alsharq

مريم ياسين الحمادي

عدد المقالات 391

الهوية والوظيفة الحكومية

19 أبريل 2017 , 01:09ص

يؤكِّد حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله، في مناسبات متكررة، على النزاهة والمحاسبية، والقيم النبيلة، من منظور إنساني وآخر مهني، ترتبط بالعمل، وجودة العمل المؤسسي، على مستوى القطاع الحكومي، والخاص أيضاً، بل جعل المتوقع من الموظف في الوظيفة الحكومية أضعاف ذلك! فقال «إذا كان هذا متوقعاً من المواطن، فإن المتوقع من المسؤول في وظيفة عمومية أضعافُ ذلك، ومن هذا المنطلق لن نتسامح مع الفساد المالي والإداري، أو استغلال المنصب العام لأغراض خاصة، أو التخلي عن المعايير المهنية لمصلحة شخصية». فما هو المتوقع من الموظف في الوظيفة الحكومية؟ أو من يملكون السلطة في الدولة؟ -بجميع مستوياتها! سؤال يحتاج إجابة واضحة تنبثق من نوع الهوية التي رسمت ملامحها الدولة، وظهرت في كافة برامج وأنشطة الحكومة، التي صممت بطريقة متكاملة، لتحقق التوجيهات السامية. إن أثر هذه الهوية يرتبط بالممارسات التي يقوم بها أصحاب المسؤوليات -على اختلاف مستويات المسؤولية وأنواعها، كل في مجاله- فيفترض فيهم الإخلاص لنظام الدولة، والكفاءة لأداء مهام وظائفهم، والفضيلة والعدالة، وهذه الصفات تجعلهم قادرين على تحقيق التوقعات، وتضمن ظهور نموذج القدوة. وبالتأكيد لن يكون ذلك سهلاً! ولكنه ممكن! خاصة عندما تستحضر نية العمل، فهو أمانة، وواجب، ومسؤوليات وتحديات، كلها تحتاج التعامل معها بإتقان وإبداع، ومرونة. وتظهر الهوية المهنية لتتناسب مع المنظور المؤسسي، وتنمو بذلك القدرة على تعزيز العمل اللامركزي، من خلال هياكل واضحة، تحدد المهام، وتتيح الإنجاز، في ظل نظم وقوانين واضحة، ومستويات محددة لصنع القرار، والانتقال إلى فاعلية أكثر! وقدرة أكبر على التأثير، وصلاحيات على المستوى الإداري والتشغيلي، بما يضمن تسهيل العمل، مع التأكد من اتساقه مع الرؤية العامة وحدود الصلاحيات، منعاً للتداخلات والتكرار، ويتم ذلك من خلال إقرار الصلاحيات والمهام وتوثيقها، لضمان عدم التركيز على قمة الهرم في العمليات التنفيذية، في أي تنظيم وخلال هذه المساحة يكون الإبداع بين المساحة الوظيفية والقيود المهنية التي تضمن الإنجاز المتميز. وفي الوقت ذاته تعزيز مبدأ المحاسبية وفق كل مستوى، وذلك من خلال تكريس الموضوعية والتخطيط والمتابعة والتقييم والالتزام بمعايير الأداء والنجاح، وهذا يشمل: التطبيق السليم الذي سيضمن تحقيق مبدأ النزاهة والمحاسبية. قطر تستحق الأفضل من أبنائها، كلمة قالها أميرنا، وسنبقى نكررها لتصبح رسالة حلم كل من يعيش على أرض قطر، فأبناؤها هم كل شخص عاش هنا اليوم منذ الأجداد، أو جاء ليشارك في بنائها، أو ضيف حل على أهلها، كلهم يشتركون في حب هذه الأرض، وبإخلاصهم جميعاً يستحق كل قطري ومن سكن قطر. قطري والنعم!

مع التغيرات العالمية.. هل نحتاج تعديل المعايير الدولية؟

يشهد العالم اليوم تحوّلات عميقة لم تعد تقتصر على التكنولوجيا أو الاقتصاد، بل امتدّت لتطال المفاهيم ذاتها التي شكّلت إيقاع حياتنا اليومية: ساعات العمل، وساعات التمدرس، ومعايير الإنتاجية والتعلّم والحياة المتوازنة. نحن أمام مرحلة جديدة...

