alsharq

مريم ياسين الحمادي

عدد المقالات 391

التحول إلى الهوية الإنسانية

17 مايو 2017 , 01:28ص

يواجه العالم الكثير من التغيرات، التي تشمل تغيرات في طبيعة البشر أنفسهم، وذلك جراء ما يحدث لهم في أوطانهم، والتعامل القسري، الذي يعيشونه، والذي يؤدي إلى تأثيرات نفسية واجتماعية واقتصادية عظيمة، كلها تؤثر بشكل أو بآخر على الجميع. ولا يمكننا أن نعيش بمعزل عنهم، فالبشرية تعاني آثار ما يحدث في العالم، سواء كانت كوارث طبيعية أو بشرية، فسلسلة الآثار المتتابعة على الجميع، تحصد ثمارها في دول العالم. فلقد أصبحت مشاكل العالم جزءاً من هموم المواطنة، فآثارها تلقي أعباءها على الدول، وتضع آثاراً أخرى على الشعوب جميعاً، فبين حقوق اللاجئين والضغوط على الدول المستضيفة، توجد منطقة مليئة بالتعاطف، ولكن تحمل الكثير من الأعباء والهموم للدول التي تصبح عليها الموازنة بين المواطنين وغيرهم. إن حاجة العالم إلى الأمن والسلم والاستقرار، هي حاجات أساسية، وملحة لتلبى بسرعة وجدية، حيث تحولت المشاعر إلى جزء من قيم الهوية الوطنية، فلا نمو في الهوية ما لم يصاحبه نمو في نوع الهوية الذي فرضته عليها العولمة والمشاعر والواجبات التي لا تعوقها حدود جغرافية. وقد حدد حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، حفظه الله، القضية القادمة، وهي التحول للهوية الإنسانية لتحقيق نمو الهوية السليمة، التي تحقق السلم والاستقرار للجميع، من خلال نهج واضح للجميع، فقال «إن التنمية والاستقرار عاملان متلازمان، يعتمد كل منهما على الآخر، فلا تنمية بدون استقرار، ولا استقرار بدون تنمية. والتنمية بمفهومها الواسع تستهدف النهوض بالإنسان، وتحقيق الاستقرار للمجتمع، ولا يمكن للتنمية أن تحقق أهدافها إلا من خلال الحكم الرشيد، وسيادة القانون، ومكافحة الفساد والظلم، وإعلاء وترسيخ القيم الإنسانية، وتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة وعدم التهميش أو الإقصاء الديني أو الطائفي. ويؤدي غياب التنمية والاستقرار إلى تدفق اللاجئين عبر الحدود، لذلك ينبغي ألا ينفصل الالتزام الوطني في تحقيقهما، عن الالتزامات الدولية بشأن هذه القضية، وذلك بالعمل على تحقيق السلام العالمي، والعدالة حيث يسود الطغيان، وحيث تشن أنظمة حروباً على شعوبها. من هنا فإن المجتمع الدولي في حاجة لأنماط جديدة من التعاون، وبناء شراكات تتجاوز الهوية الوطنية إلى مصاف الهوية الإنسانية». يقتضي هذا التحول العمل بسلوك يؤكد القيم التي يحتاجها العالم للتعايش والعيش بسلم وخير، ويضع على عاتق كل فرد مسؤولية تحقيق الانتماء للبشرية وإثباته بسلوك قويم. قطر تستحق الأفضل من أبنائها، وتسهم في نصرة المظلوم ونشر السلام، وتعزيز الحوار الإيجابي الفعال، والإسهام في تعزيز المجتمع الدولي نحو السلوك المبادر لتحقيق هذه القيم، وليستحق كل إنسان إنسانيته، وليستحق كل قطري ومن سكن قطر. قطري والنعم!

مع التغيرات العالمية.. هل نحتاج تعديل المعايير الدولية؟

يشهد العالم اليوم تحوّلات عميقة لم تعد تقتصر على التكنولوجيا أو الاقتصاد، بل امتدّت لتطال المفاهيم ذاتها التي شكّلت إيقاع حياتنا اليومية: ساعات العمل، وساعات التمدرس، ومعايير الإنتاجية والتعلّم والحياة المتوازنة. نحن أمام مرحلة جديدة...

