alsharq

سمر المقرن

عدد المقالات 115

الرأي بين التجهيل والاستعداء!

04 مايو 2012 , 12:00ص

من اللافت للنظر وهو ما توصلت إليه من خلال متابعتي، سواء للردود والتعليقات التي تصلني شخصياً على مقالاتي أو آرائي الشخصية التي أصرح بها في مقابلات مع وسائل إعلامية، أو تلك التي أقرؤها عبر الإنترنت الموجهة لأشخاص آخرين سواء كُتاب أو مشاركون، خصوصاً في مواقع الاتصال «المفتوحة» والتي لا يوجد فيها رقيب سوى الله -سبحانه وتعالى- وتربية وضمير الإنسان، فأول سلاح يستخدمه من يخالفك الفكر هو «التجهيل»، وكأنه يعلم الغيب، أو مطلع على حياة الآخر وما يدور فيها، وأكثر كلمات التجهيل استخداماً.. أنت لم تقرأ في هذا المجال؟ أو وش فهمك؟ هذه النبرة تمنح مخالفك الشعور بنشوة الانتصار، لأنه في هذه الحالة يقبع داخل حالة «امتلاك الحقيقة» التي يرى أن مفاتيحها معه وحده! ومن أساليب التجهيل، شخصنة الموضوع، فبعد أن يعجز هذا المخالف عن الإتيان بحجة تناقض رأيك، فيهرع إلى شخصنة الموضوع، فيبدأ عملية «فلفلة» في شخصك وشكلك وصورتك وابتسامتك وحتى تكشيرة وجهك، فيبني عليها آراء افتراضية يربطها بقضيته المصيرية التي يبتغي منها الوصول إلى أنك -يا صاحب الرأي المخالف- لست سوى جاهل تهذي بما لا تدري، وقد يستخدم في حربه أي أسلوب سواء كان أخلاقياً أو غير أخلاقي، ولا يتوانى عن إطلاق نهج -محاكم التفتيش- التي بداخله والتي تمنحه حق الوصاية على الآخرين وعلى آرائهم، المهم أن يُثبت بالحجة والبرهان أنك «جاهل» مع أنه أعد الرأي مُسبقاً ويعتبر في عرف هذه العينة من -المُسلمات- التي لا تقبل النقاش، لذا ما عليك سوى أن تضع رأيك بوضوح دون أن تنحدر إلى مستوى يقلل من قيمتك الشخصية وقيمة طرحك، لأن النزول إلى مستوى «المُجهلين» لن يجعلك تصل معهم إلى أي نقطة حوار، فهم لا يريدون من الأساس أن يتحاوروا، إنما يريدون الظهور لمجرد الانتشاء، ويُشبع شعورهم إن كان صاحب الرأي كاتبة أو كاتباً مشهوراً! الأسلوب الآخر الذي لاحظته من خلال دخولي البسيط إلى هذه المواقع أو المجاميع الحوارية، استخدام أسلوب الاستعداء، بمجرد أن يختلف معك (هذا) في أي فكرة تطرحها، فإن «حفلة» شتائمية ملغمة بعبارات التجهيل أو الاستعداء عليك، هذا الاستعداء والتأليب قد يكون موجهاً إلى السياسي، أو الديني، أو المجتمعي، مع العلم أن هناك قنوات قضائية يتوجه إليها الشخص الذي يرى في أفكارك خطورة تهدد المجتمع، وهذا الأسلوب حضاري وراق وفق قاعدة «على المتضرر اللجوء إلى القضاء».. إن هذا التطرف الفكري والنزوح إلى لغات -رخيصة- مع من يتم الاختلاف معه فكرياً، دليل على حالة ارتباك تعيشها مجتمعاتنا، فيها كثير من التعطش إلى الصراع الذي لا يخلو في كثير من الأحيان من «التسييس» اعتقاداً منهم أن الساحة لا تتسع إلا لرأي واحد، وأن البقاء لهذا الرأي، مع العلم أن الساحة للجميع، وحرية الرأي مكفولة طالما لا تطاول فيها على الذات الإلهية، أو على الرسل -عليهم السلام- أو على الأشخاص بالكلام القبيح! إن إثبات الرأي لا يمكن أبداً أن يتم على حساب إلغاء الآخر، وإن انتصر أصحاب التجهيل والاستعداء في جولات سابقة، فلن ينتصروا مستقبلاً، لأن الوعي أكبر من إغراقه بالشائعات وتقويل الشخص ما لم يقله!

