عدد المقالات 192
انطلاقا من حرص دولة قطر ونهجها الثابت في دعم مسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والحفاظ على وحدة وتماسك البيت الخليجي، باعتبار المجلس المنظومة العربية الوحيدة التي صمدت بوجه عواصف طالت وعصفت بمنظومات شبيهة في المنطقة، شارك حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، مع إخوانه أصحاب السمو قادة ورؤساء وفود دول المجلس، في اجتماعات الدورة العادية الخامسة والأربعين للمجلس، والتي عقدت أمس بالعاصمة الكويت. وثمة إجماع في أوساط المراقبين الذين التقيتهم في الكويت على هامش القمة، التي حملت شعار «المستقبل.. خليجي»، على أهمية دور دولة قطر فيما تحقق من منجزات لفائدة مجلس التعاون منذ تأسيسه، إذ أكدوا على مساهمة الدوحة في بلورة توجهات وقرارات المجلس تجاه مختلف الملفات الإقليمية والدولية، ما انعكس على ما خرجت به القمم الخليجية من نقاط مضيئة في مسيرة المجلس، عبر إنجازات سياسية واقتصادية وإصلاحات هيكلية ومالية. واتساقاً مع هذه المعاني جاء تعليق صاحب السمو على القمة، عبر منشور على حساب سموه بموقع «إكس»، حيث أكد سمو الأمير المفدى على اجراء «مشاورات مهمة» في القمة الـ45 «مثّلت فرصة لبحث عدد من القضايا لتعزيز التعاون الخليجي المشترك في جميع المجالات». وأوضح سموه أنه «خلال رئاسة دولة قطر للدورة السابقة، عملنا مع الأشقاء على تحقيق خطوات مهمة في مسيرة العمل المشترك، تطلعاً إلى تعميق علاقاتنا الأخوية وتحقيق مستقبل أفضل لمجتمعاتنا الخليجية». وتوجه سمو الأمير في ختام تعليقه بالتهنئة إلى أخيه سمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت على رئاسة بلاده للدورة الحالية للمجلس «متمنيا لبلده الشقيق التوفيق والنجاح في توسيع آفاق مسيرة العمل الخليجي المشترك». بدوره نوه سمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، في كلمته بالجلسة الافتتاحية للقمة، بدور الوساطة الذي تقوم به دولة قطر، وجمهورية مصر العربية، والولايات المتحدة الأمريكية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة. كما أن أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون، أشادوا في «إعلان الكويت»، الصادر في ختام أعمال القمة، بـ «الجهود المقدرة لدولة قطر لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل المحتجزين». لقد بدأت الوفود الإعلامية في الوصول إلى الكويت في 29 نوفمبر المنصرم، وسط اهتمام إقليمي ودولي كبير. وقد حملت هذه القمة رمزية أخوية خاصة بين الأشقاء الخليجيين، كونها الأولى التي تُعقد في الكويت منذ تولي سمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح مقاليد الحكم. وقد لعبت الكويت دورا محوريا في تنظيم هذا الحدث الاستثنائي، حيث وفرت بيئة ملائمة للحوار والتعاون، ما يعكس التزامها الراسخ بدعم العمل الخليجي المشترك. ضيافة كويتية مميزة جاءت التحضيرات للقمة بروح تعاونية جمعت مختلف اللجان الخليجية التي عقدت اجتماعات مكثفة لضمان تحقيق الأهداف المنشودة. وحرصت الكويت على تقديم نموذج متكامل في الاستضافة، حيث نظمت وزارة الإعلام برنامجا مميزا للوفود الإعلامية، بدأ بجولة في معرض الكويت الدولي للكتاب، حيث اطلع الإعلاميون على الحراك الثقافي النشط في الكويت. وقد أعقب ذلك حفل غداء استضافه معالي وزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشؤون الشباب عبد الرحمن المطيري، تكريما للضيوف. كما زار الوفد الإعلامي جناح الأمانة العامة لدول مجلس التعاون في مركز عبد الله السالم الثقافي، حيث عُرضت الإنجازات والمبادرات الخليجية المشتركة، قبل أن يشاركوا في متابعة جلسات المجلس الأعلى، التي كانت زاخرة بالنقاشات الاستراتيجية حول مستقبل المنطقة. السياق التاريخي للقمم الخليجية ومنذ تأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربي في 25 مايو عام 1981، شكلت القمم الخليجية السنوية ركيزة أساسية لتعزيز التعاون والتكامل بين الدول الأعضاء. وعمل المجلس على تحقيق مجموعة من الأهداف الاستراتيجية، منها: • تحقيق التنسيق والتكامل والترابط بين الدول الأعضاء في جميع الميادين. • تعزيز الروابط بين الشعوب، وتوطيد العلاقات الأخوية المبنية على وحدة المصير. • وضع أنظمة متماثلة في مختلف المجالات الاقتصادية والمالية والتجارية والجمارك والمواصلات والإعلام وغيرها. • تشجيع التقدم العلمي والتقني في مجالات الصناعة والتعدين والزراعة والثروات المائية والحيوانية. ولعبت القمم الخليجية دورا محوريا في مواجهة التحديات الإقليمية، مثل الحروب والنزاعات، والأزمات الاقتصادية. ومن خلال التنسيق المشترك، استطاعت دول المجلس تحقيق إنجازات مهمة، مثل إنشاء السوق الخليجية المشتركة، والاتحاد الجمركي، وتوحيد بعض الأنظمة والقوانين. دعوة للتكامل والوحدة وفي الجلسة الافتتاحية للقمة، ألقى سمو أمير الكويت كلمة معبرة ومتزنة، أكد فيها على أهمية الوحدة الخليجية والتكاتف في مواجهة التحديات. كما أبرز سموه أهمية تعزيز العمل الخليجي المشترك في المجالات الاقتصادية والتعليمية، مشددا على دور الشباب في قيادة المستقبل. وأدان سموه الاحتلال الإسرائيلي والإبادة الجماعية التي يرتكبها في قطاع غزة، داعيا إلى وقف فوري لإطلاق النار وسرعة إدخال المساعدات الإنسانية، تأكيدا على موقف الكويت الثابت والداعم للقضايا العربية والإسلامية. إعلان الكويت: خريطة طريق للمستقبل أسفرت القمة الـ45 عن «إعلان الكويت»، الذي تضمن مجموعة من القرارات والمبادرات الهادفة إلى تعزيز العمل الخليجي المشترك: o تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي: رحب القادة باتفاق وقف إطلاق النار المؤقت في لبنان، مستذكرين جهود دولة الكويت ومبادرة مجلس التعاون بشأن لبنان. أكدوا على أهمية استمرار الدعم السياسي والاقتصادي للبنان، لضمان استقراره وازدهاره. o مواجهة التحديات السياسية والأمنية: أشاد القادة بالدور المتنامي لدول المجلس في التصدي للتحديات الإقليمية والعالمية، وثمنوا مساهمتها في حل القضايا التي تهدد السلام والأمن والاستقرار، مثل الأزمات في اليمن وسورية والعراق. o تعزيز التكامل الاقتصادي: وجه القادة إلى تعزيز مكانة المنطقة كمركز دولي للأعمال والاقتصاد، واستمرار جهود التنويع الاقتصادي المستدام والاقتصاد الرقمي. وتم الاتفاق على تسريع خطوات تحقيق الاتحاد الجمركي والسوق الخليجية المشتركة، وتسهيل حركة المواطنين ورؤوس الأموال بين الدول الأعضاء. o تمكين المرأة والشباب: أكد الإعلان حرص القادة على تمكين المرأة وتعزيز دور الشباب، ودعم التعليم والابتكار. تم إطلاق مبادرات لتطوير المهارات الرقمية وريادة الأعمال، بهدف إعداد جيل