عدد المقالات 194
في صلاة التراويح قبل ليلتين قرأ لنا الإمام ضمن ما قرأ: «كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (216) يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ ۖ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ ۖ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللَّهِ ۚ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ منَ الْقَتْل». أبعد الله عنا وعن المسلمين شر القتال والفتن. أثارت هذه الآيات شجناً في نفسي وقلّبت الأفكار وأخذتني للتأمل في حالنا اليوم.. هذا (الاقتتال) المستميت على صفحات الصحف وعبر الأبواق الإعلامية هو نوع من القتال، وفي هذا (الشهر الحرام).. وهو فتنة (والفتنة أكبر من القتل)..الآيات تخاطبنا. نحن نكره ما يقوم به إخوتنا في الخليج من إصرار على التهجم والتصعيد دون وجه حق، وصوت الإمام يواصل دون أن يعلم كم يمس ما يقرأ شغاف قلوبنا وقلب الواقع الأليم (وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم) ثم يطمئننا وليس مطمئن ككلام الله عز وجل (والله يعلم وأنتم لا تعلمون). لنتأمل في أزمة الخليج الحالية.. أزمة التحالف ضد قطر.. ضد تصريحات لم تصدر ولم تقل من أصل، والجميع يعلم أنها لم تقل، وأن كل هذه الفبركة والادعاءات ذرائع لا أكثر افتعلت بغرض إيجاد سبب يفتح الباب للهجوم على قطر ويُوجد سبباً لمهاجمتها ومعاقبتها، وكان الأجدى التعامل بوضوح ومصارحة بدلاً من الهجوم والطعن في القفا. ولكن على ماذا تعاقب قطر؟؟ على عدم جعل نفسها نسخة طبق الأصل من الدول الأخرى؟!! على عدم إلغاء شخصيتها المتزنة والعادلة؟!! المشكلة أن بقية الدول ليست نسخاً دقيقة من بعضها البعض، فيكف يراد لقطر أن تكون نسخة.. مشكلة قطر أنها الابنة المبدعة التي تؤمن بالتطور والإلهام، حباها الله بمواهب ارتأت أن من الغبن أن تقتلها وتدفنها فقط كي لا تبدو أفضل من شقيقاتها فتثير حفيظتهن ويشعرن بالغيرة منها، فيكدن لها بدلاً من أن يسعين هن الأخريات لبناء صروحهن الممتازة والمميزة فيرتقي الجميع بدلاً من السقوط في هوة التناحر ومحاولات التشويه.. هي كحكاية سندريلا التي حاولوا إخفاءها وحجبها عن الأعين وإبعادها عن قصر الملك والبروز بدلاً منها، ولكن لم يتم لهن ذلك، وكحكاية ابنة الملك الصغرى التي قالت معبرة عن حبها لوالدها: أحبك بقدر ما أحب الملح يا أبي، فكان أن أقصى الملك الوالد هذه الابنة الصغرى زمناً إلى أن علم بمغزى وصفها ذلك. أن تكون مختلفاً دون ضرر ولا ضرار ليس عيباً ولا انتقاصاً من قيمة أو قدر أحد.. بل هي ميزة، الله خلق البشر مختلفين ولو شاء لخلقهم نسخاً متطابقة، خلقهم مختلفين ليتكاملوا لا ليتناحروا. وهذه الأزمة التي كانت بدايتها: _ أنت قلت _ أنا لم أقل _ أنت قلت _ أنا لم أقل _ أنت قلت _ أنا لم أقل وما تبع ذلك من سيل عرم مما لا يليق بأخوة ولا بعقلاء، ومما لا يخدم سوى الأعداء والدخلاء ينبغي أن يتوقف. وهي لا تخدم مفتعليها كما يظنون وكما يطمحون، بل سيكونون أول المتضررين منها إن تصدع البناء الذي يضربون أسافينهم فيه بقوة الآن، ظانين أنهم خارجه متبعين سياسة (علي وعلى أعدائي) !! هذا لو كان في الأمر أعداء، لكن الجميع هنا إخوة ينحدرون من نفس الوالدين ويعيشون في نفس البيت. لذا إن كان هناك من داع فاتباع سياسة (عدو عدوي هو صديقي) التي تنتهجها الدول المحنكة جميعاً.. أصح وأسلم، وهم يتبعونها رغم عدم كونهم أخوة وهي ألزم في حال حدوث شق أو شقاق بين الإخوة، فالخلافات الأخوية قابلة للاحتواء من قبل أفراد الأسرة ذاتها قبل أن يتم استغلالها من المتربصين والأعداء خارجها وهم الأعداء الحقيقيون لها، وعليهم الوعي بما يحاك لهم وما يراد جرّهم إليه عبر خلق هذه الأزمات، وألا ينساقوا وراء مؤججيها. الأذكياء، فقط الأذكياء والعقلاء من يحافظون على مكتسباتهم، وغيرهم هم من يعبثون بها ويتركونها للريح تذروها كيف تشاء. والأذكياء من يوقفون معاول الهدم ويستبدلونها بلبنات البناء، لأن البناء عز وأمان. والأذكياء من يعملون على الوحدة ولم الشمل، ليس فقط لأن ديننا يدعو للوحدة، ولكن لأننا في جزيرة يملأ محيطها الحيتان، والحيتان حالياً تتربص بهذه الجزيرة وهي ترى بحرها يتلاطم وأمواجه تعلو مزمجرة وساكنيها متناحرون ومشغولون بالهوامش عن الجوهريات. على أهل هذه الجزيرة أن يتحدوا معاً ويفوتوا الفرصة على الحيتان المتربصة من كل جانب، عليهم أن يحلوا خلافاتهم وأن يتعاونوا معاً كسابق عهدهم، وأن يجعلوا همهم حماية جزيرتهم وتحصينها من مياه البحر المضطربة ومن الحيتان الجائعة، عليهم أن يرصوا بنيانهم ويُعلوه كي لا تفاجئهم الأمواج، لأنها حين تَعلو ستُغرق الجميع. لازال البيت قائماً وعلى كبير هذا البيت أن يصدر حكمه الحكيم المعهود منه، وأن يحفظ لهذا الكيان وحدته وتماسكه وألا يسمح تحت أي ذريعة بالنخر فيه، وأن يتقبل الفروق الفردية الطبيعية بين أبنائه برحابة صدر، وأن يعمل على القضاء على هذه الفتنة في مهدها.