اعتذار

أكثر ما يُنمي ثقافة الاعتذار لدى أي إنسان هو ارتفاع حس الشعور بالخطأ، والتربية منذ سن مبكرة على ثقافة الاعتذار، مع توضيح نوع الخطأ الصادر من الطفل ليتمكّن فيما بعد من اكتشاف أخطائه بنفسه، لأن...

الاحتقان والثأر.. قضية مطاردة الشابين أنموذجاً!

القصاص في الإسلام هو مبدأ قائم على العدل، حتى لا يتراكم الغيظ في نفوس أهالي القتيل، فيحدث ما لا يُحمد عقباه، إذ تنتشر فوضى (الثأر) التي ما زال كثير من المناطق في الدول العربية تُعاني...

«داعش».. تلعب بالرؤوس والمخدرات!

أنا مؤمنة أن هؤلاء الشباب الذين ذهبوا للانضمام إلى صفوف دولة العراق والشام (داعش) هم ليسوا أسوياء، لذا لم أتفاجأ وأنا أقرأ التقارير الصحافية التي تؤكد تناولهم الحبوب المخدرة والمنشطة، هذه النوعية من المخدرات التي...

المزاجية الأميركية في التعاطي مع الديكتاتورية!

انتشرت مؤخرًا صورتين للرئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون، الأولى: عند قيام أفراد من الأمن بسحب زوج عمّة الرئيس إلى حيث إعدامه، ليموت وسط قفص مليء بالكلاب المتوحشة بطريقة بشعة ومبتكرة في التعذيب. والصورة الثانية:...

عذراً أطفال سوريا!

في هذه الأيام شديدة البرودة، والشكوى المعتادة في كلمة «برررررد»، بِتُّ أخجل من البوح بها وأطفال سوريا يموتون متجمدين من شدة الصقيع، في ظل افتقار كثير من المناطق السورية لأبرز احتياجات مقاومة البرد، وعدم وجود...

المواطن بعد ثلاثين عاماً من التعاون

المواطن الخليجي لا يُفكر بسياسة دول مجلس التعاون الخارجية، ولا يهمه في مسألة الانتقال من التعاون إلى الاتحاد الكونفدرالي سوى مصالحه الشخصية وبما يعود عليه، وهذا حقه. بعد مرور أكثر من ثلاثين عاماً على التعاون،...

تجارة القاصرات!

ما من شك أن أشكال الرق والعبودية هي ثقافة تركية، غزت البلاد العربية إبان الغزو العثماني لمعظم مناطقنا.. وإن كان بيع وشراء العبيد هو حالة قديمة من أيام الجاهلية، إلا أن أشكاله الجديدة هي التي...

صناعة الفرح!

قرأت لعدد من المتخصصين عن أبرز محفزات الطاقة السلبية والطاقة الإيجابية لدى الإنسان، ووجدت أغلبها يتمركز في الأشياء المحيطة داخل المنزل من الأتربة والغبار والفوضى وعدم الترتيب وغيرهم، كما قرأت عن بعض الصفات ووجدتها في...

شوارع آمنة من التحرش!

حملة شوارع آمنة، التي انطلقت مؤخراً في بعض الدول العربية، لمناهضة التحرش بالنساء، هي حملة نحتاجها في جميع الدول العربية بلا استثناء، خصوصاً بعد صدور أرقام وإحصاءات مريعة حول انتشار هذه الظاهرة في شوارعنا، آخر...

الفكر الذكوري.. بين صباح ومحمد عبده!

ألاحظ في وسائل الإعلام المختلفة ومواقع التواصل الاجتماعي كثيراً من الاحتفاء بأخبار زواج الفنان محمد عبده وإنجابه وهو في هذا السن المتقدم، وكثيراً من الاستهجان تجاه زيجات الفنانة صباح، بل ولغة سوقية تتجاوز على حكمة...

العقوبات البديلة للشباب!

ما زالت الدول العربية حديثة عهد بفكرة وتطبيق نظام العقوبات البديلة، وكانت دول أوروبا وأميركا قد قطعت شوطاً كبيراً في هذا بعد أن وجدت بعض الآثار السلبية لعقوبة السجن في قضايا معينة، والنتائج الإيجابية لهذه...

المرأة الذكورية!

عندما يُحارب «ذكر» حقوق المرأة، فهو يُدافع عما تبقى من حصون ذكوريته، التي ربتها وأسستها في داخله امرأة! لذا فإن هذه المشاهد ليست مستنكرة، بل هي سائدة في مجتمعاتنا الذكورية، لكن الجزء الذي ما زال...