


عدد المقالات 200
ستبقى الزيارة الرسمية لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى سوريا أمس خالدة في الذاكرة وعلى صفحات التاريخ. فبوصول حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى مطار دمشق الدولي، واستقبال فخامة الرئيس السوري أحمد الشرع لسموه، سيذكر التاريخ وسوريا الشعب.. وسوريا الثورة؛ التي ظلت صامدة لما يقارب الأربعة عشر عاما في وجه الاستبداد والطغيان والقتل والتشريد والتهجير، مواقف دولة قطر أميراً وحكومة وشعباً بجانب الشعب السوري، الذي خرج في مظاهرات ضخمة للمطالبة بحقوقه والعيش بكرامة وممارسة الحرية على أرضه، كما لن ينسى وقوف دولة قطر بجانبهم بما استطاعت هو واجب شرعي وأخلاقي وإنساني، فقد قامت بعقد مؤتمرات لتجمع أطياف الشعب السوري ولتوحد كلمتهم، وقامت بتقديم المساعدات الإنسانية لهم والعمل على الدعم اللوجستي أيضا. وهذا هو ديدن دولة قطر كعبة المضيوم، ودولة السلام، والتي تسعى بكل ما تملك من وسيلة لحل الخلافات بين الدول والفرقاء المتخاصمين، ونزع فتيل الحروب والأزمات في شتى بقاع الأرض، والدعوة للحوار والتفاوض للوصول إلى بر الأمان والسلم والاطمئنان في كل مكان، ليس آخرها ما قامت به دولة قطر والذي نراه واجبا لا فضل لنا فيه في غزة، والوساطة التي تكللت بنجاح بعد جهد جهيد حتى الوصول إلى اتفاقية السلام التي تم الاتفاق عليها مؤخراً، ولا ما بذلته في سبيل لمّ شمل الأسر المتفرقة وتقديم العلاج لمستحقيه، بغض النظر عن جنسياتهم أو أعراقهم، لأن ما يجمع العالم هو الإنسانية التي تتماشى معها القيم الدينية والاجتماعية. رسالة واضحة إن زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى سوريا كأول زيارة يقوم بها قائد دولة للعاصمة السورية منذ سقوط النظام السابق في الثامن من ديسمبر الماضي، هي رسالة واضحة بأن قطر وتحت ظل قيادتها الحكيمة ستكون عونا للأشقاء وسندا لهم، خاصة لشعب تخلى عنه الجميع في حين وقفت قطر بجانبهم، وواجهت الكثير من الضغوط السياسية في سبيل إعادة العلاقات مع النظام السابق وظلت ثابتة في مواقفها لا تحيد أو تميل عنه، حتى جاء نصر الله، وكان نصرا كبيرا، وتم تحرير الأرض من أعدائها، وجارٍ العمل لبنائها على أيدي أبنائها، وسوف ينجح الشعب السوري في ذلك بقيادته الجديدة، التي عملت على نبذ العنف والإقصاء، ولمّ الشمل وجمع الفرقاء تحت سقف واحد لبناء دولتهم على أسس وقواعد متينة، على دستور يجمعهم وقانون يحكمهم ولا يفرق بين مواطن وآخر؛ فالشعب السوري الذي استطاع أن يكابد بؤس العيش في ظل التهجير والتشريد، استطاع أن يعيد الحياة وينعش تجارة الدول التي لجأوا إليها، وقاموا بإحياء أسواقها وتجارتها واقتصادها لملكتهم الخاصة بهم في هذا النشاط المعروف عنهم منذ الأزل، فما بالكم بعد عودتهم إلى أرض الوطن الذي تغرّبوا وهُجِّروا وعانوا من أجل العودة إليه، بروح ينعشها الأمل ولبناء لبناته وإعادة الحياة إليه، لتعود كما كانت وتبقى كما عُرِفَت بلد الخيرات والأمن والتجارة والسياحة والاقتصاد، بلد السياسة وحاضنة الخلافة، بلد العرب، نهضة الإسلام، إنها الشام التي تغنى بها الكثيرون، وتاق إليها المهجّرون، وحلم بالعودة إليها المبعدون، واشتاق لزيارتها المحبون. محطة بارزة وتعتبر زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى هي محطة بارزة من محطات الدعم الأخوي غير المحدود، الذي تقدمه دولة قطر للأشقاء في سوريا كما تحمل العديد من الرسائل والمؤشرات كونها تأتي في لحظات تاريخية فاصلة في تاريخ الشعب السوري الشقيق، وهي أن دولة قطر ستبقى دائما إلى جانب الشعب السوري في سعيه للسلام والعدالة، مع استعدادها للتعاون مع الحكومة السورية الجديدة في مختلف الملفات الدولية، وفي مقدمتها رفع العقوبات عن سوريا، وكان ذلك جليا عندما قام معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، بزيارة دمشق 16 يناير وأكد خلال الزيارة على علاقات التعاون بين البلدين وسبل دعمها وتطويرها، مشددا على موقف دولة قطر الداعم لوحدة سوريا وسيادتها واستقلالها، وتحقيق تطلعات شعبها الشقيق في العيش الكريم وبناء دولة المؤسسات والقانون، كما أعرب معاليه عن ترحيب