alsharq

سحر ناصر

عدد المقالات 301

لماذا نحتفل بـ «السكّان»؟!

05 يوليو 2018 , 05:56ص

«اليوم العالمي للسكان».. لم يبقَ موضوع إلا وتحوّل إلى يوم عالمي، هذا ما تبادر إلى ذهني عند قراءة بعض الأخبار عن استعدادات الأمم المتحدة للاحتفاء باليوم العالمي للسكان، والذي يصادف الحادي عشر من يوليو من كل عام، ويُحتفى به تحت عنوان «تنظيم الأسرة بوصفه حقاً إنسانياً››.. أي سكّان؟ وفي أية دولة؟ ولماذا نحتفل بهم؟! وكيف لتنظيم الأسرة أن يكون حقاً إنسانياً؟ عند التمعّن في موضوع السكان ستصبح قراءتنا للأمور أكثر إثارة ومتعة؛ إذ لم أكن على دراية كافية أن «لكل زوج وزوجة في العالم حقّ تقرير عدد أبنائهما، والفترات الفاصلة بينهم، واختيار الزمن، وكيفية الرغبة في الحصول على الأطفال.. إن رغبا في ذلك أصلاً». هذا ما جاء في الوثيقة الختامية للمؤتمر الدولي لحقوق الإنسان، والذي عُقد عام 1968. لم أكن أعي أن للزوجين حقّ تنظيم أسرتهما بعيداً عن ضغط المجتمع والأهل والأصحاب والأحباب، وبعيداً عن السؤال المتكرر بعد الزواج بأشهر وأحياناً بأيام: «متى نفرح لكما بولد أو بنت؟» هل نستطيع الإجابة عن ذلك السؤال بـ «يُرجى مراجعة الوثيقة الختامية التي تنص على حقي في أن أحدد متى وأين وكيف...» القليل منّا لديه الجرأة الاجتماعية ليُجيب بذلك، فيختصر الحديث بـ «إن شاء الله» أو «أمر الله». حسناً، لماذا إذن الاحتفاء بهذا اليوم المتربط بحقّنا الإنساني في تنظيم أُسرتنا؟ لأن احترام حقنا يعني احترام رغبتنا، واحترام رغبتنا يعني احترام قناعتنا، والقناعة مرتبطة بالمسؤولية، وبالمسؤولية فقط نبني أسرة ناجحة. تعاني الكثير من الأسر من الشرذمة الداخلية والتفكك والمعاناة المجتمعية بصمت، والسبب أن الزوجين لم يكن لهما الحقّ في تنظيم أسرتهما، ولا في اختيار ما يرغبان به فعلاً، وما يقتنعان به.. فكم من خيار جاء نتيجة ضغط الأهل أو المجتمع أو نتيجة قرارات خاطئة ناجمة عن عادات غير سليمة؟ ومن أُسرة إلى أُسرة تتكاثر العائلات.. هذه العائلات تُشكّل مجتمعاً واحداً، يضمّ مجموعة من السكان يقطنون في بقعة جغرافية واحدة، مرتبطين معاً بالهوية أو الجنسية. وهذا ما دفع أصحاب النظريات بمختلف المدارس القانونية والسياسية والاجتماعية -بالإجماع- على أن السكّان معيار أساسي يقوم عليه مفهوم الدولة، إلى جانب معياري السلطة والبقعة الجغرافية؛ فلا دولة دون شعب، أي لا دولة دون سُكّان. ومن هنا تنبع أهمية هذه المناسبة العالمية.. فإذا كان سكّان تلك الدولة نشطين اقتصادياً ومنتجين ومبدعين، فأنت أمام دولة لها فرصة التطور والبقاء، وإذا كنّا أمام سكانٍ غير نشطين فأنت أمام دولة لن تصمد طويلاً. حسناً، فهل الدولة تختار سكانها؟ الجواب: الدولة لا تختار سكّانها، ولكنها قادرة على التحكّم في هذا العامل. فالتخطيط السياسي والاجتماعي يلعب دوراً كبيراً في تشكيل التركيبة السكانية، وفي تحويل السكان إلى أداة نجاح أو فشل. فالدولة التي تُغرق شعبها في التخلف والجهل والأمراض تحوّل الإنسان إلى عبء، فتبدأ المشكلات الاقتصادية والاجتماعية وتنهار الأنظمة، وقد يتهدد وجود الدولة نفسها. أما الدولة التي تستثمر في سكّانها وتحوّلهم إلى عامل استثمار، فقد تصبح دولة قوية قادرة على فرض قرارتها. وما ألمانيا واليابان إلا دليل على تلك الدول التي انتفضت من أنقاض الحرب العالمية الثانية وتحوّلت إلى مجتمعات صناعية أبهرت العالم في تطورها، والعامل الأهم كان جهود شعوبها. السكان ليس المعيار الوحيد الذي يحدد حجم الدولة ومكانتها؛ إذ يدخل في هذه العملية حسابات أخرى مثل المعيار العسكري، والاقتصادي، والمعرفي.. وغيرها. إلا أنه عامل مهم جداً لبناء الحضارات أو لاندثارها. وعليه، فلن نكون خير أمة أُخرجت للناس إذا كنّا نعدّ أجيالاً تقتل بعضها البعض، وتحقد على بعضها البعض، وتفرّق بين بعضها البعض.. لن نكون خير أمة أُخرجت للناس إذا ما فرحنا بالجهل، وإذا ما اخترنا الدعاء فقط غير المقرون بالعمل.

