عدد المقالات 391
قصة قد تبدو لكم في بدايتها ساذجة! سردها لنا شخص «ترك أثر» من دولة غربية قبل سنوات، قال فيها «إن أسرة تعتمد على ذاتها في خدمة بعضها وتعيش حياة سعيدة، ولكنها منهكة، لأن أفراد الأسرة يعودون بعد يوم عمل طويل ليقوموا بواجباتهم المنزلية وليحضروا طعامهم يومياً بعد عودتهم من العمل. وحتى تنتهي هذه المهمة يكون اليوم قد انقضى، وتوجهوا للنوم. وذات يوم قرر الأب أن يشتري جهاز «مايكروويف» لتسخين الوجبة التي قرروا أن تطبخها الأم بمساعدة الأسرة في إجازتهم الأسبوعية، بغرض وضع نظام وترتيب يحسن حياتهم ويعيد الراحة والسعادة للأسرة بالالتقاء معاً. وبالفعل قامت الأسرة بالتنفيذ، بعد فترة بدأت تظهر بعض الإشكاليات، فقد بدأت الأسرة لا تجتمع على الوجبات. فكل من يحضر يأخذ وجبته من البراد ويسخنها ويكمل يومه بعيداً عن الأسرة، فأصبحت الوجبات غير عادلة، لأن الاختيار كان عشوائياً! فكل من يحضر أولاً يختار ما يحب دون أن يراعي الآخرين، وتحولت النعمة إلى نقمة! لذا قررت الأم أن تتخلص من «المايكروويف» فقد أضاف لمشكلتها العديد من المشاكل، فاجتمعت الأسرة وناقشت الموضوع، وعملت لإيجاد حل، فوضع الأب قانوناً ونظاماً تتحكم فيه الأم، فلا يمكن إتمام عملية إعداد الوجبات ما لم تحضر الأم المسؤولة عن هذه المهمة، على أن تقوم الأسرة بتنظيم جدول اختيار الوجبات، وفقاً لرغبات الجميع وتعاونهم، ويقومون بعمليات تنسيق الاختيارات، وبتعاون الجميع، تمكن من الحصول على درجة عالية من الرضا». قد تبدو القصة ساذجة! ولكن في الحقيقة هذه القصة هي قضية الإنسان في التعامل مع معالجات الأمور التي تواجهه، فعلى الأغلب يتم وضع الكثير من الأنظمة، والتي لا يمكن أن يتم تسييرها بالشكل الصحيح، إلا بوضع القواعد والقوانين المنظمة، وهو الجانب الذي ينظم الحقوق والواجبات، فالحل ليس بالتخلص من كل نظام نعتقد أنه غير مناسب، لأنه لم ينجح، بل قد تكون الحاجة لمزيد من الضوابط والإشراف لتحقيق الهدف الأسمى التي وضعت من أجلها، فكلما أدرك الإنسان التحديات، تمكن من وضع ضوابط تتحكم في نجاح الأهداف والوصول إلى أفضل النتائج، والمحافظة على كل القيم الراقية ومراعاة رغبات واحتياجات المجتمع. إن نموذج الهوية الوطنية القطرية مشروع ثابت، ويتم التعامل فيه مع المتغيرات التي تتم بالالتزام والظهور المتوافق مع تطلعات الوطن، وإيمان الأسرة بالتحديد، وفهمها لأبعاد كل تغيير يسهّل تحقيق الرؤية والوصول للأهداف المرجوة، بدعم والتزام أفراد الأسرة، وتعزيز الهوية الوطنية القطرية. ليستحق كل قطري ومن سكن قطر. قطري والنعم!
يشهد العالم اليوم تحوّلات عميقة لم تعد تقتصر على التكنولوجيا أو الاقتصاد، بل امتدّت لتطال المفاهيم ذاتها التي شكّلت إيقاع حياتنا اليومية: ساعات العمل، وساعات التمدرس، ومعايير الإنتاجية والتعلّم والحياة المتوازنة. نحن أمام مرحلة جديدة...
