عدد المقالات 301
توجّهَت إلى أحد الشبّان بالقول: أحضر لنا الكرسي من هناك إذا أمكن. هو: كلّا، أحضريه بنفسك. هي: معقول.. أنت رجل، أعطنا مقعدك، واجلب لك كرسياً آخر. هو: كلّا، لن أفعل ذلك. هي: لماذا؟ هو: لأنني من مؤيدي المساواة الكاملة بين الرجل والمرأة. هي -بدهشة كاملة-: أنا لستُ من المؤيدين للمساواة.. ولم أعد أريدها. انطلق الأصدقاء في نقاش مطوّل حول المساواة بين الجنسين، لا سيّما مع اقتراب الاحتفال باليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة، والذي يصادف 25 نوفمبر الحالي. وفي مداخلة غير مألوفة، قالت إحداهن: «لقد أصبح الرجل اليوم بحاجة إلى المطالبة بالمساواة»، فردّت أخرى: «أية مساواة والرجال اليوم يُعنّفون زوجاتهم ويقتلنهن، فلبنان مؤخراً شهد جرائم عنف أُسرية رهيبة؛ إذ يُعنّف الزوج زوجته وحالات كثيرة أدت إلى مقتل الزوجة». فأجابت مناصرة حقوق الرجال: «نعم، هذا صحيح، ولكن هل تساءلتم عن عدد الرجال الذين ذهبوا ضحية الضغط والسكر والجلطات الدماغية والقلبية بسبب مشاكله الزوجية، وربّما بسبب تعنيف الزوجة له لفظياً ومعنوياً أحياناً.. هل تدركون أن الضغط يُسمى القاتل الصامت في قاموس منظمة الصحية العالمية؟». واستمر النقاش حول العنف ضد النساء والفتيات، والذي تعتبره منظمة الأمم المتحدة أحد أكثر انتهاكات حقوق الإنسان انتشاراً واستمراراً وتدميراً في عالمنا اليوم؛ لأن معظم الحالات لا يُبلّغ عنها بسبب عدم جدية العقاب، وغالباً بسبب الصمت خوفاً من الإحساس بالفضيحة أو وصمة العار. وظهر التباين في مواقف الأصدقاء حول ما ورد في إعلان القضاء على العنف ضد المرأة الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1993، والذي يعرّف العنف ضد المرأة كالتالي: «أي فعل عنيف تدفع إليه عصبية الجنس، ويترتب عنه أو يرجّح أن يترتب عليه أذى أو معاناة للمرأة، سواء من الناحية الجسمانية أو الجنسية أو النفسية، بما في ذلك التهديد بأفعال من هذا القبيل أو القسر أو الحرمان التعسفي من الحرية، سواء حدث ذلك في الحياة العامة أو الخاصة». وفي هذا الصدد، تشير الإحصائيات إلى أن امرأة أو فتاة واحدة بين كلّ ثلاث نساء تتعرض للعنف الجسدي أو اللفظي خلال حياتها، وفي معظم الأحيان يكون ذلك من قِبل الشريك. هذا الشريك الذي أقسمت أن تبقى معه في السراء والضراء، ولكنها لم تتوقع يوماً أن يستخدم قوته الجسدية لتعنيفها، أو لسانه لتحطيمها. في ظلّ هذه الدوامة المستمرة، التي يدور فيها العالم لتصنيف العنف بين ذكر أو أنثى، يبقى العنف هو العنف، وهو الظاهرة المرفوضة، سواء ضدّ امرأة أو ضد رجل أو طفل أو كهل أو حتى حيوان. أعتقد أن أقسى أنواع العنف الذي تواجهه المرأة في عصرنا يكمن في إجبارها على الخضوع لقيود اجتماعية ظاهرية في مجتمعات معينة ومخفاة في مجتمعات مغلقة؛ حيث يترتب عليها التنازل عن حريتها في التفكير والتعبير واختيار الشريك، بسبب قيود نفسية واجتماعية وأُسرية تحمّلها مسؤولية جمّة في الحفاظ على «شرفها» واسم عائلتها، وما إلى ذلك من قيم بعضها نافع وبعضها بالٍ. رفقاً بالقوارير.. ورفقاً أيضاً بالسند الذي تستند عليه المرأة في أزماتها النفسية والحياتية. العنف يهدم البيوت والنفوس.. الاحترام والمودّة والتعاطف مع الآخرين هو الحلّ.
