عدد المقالات 391
المشاهد المهنية تتغير كغيرها من عناصر الحياة، وواقع العمل شهد التحولات التي عاشها العالم منذ جائحة كورونا، وجعل السؤال المتكرر يُطرح باستمرار: هل نحتاج فعلاً إلى مكتب لننجز؟ أم أن المكتب ذاته بات فكرة قابلة لإعادة التعريف؟ سبب هذا المقال هو الكتاب الجديد “The World is Your Office” للدكتور راج شودري، أستاذ إدارة الأعمال في جامعة هارفارد، الذي يقدّم نموذج “العمل من أي مكان” (WFA) لا كخيار رفاهي، بل كإستراتيجية بديلة تعيد النظر في علاقة الإنسان بالوظيفة. ويعرض، عبر أمثلة ودراسات ميدانية، واقعًا جديدًا بدأت تتبناه بعض المؤسسات العالمية، حيث لا يرتبط الإنتاج بالموقع، بل بالمخرجات والنتائج. تنطلق الفكرة من منح الموظف حرية اختيار بيئة العمل التي تناسبه، مع الاحتفاظ بالتزامه بمهامه، وبمعايير الأداء. ومع أن هذا النموذج يبدو مميزًا على الورق، إلا أن ما يدعو للتأمل هو السؤال التالي: هل مثل هذه الفكرة قابلة للنجاح في السياق العربي؟ أم أنها تحتاج إلى بيئة مؤسسية وثقافية مختلفة تمامًا؟ فالمجتمع العربي لا يزال في غالبه ينظر إلى الحضور الفيزيائي بوصفه أحد مؤشرات الجدية والالتزام، وترجع الأسباب إلى واقع الوظيفة أو حال الموظف! فيتحول “المكان” إلى نقطة رئيسية في قلب التقييم المهني. وبالرغم من أن التجربة الاضطرارية للعمل عن بُعد خلال الجائحة أثبتت وجود نماذج ناجحة، فإن السؤال المهم هو: كيف نخلق ونطوّر جيلًا جديدًا يدرك أهمية الإنجاز بغض النظر عن المكان، لنكون قادرين على الوثوق بالأداء من خارج أسوار المؤسسة؟ يضع شودري ثقته في التكنولوجيا، والتقييم الذكي، لكنه لا يتناول بعمق الفوارق الثقافية في فهم العمل ذاته. فالعمل من أي مكان ليس مجرد مسألة تقنية، بل يتطلب نضجًا مؤسسيًا، وثقافة إدارية قادرة على التمييز بين من يُنجز فعلاً، كما يتطلب وعيًا مجتمعيًا بأهمية النتائج على حساب الشكليات. وهذا بحد ذاته يمثل تحديًا في بيئات لا تزال تتعامل مع الوقت لكونه الطريقة الوحيدة للتواجد. قد لا يكون النموذج مناسبًا للجميع في هذه المرحلة، وربما من المستحيل تطبيقه تطبيقًا شاملاً في كل القطاعات، لكن التفكير فيه بما يتناسب مع الأجيال الجديدة ضروري. وهو يحتاج إلى نوع أكثر دقة في احتساب الإنجازات وتحقيق الأهداف، ليتماشى مع التغيرات التي تحدث في العالم. وبالرغم من إيماني التام بأن العمل في مكان مادي هو تفاعل إيجابي على جميع المستويات ويحقق أكثر ما يمكن تحقيقه من أهداف، إلا أن رؤى جديدة تستحق الاستعداد لها، وقواعد تدعو إلى أن يكون “العالم هو مكتبك” ليست دعوة إلى هدم الجدران، بل إلى هدم القوالب الذهنية؛ لينمو الشعور بالمسؤولية نحو الإنجاز بغض النظر عن مكان الموظف. فهي الطريقة الوحيدة التي تُقاس بها الجدارة. وقد يكون الأهم من ذلك أن نسأل أنفسنا: هل أعددنا أفكارنا، وموظفينا، ومديرينا، ومجتمعاتنا ليتعاملوا بوعي مع هذه الحرية الجديدة؟ حرية قد تطرق الأبواب لتكون جائحة جديدة، ولكن هذه المرة بلا جوائح صحية. هي مجرد أسئلة… فربما جيل Z لن يستمر طويلًا في المكاتب، لأنهم جيل يثق بالتكنولوجيا، ويعتمد على تغير العالم. @maryamhamadi
يشهد العالم اليوم تحوّلات عميقة لم تعد تقتصر على التكنولوجيا أو الاقتصاد، بل امتدّت لتطال المفاهيم ذاتها التي شكّلت إيقاع حياتنا اليومية: ساعات العمل، وساعات التمدرس، ومعايير الإنتاجية والتعلّم والحياة المتوازنة. نحن أمام مرحلة جديدة...
