alsharq

نجاة علي

عدد المقالات 204

شفاء الذات

30 يناير 2022 , 12:05ص

الشفاء الذاتي قوة كامنة داخل الإنسان يغفلُ عنها الكثيرون، وما أحوجنا إليه في هذه الأيام المليئة بالضغوط والأعباء والأمراض والأوبئة، فهو الطريق إلى الصحة البدنية والسعادة النفسية، ويعني عملية التعافي بدافعٍ وتحفيز من الذات، وبتوجيه من الغريزة، وتكمن قيمته في قدرته على الارتباط بالتجربة الفريدة ومتطلبات الفرد ذاته، ويتحقق من خلال تطبيق آليات نفسية بطريقة مقصودة، ومن تلك الآليات: الاسترخاء، وتمارين التنفس، وتمارين اللياقة البدنية، والتخيّل والتأمل، واليوجا، والنوم الصحي الذي يُحسّن الوظائف الفسيولوجية، والسيطرة على الانفعالات، والتخلّص من التقلبات المزاجية. أبقراط كان يعتقد أن الكائن الحي ليس سلبياً بالنسبة للإصابة أو المرض، إلا أنه يُعيد توازنه ليهاجمها. لذلك حالة المرض لا تكون عبارة عن عِلة، بل هي المجهود الذي يبذله الجسم للتعافي من الاضطراب الذي حدث لحالة التوازن، وهي تشير إلى قدرة الكائنات الحية على تصحيح حالة عدم التوازن التي تميّزها عن الكائنات غير الحية. وقد اعتبر أبقراط أن الهدف الرئيسي للطبيب هو مساعدة الاتجاه الطبيعي للجسم من خلال مراقبة فعله وإزالة العوائق أمامه، وبذلك يسمح للكائن الحي باسترجاع حالته الصحية. وفي عصر النهضة، آمن الطبيب والعالم باراسيلسوس بفكرة «البلسم المتأصل». واعتبر توماس سيدنهام في القرن الثامن عشر الحمى قوة علاجية من الطبيعة. وفي القرن التاسع عشر تم تفسير قوة الشفاء من الطبيعة على أنها نظرية القوة الحيوية. مفتاح الشفاء الذاتي هو العقل حيث التفاعل مع الجسم والروح، فالإنسان إذا قام بتدريب وتوظيف الخيال العقلي في عملية الشفاء بالتخيّل، سيجني ثمار الصحة والعافية، فتخيُّل الإنسان أنه قد شُفي من مرضه أو يتم شفاؤه يدفعه بقوة نحو الشفاء، وكذلك الحب والشعور قد يضفي على الإنسان شيئاً من الأمان والراحة.. ومن المفيد أن يدرب الإنسان نفسه على التخيل للشفاء وتنشيط أجهزة الشفاء عنده، بل ربما يساعد في ظهور قدرات جديدة كامنة لديه في نظام الجينات. كما يمكن ممارسة التخيّل العقلي للتأثير على الجسم عن طريق أحلام اليقظة الواعية والمقصودة.. علينا استخدام التصور للإسراع بعلاج بعض الأمراض الخفيفة مثل الجروح والتهاب الحلق مثلاً، فإذا نجحنا في هذا يمكننا بعد ذلك استخدامه في الأمراض الخطيرة. عالجوا أنفسكم بأنفسكم، وواجهوا تحديات الحياة بالقوة والأمل والتفاؤل والتأمل فحتماً ستصبح ذكرى عابرة.

العطاء.. دنيا ودين

العطاء فضيلة إنسانية وأخلاقية رائعة تعني البَذل والتضحية من دون مقابل، والتجرّد من الأنانية وحب الذات والتملّك، فالمال بالنسبة للشخص المِعطاء وسيلة لا هدف، فيكون خارج نطاق الأهواء والطمع، كما أن العطاء يجسّد حُب مساعدة...

طلابنا.. عودًا حميدًا

اليوم انطلاق عام دراسي جديد فعودًا حميدًا لطلابنا. الجميع مستعد بهمة عالية وطموح لا يعرف الحدود. آمال وأحلام يتطلع أبناؤنا لتحقيقها، والسير بنجاح في طريق بناء مستقبلهم. ينطلق العام الدراسي وكلنا أمل في أن يكون...

