عدد المقالات 301
يحيط بنا «المكشوفون» من كل ناحية.. ففي عائلتنا من يدّعي حبّنا وتكشفه أفعاله. في عملنا أيضاً نجتمع يومياً مع زملاء لنا لا يكلّون من ممارسة السلوكيات نفسها التي تتربص بنا عند كل زاوية، ليس لشيء سوى لاستفزازنا أو للتسبب بإيذائنا نفسياً ومهنياً، ولا يمسنا الضرّ إلا بإذن الله. في بيوتنا الزوجية وعلاقاتنا العاطفية القصص نفسها والألاعيب ذاتها، الشاب الذي يَعِد الفتاة بالزواج، والفتاة التي تسحب المال ممن لا يرغب بالحلال، في الأسطوانة نفسها التي تبدأ من أمها المريضة إلى أختها الحزينة، لوالد يحتاج للمال، لبيت مديون بأقساط الإيجار، لغمزة فموعد فلقاء فمصيبة.. اللعبة نفسها في السياسة، فالمتاجرة بالقضية الفلسطينية أصبحت مكشوفة، تارة نحتضن الإسرائيلي ونمنحه منابرنا للإفصاح عن رأيه وندعو للسلام بين الشعبين، وتارة أخرى نستنكر ونُندّد وندعو إلى المحاسبة ونشجب أفعال العدوّ. في الحملات الانتخابية اللعبة نفسها، صوت المرشح وأسهمه يرتفعان على وقع خطابات التطرف والطائفية، فتلتهب مشاعر الجماهير وتصبّ أصواتهم الإصلاحية في صناديق بلاستيكية لم تتسع لها نفايتهم الملقاة من بيوت وزارية ونيابية. بالله عليكم.. ألم تسأموا من تكرار الألاعيب نفسها.. ألم تُدركوا بعد أن الناس من حولكم يعرفونكم ويكشفون نواياكم، ويُدركون متى تخرجون من جُحركم! في الاقتصاد أيضاً والتجارة؛ حيث أصبح التحايل على المستهلك عادة يومية نرصدها في العروض التجارية من المطاعم إلى وسائل المواصلات والاتصالات إلى الخصومات في المتاجر، وصولاً إلى عيادات الأطباء والمستشفيات؛ حيث «المعاينة مدفوعة وفتح الملف مجاناً»، وكأن الطبيب يكتب بيانات مرضاه على ألواح حجرية! المشكلة أن قلّة من هؤلاء «المكشوفين» هم البارعون؛ ولهذا يرتقي في سلّم اللعبة النخبة بينهم، فيُطلَق على المتميز فيهم صفة «النصابين» لأنهم تفوقوا على أقرانهم بالدهاء والخُبث، ولم يتمكن الناس من كشفهم، فيما يستمر زملاؤهم في اللعبة بتكتيكاتهم التي نشؤوا عليها في بيئة اجتماعية مضطربة. لا أحد منّا خالٍ من العيوب، وقد يراني البعض أنني من «المكشوفين»، فلكلّ منا مساوئه وظروفه.. لكن لماذا توظيف كل هذه الطاقة في التورية واللعب على من حولنا؟ هل من أجل الإحساس بأننا أكثر ذكاء من المحيطين بنا؟ أو لأننا أحياناً نستمتع بالنظر إلى وجوه من نستغبيهم؟ أم نمتحن قدرتنا على المخادعة لنشعر بالأمان من الحياة؟! إذا كان ذلك يمنحنا الشعور بالنصر، فنحن بالتأكيد شعوب مريضة نفسياً تحتاج إلى سنوات من العلاج -وأشكّ في جدوى ذلك- لأنها تسرّبات ثقافية واجتماعية. أعزائي «المكشوفين».. في السياسة والعمل والمجتمع والعائلة، تالله.. نحن نراكم على حقيقتكم، ونتغافل عنها فقط لأننا نؤمن بكلام الله -عزّ جلّ- {وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً}. ولأننا نؤمن بالصفح الجميل، والهجر الجميل، والصبر الجميل، ولأننا مللنا من ألاعيبكم.. أرجوكم أن تُبدعوا.. ابتكروا أساليب جديدة لاستغبائنا! حينها فقط قد نصفّق لكم، وقد نحترمكم. أما الآن فليس لكم عندنا سوى تعرية أفعالكم، إلى أن تتعلموا القتال ببسالة.. وتلعبوا مع خصومكم على المكشوف!