قادر على المنافسة في الاقتصاد العالمي. o الحفاظ على الموروث الثقافي: شدد القادة على أهمية تعزيز الهوية الخليجية المشتركة، ودعم الجامعات ومراكز الأبحاث في حفظ التراث الثقافي، والتشجيع على الإنتاج الثقافي والفني الذي يعكس قيم المجتمع الخليجي. o التعاون في مجال الطاقة والبيئة: اتفق القادة على تعزيز التعاون في مجال الطاقة المتجددة والبديلة، وتبني سياسات بيئية مشتركة للحفاظ على الموارد الطبيعية ومواجهة التغير المناخي. o تعزيز العلاقات الدولية: أكد الإعلان على أهمية تعزيز الشراكات الإستراتيجية مع الدول والتكتلات الاقتصادية الكبرى، بما يخدم مصالح دول المجلس ويسهم في تحقيق الاستقرار والازدهار العالمي. أهمية القمة وأبعادها المستقبلية وتأتي القمة الخليجية الـ45 في ظل متغيرات دولية وإقليمية تتطلب تعزيز الوحدة والتكاتف بين دول المجلس. من أبرز الأبعاد المستقبلية لهذه القمة: o تعزيز الاستقلالية الاقتصادية: من خلال التنويع الاقتصادي وتطوير الاقتصاد الرقمي، تسعى دول المجلس إلى تقليل الاعتماد على النفط، وبناء اقتصادات قادرة على مواجهة التحديات العالمية، مثل التقلبات في أسعار الطاقة والأزمات المالية. o التكامل الأمني والدفاعي: تعزيز التعاون في المجالات الأمنية والدفاعية يسهم في حماية المنطقة من التهديدات الخارجية، مثل الإرهاب والتدخلات الإقليمية، ويضمن استقرارها على المدى الطويل. o الاستثمار في الإنسان: التركيز على التعليم وتمكين الشباب والمرأة يعد استثمارا في المستقبل، حيث يساهم في بناء مجتمع متعلم ومبتكر، قادر على قيادة التنمية والتطوير. o التعاون الدولي والإقليمي: من خلال تعزيز العلاقات مع الدول والمنظمات الدولية، تسعى دول المجلس إلى توسيع دورها وتأثيرها على الساحة الدولية، والمساهمة في حل القضايا العالمية، مثل السلام والأمن ومكافحة الفقر. الكويت دولة محورية وبرزت الكويت كدولة محورية في تعزيز العمل الخليجي المشترك، من خلال دورها الدبلوماسي والوساطي في حل النزاعات الإقليمية. تتميز السياسة الخارجية الكويتية بالاعتدال والتوازن، ما جعلها محل ثقة واحترام على الصعيدين الإقليمي والدولي. واستضافة الكويت للقمة الـ45 يعكس ثقة دول المجلس في قيادتها الحكيمة، وقدرتها على جمع الأشقاء وتعزيز التوافق بينهم. من خلال مبادراتها التنموية والإنسانية، تسهم الكويت في دعم الاستقرار والتنمية في المنطقة، وتقدم نموذجا يحتذى به في العمل الخليجي المشترك. وتبقى القمة الـ 45 شاهدة على قدرة دول الخليج على العمل ككتلة واحدة، مع التزام متجدد بتحقيق الاستقرار والازدهار للمنطقة. وأثبتت الكويت، بجوّها المفعم بروح التعاون وقيادتها الحكيمة، مجددا أنها جسر للتواصل ومنارة للوحدة. وفي الختام أتوجه بالشكر لدولة الكويت الشقيقة على حسن الاستضافة قيادة وشعبا، وعلى حفاوة الاستقبال وأخص وزارة الإعلام التي أحاطت الوفود الإعلامية بكل الرعاية والاحترام والتقدير، وبالأخص قطاع الاعلام الخارجي فيها. اللهم احفظ الكويت ودول الخليج، ووفقها لتحقيق آمال شعوبها. @falehalhajeri
في مشهد ينذر بتحول نوعي في مسار العدوان الإسرائيلي الوحشي بالمنطقة، استهدفت صواريخ إسرائيلية مساء أمس الثلاثاء، «دوحة السلام»، لتُصيب مقرات سكنية يُقيم فيها عدد من أعضاء المكتب السياسي لحركة حماس، ممن كانوا منخرطين في...
