عدد المقالات 301
إن كُنتَ من المُدخنين فأنا من الخاسرين، لأنه سيكون من الصعب عليّ إقناعك بالتوقف عن التدخين بمناسبة «اليوم العالمي للامتناع عن تعاطي التبغ»، والذي تحتفي به منظمة الصحة العالمية اليوم 31 مايو، تحت عنوان «التبغ وأمراض القلب». أعزائي المدخنين، وفي هذه المناسبة، دخّنوا كما شئتم! وأنصحكم -بمناسبة هذا اليوم الذي يُحييه العالم من أجلكم، بأن تشتروا المزيد من التبغ.. وأن تتهادوا فيما بينكم بأحدث إصدارات التدخين، وبتوزيع المواد السامة على أحبابكم، ولا سيّما على أطفالكم. اسمحوا لأحبابكم اليوم بتدخين النرجيلة أو «الشيشة» والسجائر، وعلّموهم أن التدخين متعة! وأنه مفيد للصحة! لأنه يُساعد الدماغ على مواجهة تحديات الحياة.. وأن من جاء أجله لا يستقدم ساعة ولا يستأخر، وأن «الشيشة» أولى من كلّ شيء.. وأن السيجارة، و»الفيب» تُبعدان الهموم، وتحوّلان لون الدنيا من أسود داعشي إلى ورد جوريّ. في هذا اليوم، وزّعوا على أطفالكم المواد السامة، ومن لم يرزقه الله بأطفال، فليُشارك فرحته بالتدخين أصحابه، وخلّانه. لنملأ العالم بالدخان الأبيض، بالمواد السامة ذات الروائح المنّوعة، والملوّنة، ولنغنّي معاً «العنب.. العنب. العنب»، وليردّ علينا العالم «الذُبابة.... ثم طارت»! لماذا أحثّكم على ذلك؟! لأنه ببساطة هذا خياركم، وهذه حياتكم، وهذه أولوياتكم.. ولأننا سئمنا من تذكيركم بأن «التدخين يؤدي إلى أمراض خطيرة ومميتة»، كما سئم الفطين من العيش مع الأغبياء، وكما ملّ النقي من مجالسة الخبثاء. في هذه المناسبة، علّموا أولادكم بأن المدخنين «كوول»، وأن غير المدخنين «نكديين» ومزعجين، ولا يعرفون كيف يستمتعون بالحياة! لماذا؟ لأنكم ببساطة لا تحتاجون لمن يتلو على مسامعكم بأن التبغ يحصد أرواح أكثر من 7 ملايين نسمة سنوياً. ولكن قبل أن تنطلقوا إلى الاحتفال بمتعة التدخين سنبوح لكم بسّر خطير.. سرّ نحمله في أعماق الفؤاد منذ زمن بعيد، سرّ نريد له جواباً: هل تستمتعون بقتل نحو 900 ألف شخص من غير المدخنين؟ هؤلاء يفارقون الحياة من جرّاء استنشاقهم دخان التبغ غير المباشر. هل تتحملون وِزر معاناتهم من أمراض خطيرة بسببكم؟ هل تُفكّرون في أوجاعهم وآلامهم التي يعانون منها دون ذنب، سوى أنهم يكنون الحب لكم، ويفضلّون التعرض للسموم على الابتعاد عنكم؟ لقد سئمنا -غير المدخنين- من مُسايرتكم، ومن الابتسام في وجوهكم، التي لم نعد نتذكر ملامحها دون «عصا خشبية» موصولة في شفاهكم.. لقد تعبنا من استنشاق تبغكم.. هل تعلمون أننا نجالسكم فقط من باب الذوق والأدب، واحترام حريتكم الشخصية، وحُسن الظن بكم؟ بمناسبة اليوم العالمي للامتناع عن التدخين، نقول: لكم الحق في التدخين.. ولنا الحق في الحياة ببيئة نظيفة.. لكم الحق في اختيار متعتكم، ولنا الحق في الابتعاد عنكم.. لكم الحق في تخصيص جلسات نقاش حول «غرغرة» الشيشة ونكهاتها المفضلة، ولنا الحق في عدم حضور هذه الجلسات التي يمتلأ مكانها بدخان أبيض.. لطالما حلمنا برؤيته يتصاعد من خلافاتنا السياسية وحتى العائلية. قد يكون التدخين حلاً مؤقتاً لمشاكلنا، لا سيما أننا نعيش في بلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، والتي يعيش فيها نحو 80% من المدخنين حول العالم -بحسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية- ولكنه حلّ للعاجزين عن التغيير. نسأل الله لنا ولكم الصحة والعافية.. وتنعاد عليكم الـ «نرجيلة».. وكل سيجارة وانتوا سالمين.