من يتحكم بالتكنولوجيا يتحكم بنا، أحببنا هذه الحقيقة أم كرهناها. التكنولوجيا مفروضة علينا من كل حدب وصوب، فأصبحنا أرقامًا ضمن أنظمة رقمية سواء في أماكن عملنا عبر أرقامنا الوظيفية أو بطاقتنا الشخصية والائتمانية، وحتى صورنا...
ماذا سنكتب بعد عن لبنان؟ هل سنكتب عن انتحار الشباب أو هجرتهم؟ أم عن المافيات السياسية التي نهبت أموال المودعين؟ أو ربّما سنكتبُ عن خباثة الأحزاب وانتمائها للخارج على حساب الداخل. هل سنكتبُ عن انهيار...
من المقرر أن يُصدر مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة تقرير المخدرات العالمي لعام 2020، وذلك قبل نحو 24 ساعة من إحياء الأمم المتحدة ما يُعرف بـ «اليوم الدولي لمكافحة إساءة استعمال المخدرات والاتجار غير...
العالم يعيش اليوم في سباق على الابتكار والاختراع، وفيما تسعى الدول الكبرى إلى تكريس مكانتها في مجال التقدّم العلمي والاقتصادي والاجتماعي، تحاول الدول النامية استقطاب الباحثين والعلماء أو ما يعرف بـ «الأدمغة» في شتى المجالات....
218 مليون طفل حول العالم لا يذهبون إلى المدرسة، وليس لديهم وقت للعب، لماذا؟ لأنهم يعملون بدوام كامل. منهم من يعمل بالسّخرة دون أجر، ومنهم المجبر، مجبر على العمل قسراً بأنشطة غير مشروعة كالبغاء والمخدرات،...
بجوار بيتنا مدرسة، جرسها مزعج، يقرع بقوّة إيذاناً ببدء يوم جديد.. النغمة نفسها التي تعيدك أعواماً إلى الوراء؛ لكنه توقّف عن الرنّ. سبب توقّف الجرس هذا العام لم يكن لانتهاء العام الأكاديمي كالعادة، وإنما بسبب...
تحتفي الأمم المتحدة في 29 مايو بـ «اليوم العالمي لحفظة السلام»، هذا اليوم الذي شهد للمرة الأولى بزوغ قوات حفظ السلام، وكان ذلك في الشرق الأوسط، من أجل مراقبة اتفاقية الهدنة بين القوات الإسرائيلية والقوات...
هذا العنوان قد يبدو صديقاً للجميع، وقابلاً للنشر، ربما باستثناء من لديهم حساسية الجلوتين، أو من يدّعون ذلك، لا سيما وأنها أصبحت موضة أكثر منها عارضاً صحياً، ومقاطعي اللحوم، وهم محبّو الخسّ والجرجير إلى الأبد،...
الأسرة تعني الحماية والطمأنينة والعطاء، تعني أن تهبّ إلى نجدة أختك أو أخيك قبل أن يحتاجك، تعني ألّا تقاطع من ظلمك منهم ولو كان الظلم الذي وقع عليك كبيراً، تعني أن تلجأ إليهم عند الضعف...
منذ 75 عاماً قُتل 85 مليون إنسان. كيف؟ في الحرب العالمية الثانية. لماذا نتذكّرهم اليوم؟ لأن الأمم المتحدة تُخصّص لهم يومي 8 و9 مايو من كلّ عام مناسبةً لكي يتمهّل العالم قليلاً إجلالاً لمن ذهبوا...
وضعوا أيديهم على أموال المودعين من أجل «مصلحة البلد»، تم تشريع سمّ الحشيشة لمصلحة البلد، وقّعوا على قرض إضافي من البنك الدولي لتأجيل الانهيار الاقتصادي والإفلاس بسبب الجشع والفساد، حتى يتمكّنوا من شدّ بأسهم تحت...
يسمّونهم قلوب أو «ملائكة الرحمة»، وهم حقاً كذلك، هم الأقرب إلينا عند الشدة والمرض، بعد الله سبحانه وتعالى، الطبيب.. دوره عظيم يشخّص، يقوم بمهامه الآنية سواء من جراحة أم من منظار، ويصف الدواء، لكن مهنة...