في زمن بات تناول الألم والعذاب الذي يعيشه إخواننا في غزّة بشكل اعتيادي، كان صوت الصحفي الميداني أنس الشريف من قلب المأساة الفلسطينية، بمثابة صرخة ضمير: «لم أتمالك نفسي من هول المجازر، لكنني وجدت صوت...
لم تعد الوساطة في النزاعات الدولية حكرا على القوى الكبرى أو المنظمات الأممية، بل برزت دولة قطر في العقدين الأخيرين كلاعب محوري في هذا المضمار، تجمع بين الحياد السياسي، والقدرة الاقتصادية، وشبكة علاقات إقليمية ودولية...
بين اتساع رقعة الحرائق في الإقليم، واستمرار الاشتباك المباشر بين إيران وإسرائيل، وجدت دولة قطر نفسها – دون رغبة أو انخراط – أمام لحظة فارقة. ولم تكن الدوحة طرفا في المواجهة، لكنها استُهدفت. ولم تكن...
في 14 مايو 2025 حطّت طائرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الدوحة، في زيارة تاريخية تأتي تتويجا لجولة في المنطقة شملت أيضا قمة خليجية-أمريكية في الرياض قبل يوم واحد. وهذه الزيارة الرئاسية إلى قطر –...
في مرحلة تتسم بتشابك الأزمات وتعدد مسارات النزاعات في المنطقة العربية والشرق الأوسط، تبرز دولة قطر كفاعل دبلوماسي نشط يسعى لإعادة صياغة المشهد الإقليمي، انطلاقا من رؤية قائمة على الحوار والشراكة، لا على الصدام والاستقطاب....
«قطر أظهرت قولاً وعملاً على مر السنين تضامنها الكامل ودعمها المطلق للبنان»، ربما تكون هذه العبارة الأكثر توضيحاً للموقف القطري من لبنان على مر السنين. وتزداد أهميتها أنها على لسان رأس الدولة اللبنانية فخامة الرئيس...
بداية الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة والشعب الفلسطيني، كانت دولة قطر حاضرة في الخطوط الأمامية للجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى وقف إطلاق النار، وتخفيف المعاناة الإنسانية عن الشعب الفلسطيني. وهذا الدور لم يكن وليد...
لم تتأخر دولة قطر في تقديم الدعم للشعب السوري الشقيق منذ اندلاع الثورة السورية في مارس 2011، واضعة الجانب الإنساني والوقوف بجانب الشعب السوري في مقدمة أولوياتها. فقد جاءت الأزمة السورية كواحدة من أسوأ الكوارث...
دعوة فخرية تلقيتها من مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع للمشاركة في احتفالية الذكرى الثلاثين لتأسيسها، وهي لحظة فارقة تستحق التوقف والتأمل. إذ على مدار هذه السنوات، تحولت المؤسسة التي انطلقت برؤية طموحة من مبادرة...
ستبقى الزيارة الرسمية لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى سوريا أمس خالدة في الذاكرة وعلى صفحات التاريخ. فبوصول حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير...
شهدت العلاقات بين دولة قطر وسلطنة عُمان تطورا مستمرا على كافة المستويات، وفي مشهد يُبرز مدى العمق التاريخي لهذه العلاقة التي تمتد جذورها إلى عقود طويلة من التعاون والتفاهم المشترك. وتستند هذه العلاقات إلى دعائم...