخ يعيد نفسه مرة على صورة «مأساة» ومرة على صورة «ملهاة»، مرة على شكل «ثائر» ومرة على شكل «طاغية»، وقد حدث ذلك في كل الثورات.. يا بخت الحمير في هذا البلد فعندنا (80)...
نؤكد مرة أخرى على خطورة هذا الموضوع وضرورة وضعه موضع الاعتبار وكلاكيت ثالث مرة لعل البعض يتعظ فبعد أن تخلصنا بثورة يناير 2011 من «توريث السلطة» تجري الآن على قدم وساق عملية «تقسيم السلطة» والغالب...
فرق شاسع بين الحقيقة والخيال، وبين الأصل والصورة وقد حاول كثير من المطربين أن يقلدوا العندليب الأسمر «عبدالحليم حافظ» فلم يأخذوا منه «الطرب»، ولكن أخذوا منه مرض «البلهاريسيا» وظهرت العشرات من لوحات «الجيوكندا» المزيفة، ولكن...
لا يظهر «السمان» إلا قرب الخريف، ولا يظهر «النورس» إلا قرب السواحل، ولا تظهر «الفوضى» إلا بعد الثورات، وعلى قدر الأحلام التي لم تتحقق تكون الإحباطات، فهل هناك تغيير حقيقي حدث في مصر أم تمت...
صعود التيار الديني في العالم العربي سلاح ذو حدين فقد يقدم النموذج المحتمل صورة مضيئة للسياسة وللدين وقد يؤدي الخلط بينهما إلى اختلال الموازين.. ولعلنا في هذا الوقت العصيب الذي نتطلع فيه إلى المستقبل المشرق...
في الأسبوع الماضي حدثت في مصر واقعة غريبة؛ إذ ظهر المهندس «عبدالمنعم الشحات» المتحدث الرسمي باسم الجماعة السلفية في مصر في وسائل الإعلام فجأة ليهاجم المرحوم الأديب الكبير «نجيب محفوظ» ويقول إن رواياته فسق وفجور...
نحن شعوب لا تفضل العقل النقدي ولا ترى الحقيقة مجردة وتتأرجح بين التهوين والتهويل وبين التضخيم والتصغير، وقد غنينا أجمل الأغاني لأدهم الشرقاوي، وصنعنا له مسرحيات وأوبريتات وأفلاماً، بينما كان الرجل مجرد لص وقاطع طريق،...
طبقاً لقاعدة «الفك والتركيب» فإن آخر شيء يتم فكه هو أول شيء يتم تركيبه ولأن آخر ما تم فكه في مصر هو «الدستور» لذلك كان من الواجب أن نبدأ بالدستور فلا أحد يقيم «عمارة» بناءً...
نتحدث اليوم عن جوهر الصراع الحادث في مصر فهناك أسباب ظاهرة وأسباب خفية فهناك دائماً نور على الطريق اسمه «عين القطة» وقد دخل «بيكاسو» المرحلة الزرقاء الكئيبة بسبب موت صديقه ثم دخل المرحلة الوردية المبهجة...