عدد المقالات 301
أيهما أقوى السلاح أم الكلمة؟ يختلف الفلاسفة منذ الأزل في تحديد معيار القوّة، إذا كان مرتبطاً بعدد السكان، أو المساحة الجغرافية، أو العامل العسكري، وغيرها من العوامل، أُضيف إليها العنصر التكنولوجي، حيث من يمتلك التكنولوجيا اليوم يمتلك القوّة. ولكن التكنولوجيا تقوم على المعرفة، التي تقوم بدورها على البحث، والاكتشاف، والسؤال، وغيرها من الطُرق التي تمكننا من امتلاك المعرفة. المدخل الأول للحصول على المعرفة هو القراءة، ومن كان كفيف البصر، يعتمد على السمع، ومن لا يملك السمع والبصر يعتمد على الحواس ومساندة من حوله. أما من كان يملك الحواس الخمس الصحيحة، وليست لديه البصيرة فهنا الكارثة، لأن البصيرة هي التي تساعدنا على انتقاء ماذا نقرأ؟ وماذا نستفيد من القراءة؟ وماذا تعني الكلمة؟ السلاح بإمكانك السيطرة من خلاله على عدد معين من الأشخاص، وربّما احتجازهم أو قتلهم، أو إجبارهم على فعل ما تريد لفترة معينة، مرتبطة بمدّة حملك للسلاح، وقد يُفضل البعض الموت على أن ينفذ لك ما تريد بقوّة السلاح. أما الكلمة فهي سلاح قد يُدمر شعوبا، وقد يحيي شعوباً أخرى، وما نموذج الخطابات القوية التي اشتهر فيها هتلر، وبرع فيها تشرشل، إلا دليل على ذلك. وللذين لا يقتنعون بما يدور في عالم الحروب والسياسة، فالكلمة الأولى التي خاطب بها جبريل عليه السلام، نبي الله محمد (عليه الصلاة والسلام) هي «إقرأ» -وهي أحبّ الكلمات إلى قلبي بالفعل- مع التحفظ على توظيفها في إطلاق قنوات إعلامية قد تكون أبعد ما تكون في برامجها عن قيمة القراءة. وإذا كانت الرسائل الإلهية غير المباشرة التي تأتينا يومياً في النِعم، والبلاء، فإن الرسائل المباشرة التي خاطب الله -سبحانه وتعالى- البشر فيها هي الكلمة، من خلال أنبياء الله والكُتب السماوية. كذلك فكما يُحاسب الفرد على أفعاله في الدنيا والآخرة، يُحاسب أيضاً على كلامه، إذ ورد في القرآن الكريم آية: «مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ». يُقال إن الكلمة أقوى من حدّ السيف، واليوم باتت أقوى سلاح، ولهذا يلعب الإعلام دوراً مهماً جداً في توجيه العلاقات بين الدول وفي تحديد مصيرها أيضاً. وما دفعني لكتابة هذا المقال، كلام مكتوب من جهة رسمية من المفترض أنها تلعب دوراً جوهرياً في إسداء النصائح للمتزوجين الجُدد. وعلى الرغم من أن الكلام المكتوب «نيّته خير»، لكن المحتوى يحمل معاني سلبية، ونصائح قد تؤدي إلى خراب البيوت، بدلاً من تشييدها وتعزيز دعائمها. لنختار كلماتنا بحذر وعناية، وإذا كنا من أهل السلطة لنختار من يكتب للجمهور بدقة متناهية. الكلمة قد تُعلّق مشنقة، وترسم مصير صاحبها، فيكون قاتماً كان أم مشعاً كالذهب.
من يتحكم بالتكنولوجيا يتحكم بنا، أحببنا هذه الحقيقة أم كرهناها. التكنولوجيا مفروضة علينا من كل حدب وصوب، فأصبحنا أرقامًا ضمن أنظمة رقمية سواء في أماكن عملنا عبر أرقامنا الوظيفية أو بطاقتنا الشخصية والائتمانية، وحتى صورنا...
