alsharq

سمر المقرن

عدد المقالات 115

التطرف يميناً ويساراً

17 فبراير 2012 , 12:00ص

زادت حدة «التطرف» في مجتمعاتنا، مع ذلك فإن ذكر كلمة «تطرف» تذهب مباشرة بالذهن إلى التطرف الديني، في حين أن هذا أحد أنواعه، كما أن الأحداث الإرهابية التي قامت بها القاعدة هي سبب رئيسي للرؤية من هذه الزاوية. إلا أن هذا الفكر بكل أنواعه واتجاهاته ناحية اليمين أو اليسار، هو حالة غير سوية، وذات نتائج خطيرة تتفاوت في حدتها وآثارها. ومن محاسن الصدف أنه عندما تتراءى للكاتب فكرة معينة، يمر هو شخصياً بتجربة لتكون كلماته أقرب إلى الواقعية وأكثر ملامسة واحتراماً للقارئ، فما بال إن مر بتجربتين تُفصّل القضية التي يود الحديث عنها بدقة متناهية. كان موضوع التطرف في مجتمعاتنا العربية يشغلني على الدوام، وأقول هنا «العربية»، لأن أي حالة تطرف في أي بلد عربي لا تختلف عن نظيره، فالمشكلة الثقافية في البلدان العربية عويصة ومعقدة. فالكل مثقف، وكل مثقف هناك من يتهمه بالجهل وانعدام الثقافة، وصولاً إلى التطرف في المعتقدات والأفكار بسبب قلة الوعي واعتناق المعتقدات بسطحية. كانت مجتمعاتنا العربية في السابق وسطية، فيها المتطرفون يميناً ويساراً، لكنهم يعتبرون حالات قليلة، ولم تكن لديهم آلات إعلامية لنشر أفكارهم وتجنيد أتباع لهم، كما هو الحال اليوم! المشهد العربي الآن بات يحتوي انتقال -أشخاص- من الوسطيين إلى اليمين بتطرف أكثر من اليمينيين أنفسهم. والبعض الآخر إلى اليسار بنفس طريقة تطرف اليمينيين. أما قصصي التي حدثت في أسبوع واحد مع أصحاب اليمين وأصحاب اليسار. أنا بطبعي أنشد الوسط، لا آخذ الأفكار بقالب جامد، فالفكرة لباس يجب أن يكون مناسباً لي، ومعاش يناسب ذائقتي لا أتطرف إلا في شيئين: الثوابت الدينية، والوطن. كانت الحالة الأولى: انتقدت فيها كتابات لصبي تعدى على الثوابت الدينية وطالبت بمحاسبته قانونياً، فهاجمني أهل اليسار بأسلوب الفجور في الخصومة! أما في الحالة الثانية: فقد دعيت إلى إلقاء محاضرة في منطقة القصيم حول تجربتي مع المقالة الصحافية وردود فعل القراء، فهاجمني أولئك المتطرفون الذين يُحسبون –بهتاناً- على المتدينين، وبما أنني أكشف وجهي فهذا معناه أني من أهل اليسار ويجوز الاعتداء علي، مطالبين بإلغاء محاضرتي عبر أساليب التخويف والترهيب والتهديد. وهنا وقفت متأملة هذين المشهدين، وأنا أتساءل: أين الغالبية الوسط؟ لماذا يجب أن أُصنف يميناً أو يساراً؟ وما هي دوافع من يريد أن يلغي الوسطية؟ في المقابل لماذا ترك أهل اليمين واليسار أماكنهم الراقية التي كنا نحترمهم من أجلها، ونحاورهم ونُكبر فيهم رقيهم ليرعوا المتطرفين، إما بالدعم المباشر أو غير المباشر، أو بالصمت عن أفعالهم؟ في الدول الغربية لديهم متطرفون، إلا أنهم قلة، ولكن ما نشاهده لدينا أن كل يمين لدينا متطرف وكل يسار متطرف بسبب الصوت العالي والنشاط الحركي لهم، وضاع الوسط في المعمعة! والمشهد أمامي، مما أراه في دول الثورات العربية وبعض الدول الخليجية على طرفي النقيض قد يصلان إلى حمل السلاح وتجاوز الأنظمة وتشكيل خلايا ترعاها دول معروفة بمصالح مكشوفة وكلهم باتجاه -متطرف- في نواحي وتشعبات خرجت كفروع تنبت للتخريب الفكري والوطني، أما الغالبية الوسط فقد ضاع صوتها وسط التصنيفات الإقصائية، ولا عزاء للأوطان! • www.salmogren.net

اعتذار

أكثر ما يُنمي ثقافة الاعتذار لدى أي إنسان هو ارتفاع حس الشعور بالخطأ، والتربية منذ سن مبكرة على ثقافة الاعتذار، مع توضيح نوع الخطأ الصادر من الطفل ليتمكّن فيما بعد من اكتشاف أخطائه بنفسه، لأن...

