عدد المقالات 301
أكتبُ مقالي اليوم بنكهة مميزة، نكهة السعادة والمرح والطبيعة والحب والحياة.. ليس من باب المزاج الرايق والهادئ لا على المستوى الشخصي ولا على المستوى العربي والإقليمي.. فلا جديد يُبشر بالخير، ولكنها محاولة منّي لإبعاد تُهمة «النكد» الملصقة بي، فغالباً ما يتهمني بعض القرّاء والمقرّبين بالنكد.. ربما لأن هؤلاء الأعزاء ليسوا من متابعي نشرات الأخبار السياسية كحالي، أو لأنهم «كبّروا دماغهم» واستسلموا لغلبة المآسي الفكرية والإنسانية وقرروا عيش الحياة لحظة بلحظة. ومن أجل ديسمبر خالي من النكد السياسي.. عضّيتُ على جراحي وتناسيتُ أهل بلدي يتقاتلون في شمال لبنان.. وأهملتُ أهل سوريا النازحين والنازحات وتركتهم في قاع الأجندات والمؤتمرات.. وقررتُ الهروب إلى الطبيعة وتحديداً إلى الجبال. لا تغرّنكم وجهة الهروب هذه، إذ لولا تذكير الأمم المتحدة لنا كإعلاميين بالاحتفال باليوم الدولي للجبال الواقع في 11 ديسمبر المقبل بناء على قرار الجمعية العامة رقم 245/57 -أحلف بمعزّتكم عندي- أنني كدتُ أنسى أن في هذا العالم «جبال». وبما أن الله لم يرزقني حتى الساعة رؤية جبال الألب الفرنسية الإيطالية وجبال ويسهوم السويسرية وغيرها من الجبال الخلابة، عدتُ بذاكرتي -وبحسب تعليمات الأمم المتحدة- إلى جبال لبنان الجميلة. وبعد الأخذ بنصيحة الأديب ميخائيل نعيمة «هنيئاً لمن كان له مرقد عنزة في جبل لبنان».. دبّ فيّ النكد من جديد.. وأنتم على أسباب النكد لشهود! فأنا من مواليد جبل لبنان وتحديداً في شهر يوليو سنة1982، وما أدراك ما يوليو 1982، حينها كان الجيش الإسرائيلي يتبختر بمدرعاته بين بيروت وجبل لبنان.. وعلى أصوات الرصاص والقصف وتحت عيون الجنود الإسرائيليين الذين كانوا يستمتعون بهوائنا النقي أبصرتُ النور.. وبعد الاجتياح والاحتلال والحروب.. دُمّر منزلنا الجبليّ.. وانكبّ الأهل بعرقهم وتعبهم على بناء الحجر مجدداً.. وما هي إلا بضع سنوات حتى سُلب المنزل عُنوة من المرابين والمسلحين والمحميّين من زعماء الطوائف.. واليوم ورغم تشجيع الأمم المتحدة على الاستثمار وتحسين نمط العيش في الجبال.. لا يُمكنني استعادة أو شراء بيتي مجدداً في جبل لبنان لأن عمليات البيع والشراء والاسترداد حكرٌ على المسلحين.. والمرابين.. والأرض لملوك الطوائف. فهل من ناصرٍ بعد الله عزّ وجلّ الذي قال في كتابه تعالى «وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ»..؟ وهل من صوت فيروزي حنون يُغنّي «يا جبل البعيد.. خلفك حبايبنا»؟!
من يتحكم بالتكنولوجيا يتحكم بنا، أحببنا هذه الحقيقة أم كرهناها. التكنولوجيا مفروضة علينا من كل حدب وصوب، فأصبحنا أرقامًا ضمن أنظمة رقمية سواء في أماكن عملنا عبر أرقامنا الوظيفية أو بطاقتنا الشخصية والائتمانية، وحتى صورنا...
ماذا سنكتب بعد عن لبنان؟ هل سنكتب عن انتحار الشباب أو هجرتهم؟ أم عن المافيات السياسية التي نهبت أموال المودعين؟ أو ربّما سنكتبُ عن خباثة الأحزاب وانتمائها للخارج على حساب الداخل. هل سنكتبُ عن انهيار...
من المقرر أن يُصدر مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة تقرير المخدرات العالمي لعام 2020، وذلك قبل نحو 24 ساعة من إحياء الأمم المتحدة ما يُعرف بـ «اليوم الدولي لمكافحة إساءة استعمال المخدرات والاتجار غير...
العالم يعيش اليوم في سباق على الابتكار والاختراع، وفيما تسعى الدول الكبرى إلى تكريس مكانتها في مجال التقدّم العلمي والاقتصادي والاجتماعي، تحاول الدول النامية استقطاب الباحثين والعلماء أو ما يعرف بـ «الأدمغة» في شتى المجالات....
218 مليون طفل حول العالم لا يذهبون إلى المدرسة، وليس لديهم وقت للعب، لماذا؟ لأنهم يعملون بدوام كامل. منهم من يعمل بالسّخرة دون أجر، ومنهم المجبر، مجبر على العمل قسراً بأنشطة غير مشروعة كالبغاء والمخدرات،...
بجوار بيتنا مدرسة، جرسها مزعج، يقرع بقوّة إيذاناً ببدء يوم جديد.. النغمة نفسها التي تعيدك أعواماً إلى الوراء؛ لكنه توقّف عن الرنّ. سبب توقّف الجرس هذا العام لم يكن لانتهاء العام الأكاديمي كالعادة، وإنما بسبب...
تحتفي الأمم المتحدة في 29 مايو بـ «اليوم العالمي لحفظة السلام»، هذا اليوم الذي شهد للمرة الأولى بزوغ قوات حفظ السلام، وكان ذلك في الشرق الأوسط، من أجل مراقبة اتفاقية الهدنة بين القوات الإسرائيلية والقوات...
هذا العنوان قد يبدو صديقاً للجميع، وقابلاً للنشر، ربما باستثناء من لديهم حساسية الجلوتين، أو من يدّعون ذلك، لا سيما وأنها أصبحت موضة أكثر منها عارضاً صحياً، ومقاطعي اللحوم، وهم محبّو الخسّ والجرجير إلى الأبد،...
الأسرة تعني الحماية والطمأنينة والعطاء، تعني أن تهبّ إلى نجدة أختك أو أخيك قبل أن يحتاجك، تعني ألّا تقاطع من ظلمك منهم ولو كان الظلم الذي وقع عليك كبيراً، تعني أن تلجأ إليهم عند الضعف...
منذ 75 عاماً قُتل 85 مليون إنسان. كيف؟ في الحرب العالمية الثانية. لماذا نتذكّرهم اليوم؟ لأن الأمم المتحدة تُخصّص لهم يومي 8 و9 مايو من كلّ عام مناسبةً لكي يتمهّل العالم قليلاً إجلالاً لمن ذهبوا...
وضعوا أيديهم على أموال المودعين من أجل «مصلحة البلد»، تم تشريع سمّ الحشيشة لمصلحة البلد، وقّعوا على قرض إضافي من البنك الدولي لتأجيل الانهيار الاقتصادي والإفلاس بسبب الجشع والفساد، حتى يتمكّنوا من شدّ بأسهم تحت...
يسمّونهم قلوب أو «ملائكة الرحمة»، وهم حقاً كذلك، هم الأقرب إلينا عند الشدة والمرض، بعد الله سبحانه وتعالى، الطبيب.. دوره عظيم يشخّص، يقوم بمهامه الآنية سواء من جراحة أم من منظار، ويصف الدواء، لكن مهنة...