من يتحكم بالتكنولوجيا يتحكم بنا، أحببنا هذه الحقيقة أم كرهناها. التكنولوجيا مفروضة علينا من كل حدب وصوب، فأصبحنا أرقامًا ضمن أنظمة رقمية سواء في أماكن عملنا عبر أرقامنا الوظيفية أو بطاقتنا الشخصية والائتمانية، وحتى صورنا...
ماذا سنكتب بعد عن لبنان؟ هل سنكتب عن انتحار الشباب أو هجرتهم؟ أم عن المافيات السياسية التي نهبت أموال المودعين؟ أو ربّما سنكتبُ عن خباثة الأحزاب وانتمائها للخارج على حساب الداخل. هل سنكتبُ عن انهيار...
من المقرر أن يُصدر مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة تقرير المخدرات العالمي لعام 2020، وذلك قبل نحو 24 ساعة من إحياء الأمم المتحدة ما يُعرف بـ «اليوم الدولي لمكافحة إساءة استعمال المخدرات والاتجار غير...
العالم يعيش اليوم في سباق على الابتكار والاختراع، وفيما تسعى الدول الكبرى إلى تكريس مكانتها في مجال التقدّم العلمي والاقتصادي والاجتماعي، تحاول الدول النامية استقطاب الباحثين والعلماء أو ما يعرف بـ «الأدمغة» في شتى المجالات....
218 مليون طفل حول العالم لا يذهبون إلى المدرسة، وليس لديهم وقت للعب، لماذا؟ لأنهم يعملون بدوام كامل. منهم من يعمل بالسّخرة دون أجر، ومنهم المجبر، مجبر على العمل قسراً بأنشطة غير مشروعة كالبغاء والمخدرات،...
بجوار بيتنا مدرسة، جرسها مزعج، يقرع بقوّة إيذاناً ببدء يوم جديد.. النغمة نفسها التي تعيدك أعواماً إلى الوراء؛ لكنه توقّف عن الرنّ. سبب توقّف الجرس هذا العام لم يكن لانتهاء العام الأكاديمي كالعادة، وإنما بسبب...
تحتفي الأمم المتحدة في 29 مايو بـ «اليوم العالمي لحفظة السلام»، هذا اليوم الذي شهد للمرة الأولى بزوغ قوات حفظ السلام، وكان ذلك في الشرق الأوسط، من أجل مراقبة اتفاقية الهدنة بين القوات الإسرائيلية والقوات...
هذا العنوان قد يبدو صديقاً للجميع، وقابلاً للنشر، ربما باستثناء من لديهم حساسية الجلوتين، أو من يدّعون ذلك، لا سيما وأنها أصبحت موضة أكثر منها عارضاً صحياً، ومقاطعي اللحوم، وهم محبّو الخسّ والجرجير إلى الأبد،...
الأسرة تعني الحماية والطمأنينة والعطاء، تعني أن تهبّ إلى نجدة أختك أو أخيك قبل أن يحتاجك، تعني ألّا تقاطع من ظلمك منهم ولو كان الظلم الذي وقع عليك كبيراً، تعني أن تلجأ إليهم عند الضعف...
منذ 75 عاماً قُتل 85 مليون إنسان. كيف؟ في الحرب العالمية الثانية. لماذا نتذكّرهم اليوم؟ لأن الأمم المتحدة تُخصّص لهم يومي 8 و9 مايو من كلّ عام مناسبةً لكي يتمهّل العالم قليلاً إجلالاً لمن ذهبوا...
وضعوا أيديهم على أموال المودعين من أجل «مصلحة البلد»، تم تشريع سمّ الحشيشة لمصلحة البلد، وقّعوا على قرض إضافي من البنك الدولي لتأجيل الانهيار الاقتصادي والإفلاس بسبب الجشع والفساد، حتى يتمكّنوا من شدّ بأسهم تحت...
يسمّونهم قلوب أو «ملائكة الرحمة»، وهم حقاً كذلك، هم الأقرب إلينا عند الشدة والمرض، بعد الله سبحانه وتعالى، الطبيب.. دوره عظيم يشخّص، يقوم بمهامه الآنية سواء من جراحة أم من منظار، ويصف الدواء، لكن مهنة...