عدد المقالات 301
طفل يموت داخل أو على أبواب مشفى حكومي في لبنان، فتندلع مظاهرات احتجاجاً، الوزارات المعنية توضّح، المغردون يكتبون، الإعلاميون يتداولون، وغداً يومٌ آخر. ناشط عربي يُهين الشعب اللبناني كاملاً عبر فيديو في مواقع التواصل الاجتماعي بالصوت والصورة، اللبنانيون يغضبون، المغردون يكتبون، بعض الإعلاميين «يمسحون» المنابر بالناشط، وغداً يومٌ آخر. بلد عربي يلقي القبض على لبنانيين بتهم مختلفة، فيُسجنون، ويُعاقبون دون محاكمة عادلة، ويخضعون للتعذيب، ومن ثم يُجردون من أملاكهم ويُرّحلون، المغردون يتفاعلون، والإعلاميون يكتبون، والسياسيون يتوعدون، وغداً يومٌ آخر. هكذا هي الحياة في لبنان، أحداث يومية، تُنذر بالخطر الذي يأكل نواة النظام اللبناني بعد أن نخر به دود الفساد السياسي والاجتماعي. إذ بات معظم اللبنانيين يعيشون في حالة فوضى إعلامية، تُشغلهم بقضايا فردية، هي في الحقيقة قضايا جوهرية وأساسية وعامة. فقضية الطفل اللاجئ الذي توفي على باب المستشفى والتأخر في علاجه، تعكس حقيقة الأوضاع الصحية المأساوية لآلاف من اللبنانيين الذين يتكبدون شهرياً مبالغ ضخمة، يتمنون فيها الموت، بسبب عدم القدرة على تحمل تكاليف العلاج. وقضية الإهانات التي وجهها الناشط العربي للبنانيين، وقبله إحدى المغنيات، للشعب اللبناني كاملاً تعكس مسألة جوهرية، وهي استخفاف هذه النماذج بالجهات اللبنانية الرسمية المعنية بالمحاسبة، والمتمثلة بالدور الدبلوماسي اللبناني، الذي أصبح يركز على جمع الأموال، وتنظيم المؤتمرات المانحة، أكثر من تركيزه على صون مصالح اللبنانيين، وحماية كراماتهم، وتوفير الحدّ الأدنى من المعاملة بالمثل، بحجة أن كلام هذا الناشط أو كلام تلك الفنانة هو حالة فردية، ولا بدّ من الترفع عنها في سبيل المصالح العليا! وقضية تشديد القبضة على اللبنانيين، وعرقلة أمورهم في كثير من المعاملات بالدول العربية، ينبئ عن ضعف ووهن يأكل مفاصل هيبة لبنان. هذه بعض من النماذج الكثيرة التي باتت تسبب فعلياً قلقاً بالغاً لدى الكثير من اللبنانيين، فأصبحت الهجرة هي الخلاص، ومنّا من ينتظر التأشيرة وما بدلنا تبديلاً. إلا أن أكثر ما يبعث فينا الحزن هو موقف الكثير من اللبنانيين الذين يفتخرون بزعمائهم، إذ يتشدّق هؤلاء ويضحكون ويفرحون ويعيدون تغريدة زعيمهم، ويهللون لها ويصفقون، عداك عن فرحة العديد من وسائل الإعلام اللبناني ببث تصريحات الزعماء والتعليق عليها، في برامج يومية وصلت إلى حدّ اللغو. للأسف، مشكلتنا في لبنان عميقة وغير قابلة للحل على الأقل في المدى المنظور، فلا الحكومة هي السبب، ولا رأس الهرم هو السبب، وليست الأحزاب هي السبب. من وجهة نظري، الإعلام اللبناني يتحمل مسؤولية كبيرة في إهانة الصورة اللبنانية، لأنه يخدم كمنصة بيد الزعماء الذين يضعون مصالحهم الشخصية فوق الوطن. الكرامة لا تُمنح.. لأنها حقّ. ومن يريد التنازل عنه أو المساومة عليه، فهذا شأنه..