تعديلات الموارد البشرية... الطريق إلى جودة الحياة

تشهد دولة قطر في هذه المرحلة من مسيرتها التنموية تحولًا نوعيًا في فلسفة الإدارة العامة والموارد البشرية، أعاد تعريف العلاقة بين الإنسان والمؤسسة، وبين العمل والحياة. فالتعديلات الأخيرة التي أُقرّت على قانون الموارد البشرية تُعد...

المعلم صانع الأثر

ونحن نحتفي باليوم العالمي للمعلم، يتبادر إلى أذهاننا عدد كبير من المعلمين والمعلمات الذين قدّموا خلال سنوات طويلة أسمى معاني العطاء. أسماء غابت عن المشهد الحاضر، لكنها باقية في وجدان أبنائهم وبناتهم من طلبتهم، أولئك...

الصحة النفسية والهوية الوطنية

في العاشر من أكتوبر من كل عام، يلتقي العالم بشعار الصحة: لا صحة بلا صحة نفسية. وهو يوم لا يقتصر على رفع الشعارات، بقدر ما يعكس وعياً عميقاً بضرورة صون كرامة الإنسان من الداخل، والعناية...

قطريات صنعن أثراً: عائشة عبد الرحمن العبيدان

رحلة جديدة نكتبها مع مربية فاضلة، الأستاذة عائشة عبد الرحمن العبيدان، ابنة التربية والتعليم، وبنت حي مشيرب في قلب الدوحة. وُلدت ونشأت بين أزقته البسيطة، تحمل في ذاكرتها عبق المكان وصدق الناس. درست المرحلة الابتدائية...

قطر وقمة الأمة

في الدوحة، المدينة التي عُرفت بأنها واحة للأمن والسلام وملاذ للباحثين عن الاستقرار، تعقد قمة عربية إسلامية طارئة بعد أن تعرضت قطر لعدوان إسرائيلي غاشم. إنّها دولة لم تبدأ حربًا قط، ولم تُشعل فتيل نزاع...

قطريات صنعن أثراً.. فاطمة سعيد السلولي

نبدأ رحلتنا التوثيقية مع نساء قطر اللواتي صنعن أثراً في المجتمع، نبدأ مع المديرة الفاضلة فاطمة سعيد السلولي، ابنة مدينة الريان. حين سألتها عن العمر، أجابتني بابتسامة: «العمر مجرد رقم». درست في مدرسة النهضة التي...

قطريات يصنعن أثراً

في مسيرة الأوطان، تبقى الأسماء والأفعال التي صنعت فرقًا شاهدة على أن العطاء بصمة تمتد في الذاكرة الجمعية لتلهم الأجيال. حين نتأمل تاريخ قطر خلال العقود الممتدة من عشرينيات القرن الماضي حتى منتصف التسعينيات (1920–...

دوام

مع انتهاء موسم الإجازات والعودة إلى المدارس، تتردد بكثرة عبارات «دوام»، وتتباين ردود الأفعال بين من يستقبلها بابتسامة متفائلة، ومن يتأفف وكأنها عبء ثقيل. كلمة صغيرة تحمل في داخلها مشاعر متباينة، فالإنسان هو الذي يحمّلها...

الكتب ألوان وأفكار

للألوان رمزية عميقة تتجاوز حدود الشكل لتصبح عناوين لأفكار وأزمنة. فقد ارتبطت كتب معينة بألوانها، وتحولت إلى مشاريع فكرية وسياسية غيّرت وجه التاريخ. فالكتاب الأخضر الذي أصدره معمر القذافي في سبعينيات القرن الماضي، وامتد حضوره...

شهادات عابرة للحدود

التجارب الصادقة والشهادات الموثوقة هي مرآة تعكس القيم التي يقوم عليها النجاح المهني. ولذا، قدم العديد من المتخصصين خبراتهم كشهادات عالمية، تنقل المعرفة وتفتح الطريق أمام الآخرين. ومن أبرز هؤلاء جون ماكسويل، الخبير العالمي في...

الاسم التجاري مرآة الهوية الوطنية

هل تأملت يومًا في دلالات بعض الأسماء العالمية التي أصبحت تمثل علامات تجارية راسخة؟ في عالم التكنولوجيا، لا تحمل الأسماء مجرد طابع تسويقي، بل تعكس رؤى حضارية وفلسفات ثقافية عميقة. على سبيل المثال، يحمل اسم...