دولة قطر بالخطوات الإيجابية التي اتخذتها الإدارة السورية آنذاك في المحافظة على سلامة المدنيين، واستقرار مؤسسات الدولة، وضمان استمرار الخدمات العامة، كما رحبت دولة قطر «أمس الأول» الأربعاء بالخطوات التي تهدف إلى إعادة هيكلة الدولة السورية الشقيقة وتعزيز التوافق والوحدة بين كافة الأطراف السورية، بما يمهد لتوطيد السلم الأهلي والأمن والاستقرار وبناء دولة القانون والمؤسسات والتنمية والازدهار. مواقف إنسانية قطرية راسخة قدمت دولة قطر المساعدات الإغاثية إلى اللاجئين والنازحين في الداخل والخارج منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011م، وقد بلغ حجم المساعدات القطرية لصالح الشعب السوري منذ بداية الأزمة ما يزيد على ملياري دولار، تمت من خلال الدعم الحكومي المباشر أو عبر منظمات المجتمع المدني والجمعيات الإنسانية والخيرية والمؤسسات القطرية المانحة، كما نظمت مؤسسات الدولة أكبر حملة تبرعات لنصرة الشعب السوري في منطقة درب الساعي بالدوحة. وجمعت حملة «حلب لبيه» ما يقارب مبلغ 330 مليون دولار، وتلقت دولة قطر على إثرها خطاب شكر وتقدير خطيا من الأمم المتحدة، واستضافة الدوحة في أبريل 2017 اجتماعا إقليميا ضم الأمم المتحدة و25 منظمة غير حكومية قطرية وإقليمية من المنطقة، وصدر عنه تعهدات بلغت 262 مليون دولار دعما للاستجابة الإنسانية للشعب السوري. كما افتتحت سعادة السيدة مريم بنت علي بن ناصر المسند وزيرة الدولة للتعاون الدولي، أمس الأول (الأربعاء)، مدينة «الأمل السكنية» لإيواء المتضررين من الأزمات وتوفير السكن الكريم للأسر النازحة شمالي سوريا، وذلك ضمن الدعم القطري المتواصل للشعب السوري الشقيق، ونستذكر أيضا إطلاق دولة قطر في مؤتمر المانحين الثالث لصالح الشعب السوري في الكويت عام 2015 مبادرة بتأسيس صندوق يعنى بالتعليم والتدريب المهني للسوريين، واستضافت الدوحة في 14 يونيو 2024م الماضي الاجتماع العاشر لمجموعة كبار المانحين للشعب السوري، في ظل عجز المجتمع الدولي عن معالجة الأسباب الجذرية للأزمة في ذلك الوقت. مبادرات قطرية قدمت دولة قطر الكثير من المبادرات في مجالات التعليم والتدريب المهني، بالشراكة مع منظمات إنسانية إقليمية ودولية، بما في ذلك مبادرة لتعليم وتدريب اللاجئين السوريين لصالح 400 ألف طفل على مدى 5 سنوات، ومبادرة «علم طفلا» التي بلغ عدد المستفيدين منها ما يقارب 985 ألف طفل سوري، إلى جانب ما أقدمت عليه الحكومة القطرية من لمّ شمل آلاف السوريين مع أسرهم. دعم الشعب السوري عقب سقوط النظام وتنفيذاً لتوجيهات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وصلت أول طائرة تابعة للقوات المسلحة القطرية إلى مدينة غازي عنتاب التركية في 10 ديسمبر الماضي، تحمل مواد غذائية وطبية ومستلزمات إيواء، مقدمة من صندوق قطر للتنمية، وذلك ضمن جسر جوي تسيره دولة قطر؛ لإغاثة الأشقاء في الجمهورية العربية السورية الشقيقة، والمساهمة في معالجة الأوضاع الإنسانية، والوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق، كما وصلت في 23 ديسمبر الماضي إلى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت طائرة تابعة للقوات المسلحة القطرية، تحمل مساعدات إنسانية مقدمة من صندوق قطر للتنمية أيضا، وذلك ضمن الجسر الجوي الذي تسيره دولة قطر، في إطار موقفها الداعم للأشقاء في سوريا، ووقوفها المستمر إلى جانبهم، وفي 30 من ديسمبر الماضي، وصلت إلى مطار دمشق الدولي طائرة تابعة للقوات المسلحة القطرية، تحمل مساعدات إنسانية تتضمن سيارات إسعاف ومواد غذائية وأدوية مقدمة كذلك من صندوق قطر للتنمية، بالإضافة إلى مساعدات فنية للمساهمة في إعادة تشغيل مطار دمشق الدولي، بما يضمن انسياب المساعدات إلى سوريا، وتعد هذه الطائرة الأولى التي تهبط في مطار دمشق الدولي ضمن الجسر الجوي القطري، ما يؤكد اهتمام دولة قطر البالغ ودعمها الكامل للأشقاء في سوريا. @falehalhajeri
افتتح حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، صباح يوم أمس الثلاثاء 21 أكتوبر 2025، دور الانعقاد العادي الرابع والخمسين لمجلس الشورى، في لحظة سياسية تؤكد استمرار الدولة على نهجها...
