


عدد المقالات 393
المواطنة حب للأرض بالفطرة وانتماء لها، تزيد وتتعمق عندما نعرف المنهج الذي نسلكه ليساعدنا على ممارسة المواطنة المسؤولة، من خلال فهم وممارسة الحق والواجب ضمن حدود الحريات. كثيرا ما نظهر وطنتينا من خلال مظهر الهوية (الرمزية)، مثل لبس الزي التقليدي، ولبس الشعارات الوطنية والعلم، ورسم خريطة الوطن على كل جدار، ودراستنا لتاريخ وجغرافية الوطن، وترديد القصائد والأغاني الوطنية، هذه كلها جوانب هامة لتطبيق الوطنية واستشعارها بحب. المظهر المادي للهوية الوطنية «الوطنية المسؤولة» التي تعتبر هدفا للجميع، فهذا الهدف مسؤولية كافة جهات الدولة لتحقيقه، وإن كنا نضع عبئا أكبر على بعض الجهات، غير أن النتيجة تحدث بعمل الكل على ذلك، حيث أن المواطنة مسؤولية الجميع، وليست حكرا على أحد، وواجب على جميع الموظفين في كل وظيفة -المواطنين ومن سكن هذه الأرض الطيبة- في داخل كل وظيفة معايير للمواطنة المسؤولة التي تثبت الالتزام بها، ومعايير يجب تعليمها للأبناء وتحدد بالتركيز على تزامن مفهومين معا هما الحق والواجب. فعندما يعرف الأفراد حقوقهم ويعملون على الحصول عليها فإن ذلك غير كاف، لكن يبقى الجانب الأهم وهو المحافظة على هذه الحقوق، والقيام بالواجب تجاه الذات والوطن، ومن هنا تتأكد أهمية القوانين والأنظمة ودورها في الحياة لحفظ الأمن والسلام وتحقيق الوحدة بالتزام الجميع بالحق والواجب بوعي ومسؤولية، فلا يكفي ما تقوم به الجهات المختصة، حيث يستدعي الحصول على الحق المحافظة عليه وعلى الذات والمال الخاص والعام، كما يستدعي ضمان الاستمرارية بعدم الإسراف وعدم الهدر والقدرة على التقييم والتفاعل للتحسين، وهذا يستدعي في ذات الوقت أن يكون علينا الحق من جهة أخرى. فكلنا نتبادل تقديم الخدمات للآخرين فيصبح الواجب ضمان القيام بالواجبات والمحافظة عليها، والعمل على رفع الجودة في كل ما يقدم من حق وواجب. إن هذه المنطلقات تسهم كما أسلفنا في قوة الهوية، ويترتب عليها دور لرفع الوعي لنا كمواطنين من خلال التمعن في الهوية الوطنيـة ومميزاتهـا وقيمهـا التـي يجب أن نحافظ عليها، وننقلها للأبناء والأجيال القادمة لتكون أرثا عظيما للوطن، يكبر باحتضاننا له ووضع البرامج المناسبة. إن تكوين هذا الإرث يستدعي أن نركز انتماءنا للوطن، وانتقالنا من تعددات هويتنا الشخصية في الحياة واختلافاتنا الجميلة التي تجعلنا متفردين إلى الانتماء الوطني الواحد الذي نجتمع فيه، ونتعصب فقط للوطن. كلنا من أجل قطر فيكون هو الانتماء الأرقى والأكبر والأعظم. ويمكن تعزيز هذا الانتماء من خلال الممارسات الداعمة التي نقوم بها. هناك ممارسات تسهم في تقوية الهوية الوطنية وتعزيزها من خلال الجميع، عن طريق تكرار الرسالة الرئيسية وهي الانتماء الواحد للوطن «قطر»، وهو ما يجعل هذه الرسالة ثابتة في نفوس الكبار والصغار، فتتضح صورتها ومعالمها ويكون الانتماء قيمة أساسية تميز قوة الهوية القطرية. ومن ناحية أخرى فإن المشاركة هي الإلهام الأمين لصنع الأفضل للوطن، لذا فإن الإيمان بالقيم هو المفتاح الأول، وتكتمل الصورة بالعمل الحقيقي والجاد، والتعبير عن الرأي الإيجابي الذي يطرح الحلول ويضع المعالجات، الرأي الذي يتميز بصحة نفسية وعقلية وقيمية تتمتع بالحرية ويقيدها المصلحة العامة ويعم أثرها على قطر بل والعالم، ونستحق بها جميعا مواطنين وجميع من سكن قطر قطري، والنعم.