خذوا الرقمنة وامنحونا الحياة

من يتحكم بالتكنولوجيا يتحكم بنا، أحببنا هذه الحقيقة أم كرهناها. التكنولوجيا مفروضة علينا من كل حدب وصوب، فأصبحنا أرقامًا ضمن أنظمة رقمية سواء في أماكن عملنا عبر أرقامنا الوظيفية أو بطاقتنا الشخصية والائتمانية، وحتى صورنا...

ماذا سنكتب بَعد عن لبنان؟

ماذا سنكتب بعد عن لبنان؟ هل سنكتب عن انتحار الشباب أو هجرتهم؟ أم عن المافيات السياسية التي نهبت أموال المودعين؟ أو ربّما سنكتبُ عن خباثة الأحزاب وانتمائها للخارج على حساب الداخل. هل سنكتبُ عن انهيار...

«معرفة أفضل» بالمخدرات

من المقرر أن يُصدر مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة تقرير المخدرات العالمي لعام 2020، وذلك قبل نحو 24 ساعة من إحياء الأمم المتحدة ما يُعرف بـ «اليوم الدولي لمكافحة إساءة استعمال المخدرات والاتجار غير...

الدولار «شريان الحياة»

العالم يعيش اليوم في سباق على الابتكار والاختراع، وفيما تسعى الدول الكبرى إلى تكريس مكانتها في مجال التقدّم العلمي والاقتصادي والاجتماعي، تحاول الدول النامية استقطاب الباحثين والعلماء أو ما يعرف بـ «الأدمغة» في شتى المجالات....

218 مليون طفل يبحثون عن وظيفة

218 مليون طفل حول العالم لا يذهبون إلى المدرسة، وليس لديهم وقت للعب، لماذا؟ لأنهم يعملون بدوام كامل. منهم من يعمل بالسّخرة دون أجر، ومنهم المجبر، مجبر على العمل قسراً بأنشطة غير مشروعة كالبغاء والمخدرات،...

بجوار بيتنا مدرسة

بجوار بيتنا مدرسة، جرسها مزعج، يقرع بقوّة إيذاناً ببدء يوم جديد.. النغمة نفسها التي تعيدك أعواماً إلى الوراء؛ لكنه توقّف عن الرنّ. سبب توقّف الجرس هذا العام لم يكن لانتهاء العام الأكاديمي كالعادة، وإنما بسبب...

المرأة مفتاح السلام

تحتفي الأمم المتحدة في 29 مايو بـ «اليوم العالمي لحفظة السلام»، هذا اليوم الذي شهد للمرة الأولى بزوغ قوات حفظ السلام، وكان ذلك في الشرق الأوسط، من أجل مراقبة اتفاقية الهدنة بين القوات الإسرائيلية والقوات...

«اللازنيا» بالسياسة

هذا العنوان قد يبدو صديقاً للجميع، وقابلاً للنشر، ربما باستثناء من لديهم حساسية الجلوتين، أو من يدّعون ذلك، لا سيما وأنها أصبحت موضة أكثر منها عارضاً صحياً، ومقاطعي اللحوم، وهم محبّو الخسّ والجرجير إلى الأبد،...

البطة السوداء في الأُسرة

الأسرة تعني الحماية والطمأنينة والعطاء، تعني أن تهبّ إلى نجدة أختك أو أخيك قبل أن يحتاجك، تعني ألّا تقاطع من ظلمك منهم ولو كان الظلم الذي وقع عليك كبيراً، تعني أن تلجأ إليهم عند الضعف...

المستقبل بعد 75 عاماً

منذ 75 عاماً قُتل 85 مليون إنسان. كيف؟ في الحرب العالمية الثانية. لماذا نتذكّرهم اليوم؟ لأن الأمم المتحدة تُخصّص لهم يومي 8 و9 مايو من كلّ عام مناسبةً لكي يتمهّل العالم قليلاً إجلالاً لمن ذهبوا...

مصلحة البلد

وضعوا أيديهم على أموال المودعين من أجل «مصلحة البلد»، تم تشريع سمّ الحشيشة لمصلحة البلد، وقّعوا على قرض إضافي من البنك الدولي لتأجيل الانهيار الاقتصادي والإفلاس بسبب الجشع والفساد، حتى يتمكّنوا من شدّ بأسهم تحت...

من يُنصف «قلوب الرحمة»؟

يسمّونهم قلوب أو «ملائكة الرحمة»، وهم حقاً كذلك، هم الأقرب إلينا عند الشدة والمرض، بعد الله سبحانه وتعالى، الطبيب.. دوره عظيم يشخّص، يقوم بمهامه الآنية سواء من جراحة أم من منظار، ويصف الدواء، لكن مهنة...