عدد المقالات 301
أكتب هذه السطور وأنا في طريقي إلى مطار أتاتورك عائدة من اسطنبول بإذن الله إلى الدوحة. كانت لي فرصة قضاء إجازة جميلة في إرث السلطنة العثمانية، وعيش بعض الأجواء الانتخابية التي حدثت في الرابع والعشرين من شهر يونيو الحالي. في إسطنبول، تزينت الطرقات الرئيسية بصور المرشحين للانتخابات الرئاسية وفي مقدمتهم الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان، الذي ملأت صوره الطرقات الرئيسية إلى جانب المرشحين المنافسين. ولكن يمكنك بسهولة التعرف على أن حملة الطيب هي الأكبر والأكثر كثافة، من حيث عدد الصور وحجمها وطرق توزيعها وأماكنها؛ وهو ما يعكس دلالة واضحة على الدعم الاقتصادي لسياسة أردوغان وتوجهاته. من جهتهم أهالي مدينة اسطنبول والقاطنين فيها، مستعدون للترحيب بالجميع، ولا سيما إذا كنت من مواطني دول المنطقة، ولي الحظ بجمع المجد من أطرافه، حيث الترحيب بي مزدوج كمواطنة لبنانية ومقيمة في قطر. فجميع من التقيت بهم يحترمون اللبنانيين لأنهم قاتلوا إسرائيل وصمدوا بوجه هذا الكيان، ولأنهم شعب منفتح على الثقافة التركية ولا يكنّ لها أي ضغينة رغم الممارسات التاريخية للعثمانيين بحق هذا الشعب. وفي الطرف الموازي، يحبون القطريين حباً جماً، ليس فقط بسبب التحالف السياسي والتقارب الفكري بين النظامين، وإنما أيضاً بسبب أخلاق أبناء قطر الراقية التي لحظوها من خلال التعامل معهم. من المفترض أن تبقي قلمك في المخبأ خلال الإجازة، ولكني لم أستطع أن أقاوم تسجيل ملاحظات الناس حول رجب طيب أردوغان قبل الانتخابات، ولن أخفي عليكم سراً أنني لم أتوقع هذا الكم من الإيجابية، كما أنني لم أتوقع هذا الكم من العقلانية في الحديث عن الرئيس. فعند سؤالك ما رأي أحدهم في الرئيس، يتبادر إلى ذهنك أنه سيبدأ بالمدح والإطراء وتمسيح الجوخ كما هو حال العالم العربي. إلا أن الجواب كان مبهراً: «أنا أؤيد الرئيس في كثير من أفكاره وليس في مجملها، وبالطبع ليس هناك إنسان كامل، ولكن هذا الرجل يبذل جهداً كبيراً من أجل البلاد». في جواب آخر: «تمكّن أردوغان من إعادة تركيا إلى الخارطة السياسية في المنطقة وخدمته التكنولوجيا في ذلك، ومن الطبيعي أن يحتاج وقتاً لتنفيذ المشاريع الكبرى التي تخدم البلاد، ولا بد أن نعطيه مجدداً هذه الفرصة». خلاصة هذين الجوابين: عينة انتخابية لا تعتمد الثقافة السياسية الاستهلاكية، بل تأخذ من الأفكار ما يناسبها وتعارض ما لا يناسبها، وهذه هي الشعوب التي تستحق الديمقراطية. عينة انتخابية تدرك تماماً أن تطوير الدولة يحتاج وقتاً، وأن الاعتماد على الإرث دون مواكبة تكنولوجيا هو رهان خاسر. فاز أردوغان في الجولة الأولى من الانتخابات، وفازت المعارضة أيضاً في تقديم نموذج ديمقراطي بالتفاف حول المصلحة العليا. أشوفكم على خير بالدوحة، وإلى تركيا مشوار آخر.
من يتحكم بالتكنولوجيا يتحكم بنا، أحببنا هذه الحقيقة أم كرهناها. التكنولوجيا مفروضة علينا من كل حدب وصوب، فأصبحنا أرقامًا ضمن أنظمة رقمية سواء في أماكن عملنا عبر أرقامنا الوظيفية أو بطاقتنا الشخصية والائتمانية، وحتى صورنا...
