عدد المقالات 204
ذوو الاحتياجات الخاصة جزء من أي مجتمع، لهم حقوق تعمل المجتمعات الراقية على تلبيتها، لرفع المعاناة عنهم، وحتى تكون حياتهم ميسرة، والاستفادة من طاقاتهم، حيث يوجد في أنحاء العالم أكثر من مليار شخص من ذوي الإعاقة، ما يشكل نحو 15 % من سكان العالم تقريبًا، والعدد في تزايد بسبب الشيخوخة، وتفاقم المعاناة من الحالات الصحية المزمنة والعوامل الأخرى، مثل الحوادث المرورية، والسقوط، والعنف، والطوارئ الإنسانية كالكوارث الطبيعية والنزاعات، والنظام الغذائي، وتعاطي المخدرات.. إلخ. وإذا نظرنا إلى ذوي الاحتياجات سنجدهم يختلفون اختلافًا ملحوظًا عن الأفراد العاديين، وتظهر هذه الاختلافات في الجسد أو الفكر أو في الحس، سواء أكانت هذه الاختلافات دائمة مثل تلك الناتجة عن أمراض عقلية أو وراثية أو جسدية، أو التي تحدث بشكل متكرر، مثل الصرع، الأمر الذي يحد من قدرتهم على ممارسة النشاطات الأساسية والشخصية والاجتماعية، مما يعيق إشباع حاجاتهم، وإكمال تعليمهم بالطرق الطبيعية. وفي التاريخ القديم لم تكن الإعاقة أمرًا مقبولًا، وذلك بسبب طبيعة الحياة المتطلبة لقوة البدن ليستطيع الفرد القيام بالأعمال، كما كانت تسيطر عليها الروح العسكرية، لذا عانى ذوو الاحتياجات الخاصة الكثير من الاضطهاد والظلم والنبذ والإهمال في حياتهم، حتى أنهم كانوا يُمنعون من الطعام، أو يُقتلون صغارًا دون رحمة ولا شفقة.. وفي العصر الحديث بدأت الدراسات الإنسانية تظهر في الجامعات، وذلك بإنشاء تخصصات مثل علم الاجتماع وعلم النفس، والتي أدركت أهمية العناية بالإنسان، لأنه الأساس في تطور المجتمعات، وتوسع هذا الاهتمام للعناية بالأفراد الضعفاء والعاجزين، لتخليصهم من الظلم وضمان حقوقهم، وتوفير الوسائل المختلفة لمساعدتهم، والاستفادة من طاقاتهم، ومساعدتهم على التكيف مع المجتمع. ونظرا لأهمية دور ذوي الاحتياجات في بناء المجتمعات، ومشاركتهم في تحقيق التنمية المستدامة؛ خُصص يوم الثالث من ديسمبر كل عام للاحتفال بهم، وكذلك لرفع مستوى الوعي بمعاناتهم ثقافيًّا واجتماعيًّا وسياسيًّا، وتعزيز حقوقهم ورفاههم. وقد اعتُمد هذا اليوم للاحتفال به من قِبَل الجمعيّة العامّة للأمم المتّحدة عام 1992، إذ ناشدت الدول من أجل العمل على دمج ذوي الإعاقة. ويأتي الاحتفال في ظل ما يحتاجه ذوو الإعاقة من مشاركة فعّالة وكاملة، ومراعاة ذلك في الخطط والبرامج التنمويّة، مع التوعية الشاملة بحقوق المعاقين الصحيّة، وكذلك توعية المعاقين وأسرهم بكافّة الأمور والخدمات التي تُمنح لهم بالمجان لتيسير حياتهم المعيشيّة. وتوعية وترسيخ مفهوم تكافؤ الفرص بين الأصحّاء والمعاقين، مهما اختلفت احتياجاتهم، أو أماكن سكنهم. والمجتمع ككل معني بالاهتمام بحقوق ذوي الاحتياجات، وإدراك مدى معاناتهم، فالشخص ذو الإعاقة يعاني من حالة صحية تُقيّد جميع مشاركاته ونشاطاته، وبالتّالي تُسبب له عوائق عديدة، ممّا يجعله غير قادرٍ على القيام بالأعمال الأساسيّة التي يُؤدّيها الإنسان السليم، وبها تنخفض إمكانيّة المُعاق في الحُصول على متطلّباته، خاصةً العمل الذي يُناسبه ويتوافق مع قدراته. وهناك معوقات يتعرض لها المعاق وتؤثر عليه نفسيا خاصة في البلاد النامية، كالإهمال الصحي والنفسي، والتعرض للإساءة والتمييز. الإعاقة مهما كانت، يجب أن لا تكون عقبة أمام إشراك هذه الفئة المهمة من المجتمع في النشاطات والأعمال التي تتيح لهم الانخراط فعليًّا في بناء المجتمع، وترسيخ أواصر العدالة والمساواة لكل أفراده، كونهم مساهمين نشطين في جميع مناحي الحياة. دولة قطر تولي ذوي الاحتياجات الخاصة أهمية كبيرة في جميع المجالات، كما تعمل دائمًا على دمجهم في المجتمع، وقد خصصت لهم عددًا كبيرًا من المدارس للدعم التعليمي، كما حرصت على توفير الأخصائيين والمعلمين المتخصصين، ومساعدي المعلمين في مدارس الدعم التعليمي الإضافي.كما تقدم الدولة كافة الخدمات في جميع المؤسسات خاصة الصحية، وتحيطهم برعاية شاملة، كما تطلق قدرات وإمكانات الأشخاص ذوي الإعاقة في المجال الرياضي، وتحقيق بطولات إقليمية دولية. وتقوم قطر بتأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة ورعايتهم (أكاديميا، وتربويا، واجتماعيا، ونفسيا)، وإنشاء المراكز المهنية للتأهيل، وتحسين جودة الحياة لهم.. وتوفر لهم الوظائف المناسبة للاستفادة من طاقاتهم. @najat.bint.ali
العطاء فضيلة إنسانية وأخلاقية رائعة تعني البَذل والتضحية من دون مقابل، والتجرّد من الأنانية وحب الذات والتملّك، فالمال بالنسبة للشخص المِعطاء وسيلة لا هدف، فيكون خارج نطاق الأهواء والطمع، كما أن العطاء يجسّد حُب مساعدة...
