


عدد المقالات 392
تنعقد قمة مجلس التعاون الخليجي الخامسة والأربعون في الكويت وسط تحولات عالمية تؤكد أهمية التكامل الإقليمي كأداة لمواجهة التحديات المشتركة. فالعالم اليوم يشهد تحولًا ملحوظًا نحو الإقاليم كنظم تعاونية تسعى إلى تعزيز قوتها الاقتصادية، والسياسية، والثقافية في مواجهة المتغيرات الدولية السريعة. في هذا السياق، يصبح مجلس التعاون الخليجي نموذجًا مميزاً، ليس فقط في جانبه السياسي أو الاقتصادي، بل أيضًا في دوره الثقافي والتعليمي للمحافظة على مجتمع واحد من خلال تعزيز الهوية الخليجية المشتركة. الهوية الخليجية ليست مجرد فكرة رمزية، بل هي أساس لتحقيق التناغم بين شعوب دول المجلس، وإطار يحفظ الخصوصية الثقافية في عالم يتسم بالعولمة المتسارعة. منذ تأسيس المجلس، تم التأكيد على الهوية المشتركة حيث يتطلب العمل على عدة مستويات، فباتت المبادرات الثقافية والتعليمية قاعدة أساسية لهذا الجهد. إن التحولات العالمية نحو الأقاليم تؤكد أهمية هذه الجهود. ففي ظل انحسار التوجهات الأحادية وسيطرة السياسات الإقليمية، يصبح التعاون الخليجي ضرورة ملحة وليس خيارًا. المبادرات الثقافية والتعليمية لم تعد مجرد أدوات لتعزيز الهوية، بل باتت عاملًا استراتيجيًا للحفاظ على التماسك الداخلي لدول المجلس وتعزيز مكانتها على الساحة العالمية. فالهوية المشتركة ليست فقط قيمة معنوية، بل هي أيضًا عنصر أساسي لدعم المشاريع الاقتصادية الكبرى وتحقيق التنمية المستدامة في المنطقة. مع كل قمة تنعقد، تتجدد الآمال بأن تكون قراراتها انعكاسًا لطموحات الشعوب. قمة الكويت تأتي في وقت يحتاج لتماسكه الداخلي أكثر من أي وقت مضى، خاصة في ظل التحديات الإقليمية والدولية المتزايدة. الهوية الخليجية المشتركة، التي تشكلت عبر قرون من التفاعل الثقافي والاجتماعي، يمكن أن تكون المفتاح الذي يضمن استمرار هذا المجلس في لعب دوره المحوري في العالم الجديد الذي يتشكل حول الإقاليم. إن مجلس التعاون الخليجي يمثل نموذجًا ملهم لمناطق أخرى حول العالم. فهو يجمع بين التاريخ المشترك والرؤية المستقبلية، معتمدًا على ثقافته وهويته كأساس لتحقيق التكامل. قمة الكويت ليست مجرد اجتماع سياسي، بل لقاء أخوي في الكويت أرض الدبلوماسية والسلام، وواحة للتلاقي الثقافي والفكري، الكويت صوت الحكمة وجسر التواصل وحاضنة الرؤى المستقبلية. @maryamhamadi
قدّم حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، حفظه الله، في خطابه خلال افتتاح دور الانعقاد العادي لمجلس الشورى، رؤية شاملة لمستقبل المرحلة القادمة، رؤية تؤكد أن التنمية الحقيقية لا تتحقق بالإنجازات وحدها،...
يشهد العالم اليوم تحوّلات عميقة لم تعد تقتصر على التكنولوجيا أو الاقتصاد، بل امتدّت لتطال المفاهيم ذاتها التي شكّلت إيقاع حياتنا اليومية: ساعات العمل، وساعات التمدرس، ومعايير الإنتاجية والتعلّم والحياة المتوازنة. نحن أمام مرحلة جديدة...
تشهد دولة قطر في هذه المرحلة من مسيرتها التنموية تحولًا نوعيًا في فلسفة الإدارة العامة والموارد البشرية، أعاد تعريف العلاقة بين الإنسان والمؤسسة، وبين العمل والحياة. فالتعديلات الأخيرة التي أُقرّت على قانون الموارد البشرية تُعد...
ونحن نحتفي باليوم العالمي للمعلم، يتبادر إلى أذهاننا عدد كبير من المعلمين والمعلمات الذين قدّموا خلال سنوات طويلة أسمى معاني العطاء. أسماء غابت عن المشهد الحاضر، لكنها باقية في وجدان أبنائهم وبناتهم من طلبتهم، أولئك...
في العاشر من أكتوبر من كل عام، يلتقي العالم بشعار الصحة: لا صحة بلا صحة نفسية. وهو يوم لا يقتصر على رفع الشعارات، بقدر ما يعكس وعياً عميقاً بضرورة صون كرامة الإنسان من الداخل، والعناية...
رحلة جديدة نكتبها مع مربية فاضلة، الأستاذة عائشة عبد الرحمن العبيدان، ابنة التربية والتعليم، وبنت حي مشيرب في قلب الدوحة. وُلدت ونشأت بين أزقته البسيطة، تحمل في ذاكرتها عبق المكان وصدق الناس. درست المرحلة الابتدائية...
في الدوحة، المدينة التي عُرفت بأنها واحة للأمن والسلام وملاذ للباحثين عن الاستقرار، تعقد قمة عربية إسلامية طارئة بعد أن تعرضت قطر لعدوان إسرائيلي غاشم. إنّها دولة لم تبدأ حربًا قط، ولم تُشعل فتيل نزاع...
نبدأ رحلتنا التوثيقية مع نساء قطر اللواتي صنعن أثراً في المجتمع، نبدأ مع المديرة الفاضلة فاطمة سعيد السلولي، ابنة مدينة الريان. حين سألتها عن العمر، أجابتني بابتسامة: «العمر مجرد رقم». درست في مدرسة النهضة التي...
في مسيرة الأوطان، تبقى الأسماء والأفعال التي صنعت فرقًا شاهدة على أن العطاء بصمة تمتد في الذاكرة الجمعية لتلهم الأجيال. حين نتأمل تاريخ قطر خلال العقود الممتدة من عشرينيات القرن الماضي حتى منتصف التسعينيات (1920–...
مع انتهاء موسم الإجازات والعودة إلى المدارس، تتردد بكثرة عبارات «دوام»، وتتباين ردود الأفعال بين من يستقبلها بابتسامة متفائلة، ومن يتأفف وكأنها عبء ثقيل. كلمة صغيرة تحمل في داخلها مشاعر متباينة، فالإنسان هو الذي يحمّلها...
للألوان رمزية عميقة تتجاوز حدود الشكل لتصبح عناوين لأفكار وأزمنة. فقد ارتبطت كتب معينة بألوانها، وتحولت إلى مشاريع فكرية وسياسية غيّرت وجه التاريخ. فالكتاب الأخضر الذي أصدره معمر القذافي في سبعينيات القرن الماضي، وامتد حضوره...
التجارب الصادقة والشهادات الموثوقة هي مرآة تعكس القيم التي يقوم عليها النجاح المهني. ولذا، قدم العديد من المتخصصين خبراتهم كشهادات عالمية، تنقل المعرفة وتفتح الطريق أمام الآخرين. ومن أبرز هؤلاء جون ماكسويل، الخبير العالمي في...