


عدد المقالات 391
عندما نتمكن من احترام التعددية وممارسة الفكر النقدي، عندما نتمكن من تفعيل متلازمة الحق والواجب في حياتنا، عندما ندرك دور المؤسسات وتركيز كل منها على تحقيق رؤيتها ورسالتها وكيفية تحقيقها الغايات، عندما نلتزم بالمبادئ والقيم والأخلاق: نحترم الرأي والرأي الآخر، عندما نرحب بتعددية الثقافات، عندما نحترم القانون ونقدر المعلم، عندما نعزز النجاح ونعالج التحديات بموضوعية، نكون قد حققنا مخرجات المواطنة المسؤولة والهوية الوطنية. كلنا نرغب في تحقيق ذلك، وكلنا في داخلنا إنسان قويم محب للخير والصلاح، ننتظر كل الإنجازات التي طرحناها، وندرك أننا من يمكنه أن يصنعها من خلال تبنينا لهذه القضايا الهامة وشرحها وتكرارها، فنحن أنفسنا من نريد الفضائل ونصحح الأخطاء وهذا أمر طبيعي. ولكن لتحقيق هذه المواطنة المسؤولة فنحن بحاجة لترجمتها لسلوكيات عملية تبدأ بالالتزام وتستمر بالانخراط في كل العمليات والقيام بالدور المطلوب بمسؤولية. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كلكم راع ومسؤول عن رعيته، فالإمام راع وهو مسؤول عن رعيته والرجل في أهله» إلى نهاية الحديث. وتتجسد أحد هذه المسؤوليات علينا جميعا في الهوية الوطنية والتي ترتبط بالسمعة الوطنية. من؟ وماذا يصنع هذه السمعة؟ وكيف تؤثر؟ ترتبط السمعة الوطنية والصورة الذهنية بالدبلوماسية الشعبية والأمن الوطني من جهة أخرى وقد زاد الاهتمام بها في عصر الثورة التكنولوجية وأصبحت كثير من الدول في العالم تستهدف صنع صورة إيجابية لتحقيق الثقة، حيث يرتبط بذلك أهداف اقتصادية وسياحية بل وسياسية أيضا. ويثبت التاريخ الإعلامي أن الأثر الذي يحدثه الإعلام هو تغيير عميق في النفوس البشرية سواء كان إيجابا أو سلبا، وهذا ما أكتشفه السياسيون منذ القدم، حيث استخدمت كل من الدعاية السياسية والإرهاب للقضاء على المعارضة السياسية أو لنشر القيم العالمية السائدة في ذلك الحين. فبعد الحرب العالمية الأولى أدركت الحكومات أهمية التعبئة النفسية وأصبح العالم يتعامل مع الأزمات بطريقة الحلول الوسطى وتحول العالم إلى تعبئة كل الموارد بما فيها العسكرية والإعلامية والسياسية والاقتصادية. لذا استخدمت في الحرب العالمية الثانية جهودا وحملات دعائية وظهرت قوى جديدة تعتمد على التأثير على أفكار الشعوب وسلوكها. ويمكن لهذه الأفكار عند نشرها أن تتحول لتكون الصورة الذهنية الظاهرة على شعب أو مجتمع معين بغض النظر عن صحتها لتصنع حقائق جديدة قد تكون غير صحيحة! ويمكننا الاطلاع على العديد من الدراسات في هذا السياق حول كيفية تحقيق هذه الصورة ونموذجا على ذلك الصورة التي رسمتها أميركا من خلال دعايتها التي استخدمت فيها رموز مختلفة ارتبطت في ذهن الناس بالقوة والذكاء والتقدم، واستخدام رموز ثقافية وعسكرية وعمرانية للتأثير على الصورة، وإعادة تشكيل الوعي من خلال بث أفكار أو معلومات بطرق مقصودة أو غير مقصودة. وكلما ربطنا هذه الحقائق بالصورة الذهنية التي رسمت للمسلمين يجعلنا ذلك أكثر حماسا لإثبات الصورة الحقيقية للإسلام -الصورة السمحة المتسامحة- الصورة التي تنضح بكل قيمة أصيلة وجميلة، الصورة التي احتفظت بكل ما وجدت من حسن خلق العرب لتؤكده وتصحح الأخطاء الإنسانية في حق الناس بعضهم بعضا. كل شيء حولنا أصبح أداة يمكن استخدامها بطريقة صحيحة أو العكس، وكذلك الإعلام وحوار الشعوب غير الرسمي للترويج لصور حقيقية وجميلة وبناءة تسهم في تعزيز التعبئة النفسية الإيجابية للجميع نحو ما فيه خير وصلاح، حيث أصبح الإعلام هو الفضاء المفتوح الذي يرسل لنا ويستقبل منا جميعا وقد أخذنا عهدا بأن نكون بقدر المسؤولية لنكون بدرجة عالية من الوعي والمساهمة في الوعي بمستوى يليق برؤيتنا المميزة لكل قطري، ومن سكن أرض قطر قطري والنعم.