اليوم انطلاق عام دراسي جديد فعودًا حميدًا لطلابنا. الجميع مستعد بهمة عالية وطموح لا يعرف الحدود. آمال وأحلام يتطلع أبناؤنا لتحقيقها، والسير بنجاح في طريق بناء مستقبلهم. ينطلق العام الدراسي وكلنا أمل في أن يكون...
يعيش أهل غزة مجاعة صنعها الظلم والطغيان بحصار إسرائيلي شاركت فيه دول تتشدق ليلًا ونهارًا بحماية حقوق الإنسان، وترى الآن أفظع الجرائم بحق الإنسانية دون أن تحرك ساكنًا، بل وتدعم الإبادة الجماعية للفلسطينيين في غزة...
الاتجار بالبشر له أشكال عديدة، وهي جريمة قد يقع فيها البعض أو يُستدَرك إلى فخها دون أن يدري؛ لذا نسلط الضوء على هذه الجريمة التي تقتل «الإنسانية» كل يوم، فهي كل عملية تتم بغرض بيع...
التسامح هو الصفح والعفو والإحسان وعدم إيذاء الغير أو رد الشر بمثله، وهو فرصة ليبدأ الناس من جديد رافعين راية الإنسانية، فكل شخص يعفو عن غيره يمنحه فرصة كبيرة في الحياة، ربما تجعله أفضل مما...
راحة البال كنز ثمين ومن أهم النعم التي يمنّ الله بها على عباده، ولها تأثير إيجابي على الصحة الجسدية والنفسية والعلاقات الاجتماعية.. وتعني الهدوء النفسي والسلام الداخلي، حيث يشعر الفرد بالطمأنينة والسكينة وعدم القلق، وهي...
النميمة مفسدة للفرد والمجتمع وبسببها ينتشر الظلم والبغضاء، فهي نشر الكلام والأكاذيب من أجل إشاعة الفساد، والنمّام هو مَن لا يحفظ السر ويقوم بنشره بين النّاس بغاية الشرّ والإفساد، وقد حرّم الإسلام النميمة فقال تعالى:...
بين سندان التجويع ومطرقة آلة القتل الإسرائيلية يعيش الفلسطينيون بقطاع غزة مشهدًا إنسانيًّا مفجعًا، تتجاهله القوى الدولية الكبرى والمجتمع الدولي، بل وتدعم تلك الدول آلة القتل لتُرتَكب أفظع الجرائم في حق الإنسانية عبر التاريخ، وأصبح...
استغلال المناصب أو الوظائف آفة تصيب البعض فيُزيّن له الشيطان أن بيده الأرزاق وتسيير شؤون الخلق، فيظلم هذا ويحابي هذا وفق مصالحه وعلاقاته، دون أن يعبأ بالأمانة التي أُلقيت على عاتقه، ولا يعلم أن أمر...
بيئة العمل إما أن تكون الدافع الأول للإنجاز والنجاح، أو أن تكون مرتعًا للإهمال والتقصير وبالتالي الفشل، وهنا نتناول ما أسميه «سرطان بيئة العمل» وهو الثرثرة والنميمة والقيل والقال، فلا تخلو بيئة عمل من نماذج...
الاستدامة تعني العيش بطرق تحمي كوكبنا، وتدعم حياتنا وحياة الأجيال القادمة، فهي استخدام الموارد بطريقة تلبي احتياجاتنا الحالية دون التأثير على تلبية احتياجات الأجيال القادمة. والاستدامة ذات أبعاد بيئية واجتماعية واقتصادية، وهدفها تحقيق توازن مستدام،...
عصر التكنولوجيا متسارع بشكل مذهل، حتى أنه لو قيل لك قبل عدة سنوات عما تفعله التكنولوجيا الآن لقلت إنه مستحيل الوقوع.. وسيظل التطور ما ظل الإنسان على وجه هذه البسيطة.. ولكن هل يعد التطور التكنولوجي...