alsharq

مريم ياسين الحمادي

عدد المقالات 391

الهمة والعزيمة منبع الهوية الوطنية القطرية

22 مارس 2017 , 01:46ص

من أجمل الأبيات التي قالها الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني مؤسس الدولة «صبرنا لها ما زعزع الدهر عزمنا.. ونلنا بها العليا على كل طايل». تميّز أهل قطر من بداية نشأتهم بقوة الهمة والعزيمة، وهي من القيم المهمة التي تختص بها الهوية القطرية التي تكون سبباً في تحقيق الإنجازات الوطنية والعالمية، والتي أصبحت جزءاً من مسؤوليات كل فرد في المجتمع القطري، سواء كل أهل قطر سواء المواطنين وكل من سكنها. فكلهم يعملون نحو الأفضل في كل إنجاز. قصة ملهمة قرأتها حول الشاب الياباني «تاكيو أوساهيرا» يقول: «ابتعثت من حكومتي للدراسة في جامعة هامبورغ في ألمانيا لأدرس أصول الميكانيكا العلمية، ذهبت إلى هناك حاملاً حلمي الخاص الذي لا ينفك عني أبداً، والذي خالج روحي وعقلي، كنت أحلم بأن أتعلم كيف أصنع محركاً صغيراً..»، يقول «لو استطعت صنع واحد مثله لغيرت تاريخ اليابان»، وبالفعل نجح في إصلاح أحدها. بعدها قال لي رئيس البعثة إنه يجب عليّ الآن أن أصنع أجزاء المحرك بنفسي، وأركب محركاً.. «لبست البذلة الزرقاء وبدأت العمل كعامل يطيع أوامر فني الصهر، مع أني من أسرة الساموراي العريقة المبجلة في اليابان، لكنني كنت أخدم بلدي، قضيت في هذا العمل ثماني سنوات، ما بين عشر إلى خمس عشرة ساعة عمل يومياً. وعَلِم إمبراطور اليابان بأمري فأرسل لي من ماله الخاص ليدعم عملي على المحرك». وعندما عاد إلى وطنه، قيل له إن الإمبراطور يريد أن يراه، فقال «لن أستحق مقابلته إلا بعد إنشائي مصنع محركات كاملاً»، واستغرق ذلك تسع سنوات من العمل الشاق، وفي يوم من الأيام يقول «حملت ومساعدي عشرة محركات صنعت في اليابان قطعة قطعة.. حملناها إلى القصر، ووضعناها في قاعة خاصة، ثم أدرنا جميع المحركات، ودخل الإمبراطور فابتسم وقال «هذه أعذب موسيقى سمعتها في حياتي.. صوت محركات يابانية خالصة». هذه القصة نموذج رائع ومميز. لقد تمكن هذا الشاب البسيط من تغيير مستقبل وطنه. إن أسمى الأهداف حين نغير طريقة التفكير لتحقيق الهدف من الدراسة أو الابتعاث أو العمل ذاته، لتحقيق هدف أكبر من الوظيفة، به تتقدم الأوطان، ويسعد الإنسان، ويصل هو وبلاده لمصاف الدول المتقدمة. ومثل هذا الإنجاز لا يكون سهلاً، وإنما على قدر أهل العزم تأتي العزائم، وتأتي على قدر الكرام المكارم، فنكون في مصاف الدول الأولى، ليستحق كل قطري ومن سكن قطر. قطري والنعم!

مع التغيرات العالمية.. هل نحتاج تعديل المعايير الدولية؟

يشهد العالم اليوم تحوّلات عميقة لم تعد تقتصر على التكنولوجيا أو الاقتصاد، بل امتدّت لتطال المفاهيم ذاتها التي شكّلت إيقاع حياتنا اليومية: ساعات العمل، وساعات التمدرس، ومعايير الإنتاجية والتعلّم والحياة المتوازنة. نحن أمام مرحلة جديدة...

تعديلات الموارد البشرية... الطريق إلى جودة الحياة

تشهد دولة قطر في هذه المرحلة من مسيرتها التنموية تحولًا نوعيًا في فلسفة الإدارة العامة والموارد البشرية، أعاد تعريف العلاقة بين الإنسان والمؤسسة، وبين العمل والحياة. فالتعديلات الأخيرة التي أُقرّت على قانون الموارد البشرية تُعد...