من يتحكم بالتكنولوجيا يتحكم بنا، أحببنا هذه الحقيقة أم كرهناها. التكنولوجيا مفروضة علينا من كل حدب وصوب، فأصبحنا أرقامًا ضمن أنظمة رقمية سواء في أماكن عملنا عبر أرقامنا الوظيفية أو بطاقتنا الشخصية والائتمانية، وحتى صورنا...
ماذا سنكتب بعد عن لبنان؟ هل سنكتب عن انتحار الشباب أو هجرتهم؟ أم عن المافيات السياسية التي نهبت أموال المودعين؟ أو ربّما سنكتبُ عن خباثة الأحزاب وانتمائها للخارج على حساب الداخل. هل سنكتبُ عن انهيار...
من المقرر أن يُصدر مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة تقرير المخدرات العالمي لعام 2020، وذلك قبل نحو 24 ساعة من إحياء الأمم المتحدة ما يُعرف بـ «اليوم الدولي لمكافحة إساءة استعمال المخدرات والاتجار غير...
العالم يعيش اليوم في سباق على الابتكار والاختراع، وفيما تسعى الدول الكبرى إلى تكريس مكانتها في مجال التقدّم العلمي والاقتصادي والاجتماعي، تحاول الدول النامية استقطاب الباحثين والعلماء أو ما يعرف بـ «الأدمغة» في شتى المجالات....
218 مليون طفل حول العالم لا يذهبون إلى المدرسة، وليس لديهم وقت للعب، لماذا؟ لأنهم يعملون بدوام كامل. منهم من يعمل بالسّخرة دون أجر، ومنهم المجبر، مجبر على العمل قسراً بأنشطة غير مشروعة كالبغاء والمخدرات،...
بجوار بيتنا مدرسة، جرسها مزعج، يقرع بقوّة إيذاناً ببدء يوم جديد.. النغمة نفسها التي تعيدك أعواماً إلى الوراء؛ لكنه توقّف عن الرنّ. سبب توقّف الجرس هذا العام لم يكن لانتهاء العام الأكاديمي كالعادة، وإنما بسبب...
تحتفي الأمم المتحدة في 29 مايو بـ «اليوم العالمي لحفظة السلام»، هذا اليوم الذي شهد للمرة الأولى بزوغ قوات حفظ السلام، وكان ذلك في الشرق الأوسط، من أجل مراقبة اتفاقية الهدنة بين القوات الإسرائيلية والقوات...
هذا العنوان قد يبدو صديقاً للجميع، وقابلاً للنشر، ربما باستثناء من لديهم حساسية الجلوتين، أو من يدّعون ذلك، لا سيما وأنها أصبحت موضة أكثر منها عارضاً صحياً، ومقاطعي اللحوم، وهم محبّو الخسّ والجرجير إلى الأبد،...
الأسرة تعني الحماية والطمأنينة والعطاء، تعني أن تهبّ إلى نجدة أختك أو أخيك قبل أن يحتاجك، تعني ألّا تقاطع من ظلمك منهم ولو كان الظلم الذي وقع عليك كبيراً، تعني أن تلجأ إليهم عند الضعف...
منذ 75 عاماً قُتل 85 مليون إنسان. كيف؟ في الحرب العالمية الثانية. لماذا نتذكّرهم اليوم؟ لأن الأمم المتحدة تُخصّص لهم يومي 8 و9 مايو من كلّ عام مناسبةً لكي يتمهّل العالم قليلاً إجلالاً لمن ذهبوا...
وضعوا أيديهم على أموال المودعين من أجل «مصلحة البلد»، تم تشريع سمّ الحشيشة لمصلحة البلد، وقّعوا على قرض إضافي من البنك الدولي لتأجيل الانهيار الاقتصادي والإفلاس بسبب الجشع والفساد، حتى يتمكّنوا من شدّ بأسهم تحت...
يسمّونهم قلوب أو «ملائكة الرحمة»، وهم حقاً كذلك، هم الأقرب إلينا عند الشدة والمرض، بعد الله سبحانه وتعالى، الطبيب.. دوره عظيم يشخّص، يقوم بمهامه الآنية سواء من جراحة أم من منظار، ويصف الدواء، لكن مهنة...