يشهد العالم اليوم تحوّلات عميقة لم تعد تقتصر على التكنولوجيا أو الاقتصاد، بل امتدّت لتطال المفاهيم ذاتها التي شكّلت إيقاع حياتنا اليومية: ساعات العمل، وساعات التمدرس، ومعايير الإنتاجية والتعلّم والحياة المتوازنة. نحن أمام مرحلة جديدة...
تشهد دولة قطر في هذه المرحلة من مسيرتها التنموية تحولًا نوعيًا في فلسفة الإدارة العامة والموارد البشرية، أعاد تعريف العلاقة بين الإنسان والمؤسسة، وبين العمل والحياة. فالتعديلات الأخيرة التي أُقرّت على قانون الموارد البشرية تُعد...
ونحن نحتفي باليوم العالمي للمعلم، يتبادر إلى أذهاننا عدد كبير من المعلمين والمعلمات الذين قدّموا خلال سنوات طويلة أسمى معاني العطاء. أسماء غابت عن المشهد الحاضر، لكنها باقية في وجدان أبنائهم وبناتهم من طلبتهم، أولئك...
في العاشر من أكتوبر من كل عام، يلتقي العالم بشعار الصحة: لا صحة بلا صحة نفسية. وهو يوم لا يقتصر على رفع الشعارات، بقدر ما يعكس وعياً عميقاً بضرورة صون كرامة الإنسان من الداخل، والعناية...
رحلة جديدة نكتبها مع مربية فاضلة، الأستاذة عائشة عبد الرحمن العبيدان، ابنة التربية والتعليم، وبنت حي مشيرب في قلب الدوحة. وُلدت ونشأت بين أزقته البسيطة، تحمل في ذاكرتها عبق المكان وصدق الناس. درست المرحلة الابتدائية...
في الدوحة، المدينة التي عُرفت بأنها واحة للأمن والسلام وملاذ للباحثين عن الاستقرار، تعقد قمة عربية إسلامية طارئة بعد أن تعرضت قطر لعدوان إسرائيلي غاشم. إنّها دولة لم تبدأ حربًا قط، ولم تُشعل فتيل نزاع...
نبدأ رحلتنا التوثيقية مع نساء قطر اللواتي صنعن أثراً في المجتمع، نبدأ مع المديرة الفاضلة فاطمة سعيد السلولي، ابنة مدينة الريان. حين سألتها عن العمر، أجابتني بابتسامة: «العمر مجرد رقم». درست في مدرسة النهضة التي...
في مسيرة الأوطان، تبقى الأسماء والأفعال التي صنعت فرقًا شاهدة على أن العطاء بصمة تمتد في الذاكرة الجمعية لتلهم الأجيال. حين نتأمل تاريخ قطر خلال العقود الممتدة من عشرينيات القرن الماضي حتى منتصف التسعينيات (1920–...
مع انتهاء موسم الإجازات والعودة إلى المدارس، تتردد بكثرة عبارات «دوام»، وتتباين ردود الأفعال بين من يستقبلها بابتسامة متفائلة، ومن يتأفف وكأنها عبء ثقيل. كلمة صغيرة تحمل في داخلها مشاعر متباينة، فالإنسان هو الذي يحمّلها...
للألوان رمزية عميقة تتجاوز حدود الشكل لتصبح عناوين لأفكار وأزمنة. فقد ارتبطت كتب معينة بألوانها، وتحولت إلى مشاريع فكرية وسياسية غيّرت وجه التاريخ. فالكتاب الأخضر الذي أصدره معمر القذافي في سبعينيات القرن الماضي، وامتد حضوره...
التجارب الصادقة والشهادات الموثوقة هي مرآة تعكس القيم التي يقوم عليها النجاح المهني. ولذا، قدم العديد من المتخصصين خبراتهم كشهادات عالمية، تنقل المعرفة وتفتح الطريق أمام الآخرين. ومن أبرز هؤلاء جون ماكسويل، الخبير العالمي في...
هل تأملت يومًا في دلالات بعض الأسماء العالمية التي أصبحت تمثل علامات تجارية راسخة؟ في عالم التكنولوجيا، لا تحمل الأسماء مجرد طابع تسويقي، بل تعكس رؤى حضارية وفلسفات ثقافية عميقة. على سبيل المثال، يحمل اسم...