

عدد المقالات 210
في الثالث والعشرين من أبريل كل عام يحتفي العالم باليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف، تقديرًا للكتاب والمؤلفين وكل أركان صناعة الكتب، وتكريمًا لعطائهم ومساهمتهم في النهضة والتنوير وتقدم الإنسانية، وقد بلغ الكتاب مكانة كبيرة في الثقافة العربية والإسلامية والحضارة الإنسانية، حيث أبدع العرب والمسلمون في شتى أنواع الآداب والعلوم وصنّفوا مصنفات قيّمة، وقاموا بالترجمة، واجتاحوا شتى العلوم واعتنوا بها حتى أثّروا بشكل جلي في التاريخ الإنساني وساهموا بإبداعهم الفكري في الرقي الحضاري. الكتاب والمؤلفون للأسف يعيشون في هذه الحقبة الزمنية المتطورة معاناة بسبب التكاليف الكبيرة لعملية الطباعة والنشر، وتراجع الإقبال على الكتاب خاصة الورقي بسبب انخفاض الرغبة في القراءة والتثقف وكلمة السر التكنولوجيا بملهياتها السلبية المتنوعة.. ويحتاج الكتاب وكاتبوه للدعم واستمراريته للحافظ على وجوده ودوره الأزلي في بناء العقول التي تأخذ البشرية للرقي والازدهار. في هذا العصر التكنولوجي المتسارع، تواجه القراءة تحديات جمة أبرزها انتشار الأمية وتراجع انتشار الكتاب والإقبال على وسائل الترفيه التكنولوجية وشبكات المعلومات الرقمية والأجهزة الحديثة المرئية والمسموعة، وتطبيقات الهواتف الذكية، التي نجحت في إلهاء الناس عن القراءة وجعلها أمرًا ثانويًّا بالنسبة لهم؛ إذ غدت ثقافة شائعة لدى المجتمع يقلد فيها الأفراد بعضهم بعضًا، كما أن طبيعة الحياة وكثرة مشاغلها وتزاحم الأعمال أدت إلى عدم وجود متسع من الوقت للانشغال بالقراءة. الكتاب الورقي يعيش صراع وجود مع الوسائل التكنولوجية الحديثة بالإضافة إلى ظهور الكتب الإلكترونية، وجنوح القراء إلى سرعة الحصول على المعلومة، بالإضافة إلى ضعف سياسات الدعم وارتفاع أسعار عملية الطباعة والتوزيع، إلى جانب تأثير الحروب والأزمات السياسية التي تعوق وصول الكتب إلى جمهور واسع. الكتابة باليد واستخدام الورق لها مذاق وروحية خاصة تفتقدها الكتابة الرقمية، لكن هناك خشية من أن تصبح علاقة الكتاب الورقي بمثيله الإلكتروني كعلاقة السفينة الحديثة بالشراعية، حيث ستصبح هذه النماذج مجرد ذكرى وتاريخ، فأغلب القراء من الأجيال القديمة يفضلون الكتب الورقية لأنها ترتبط بتقاليدهم الثقافية، في حين أن الأجيال الحديثة في أغلب الأحيان تلجأ للقراءة الإلكترونية لسهولة الوصول إلى العناوين وتجنب ارتفاع أسعار الكتب الورقية... ومع ذلك، يبقى الكتاب الورقي رمزًا ثقافيًّا في المكتبات الكبرى وضمن الأوساط الأكاديمية، حيث يُعتمد كمرجع أساسي لطلاب الدراسات العليا. عملية الحفاظ على الكتب الورقية تتطلب دعم الناشرين وإتاحة الكتب بأسعار معقولة للجمهور وتعزيز ثقافة القراءة بين الشباب من خلال البرامج الثقافية والدروس التي تعتمد على مناقشة الكتب، وترسيخ حب القراءة في نفوس النشء وهذه مسؤولية الأسرة والمدرسة والمجتمع، كما على الكُتّاب أن يكونوا أكثر ابتكارًا وتميزًا لجذب الجمهور المستهدف والاستمرار في تقديم محتوى ذي قيمة، مع ضرورة تكيف صناعة الكتب الورقية مع المتغيرات الجديدة، حيث إن إعادة النظر في مفهوم «الكتاب الورقي» يتطلب إجراءات تحفيزية لاستمرارية إنتاجه ونشره، خاصةً مع ارتفاع أسعار الكتب الذي يقلل من فرص اقتنائها. سيظل الكتاب هو الصديق مهما مر بعثرات ومهما كانت التحديات، قد يمرض لكنه لن يموت أبدًا.. وغدا ستشرق شمسه من جديد. @najat.bint.ali
الحي الثقافي كتارا مشروع ثقافي رائد، يجسد الهوية القطرية ويبرز التراث، فهو فضاء للتبادل الثقافي وللحوار الإنساني، حيث يحتضن فعاليات ويقدم مفهومًا ثقافيًّا يعزز التفاهم والتقارب بين شعوب العالم. هذه المنارة الثقافية تعكس إيمان قطر...