تشهد دولة قطر في هذه المرحلة من مسيرتها التنموية تحولًا نوعيًا في فلسفة الإدارة العامة والموارد البشرية، أعاد تعريف العلاقة بين الإنسان والمؤسسة، وبين العمل والحياة. فالتعديلات الأخيرة التي أُقرّت على قانون الموارد البشرية تُعد...
ونحن نحتفي باليوم العالمي للمعلم، يتبادر إلى أذهاننا عدد كبير من المعلمين والمعلمات الذين قدّموا خلال سنوات طويلة أسمى معاني العطاء. أسماء غابت عن المشهد الحاضر، لكنها باقية في وجدان أبنائهم وبناتهم من طلبتهم، أولئك...
في العاشر من أكتوبر من كل عام، يلتقي العالم بشعار الصحة: لا صحة بلا صحة نفسية. وهو يوم لا يقتصر على رفع الشعارات، بقدر ما يعكس وعياً عميقاً بضرورة صون كرامة الإنسان من الداخل، والعناية...
رحلة جديدة نكتبها مع مربية فاضلة، الأستاذة عائشة عبد الرحمن العبيدان، ابنة التربية والتعليم، وبنت حي مشيرب في قلب الدوحة. وُلدت ونشأت بين أزقته البسيطة، تحمل في ذاكرتها عبق المكان وصدق الناس. درست المرحلة الابتدائية...
في الدوحة، المدينة التي عُرفت بأنها واحة للأمن والسلام وملاذ للباحثين عن الاستقرار، تعقد قمة عربية إسلامية طارئة بعد أن تعرضت قطر لعدوان إسرائيلي غاشم. إنّها دولة لم تبدأ حربًا قط، ولم تُشعل فتيل نزاع...
نبدأ رحلتنا التوثيقية مع نساء قطر اللواتي صنعن أثراً في المجتمع، نبدأ مع المديرة الفاضلة فاطمة سعيد السلولي، ابنة مدينة الريان. حين سألتها عن العمر، أجابتني بابتسامة: «العمر مجرد رقم». درست في مدرسة النهضة التي...
في مسيرة الأوطان، تبقى الأسماء والأفعال التي صنعت فرقًا شاهدة على أن العطاء بصمة تمتد في الذاكرة الجمعية لتلهم الأجيال. حين نتأمل تاريخ قطر خلال العقود الممتدة من عشرينيات القرن الماضي حتى منتصف التسعينيات (1920–...
مع انتهاء موسم الإجازات والعودة إلى المدارس، تتردد بكثرة عبارات «دوام»، وتتباين ردود الأفعال بين من يستقبلها بابتسامة متفائلة، ومن يتأفف وكأنها عبء ثقيل. كلمة صغيرة تحمل في داخلها مشاعر متباينة، فالإنسان هو الذي يحمّلها...
للألوان رمزية عميقة تتجاوز حدود الشكل لتصبح عناوين لأفكار وأزمنة. فقد ارتبطت كتب معينة بألوانها، وتحولت إلى مشاريع فكرية وسياسية غيّرت وجه التاريخ. فالكتاب الأخضر الذي أصدره معمر القذافي في سبعينيات القرن الماضي، وامتد حضوره...
التجارب الصادقة والشهادات الموثوقة هي مرآة تعكس القيم التي يقوم عليها النجاح المهني. ولذا، قدم العديد من المتخصصين خبراتهم كشهادات عالمية، تنقل المعرفة وتفتح الطريق أمام الآخرين. ومن أبرز هؤلاء جون ماكسويل، الخبير العالمي في...
هل تأملت يومًا في دلالات بعض الأسماء العالمية التي أصبحت تمثل علامات تجارية راسخة؟ في عالم التكنولوجيا، لا تحمل الأسماء مجرد طابع تسويقي، بل تعكس رؤى حضارية وفلسفات ثقافية عميقة. على سبيل المثال، يحمل اسم...