تشهد دولة قطر في هذه المرحلة من مسيرتها التنموية تحولًا نوعيًا في فلسفة الإدارة العامة والموارد البشرية، أعاد تعريف العلاقة بين الإنسان والمؤسسة، وبين العمل والحياة. فالتعديلات الأخيرة التي أُقرّت على قانون الموارد البشرية تُعد...
ونحن نحتفي باليوم العالمي للمعلم، يتبادر إلى أذهاننا عدد كبير من المعلمين والمعلمات الذين قدّموا خلال سنوات طويلة أسمى معاني العطاء. أسماء غابت عن المشهد الحاضر، لكنها باقية في وجدان أبنائهم وبناتهم من طلبتهم، أولئك...
في العاشر من أكتوبر من كل عام، يلتقي العالم بشعار الصحة: لا صحة بلا صحة نفسية. وهو يوم لا يقتصر على رفع الشعارات، بقدر ما يعكس وعياً عميقاً بضرورة صون كرامة الإنسان من الداخل، والعناية...
رحلة جديدة نكتبها مع مربية فاضلة، الأستاذة عائشة عبد الرحمن العبيدان، ابنة التربية والتعليم، وبنت حي مشيرب في قلب الدوحة. وُلدت ونشأت بين أزقته البسيطة، تحمل في ذاكرتها عبق المكان وصدق الناس. درست المرحلة الابتدائية...
في الدوحة، المدينة التي عُرفت بأنها واحة للأمن والسلام وملاذ للباحثين عن الاستقرار، تعقد قمة عربية إسلامية طارئة بعد أن تعرضت قطر لعدوان إسرائيلي غاشم. إنّها دولة لم تبدأ حربًا قط، ولم تُشعل فتيل نزاع...
نبدأ رحلتنا التوثيقية مع نساء قطر اللواتي صنعن أثراً في المجتمع، نبدأ مع المديرة الفاضلة فاطمة سعيد السلولي، ابنة مدينة الريان. حين سألتها عن العمر، أجابتني بابتسامة: «العمر مجرد رقم». درست في مدرسة النهضة التي...
في مسيرة الأوطان، تبقى الأسماء والأفعال التي صنعت فرقًا شاهدة على أن العطاء بصمة تمتد في الذاكرة الجمعية لتلهم الأجيال. حين نتأمل تاريخ قطر خلال العقود الممتدة من عشرينيات القرن الماضي حتى منتصف التسعينيات (1920–...
مع انتهاء موسم الإجازات والعودة إلى المدارس، تتردد بكثرة عبارات «دوام»، وتتباين ردود الأفعال بين من يستقبلها بابتسامة متفائلة، ومن يتأفف وكأنها عبء ثقيل. كلمة صغيرة تحمل في داخلها مشاعر متباينة، فالإنسان هو الذي يحمّلها...
للألوان رمزية عميقة تتجاوز حدود الشكل لتصبح عناوين لأفكار وأزمنة. فقد ارتبطت كتب معينة بألوانها، وتحولت إلى مشاريع فكرية وسياسية غيّرت وجه التاريخ. فالكتاب الأخضر الذي أصدره معمر القذافي في سبعينيات القرن الماضي، وامتد حضوره...
التجارب الصادقة والشهادات الموثوقة هي مرآة تعكس القيم التي يقوم عليها النجاح المهني. ولذا، قدم العديد من المتخصصين خبراتهم كشهادات عالمية، تنقل المعرفة وتفتح الطريق أمام الآخرين. ومن أبرز هؤلاء جون ماكسويل، الخبير العالمي في...
هل تأملت يومًا في دلالات بعض الأسماء العالمية التي أصبحت تمثل علامات تجارية راسخة؟ في عالم التكنولوجيا، لا تحمل الأسماء مجرد طابع تسويقي، بل تعكس رؤى حضارية وفلسفات ثقافية عميقة. على سبيل المثال، يحمل اسم...