ماذا سنكتب بعد عن لبنان؟ هل سنكتب عن انتحار الشباب أو هجرتهم؟ أم عن المافيات السياسية التي نهبت أموال المودعين؟ أو ربّما سنكتبُ عن خباثة الأحزاب وانتمائها للخارج على حساب الداخل. هل سنكتبُ عن انهيار...
من المقرر أن يُصدر مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة تقرير المخدرات العالمي لعام 2020، وذلك قبل نحو 24 ساعة من إحياء الأمم المتحدة ما يُعرف بـ «اليوم الدولي لمكافحة إساءة استعمال المخدرات والاتجار غير...
العالم يعيش اليوم في سباق على الابتكار والاختراع، وفيما تسعى الدول الكبرى إلى تكريس مكانتها في مجال التقدّم العلمي والاقتصادي والاجتماعي، تحاول الدول النامية استقطاب الباحثين والعلماء أو ما يعرف بـ «الأدمغة» في شتى المجالات....
218 مليون طفل حول العالم لا يذهبون إلى المدرسة، وليس لديهم وقت للعب، لماذا؟ لأنهم يعملون بدوام كامل. منهم من يعمل بالسّخرة دون أجر، ومنهم المجبر، مجبر على العمل قسراً بأنشطة غير مشروعة كالبغاء والمخدرات،...
بجوار بيتنا مدرسة، جرسها مزعج، يقرع بقوّة إيذاناً ببدء يوم جديد.. النغمة نفسها التي تعيدك أعواماً إلى الوراء؛ لكنه توقّف عن الرنّ. سبب توقّف الجرس هذا العام لم يكن لانتهاء العام الأكاديمي كالعادة، وإنما بسبب...
تحتفي الأمم المتحدة في 29 مايو بـ «اليوم العالمي لحفظة السلام»، هذا اليوم الذي شهد للمرة الأولى بزوغ قوات حفظ السلام، وكان ذلك في الشرق الأوسط، من أجل مراقبة اتفاقية الهدنة بين القوات الإسرائيلية والقوات...
هذا العنوان قد يبدو صديقاً للجميع، وقابلاً للنشر، ربما باستثناء من لديهم حساسية الجلوتين، أو من يدّعون ذلك، لا سيما وأنها أصبحت موضة أكثر منها عارضاً صحياً، ومقاطعي اللحوم، وهم محبّو الخسّ والجرجير إلى الأبد،...
الأسرة تعني الحماية والطمأنينة والعطاء، تعني أن تهبّ إلى نجدة أختك أو أخيك قبل أن يحتاجك، تعني ألّا تقاطع من ظلمك منهم ولو كان الظلم الذي وقع عليك كبيراً، تعني أن تلجأ إليهم عند الضعف...
منذ 75 عاماً قُتل 85 مليون إنسان. كيف؟ في الحرب العالمية الثانية. لماذا نتذكّرهم اليوم؟ لأن الأمم المتحدة تُخصّص لهم يومي 8 و9 مايو من كلّ عام مناسبةً لكي يتمهّل العالم قليلاً إجلالاً لمن ذهبوا...
وضعوا أيديهم على أموال المودعين من أجل «مصلحة البلد»، تم تشريع سمّ الحشيشة لمصلحة البلد، وقّعوا على قرض إضافي من البنك الدولي لتأجيل الانهيار الاقتصادي والإفلاس بسبب الجشع والفساد، حتى يتمكّنوا من شدّ بأسهم تحت...
يسمّونهم قلوب أو «ملائكة الرحمة»، وهم حقاً كذلك، هم الأقرب إلينا عند الشدة والمرض، بعد الله سبحانه وتعالى، الطبيب.. دوره عظيم يشخّص، يقوم بمهامه الآنية سواء من جراحة أم من منظار، ويصف الدواء، لكن مهنة...