أن تكون أباً أمر في منتهى الروعة.. أمر عظيم ولكن انتبه فهو تكليف عظيم أيضاً. فهناك من الآباء من يعتقد أن دوره الأبوي يقف عند حدود التكوين البيولوجي، ثم تتولى الأم بعد ذلك جميع الأمور....
إذا كان الجميع يستنكر جلوس الفتيات بكامل زينتهن في القهاوي -الضيّقة والمزدحمة بالشباب بالذات- وملاصقة الطاولة للطاولة والكرسي للكرسي في منظر غريب وكأنهم جميعاً شركاء نفس الجلسة!! إذا كان الناس يلحظون ذلك ويستغربونه بل ويستنكرونه،...
فوق الركبة من أسفل وبلا أكمام أو أعلى صدر من أعلى!! في التجمعات النسائية والاحتفالات التي بدأت تنشر شيئاً فشيئاً!! أينتمي هذا العري الفج للدين أو الأخلاق أو المجتمع؟!! فمن أين تسلل؟! إنما هي (خطوات)...
إذا كان يهمك -عزيزي القارئ- أن نبقى على ما نحن عليه من نعم، وألا تزول ونصبح كدول كانت رموزاً في الغنى والملك، ثم هوت وتدهورت، فاقرأ هذه السطور، ثم اتعظ كي لا نكون مثلهم. قال...
عندما حُجر الناس في منازلهم في شهر مارس الماضي تغنوا وترنموا بفضائل ودروس الحجر المنزلي، وكيف أنه أرجعهم لبعضهم، وأعاد جمع شتات الأسر وعمّر المنازل بأهلها، بعد أن كانوا في لهو من الحياة، وأخذوا يتفكّرون...
من الأحق والأولى بالالتفات إليه وصون حقوقه وصياغة القوانين تلو القوانين له؟ العمالة أم المتقاعدون؟!! العمالة أم أصحاب العمل؟!! يقال: «لكل مشكلة حل»، ولكن في كل حل مشكلة! والعمالة التي هي في أصلها صنف من...
بقدر ما تصلح البيوت بصلاح الأمهات بقدر ما تصلح بصلاح الآباء، ومكان الرجل في البيت لا يعوّض بأحد ولا يعوضه أحد. لم يجعل الله له القوامة عبثاً، حاشاه جل وعلا من العبث. أيها الرجل هذا...
هناك من يَحْطب الصحراء في جنح الليل، ويصبح ليبيع حمولة السيارة الواحدة بـ 8000 ريال، وحين يرشد عنه الواعون من المواطنين تعاقبه وزارة البيئة بقانون يغرمه 2000 ريال فقط!!! حتى غرامة تاركي القمامة في مخيمات...
إذا كان لديك كنز ثمين هل تتركه مكشوفاً في العراء لعوامل الطقس المتقلبة، وللمارة من جميع الأصناف؟! أم تضعه في مكان أمين بحيث لا يتعرّض لسرقة أو تلف أو خطر؟ إذا كان كنزك المالي ثميناً...
أنت فعلا مخيّر بين أن تكب مالك فيما لا يسوى ولا ينفع وبين أن تحفظ مالك وتصرفه فيما يسوى وما ينفع . وفي الحالين الفرح قائم والمتعة حاصلة والرقي متحقق والإكرام موجود . ما القصة...
تلك المساحات الشاسعة من الأراضي الخلاء ولا موطأ قدم لحلال المواطن من الغنم والإبل !! تلك الصحاري الممتدة الفارغة ولا تصاريح للمواطنين بعزب دائمة أو جوالة !! ثم تُفاجأ بالهكتارات المحوطة المسيجة، لمن؟؟!! بل وتفاجأ...
لايهرول الذئب عبثا ولكن النعاج في غفلة. وهي في الواقع ليست نعاجا إنما صقور كاسرة جارحة ولكن ربيت كالنعاج وعوملت كالنعاج فرسخ في وجدانها مع مرور الزمن أنها نعاجاً ، ومايرسخ في الأفئدة تصدقه الجوارح...