المعلم صانع الأثر

ونحن نحتفي باليوم العالمي للمعلم، يتبادر إلى أذهاننا عدد كبير من المعلمين والمعلمات الذين قدّموا خلال سنوات طويلة أسمى معاني العطاء. أسماء غابت عن المشهد الحاضر، لكنها باقية في وجدان أبنائهم وبناتهم من طلبتهم، أولئك...

الصحة النفسية والهوية الوطنية

في العاشر من أكتوبر من كل عام، يلتقي العالم بشعار الصحة: لا صحة بلا صحة نفسية. وهو يوم لا يقتصر على رفع الشعارات، بقدر ما يعكس وعياً عميقاً بضرورة صون كرامة الإنسان من الداخل، والعناية...

قطريات صنعن أثراً: عائشة عبد الرحمن العبيدان

رحلة جديدة نكتبها مع مربية فاضلة، الأستاذة عائشة عبد الرحمن العبيدان، ابنة التربية والتعليم، وبنت حي مشيرب في قلب الدوحة. وُلدت ونشأت بين أزقته البسيطة، تحمل في ذاكرتها عبق المكان وصدق الناس. درست المرحلة الابتدائية...

قطر وقمة الأمة

في الدوحة، المدينة التي عُرفت بأنها واحة للأمن والسلام وملاذ للباحثين عن الاستقرار، تعقد قمة عربية إسلامية طارئة بعد أن تعرضت قطر لعدوان إسرائيلي غاشم. إنّها دولة لم تبدأ حربًا قط، ولم تُشعل فتيل نزاع...

قطريات صنعن أثراً.. فاطمة سعيد السلولي

نبدأ رحلتنا التوثيقية مع نساء قطر اللواتي صنعن أثراً في المجتمع، نبدأ مع المديرة الفاضلة فاطمة سعيد السلولي، ابنة مدينة الريان. حين سألتها عن العمر، أجابتني بابتسامة: «العمر مجرد رقم». درست في مدرسة النهضة التي...

قطريات يصنعن أثراً

في مسيرة الأوطان، تبقى الأسماء والأفعال التي صنعت فرقًا شاهدة على أن العطاء بصمة تمتد في الذاكرة الجمعية لتلهم الأجيال. حين نتأمل تاريخ قطر خلال العقود الممتدة من عشرينيات القرن الماضي حتى منتصف التسعينيات (1920–...

دوام

مع انتهاء موسم الإجازات والعودة إلى المدارس، تتردد بكثرة عبارات «دوام»، وتتباين ردود الأفعال بين من يستقبلها بابتسامة متفائلة، ومن يتأفف وكأنها عبء ثقيل. كلمة صغيرة تحمل في داخلها مشاعر متباينة، فالإنسان هو الذي يحمّلها...

الكتب ألوان وأفكار

للألوان رمزية عميقة تتجاوز حدود الشكل لتصبح عناوين لأفكار وأزمنة. فقد ارتبطت كتب معينة بألوانها، وتحولت إلى مشاريع فكرية وسياسية غيّرت وجه التاريخ. فالكتاب الأخضر الذي أصدره معمر القذافي في سبعينيات القرن الماضي، وامتد حضوره...

شهادات عابرة للحدود

التجارب الصادقة والشهادات الموثوقة هي مرآة تعكس القيم التي يقوم عليها النجاح المهني. ولذا، قدم العديد من المتخصصين خبراتهم كشهادات عالمية، تنقل المعرفة وتفتح الطريق أمام الآخرين. ومن أبرز هؤلاء جون ماكسويل، الخبير العالمي في...

الاسم التجاري مرآة الهوية الوطنية

هل تأملت يومًا في دلالات بعض الأسماء العالمية التي أصبحت تمثل علامات تجارية راسخة؟ في عالم التكنولوجيا، لا تحمل الأسماء مجرد طابع تسويقي، بل تعكس رؤى حضارية وفلسفات ثقافية عميقة. على سبيل المثال، يحمل اسم...