


عدد المقالات 194
في عصر السرعة الرهيبة والتطور المتلاحق اللاهث الأنفاس لكل ما حولنا من أجهزة وبرامج وأحداث وتطورات أصبحنا آلات تجري هنا وهناك في سباق محموم مع الوقت والزمن.. وفي زخم هذا الجري المنهك والتطور السريع لكل معطيات وجوانب الحياة.. أُصبنا بعطب (تكنولوجي - روحي) مخيف، بحيث أصبحنا لا نشبع ولا نرتوي من ملاحقة الجديد دائماً، ماذا بعد الكمبيوتر.. لاب توب، ماذا بعد البلاك بيري ماسنجر.. واتس أب، ماذا بعد الفيسبوك.. تويتر، ماذا بعد الإنستغرام.. سناب شات، ماذا بعد التحديث الأخير.. تحديث أحدث،.. ماذا.. وماذا.. وماذا ؟.. كمّ لا ينتهي من التطور والتحديث والجديد والحديث، وأين نحن من كل هذا؟.. نحن في وسط الدوامة تماماً.. في مركز (العافور). في مؤلفها (طعام.. صلاة.. حب) وهو سيرة ذاتية للمؤلفة تبحث الأميركية إليزابيث جيلبرت عن توازنها الداخلي بعد أزمات مرت بها، بحثت عن التوازن بين ما هو روحي وما هو دنيوي بالابتعاد عن وطنها أميركا والعيش في معازل الهند وقرى بالي، وفي بضع مواضع من الكتاب شعرت بقربها من قيم إسلامية غير أنها كانت تنادي إلهاً آخر.. نحن لدينا كنز الإسلام يزن لنا أمورنا ويقومها، ولكن ما الذي يفعله التطور الحديث بأرواحنا؟.. إنسان اليوم يصرف ساعات أيامه منشغلاً بأصناف عدة من الأجهزة ومن الإلكترونيات ومن البرامج ويتحدث مع من هم بالأجهزة أكثر مما يتحدث مع من هم بجواره، والأفضل للمرء في هذا الزمن إن أراد نيل انتباه شخص ما وتركيزه معه أن يحادثه عبر برنامج واتس أو ماسنجر أو تويتر أو أي كان عوضاً عن محادثته مباشرة عبر الجلوس معه في نفس الغرفة، إذ حينها سينشغل عنه ويصرف انتباهه إلى أشخاص آخرين يحادثونه عبر الجهاز الذي بيديه.. البشر اليوم استبدلوا المرئيين إلى جوارهم بالمعبئين في هواتفهم الذكية الماكرة، وعلى سبيل المثال انتشار الجروبات في برنامج الواتس أب هو أحد الغيلان التي تشد من هم إلى جوارنا بعيداً عنا.. الطامة أن حب مجاراة الحديث واجتياز الحالي إلى الجديد.. ذلك الغول المتوحش النهم نما بداخل أفراد هذا العصر وصار يكبر شيئاً فشيئاً إلى أن تسيّد، التهم الأرواح والأوقات والعلاقات، وهو هدم كما خدم (لا تقييم للخسائر حالياً).. وأيضاً ساعد في صنع منظومات نسقية من العلاقات والأفكار والقيم، ولكنه غول لا يشبع ولا يهدأ، وهو السبب الرئيس في تحويل أناس البيوت إلى جمادات، وإنعاش أناس الأجهزة، أو بالأحرى هو الساحر الذي حول الأشخاص المعلبين في برامج النت إلى أشخاص ملموسين وموجودين في الغرف والبيوت.. لقد اختل التوازن لصالح الأجهزة على حساب البشر، ونرجو ألا يختل لصالح الدنيا على حساب الدين.. يبحث الغربيون عن علاجات لأرواحهم المنهكة ولاختلالاتهم الداخلية باللجوء لحيث الصفاء الذهني والنفسي حسب اجتهاداتهم ومعتقداتهم، ونبحث أكثر وأكثر عما يخل بصفونا ويجرنا معه لقاع الدنيوية.. ما لم نحسن الاستخدام.