بالتزامن مع احتفالات الدول باليوم العالمي بالتراث، وإقامة فعاليات متنوعة بغرض إشراك الجميع، جاء افتتاح المتحف المصري الذي شكل حدثًا حضاريًا فارقًا، يستحق إلقاء الضوء عليه، حيث يؤكّد أهمية استثمار الدول في تاريخها ليتجاوز البعد...
قدّم حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، حفظه الله، في خطابه خلال افتتاح دور الانعقاد العادي لمجلس الشورى، رؤية شاملة لمستقبل المرحلة القادمة، رؤية تؤكد أن التنمية الحقيقية لا تتحقق بالإنجازات وحدها،...
يشهد العالم اليوم تحوّلات عميقة لم تعد تقتصر على التكنولوجيا أو الاقتصاد، بل امتدّت لتطال المفاهيم ذاتها التي شكّلت إيقاع حياتنا اليومية: ساعات العمل، وساعات التمدرس، ومعايير الإنتاجية والتعلّم والحياة المتوازنة. نحن أمام مرحلة جديدة...
تشهد دولة قطر في هذه المرحلة من مسيرتها التنموية تحولًا نوعيًا في فلسفة الإدارة العامة والموارد البشرية، أعاد تعريف العلاقة بين الإنسان والمؤسسة، وبين العمل والحياة. فالتعديلات الأخيرة التي أُقرّت على قانون الموارد البشرية تُعد...
ونحن نحتفي باليوم العالمي للمعلم، يتبادر إلى أذهاننا عدد كبير من المعلمين والمعلمات الذين قدّموا خلال سنوات طويلة أسمى معاني العطاء. أسماء غابت عن المشهد الحاضر، لكنها باقية في وجدان أبنائهم وبناتهم من طلبتهم، أولئك...
في العاشر من أكتوبر من كل عام، يلتقي العالم بشعار الصحة: لا صحة بلا صحة نفسية. وهو يوم لا يقتصر على رفع الشعارات، بقدر ما يعكس وعياً عميقاً بضرورة صون كرامة الإنسان من الداخل، والعناية...
رحلة جديدة نكتبها مع مربية فاضلة، الأستاذة عائشة عبد الرحمن العبيدان، ابنة التربية والتعليم، وبنت حي مشيرب في قلب الدوحة. وُلدت ونشأت بين أزقته البسيطة، تحمل في ذاكرتها عبق المكان وصدق الناس. درست المرحلة الابتدائية...
في الدوحة، المدينة التي عُرفت بأنها واحة للأمن والسلام وملاذ للباحثين عن الاستقرار، تعقد قمة عربية إسلامية طارئة بعد أن تعرضت قطر لعدوان إسرائيلي غاشم. إنّها دولة لم تبدأ حربًا قط، ولم تُشعل فتيل نزاع...
نبدأ رحلتنا التوثيقية مع نساء قطر اللواتي صنعن أثراً في المجتمع، نبدأ مع المديرة الفاضلة فاطمة سعيد السلولي، ابنة مدينة الريان. حين سألتها عن العمر، أجابتني بابتسامة: «العمر مجرد رقم». درست في مدرسة النهضة التي...
في مسيرة الأوطان، تبقى الأسماء والأفعال التي صنعت فرقًا شاهدة على أن العطاء بصمة تمتد في الذاكرة الجمعية لتلهم الأجيال. حين نتأمل تاريخ قطر خلال العقود الممتدة من عشرينيات القرن الماضي حتى منتصف التسعينيات (1920–...
مع انتهاء موسم الإجازات والعودة إلى المدارس، تتردد بكثرة عبارات «دوام»، وتتباين ردود الأفعال بين من يستقبلها بابتسامة متفائلة، ومن يتأفف وكأنها عبء ثقيل. كلمة صغيرة تحمل في داخلها مشاعر متباينة، فالإنسان هو الذي يحمّلها...
للألوان رمزية عميقة تتجاوز حدود الشكل لتصبح عناوين لأفكار وأزمنة. فقد ارتبطت كتب معينة بألوانها، وتحولت إلى مشاريع فكرية وسياسية غيّرت وجه التاريخ. فالكتاب الأخضر الذي أصدره معمر القذافي في سبعينيات القرن الماضي، وامتد حضوره...