تعديلات الموارد البشرية... الطريق إلى جودة الحياة

تشهد دولة قطر في هذه المرحلة من مسيرتها التنموية تحولًا نوعيًا في فلسفة الإدارة العامة والموارد البشرية، أعاد تعريف العلاقة بين الإنسان والمؤسسة، وبين العمل والحياة. فالتعديلات الأخيرة التي أُقرّت على قانون الموارد البشرية تُعد...

المعلم صانع الأثر

ونحن نحتفي باليوم العالمي للمعلم، يتبادر إلى أذهاننا عدد كبير من المعلمين والمعلمات الذين قدّموا خلال سنوات طويلة أسمى معاني العطاء. أسماء غابت عن المشهد الحاضر، لكنها باقية في وجدان أبنائهم وبناتهم من طلبتهم، أولئك...

الصحة النفسية والهوية الوطنية

في العاشر من أكتوبر من كل عام، يلتقي العالم بشعار الصحة: لا صحة بلا صحة نفسية. وهو يوم لا يقتصر على رفع الشعارات، بقدر ما يعكس وعياً عميقاً بضرورة صون كرامة الإنسان من الداخل، والعناية...

قطريات صنعن أثراً: عائشة عبد الرحمن العبيدان

رحلة جديدة نكتبها مع مربية فاضلة، الأستاذة عائشة عبد الرحمن العبيدان، ابنة التربية والتعليم، وبنت حي مشيرب في قلب الدوحة. وُلدت ونشأت بين أزقته البسيطة، تحمل في ذاكرتها عبق المكان وصدق الناس. درست المرحلة الابتدائية...

قطر وقمة الأمة

في الدوحة، المدينة التي عُرفت بأنها واحة للأمن والسلام وملاذ للباحثين عن الاستقرار، تعقد قمة عربية إسلامية طارئة بعد أن تعرضت قطر لعدوان إسرائيلي غاشم. إنّها دولة لم تبدأ حربًا قط، ولم تُشعل فتيل نزاع...

قطريات صنعن أثراً.. فاطمة سعيد السلولي

نبدأ رحلتنا التوثيقية مع نساء قطر اللواتي صنعن أثراً في المجتمع، نبدأ مع المديرة الفاضلة فاطمة سعيد السلولي، ابنة مدينة الريان. حين سألتها عن العمر، أجابتني بابتسامة: «العمر مجرد رقم». درست في مدرسة النهضة التي...

قطريات يصنعن أثراً

في مسيرة الأوطان، تبقى الأسماء والأفعال التي صنعت فرقًا شاهدة على أن العطاء بصمة تمتد في الذاكرة الجمعية لتلهم الأجيال. حين نتأمل تاريخ قطر خلال العقود الممتدة من عشرينيات القرن الماضي حتى منتصف التسعينيات (1920–...

دوام

مع انتهاء موسم الإجازات والعودة إلى المدارس، تتردد بكثرة عبارات «دوام»، وتتباين ردود الأفعال بين من يستقبلها بابتسامة متفائلة، ومن يتأفف وكأنها عبء ثقيل. كلمة صغيرة تحمل في داخلها مشاعر متباينة، فالإنسان هو الذي يحمّلها...

الكتب ألوان وأفكار

للألوان رمزية عميقة تتجاوز حدود الشكل لتصبح عناوين لأفكار وأزمنة. فقد ارتبطت كتب معينة بألوانها، وتحولت إلى مشاريع فكرية وسياسية غيّرت وجه التاريخ. فالكتاب الأخضر الذي أصدره معمر القذافي في سبعينيات القرن الماضي، وامتد حضوره...

شهادات عابرة للحدود

التجارب الصادقة والشهادات الموثوقة هي مرآة تعكس القيم التي يقوم عليها النجاح المهني. ولذا، قدم العديد من المتخصصين خبراتهم كشهادات عالمية، تنقل المعرفة وتفتح الطريق أمام الآخرين. ومن أبرز هؤلاء جون ماكسويل، الخبير العالمي في...

الاسم التجاري مرآة الهوية الوطنية

هل تأملت يومًا في دلالات بعض الأسماء العالمية التي أصبحت تمثل علامات تجارية راسخة؟ في عالم التكنولوجيا، لا تحمل الأسماء مجرد طابع تسويقي، بل تعكس رؤى حضارية وفلسفات ثقافية عميقة. على سبيل المثال، يحمل اسم...