أن تكون أباً أمر في منتهى الروعة.. أمر عظيم ولكن انتبه فهو تكليف عظيم أيضاً. فهناك من الآباء من يعتقد أن دوره الأبوي يقف عند حدود التكوين البيولوجي، ثم تتولى الأم بعد ذلك جميع الأمور....
إذا كان الجميع يستنكر جلوس الفتيات بكامل زينتهن في القهاوي -الضيّقة والمزدحمة بالشباب بالذات- وملاصقة الطاولة للطاولة والكرسي للكرسي في منظر غريب وكأنهم جميعاً شركاء نفس الجلسة!! إذا كان الناس يلحظون ذلك ويستغربونه بل ويستنكرونه،...
فوق الركبة من أسفل وبلا أكمام أو أعلى صدر من أعلى!! في التجمعات النسائية والاحتفالات التي بدأت تنشر شيئاً فشيئاً!! أينتمي هذا العري الفج للدين أو الأخلاق أو المجتمع؟!! فمن أين تسلل؟! إنما هي (خطوات)...
إذا كان يهمك -عزيزي القارئ- أن نبقى على ما نحن عليه من نعم، وألا تزول ونصبح كدول كانت رموزاً في الغنى والملك، ثم هوت وتدهورت، فاقرأ هذه السطور، ثم اتعظ كي لا نكون مثلهم. قال...
عندما حُجر الناس في منازلهم في شهر مارس الماضي تغنوا وترنموا بفضائل ودروس الحجر المنزلي، وكيف أنه أرجعهم لبعضهم، وأعاد جمع شتات الأسر وعمّر المنازل بأهلها، بعد أن كانوا في لهو من الحياة، وأخذوا يتفكّرون...
من الأحق والأولى بالالتفات إليه وصون حقوقه وصياغة القوانين تلو القوانين له؟ العمالة أم المتقاعدون؟!! العمالة أم أصحاب العمل؟!! يقال: «لكل مشكلة حل»، ولكن في كل حل مشكلة! والعمالة التي هي في أصلها صنف من...
بقدر ما تصلح البيوت بصلاح الأمهات بقدر ما تصلح بصلاح الآباء، ومكان الرجل في البيت لا يعوّض بأحد ولا يعوضه أحد. لم يجعل الله له القوامة عبثاً، حاشاه جل وعلا من العبث. أيها الرجل هذا...
هناك من يَحْطب الصحراء في جنح الليل، ويصبح ليبيع حمولة السيارة الواحدة بـ 8000 ريال، وحين يرشد عنه الواعون من المواطنين تعاقبه وزارة البيئة بقانون يغرمه 2000 ريال فقط!!! حتى غرامة تاركي القمامة في مخيمات...
إذا كان لديك كنز ثمين هل تتركه مكشوفاً في العراء لعوامل الطقس المتقلبة، وللمارة من جميع الأصناف؟! أم تضعه في مكان أمين بحيث لا يتعرّض لسرقة أو تلف أو خطر؟ إذا كان كنزك المالي ثميناً...
أنت فعلا مخيّر بين أن تكب مالك فيما لا يسوى ولا ينفع وبين أن تحفظ مالك وتصرفه فيما يسوى وما ينفع . وفي الحالين الفرح قائم والمتعة حاصلة والرقي متحقق والإكرام موجود . ما القصة...
تلك المساحات الشاسعة من الأراضي الخلاء ولا موطأ قدم لحلال المواطن من الغنم والإبل !! تلك الصحاري الممتدة الفارغة ولا تصاريح للمواطنين بعزب دائمة أو جوالة !! ثم تُفاجأ بالهكتارات المحوطة المسيجة، لمن؟؟!! بل وتفاجأ...
لايهرول الذئب عبثا ولكن النعاج في غفلة. وهي في الواقع ليست نعاجا إنما صقور كاسرة جارحة ولكن ربيت كالنعاج وعوملت كالنعاج فرسخ في وجدانها مع مرور الزمن أنها نعاجاً ، ومايرسخ في الأفئدة تصدقه الجوارح...