عدد المقالات 385
في قطر، حلّت الصداقة وتقدَّم الدفء الإنساني على التراتيب السياسية، لتكون زيارة فخامة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مختلفة في معناها ورسالتها. لم تستقبله الدولة على نحو سياسي ودبلوماسي عابر، بل كضيف عزيز حلّ في بيت يعرف قدر الأصدقاء، ويجيد الاحتفاء بهم من القلب. في دولة قطر، التي تحافظ على عاداتها وتقاليدها، وتفتح في الوقت ذاته نوافذها على العالم بثقة وثبات، جاءت حفاوة الاستقبال الرسمي من جهة، والاستقبال العائلي من جهة أخرى. ففي مأدبة العشاء بمدينة لوسيل، التي أقامها سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، لم يكن الرئيس الأمريكي زعيم دولة كبرى فحسب، بل صديقًا مرحبًا به بكل صدق ومحبة. لم تكن تلك اللحظة لفتة بروتوكولية، بل تعبيرًا صادقًا عن نهج دولة قطر في نسج علاقاتها. وهو نهج يقوم على الاحترام المتبادل، والكرم الأصيل، وصدق النوايا. فالسياسة هنا لا تبدأ من مكاتب مغلقة، بل من علاقات إنسانية منفتحة تُبنى على التفاهم والتقدير، وتستمر لأنها قائمة على أساس صلب من الثقة. الدوحة، التي باتت تخاطب العالم بلغات متعددة، وتعرف كيف تتعامل مع مختلف الثقافات والقيادات، تدرك أن العلاقات الناجحة بين الدول تُبنى على المصداقية قبل المصالح، وعلى القيم المشتركة قبل الملفات. ولهذا، فإن زيارة الرئيس ترامب تُعد خطوة مهمة نحو توسيع هذه العلاقة، وتأكيد المشترك بين البلدين في القضايا التي تهم شعبيهما والمنطقة والعالم. الولايات المتحدة الأمريكية، الصديقة والحليفة، لطالما وجدت في دولة قطر شريكًا يقدّر العلاقة، ويصونها، ويمنحها أفقًا ممتدًا يتجاوز اللحظة. وقطر، بدورها، ترى في أمريكا دولة عظيمة بتاريخها، ومؤثرة بمواقفها، وقادرة على لعب دور محوري في صياغة السلام والاستقرار في الشرق الأوسط. وتتطلع الشعوب لأن تُحقق هذه الزيارة تقدمًا حقيقيًا في ملفات السلام في المنطقة، وتوفير المناخ المناسب لتحقيق تطلعاتها في الأمن والازدهار والعيش الكريم. فالعالم بحاجة اليوم، أكثر من أي وقت مضى، إلى مبادرات شجاعة تُعيد الثقة بالحلول السياسية، وتمنح الأمل لأجيال تستحق أن تنشأ في بيئة مستقرة وآمنة. الدوحة لم تكن مجرد محطة في جدول أعمال مزدحم، بل كانت مساحة حقيقية للحوار والفهم العميق. وما جرى خلال هذه الزيارة، في لحظاتها الرسمية والعائلية، أكد أن العلاقة بين دولة قطر والولايات المتحدة علاقة عميقة الجذور، متجددة الأفق. إنها زيارة تُكتب بحبر الودّ، بلغة الاحترام، وتفتح فصلًا جديدًا في سجل العلاقات الصادقة بين البلدين، تلك التي لا تُصطنع، بل تُصان، وتكبر كلما كانت جذورها ضاربة في عمق الثقة والوفاء. @maryamhamadi
نبدأ رحلتنا التوثيقية مع نساء قطر اللواتي صنعن أثراً في المجتمع، نبدأ مع المديرة الفاضلة فاطمة سعيد السلولي، ابنة مدينة الريان. حين سألتها عن العمر، أجابتني بابتسامة: «العمر مجرد رقم». درست في مدرسة النهضة التي...
في مسيرة الأوطان، تبقى الأسماء والأفعال التي صنعت فرقًا شاهدة على أن العطاء بصمة تمتد في الذاكرة الجمعية لتلهم الأجيال. حين نتأمل تاريخ قطر خلال العقود الممتدة من عشرينيات القرن الماضي حتى منتصف التسعينيات (1920–...
مع انتهاء موسم الإجازات والعودة إلى المدارس، تتردد بكثرة عبارات «دوام»، وتتباين ردود الأفعال بين من يستقبلها بابتسامة متفائلة، ومن يتأفف وكأنها عبء ثقيل. كلمة صغيرة تحمل في داخلها مشاعر متباينة، فالإنسان هو الذي يحمّلها...
للألوان رمزية عميقة تتجاوز حدود الشكل لتصبح عناوين لأفكار وأزمنة. فقد ارتبطت كتب معينة بألوانها، وتحولت إلى مشاريع فكرية وسياسية غيّرت وجه التاريخ. فالكتاب الأخضر الذي أصدره معمر القذافي في سبعينيات القرن الماضي، وامتد حضوره...
التجارب الصادقة والشهادات الموثوقة هي مرآة تعكس القيم التي يقوم عليها النجاح المهني. ولذا، قدم العديد من المتخصصين خبراتهم كشهادات عالمية، تنقل المعرفة وتفتح الطريق أمام الآخرين. ومن أبرز هؤلاء جون ماكسويل، الخبير العالمي في...
هل تأملت يومًا في دلالات بعض الأسماء العالمية التي أصبحت تمثل علامات تجارية راسخة؟ في عالم التكنولوجيا، لا تحمل الأسماء مجرد طابع تسويقي، بل تعكس رؤى حضارية وفلسفات ثقافية عميقة. على سبيل المثال، يحمل اسم...
في يومٍ مقدّس من عام 1779، رست سفن الكابتن جيمس كوك على شواطئ جزر هاواي. لم يكن يدري، وهو البحّار القادم من المناطق الباردة، أنه يدخل أرضًا تقرأ الزمن بطريقة مختلفة، وتمنح القادمين من البحر...
من القصص التي وثقتها الكتب، قصة المستكشف الإيطالي كريستوفر كولومبس الذي علق مع طاقمه على سواحل جامايكا، كان ذلك في رحلته الرابعة إلى العالم الجديد، في 29 فبراير من عام 1504، بعد أن تعطلت سفنهم...
في إحدى القاعات الجامعية، عرضت أستاذة جامعية ملفًا أخضر اللون أمام طلبتها، واتفقت مسبقًا مع الجميع – باستثناء طالب واحد – على الادعاء بأن الملف لونه “أحمر”. وما إن دخل الطالب المتأخر، حتى بدأت التجربة....
على الأرجح أنك قد تلقيت من قبل رسالة عبر برنامج «موارد» تقول: «لنبنِ معًا ثقافة تقدير حقيقية في بيئة عملنا. شارك بطاقة (إشادة) شهريًا مع من يستحق، وكن شريكًا في نشر روح الامتنان والتحفيز». هل...
أشرف حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدي على وضع رؤية قطر الوطنية 2030، التي باتت مرجعًا استراتيجيًا للدولة. ولعل أبرز ما يميز تلك المرحلة هو مشروع تعزيز الهوية الوطنية،...
بالتزامن مع العمل على تقييم الموظفين نصف السنوي، هل سمعت من قبل عن “المراجعة الذاتية”؟ قد يتبادر إلى الذهن أن الأمر يرتبط بمحاسبة شخصية أو تأمل داخلي، وهذا جزء من الحقيقة، لكنه في سياق المؤسسات...