المجاعة.. و«الفيتو»

يعيش أهل غزة مجاعة صنعها الظلم والطغيان بحصار إسرائيلي شاركت فيه دول تتشدق ليلًا ونهارًا بحماية حقوق الإنسان، وترى الآن أفظع الجرائم بحق الإنسانية دون أن تحرك ساكنًا، بل وتدعم الإبادة الجماعية للفلسطينيين في غزة...

فخ الاتجار بالبشر

الاتجار بالبشر له أشكال عديدة، وهي جريمة قد يقع فيها البعض أو يُستدَرك إلى فخها دون أن يدري؛ لذا نسلط الضوء على هذه الجريمة التي تقتل «الإنسانية» كل يوم، فهي كل عملية تتم بغرض بيع...

لنتسامحْ ونسمُ بالإنسانية

التسامح هو الصفح والعفو والإحسان وعدم إيذاء الغير أو رد الشر بمثله، وهو فرصة ليبدأ الناس من جديد رافعين راية الإنسانية، فكل شخص يعفو عن غيره يمنحه فرصة كبيرة في الحياة، ربما تجعله أفضل مما...

راحة البال.. كنز ثمين

راحة البال كنز ثمين ومن أهم النعم التي يمنّ الله بها على عباده، ولها تأثير إيجابي على الصحة الجسدية والنفسية والعلاقات الاجتماعية.. وتعني الهدوء النفسي والسلام الداخلي، حيث يشعر الفرد بالطمأنينة والسكينة وعدم القلق، وهي...

النميمة.. خسران للدين والدنيا

النميمة مفسدة للفرد والمجتمع وبسببها ينتشر الظلم والبغضاء، فهي نشر الكلام والأكاذيب من أجل إشاعة الفساد، والنمّام هو مَن لا يحفظ السر ويقوم بنشره بين النّاس بغاية الشرّ والإفساد، وقد حرّم الإسلام النميمة فقال تعالى:...

بين سندان التجويع ومطرقة القتل

بين سندان التجويع ومطرقة آلة القتل الإسرائيلية يعيش الفلسطينيون بقطاع غزة مشهدًا إنسانيًّا مفجعًا، تتجاهله القوى الدولية الكبرى والمجتمع الدولي، بل وتدعم تلك الدول آلة القتل لتُرتَكب أفظع الجرائم في حق الإنسانية عبر التاريخ، وأصبح...

لا تستغلوا وظائفكم

استغلال المناصب أو الوظائف آفة تصيب البعض فيُزيّن له الشيطان أن بيده الأرزاق وتسيير شؤون الخلق، فيظلم هذا ويحابي هذا وفق مصالحه وعلاقاته، دون أن يعبأ بالأمانة التي أُلقيت على عاتقه، ولا يعلم أن أمر...

سرطان بيئة العمل

بيئة العمل إما أن تكون الدافع الأول للإنجاز والنجاح، أو أن تكون مرتعًا للإهمال والتقصير وبالتالي الفشل، وهنا نتناول ما أسميه «سرطان بيئة العمل» وهو الثرثرة والنميمة والقيل والقال، فلا تخلو بيئة عمل من نماذج...

الاستدامة أمان الحاضر والمستقبل

الاستدامة تعني العيش بطرق تحمي كوكبنا، وتدعم حياتنا وحياة الأجيال القادمة، فهي استخدام الموارد بطريقة تلبي احتياجاتنا الحالية دون التأثير على تلبية احتياجات الأجيال القادمة. والاستدامة ذات أبعاد بيئية واجتماعية واقتصادية، وهدفها تحقيق توازن مستدام،...

التكنولوجيا.. نعمة أم نقمة؟

عصر التكنولوجيا متسارع بشكل مذهل، حتى أنه لو قيل لك قبل عدة سنوات عما تفعله التكنولوجيا الآن لقلت إنه مستحيل الوقوع.. وسيظل التطور ما ظل الإنسان على وجه هذه البسيطة.. ولكن هل يعد التطور التكنولوجي...