الاحتقان والثأر.. قضية مطاردة الشابين أنموذجاً!

القصاص في الإسلام هو مبدأ قائم على العدل، حتى لا يتراكم الغيظ في نفوس أهالي القتيل، فيحدث ما لا يُحمد عقباه، إذ تنتشر فوضى (الثأر) التي ما زال كثير من المناطق في الدول العربية تُعاني...

«داعش».. تلعب بالرؤوس والمخدرات!

أنا مؤمنة أن هؤلاء الشباب الذين ذهبوا للانضمام إلى صفوف دولة العراق والشام (داعش) هم ليسوا أسوياء، لذا لم أتفاجأ وأنا أقرأ التقارير الصحافية التي تؤكد تناولهم الحبوب المخدرة والمنشطة، هذه النوعية من المخدرات التي...

المزاجية الأميركية في التعاطي مع الديكتاتورية!

انتشرت مؤخرًا صورتين للرئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون، الأولى: عند قيام أفراد من الأمن بسحب زوج عمّة الرئيس إلى حيث إعدامه، ليموت وسط قفص مليء بالكلاب المتوحشة بطريقة بشعة ومبتكرة في التعذيب. والصورة الثانية:...

عذراً أطفال سوريا!

في هذه الأيام شديدة البرودة، والشكوى المعتادة في كلمة «برررررد»، بِتُّ أخجل من البوح بها وأطفال سوريا يموتون متجمدين من شدة الصقيع، في ظل افتقار كثير من المناطق السورية لأبرز احتياجات مقاومة البرد، وعدم وجود...

المواطن بعد ثلاثين عاماً من التعاون

المواطن الخليجي لا يُفكر بسياسة دول مجلس التعاون الخارجية، ولا يهمه في مسألة الانتقال من التعاون إلى الاتحاد الكونفدرالي سوى مصالحه الشخصية وبما يعود عليه، وهذا حقه. بعد مرور أكثر من ثلاثين عاماً على التعاون،...

تجارة القاصرات!

ما من شك أن أشكال الرق والعبودية هي ثقافة تركية، غزت البلاد العربية إبان الغزو العثماني لمعظم مناطقنا.. وإن كان بيع وشراء العبيد هو حالة قديمة من أيام الجاهلية، إلا أن أشكاله الجديدة هي التي...

صناعة الفرح!

قرأت لعدد من المتخصصين عن أبرز محفزات الطاقة السلبية والطاقة الإيجابية لدى الإنسان، ووجدت أغلبها يتمركز في الأشياء المحيطة داخل المنزل من الأتربة والغبار والفوضى وعدم الترتيب وغيرهم، كما قرأت عن بعض الصفات ووجدتها في...

شوارع آمنة من التحرش!

حملة شوارع آمنة، التي انطلقت مؤخراً في بعض الدول العربية، لمناهضة التحرش بالنساء، هي حملة نحتاجها في جميع الدول العربية بلا استثناء، خصوصاً بعد صدور أرقام وإحصاءات مريعة حول انتشار هذه الظاهرة في شوارعنا، آخر...

الفكر الذكوري.. بين صباح ومحمد عبده!

ألاحظ في وسائل الإعلام المختلفة ومواقع التواصل الاجتماعي كثيراً من الاحتفاء بأخبار زواج الفنان محمد عبده وإنجابه وهو في هذا السن المتقدم، وكثيراً من الاستهجان تجاه زيجات الفنانة صباح، بل ولغة سوقية تتجاوز على حكمة...

العقوبات البديلة للشباب!

ما زالت الدول العربية حديثة عهد بفكرة وتطبيق نظام العقوبات البديلة، وكانت دول أوروبا وأميركا قد قطعت شوطاً كبيراً في هذا بعد أن وجدت بعض الآثار السلبية لعقوبة السجن في قضايا معينة، والنتائج الإيجابية لهذه...

المرأة الذكورية!

عندما يُحارب «ذكر» حقوق المرأة، فهو يُدافع عما تبقى من حصون ذكوريته، التي ربتها وأسستها في داخله امرأة! لذا فإن هذه المشاهد ليست مستنكرة، بل هي سائدة في مجتمعاتنا الذكورية، لكن الجزء الذي ما زال...