بعد دخول حرب إبادة الشعب الفلسطيني بقطاع غزة عامها الثالث، نجح الوسطاء في التوصل لاتفاق لوقف الحرب، ونأمل أن تلتزم به إسرائيل التي لا تعرف إلا المراوغة والخداع.. كما نأمل أن يعم السلام ويعيش أهل...
الهوية حجر الزاوية لبناء وتطور المجتمعات، اجتماعيًّا، وسياسيًّا، وحضاريًّا، وبها يتميز كل مجتمع عن غيره، وتواجه تحديات متعددة تحتاج جهودًا مكثفة من جانب الأسرة وكل مؤسسات المجتمع للحفاظ عليها وترسيخها. الهوية الوطنية مفهوم نشأ في...
قصف إسرائيل للدوحة، في التاسع من سبتمبر الجاري، لم يكن مجرد استهداف لدولة بعينها، بل اعتداء على النظام الدولي برمته، وأن أي دولة صغيرة كانت أو كبيرة قد تكون الهدف القادم إذا لم يتم التصدي...
في ظل السرعة التي يتسم بها هذا العصر، أصبح التسرّع أسلوب الكثيرين في تعاملاتهم الحياتية، واتخاذ القرارات دون دراسة، رغبة في الإنجاز السريع للمهام دون مراعاة الإتقان في النتائج، مهملين التريث وتحكيم العقل، وفي أغلب...
خداع وخسة وخيانة الصهاينة مشهودة على مر التاريخ ولم ولن تتوقف، ويعتقدون أن بقاءهم قائم على محو الفلسطينيين والعرب وبناء دولتهم المزعومة، وإن أمكن إبادة غيرهم من البشر جميعًا، فلا يرون أنفسهم إلا الشعب المختار....
العطاء فضيلة إنسانية وأخلاقية رائعة تعني البَذل والتضحية من دون مقابل، والتجرّد من الأنانية وحب الذات والتملّك، فالمال بالنسبة للشخص المِعطاء وسيلة لا هدف، فيكون خارج نطاق الأهواء والطمع، كما أن العطاء يجسّد حُب مساعدة...
اليوم انطلاق عام دراسي جديد فعودًا حميدًا لطلابنا. الجميع مستعد بهمة عالية وطموح لا يعرف الحدود. آمال وأحلام يتطلع أبناؤنا لتحقيقها، والسير بنجاح في طريق بناء مستقبلهم. ينطلق العام الدراسي وكلنا أمل في أن يكون...
يعيش أهل غزة مجاعة صنعها الظلم والطغيان بحصار إسرائيلي شاركت فيه دول تتشدق ليلًا ونهارًا بحماية حقوق الإنسان، وترى الآن أفظع الجرائم بحق الإنسانية دون أن تحرك ساكنًا، بل وتدعم الإبادة الجماعية للفلسطينيين في غزة...
الاتجار بالبشر له أشكال عديدة، وهي جريمة قد يقع فيها البعض أو يُستدَرك إلى فخها دون أن يدري؛ لذا نسلط الضوء على هذه الجريمة التي تقتل «الإنسانية» كل يوم، فهي كل عملية تتم بغرض بيع...
التسامح هو الصفح والعفو والإحسان وعدم إيذاء الغير أو رد الشر بمثله، وهو فرصة ليبدأ الناس من جديد رافعين راية الإنسانية، فكل شخص يعفو عن غيره يمنحه فرصة كبيرة في الحياة، ربما تجعله أفضل مما...
راحة البال كنز ثمين ومن أهم النعم التي يمنّ الله بها على عباده، ولها تأثير إيجابي على الصحة الجسدية والنفسية والعلاقات الاجتماعية.. وتعني الهدوء النفسي والسلام الداخلي، حيث يشعر الفرد بالطمأنينة والسكينة وعدم القلق، وهي...