عدد المقالات 40
في زوبعة الحياة، ورياحها العاتية، وتقلب حالها، هل كنت فيها ورقة أم حجر؟! ورقة كليلة تمزق وترمى، تبتل بأمطار ظروف الحياة، تذبل وتدوس عليها أقدام المعاناة، ترمى على أرصفة الضعف فلا يلقى لها بال. أم كنت حجراً صلباً مهما تقذف به الحياة بين دهاليزها، ومكرها، وتطعمه صفعاً وألماً، يبقى قوياً بالله ولا يكسر، يتخذ من كل صفعة درساً يزيده قوةً وإصراراً، عزيمةً وإقداماً. الصبر والتحدي هما عدة وعتاد اليوم، هما سلاحان لا يهزم أصحابه أبداً، فيحاربون بهما أحداث وظروف الحياة، فيبقى قوياً بالله، كصخرة صلبة لا تكسر. تقول هارييت تومبان «يبدأ كل حلم بحالم. تذكر دائماً أنك تمتلك داخلك القوة، والصبر، والشغف للوصول إلى عنان السماء وتغيير العالم.» التحدي هو شعار الأقوياء، قاهرين به ظروف الحياة، متصدين به عن كل عجز وهوان، محتمين بالقهار الجبار. هو شعار الحالمين اتخذوا منه درعاً يتحصنون به من العقبات والعوائق، هو شعار الطامحين اتخذوا منه ومن الشغف راية يسمون بها عالياً في سماء الحياة. تذكرت كتاباً لإبراهيم الفقى اسمه (قانون النمل) وسبب تسميته بذلك يقول إنه كان جالساً في حديقة منزله الصغيرة، فرأى نملة تمشي وتحمل على ظهرها شيئاً أكبر من حجمها، فجلس قرب النملة وبدأ يسد عليها طريقها، فلم تستسلم النملة وبدأت تشق لها طريقاً آخر، فقام بسد طريقها مرة أخرى فوجدت النملة طريقاً ثالثاً لها، فقام وكرر فعلته وسد طريقها الثالث فوجدت النملة لها طريقاً آخر! ومن هذه القصة دعونا نتفكر في أسلوب النمل في الحياة، لا يعرف لليأس سبيلاً، بل يعرف للإصرار والتحدي سبيلاً، لديه إصرار عجيب للمواصلة والاستمرار في تحقيق هدفه، وعدم التوقف عند أي عثرة، وتعمل على إيجاد حل للمشكلات مهما كانت الظروف والعقبات. ورغم صغر حجمها، وظآلة وزنها إلا أنها صارت درساً كبيراً يقتدى بها في إصرارها، وعدم يأسها، وعملها الدؤوب. فهلا نكون مثل النملة في حياتنا، هكذا تكون الحياة بلا يأس، ولا إحباط، ولا كلل ولا ملل، بل مثابرة في العمل، وإكمال لمسيرة الأهداف، حتى نصل لغايتنا المنشودة.
لطالما تساءلتُ عن مفهوم الفن، ما هو الفن؟! يوجد العديد من المفاهيم التي تعرف الفن، لكن ما يجمع هذه المفاهيم هو استنطاق الجمال. والجمال يختلف منظوره في عيون الناس، فمنهم ينظر للتعري والفحش كأحد أنواع...
تتجسد الأنا بتفكير المجتمع وكيانه عند كل ما هو شاذ عنهم، ويخالف عاداتهم، ونمط تفكيرهم -المتصدع-، ودائماً ما ينظر من كوة ضيقة، وعلى الدوام ما تميل دفّته إليه ولفكره، ويرجم الحيادية وتعددية الآراء، ويظلُّ في...
هناك من يؤمن بالبطولة وكأنه ما خلق إلا لها، لا بل ما خلقت إلا له، لكن هل كان بطلاً بإرادة منبثقة من الذات أم ساقَ إليها سوقًا، وهو يصارع بين كينونته الخجلة وأفكار الآخرين إملاءً...
سؤال: هل كل خوف يكون حقيقياً ؟! أم هو وهمٌ يظلل رؤوسنا، لطالما لامست هذا السياج الوهمي الذي يحاوط الحريات؛ من اللغة التحذيرية بلسان المجتمع، والتهديد البارد المتواري من السلطة العليا. التناقض الذي يحيط هؤلاء...
أحييكم مجدداً.. كنت أقرأ كتاب (حرب الأجناس الأدبية) للكاتب عمرو منير دهب، وقرأت له مقالة بعنوان «جواز سفر المقالي»، وقال بما معناه تفضيل جنس أدبي عوضاً عن جنس أدبي آخر، وإعطاء قيمة أدبية عليا لبعض...
صباحكم خير لمن عبر على مقالاتي صباحًا، ومساءكم خير لمن يقرأ أسطري مساءً. لطالما كان هذا التساؤل يجول في رأسي هل الكتابة عمل نخبويٌ أم للعامة؟! فنحنُ نكتب دائمًا، في تقارير العمل، وفي الجامعة، وفي...
«باجر العيد بنذبح بقرة.. ويرزف سعيد بسيفه وخنجره» كلما يدنو العيد منّا أتذكرُ هذه الأغنية الشعبية وصداها الذي يتردد بين جدران الذاكرة، ولا شعوريًا تلتصق بنا رائحة العيد، ذاك البخور الذي عشش في قلوبنا قبل...
في الأيام الماضية أصاب قلمي وتدفق كلماتي الحبس الآني عن الكتابة، وكتابة الشعر؛ حيث أصبح لدي فجوة بين القلم والكلمة، وهذا ما يصيب أغلب الكُتّاب بين الحين والآخر، فتذكرت النصائح التي كنت أقرأها وأنصح بها...
الله أنطق كل شيء في هذه الحياة حبًّا، أحاط بالحب هامة الأرض وقيعانها، يابسها وبحرها، أرضها وسماها، هو الذي آلَفَ بين البذرة والتربة حتى تنبت النبتة، وحبب بين العصفور والعصفورة لنستفيق على ألحان الصباح، ومدَّ...
مبارك عليكم الشهر، وكل عام وأنتم بخير، رغمَ تأخري بمعايدتكم بهذا الشهر الفضيل، اعتدنا على اختزال شهر رمضان بالعبادات، وحياكة خيوط الوصل مع الله تعالى، وتقصير المسافات إليه بالتقرب منه في هذا الشهر، إلا أنني...
تخيل معي كيف ينجح إنسان وفي داخله يؤمن إنه عاجز عن النجاح؟! كيف ينهض إنسان بنفسه، ويتسلق جبل النجاح وهو يرى أن كل ما حوله حجرات عثرة ضده؟! كيف يكون الإنسان سحاباً من السعادة وهو...
مؤخراً استنتجت أنني لم أحيكم يوماً في مقالاتي السابقة؛ لذا دعونا نبدأ عهداً جديداً بدءاً من هذه المقالة، صباح الخير لمن يقرأ مقالي صباحاً ومساءك خيراً إن سقطت عيناك على حروفي مساءً. قبل أن أشرع...