حين تشتعل الحروب وتنتكس معاني الإنسانية، لا يُقاس القادة بما يقولون، بل بما يفعلون. وفي زمن كثرت فيه الخطابات وقلت فيه المبادرات الإقليمية والدولية لإحلال السلام، برزت دولة قطر كوسيط نزيه لها دورها الفاعل، يقودها...
في مشهد وطني يعكس نضج التجربة القطرية ووضوح رؤيتها، دشنت دولة قطر، تحت رعاية معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، الإستراتيجية الوطنية لتعزيز النزاهة والشفافية والوقاية من...
في صباح السابع من أكتوبر، تتجدّد الذكرى الثانية لــ «طوفان الأقصى»، يوم تقف فيه غزة على فوهة بركان على نحو استثنائي، وتقف الأجساد بين أنقاض المنازل وتجمعات بمئات الآلاف الذين تلاحقهم آلات الموت للاحتلال الإسرائيلي....
حدثان مهمان يحملان الكثير من الدلالات وسيكون لهما العديد من الانعكاسات على أمن المنطقة، الأول توقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الأربعاء، أمرا تنفيذيا تعهد فيه بضمان أمن دولة قطر، بما في ذلك استخدام القوة...
في لحظة تاريخية تتجه فيها أنظار العالم نحو نيويورك، ألقى حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى (حفظه الله)، خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثمانين. ولم يكن...
انعقدت في الدوحة، يوم أمس الاثنين 15 سبتمبر 2025، القمة العربية الإسلامية في ظروف غير مسبوقة، حيث جاء القادة إلى عاصمتنا «دوحة السلام» التي تعرضت لاعتداء إسرائيلي غادر، استهدف بيتا آمنا تقيم فيه عائلات فلسطينية...
لم يكن مساء التاسع من سبتمبر 2025 يوما عاديا في تاريخ قطر والمنطقة. فالعاصمة الدوحة، التي اعتادت أن تكون جسرا للحوار وميدانا للوساطة، فوجئت بضربة إسرائيلية غادرة استهدفت أرضها في سابقة خطيرة هي الأولى من...
في مشهد ينذر بتحول نوعي في مسار العدوان الإسرائيلي الوحشي بالمنطقة، استهدفت صواريخ إسرائيلية مساء أمس الثلاثاء، «دوحة السلام»، لتُصيب مقرات سكنية يُقيم فيها عدد من أعضاء المكتب السياسي لحركة حماس، ممن كانوا منخرطين في...
في زمن بات تناول الألم والعذاب الذي يعيشه إخواننا في غزّة بشكل اعتيادي، كان صوت الصحفي الميداني أنس الشريف من قلب المأساة الفلسطينية، بمثابة صرخة ضمير: «لم أتمالك نفسي من هول المجازر، لكنني وجدت صوت...
لم تعد الوساطة في النزاعات الدولية حكرا على القوى الكبرى أو المنظمات الأممية، بل برزت دولة قطر في العقدين الأخيرين كلاعب محوري في هذا المضمار، تجمع بين الحياد السياسي، والقدرة الاقتصادية، وشبكة علاقات إقليمية ودولية...
بين اتساع رقعة الحرائق في الإقليم، واستمرار الاشتباك المباشر بين إيران وإسرائيل، وجدت دولة قطر نفسها – دون رغبة أو انخراط – أمام لحظة فارقة. ولم تكن الدوحة طرفا في المواجهة، لكنها استُهدفت. ولم تكن...