


عدد المقالات 393
مفهوم الهوية المحير، السهل والصعب، الذي تفهمه وتعرف ملامحه، ولكن لا يمكن أن يقاس إلا في المواقف، لكننا ندرك مقوماته بشكل واضح، هويتنا القطرية العربية الإسلامية، التي تميزت باللغة العربية لتكون مقوما رئيسا وأساسيا، فهي لغة الأمة، ووعاء ثقافتها، ومرآة حضارتها، تحتضن التراث وتنقل الذاكرة، تعيش معنا منذ طفولتنا تخبرنا عن تاريخنا، فتحمل صوت الحنان منذ أن يسمعه الطفل من أمه، ليعرف أنها هنا، فيطمئن قلبه، وتعيش معه مصدرا للأمان، فتصبح هي طبيعته، «اللغة الأم»، وتصبح هي الوسيلة التي تعبر بشكل طبيعي عن شخصية صاحبها، وهي طريقة الرواية والارتباط بالماضي والحاضر، فيدرك الإنسان عالمه ويصنعه، ويعيش خصوصيته، ويشكل معانيها. وفي لغتنا العربية ميزة، كونها لغة العبادة، واللغة التي نزل بها القرآن الكريم، وتناقلت من خلالها الخطب، خطب الرسول، وخطب الجمعة، وغيرها. ومما قيل عن العربية، ما رواه المؤرخ والمحدث الشهير ابن عساكر: «ليست العربية من أحدكم بأبيه ولا بأمه، وإنما العربية لسان، فمن تكلم العربية فهو عربي». وذلك في قوله تعالى «بلسان عربي»، نقلت اللغة العربية التسامح والمساواة والعدالة، ابتعدت عن العصبية القبلية، نقلت كلمة الرسول عليه الصلاة والسلام في حجة الوداع أنه لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى. فتساوى المسلمون، إلا بأعمالهم. فاستوعبت الثقافات، وتعلمها الكثيرون، فانتشر الإسلام ومعه اللغة العربية، لذا ازدهرت الشعوب بالاعتماد على لغتها، للمحافظة على هويتها. من جانب آخر نستمد هويتنا من ديننا الإسلامي، حيث يعتبر مقوما رئيسا وهاما التي نظمته شريعتنا، في قواعد حياتنا الاجتماعية والاقتصادية، والثقافية، فتنظم قواعد التعامل والسلوك، ويرتضيه المجتمع، كباقة متكاملة، تنظم علاقة الأفراد، وتوضع على أساسها القوانين. وضمن باقات المقومات الرئيسية التي تعتمد عليها الهوية الوطنية القطرية، تندرج مصفوفات مكارم الأخلاق، والتي قال عنها رسول الله عليه الصلاة والسلام «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»، وهي أن يتجرد المرء من هواه ويضع الحق أمام عينه، وهنا يستطيع أن يحكم بالعدل، والإنصاف، ويظهر بالتواضع. كلمة أخيرة «إنما الأمم الأخلاق ما بقيت، فإن هم ذهبت أخلاقهم، ذهبوا».
بالتزامن مع احتفالات الدول باليوم العالمي بالتراث، وإقامة فعاليات متنوعة بغرض إشراك الجميع، جاء افتتاح المتحف المصري الذي شكل حدثًا حضاريًا فارقًا، يستحق إلقاء الضوء عليه، حيث يؤكّد أهمية استثمار الدول في تاريخها ليتجاوز البعد...
قدّم حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، حفظه الله، في خطابه خلال افتتاح دور الانعقاد العادي لمجلس الشورى، رؤية شاملة لمستقبل المرحلة القادمة، رؤية تؤكد أن التنمية الحقيقية لا تتحقق بالإنجازات وحدها،...
يشهد العالم اليوم تحوّلات عميقة لم تعد تقتصر على التكنولوجيا أو الاقتصاد، بل امتدّت لتطال المفاهيم ذاتها التي شكّلت إيقاع حياتنا اليومية: ساعات العمل، وساعات التمدرس، ومعايير الإنتاجية والتعلّم والحياة المتوازنة. نحن أمام مرحلة جديدة...
تشهد دولة قطر في هذه المرحلة من مسيرتها التنموية تحولًا نوعيًا في فلسفة الإدارة العامة والموارد البشرية، أعاد تعريف العلاقة بين الإنسان والمؤسسة، وبين العمل والحياة. فالتعديلات الأخيرة التي أُقرّت على قانون الموارد البشرية تُعد...
ونحن نحتفي باليوم العالمي للمعلم، يتبادر إلى أذهاننا عدد كبير من المعلمين والمعلمات الذين قدّموا خلال سنوات طويلة أسمى معاني العطاء. أسماء غابت عن المشهد الحاضر، لكنها باقية في وجدان أبنائهم وبناتهم من طلبتهم، أولئك...
في العاشر من أكتوبر من كل عام، يلتقي العالم بشعار الصحة: لا صحة بلا صحة نفسية. وهو يوم لا يقتصر على رفع الشعارات، بقدر ما يعكس وعياً عميقاً بضرورة صون كرامة الإنسان من الداخل، والعناية...
رحلة جديدة نكتبها مع مربية فاضلة، الأستاذة عائشة عبد الرحمن العبيدان، ابنة التربية والتعليم، وبنت حي مشيرب في قلب الدوحة. وُلدت ونشأت بين أزقته البسيطة، تحمل في ذاكرتها عبق المكان وصدق الناس. درست المرحلة الابتدائية...
في الدوحة، المدينة التي عُرفت بأنها واحة للأمن والسلام وملاذ للباحثين عن الاستقرار، تعقد قمة عربية إسلامية طارئة بعد أن تعرضت قطر لعدوان إسرائيلي غاشم. إنّها دولة لم تبدأ حربًا قط، ولم تُشعل فتيل نزاع...
نبدأ رحلتنا التوثيقية مع نساء قطر اللواتي صنعن أثراً في المجتمع، نبدأ مع المديرة الفاضلة فاطمة سعيد السلولي، ابنة مدينة الريان. حين سألتها عن العمر، أجابتني بابتسامة: «العمر مجرد رقم». درست في مدرسة النهضة التي...
في مسيرة الأوطان، تبقى الأسماء والأفعال التي صنعت فرقًا شاهدة على أن العطاء بصمة تمتد في الذاكرة الجمعية لتلهم الأجيال. حين نتأمل تاريخ قطر خلال العقود الممتدة من عشرينيات القرن الماضي حتى منتصف التسعينيات (1920–...
مع انتهاء موسم الإجازات والعودة إلى المدارس، تتردد بكثرة عبارات «دوام»، وتتباين ردود الأفعال بين من يستقبلها بابتسامة متفائلة، ومن يتأفف وكأنها عبء ثقيل. كلمة صغيرة تحمل في داخلها مشاعر متباينة، فالإنسان هو الذي يحمّلها...
للألوان رمزية عميقة تتجاوز حدود الشكل لتصبح عناوين لأفكار وأزمنة. فقد ارتبطت كتب معينة بألوانها، وتحولت إلى مشاريع فكرية وسياسية غيّرت وجه التاريخ. فالكتاب الأخضر الذي أصدره معمر القذافي في سبعينيات القرن الماضي، وامتد حضوره...