من يتحكم بالتكنولوجيا يتحكم بنا، أحببنا هذه الحقيقة أم كرهناها. التكنولوجيا مفروضة علينا من كل حدب وصوب، فأصبحنا أرقامًا ضمن أنظمة رقمية سواء في أماكن عملنا عبر أرقامنا الوظيفية أو بطاقتنا الشخصية والائتمانية، وحتى صورنا...
ماذا سنكتب بعد عن لبنان؟ هل سنكتب عن انتحار الشباب أو هجرتهم؟ أم عن المافيات السياسية التي نهبت أموال المودعين؟ أو ربّما سنكتبُ عن خباثة الأحزاب وانتمائها للخارج على حساب الداخل. هل سنكتبُ عن انهيار...
من المقرر أن يُصدر مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة تقرير المخدرات العالمي لعام 2020، وذلك قبل نحو 24 ساعة من إحياء الأمم المتحدة ما يُعرف بـ «اليوم الدولي لمكافحة إساءة استعمال المخدرات والاتجار غير...
العالم يعيش اليوم في سباق على الابتكار والاختراع، وفيما تسعى الدول الكبرى إلى تكريس مكانتها في مجال التقدّم العلمي والاقتصادي والاجتماعي، تحاول الدول النامية استقطاب الباحثين والعلماء أو ما يعرف بـ «الأدمغة» في شتى المجالات....
218 مليون طفل حول العالم لا يذهبون إلى المدرسة، وليس لديهم وقت للعب، لماذا؟ لأنهم يعملون بدوام كامل. منهم من يعمل بالسّخرة دون أجر، ومنهم المجبر، مجبر على العمل قسراً بأنشطة غير مشروعة كالبغاء والمخدرات،...
بجوار بيتنا مدرسة، جرسها مزعج، يقرع بقوّة إيذاناً ببدء يوم جديد.. النغمة نفسها التي تعيدك أعواماً إلى الوراء؛ لكنه توقّف عن الرنّ. سبب توقّف الجرس هذا العام لم يكن لانتهاء العام الأكاديمي كالعادة، وإنما بسبب...
تحتفي الأمم المتحدة في 29 مايو بـ «اليوم العالمي لحفظة السلام»، هذا اليوم الذي شهد للمرة الأولى بزوغ قوات حفظ السلام، وكان ذلك في الشرق الأوسط، من أجل مراقبة اتفاقية الهدنة بين القوات الإسرائيلية والقوات...
هذا العنوان قد يبدو صديقاً للجميع، وقابلاً للنشر، ربما باستثناء من لديهم حساسية الجلوتين، أو من يدّعون ذلك، لا سيما وأنها أصبحت موضة أكثر منها عارضاً صحياً، ومقاطعي اللحوم، وهم محبّو الخسّ والجرجير إلى الأبد،...
الأسرة تعني الحماية والطمأنينة والعطاء، تعني أن تهبّ إلى نجدة أختك أو أخيك قبل أن يحتاجك، تعني ألّا تقاطع من ظلمك منهم ولو كان الظلم الذي وقع عليك كبيراً، تعني أن تلجأ إليهم عند الضعف...
منذ 75 عاماً قُتل 85 مليون إنسان. كيف؟ في الحرب العالمية الثانية. لماذا نتذكّرهم اليوم؟ لأن الأمم المتحدة تُخصّص لهم يومي 8 و9 مايو من كلّ عام مناسبةً لكي يتمهّل العالم قليلاً إجلالاً لمن ذهبوا...
وضعوا أيديهم على أموال المودعين من أجل «مصلحة البلد»، تم تشريع سمّ الحشيشة لمصلحة البلد، وقّعوا على قرض إضافي من البنك الدولي لتأجيل الانهيار الاقتصادي والإفلاس بسبب الجشع والفساد، حتى يتمكّنوا من شدّ بأسهم تحت...
يسمّونهم قلوب أو «ملائكة الرحمة»، وهم حقاً كذلك، هم الأقرب إلينا عند الشدة والمرض، بعد الله سبحانه وتعالى، الطبيب.. دوره عظيم يشخّص، يقوم بمهامه الآنية سواء من جراحة أم من منظار، ويصف الدواء، لكن مهنة...