ماذا سنكتب بعد عن لبنان؟ هل سنكتب عن انتحار الشباب أو هجرتهم؟ أم عن المافيات السياسية التي نهبت أموال المودعين؟ أو ربّما سنكتبُ عن خباثة الأحزاب وانتمائها للخارج على حساب الداخل. هل سنكتبُ عن انهيار...
من المقرر أن يُصدر مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة تقرير المخدرات العالمي لعام 2020، وذلك قبل نحو 24 ساعة من إحياء الأمم المتحدة ما يُعرف بـ «اليوم الدولي لمكافحة إساءة استعمال المخدرات والاتجار غير...
العالم يعيش اليوم في سباق على الابتكار والاختراع، وفيما تسعى الدول الكبرى إلى تكريس مكانتها في مجال التقدّم العلمي والاقتصادي والاجتماعي، تحاول الدول النامية استقطاب الباحثين والعلماء أو ما يعرف بـ «الأدمغة» في شتى المجالات....
218 مليون طفل حول العالم لا يذهبون إلى المدرسة، وليس لديهم وقت للعب، لماذا؟ لأنهم يعملون بدوام كامل. منهم من يعمل بالسّخرة دون أجر، ومنهم المجبر، مجبر على العمل قسراً بأنشطة غير مشروعة كالبغاء والمخدرات،...
بجوار بيتنا مدرسة، جرسها مزعج، يقرع بقوّة إيذاناً ببدء يوم جديد.. النغمة نفسها التي تعيدك أعواماً إلى الوراء؛ لكنه توقّف عن الرنّ. سبب توقّف الجرس هذا العام لم يكن لانتهاء العام الأكاديمي كالعادة، وإنما بسبب...
تحتفي الأمم المتحدة في 29 مايو بـ «اليوم العالمي لحفظة السلام»، هذا اليوم الذي شهد للمرة الأولى بزوغ قوات حفظ السلام، وكان ذلك في الشرق الأوسط، من أجل مراقبة اتفاقية الهدنة بين القوات الإسرائيلية والقوات...
هذا العنوان قد يبدو صديقاً للجميع، وقابلاً للنشر، ربما باستثناء من لديهم حساسية الجلوتين، أو من يدّعون ذلك، لا سيما وأنها أصبحت موضة أكثر منها عارضاً صحياً، ومقاطعي اللحوم، وهم محبّو الخسّ والجرجير إلى الأبد،...
الأسرة تعني الحماية والطمأنينة والعطاء، تعني أن تهبّ إلى نجدة أختك أو أخيك قبل أن يحتاجك، تعني ألّا تقاطع من ظلمك منهم ولو كان الظلم الذي وقع عليك كبيراً، تعني أن تلجأ إليهم عند الضعف...
منذ 75 عاماً قُتل 85 مليون إنسان. كيف؟ في الحرب العالمية الثانية. لماذا نتذكّرهم اليوم؟ لأن الأمم المتحدة تُخصّص لهم يومي 8 و9 مايو من كلّ عام مناسبةً لكي يتمهّل العالم قليلاً إجلالاً لمن ذهبوا...
وضعوا أيديهم على أموال المودعين من أجل «مصلحة البلد»، تم تشريع سمّ الحشيشة لمصلحة البلد، وقّعوا على قرض إضافي من البنك الدولي لتأجيل الانهيار الاقتصادي والإفلاس بسبب الجشع والفساد، حتى يتمكّنوا من شدّ بأسهم تحت...
يسمّونهم قلوب أو «ملائكة الرحمة»، وهم حقاً كذلك، هم الأقرب إلينا عند الشدة والمرض، بعد الله سبحانه وتعالى، الطبيب.. دوره عظيم يشخّص، يقوم بمهامه الآنية سواء من جراحة أم من منظار، ويصف الدواء، لكن مهنة...