عدد المقالات 385
هذه المرة لديَّ مواضيع أطرحها من خلال تصوراتي عنها. ربما لديكم تصور آخر، وربما تكون موضوعاً للمناقشة في كثير من مجموعات «الواتساب» التي تحوّلت إلى منصات حوارية هادفة، بالإضافة إلى كونها وسيلة توعوية. وهذا أمر مهم، ليكون للتكنولوجيا معنى لا يقتصر على الترفيه، بل يتجاوز ذلك إلى الارتقاء بالإدراك الإنساني من خلال الوعي بالقضايا. اخترت بعض المواضيع، وسأطرحها عليكم: * من الخميس والجمعة إلى السبت والأحد* في زمن التسعينيات، كانت الإجازة الأسبوعية في دولة قطر تقتصر على يوم الجمعة، وكان يوم الخميس أقرب إلى نصف دوام، ينتهي في حدود الحادية عشرة والنصف أو الثانية عشرة ظهراً. لاحقاً، تغيّرت الإجازة إلى الجمعة والسبت، وبدأ الخميس يُعامل كيوم عمل كامل. شعرت، كالكثيرين، بانزعاج من هذا التغير، فقد كنت أحب العودة إلى البيت أبكر! ما زلت أذكر أن دولة قطر لم تكن من أوائل الدول التي اتخذت هذا التحول، بل ربما كانت من آخرها، وقد أتاح ذلك لنا فسحة للاطلاع على التجارب السابقة. وبمرور الوقت، اتضح لنا جميعاً أن هذا التعديل حمل معه تحسينات تنظيمية واقتصادية، بل وتوازناً اجتماعياً في نمط الحياة، خصوصاً حين بدأنا نلحظ كيف تفاعلت الدولة مع متغيرات سوق العمل العالمي. في مرحلة لاحقة، بدأت الأنظمة الإدارية في دول الخليج تراجع طريقة التعامل مع يوم الجمعة، وتُعيد تصميم الدوام بما يراعي خصوصيته الدينية. فالجمعة يوم عبادة، وقد خصَّه القرآن الكريم بنهيٍ صريح عن البيع والشراء في وقت محدد وقت صلاة الجمعة، كما جاء في سورة الجمعة: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ». وهذه دعوة واضحة لتعليق كل أشكال العمل ذات الطابع التجاري أو الخدمي خلال الخطبة والصلاة. ومجرد مناقشة دون أي تأكيدات من الجهات الرسمية سنناقش الأسباب المحتملة، مثل العمل مع الاندماج في الاقتصاد العالمي، نسمع اليوم عن احتمال التحول إلى إجازة السبت والأحد، مع توقف العمل قبل وقت صلاة الجمعة. هذا التحول، في حال اعتماده، سيمنح أربعة أيام عمل مشتركة مع الأسواق العالمية (من الإثنين إلى الخميس)، وهو أمر قد يساهم في رفع كفاءة التفاعل الاقتصادي. وقد طبقت بعض الدول العربية والإسلامية هذا النظام، مع الاعتماد على ساعات عمل مرنة يوم الجمعة، ما يسمح بمزيد من الوقت من أجل المجتمع والأسرة والإنتاجية. وحتماً، سنعود لنركز على دور كل فرد من خلال تعاملاته مع الأنظمة، ورفع الكفاءة، وتحسين الإنتاجية في العمل والأسرة. *سوالف وحريم* في مجموعات «الواتساب»، لا تنفصل السوالف عن القضايا العامة، بل في أحيان كثيرة تكون أكثر عمقاً وشفافية. أحد الموضوعات التي طُرحت مؤخرًا كان مسألة الزيادة السكانية في الخليج، وقد وُجهت بعض الآراء للمرأة باعتبارها سبباً في ذلك، أو في توسع سوق الخدمات. وهناك من يرى أن المرأة أخذت مكان الرجل، وأصبحت سبباً في ظهور أنماط خدمية متعددة في السوق. لكن السؤال هنا: هل هذا فعلاً مؤشر سلبي؟ أم أنه يعكس تطوراً في تمكين المرأة في المجالات المهنية والاقتصادية؟ وهل فعلاً كان لوجود المرأة في العمل إقصاءٌ للرجل؟ هذا سؤال مشروع، والإجابة عنه لا تكون بالعاطفة، بل برؤية قائمة على بيانات، وعلى فهم لأبعاد التغيير الاجتماعي العميق الذي تعيشه دول الخليج. فالمرأة تُكمل احتياجات سوق العمل، وتسهم في تفعيل الاقتصاد. وهذا يعني أننا نحتاج دراسة تقدم بيانات حقيقية. * خاتمة* يظل النقاش الهادئ، والتحليل الواعي، من أقوى أدوات الوعي والنجاح… في البيت، وفي العمل، وفي الحياة.
نبدأ رحلتنا التوثيقية مع نساء قطر اللواتي صنعن أثراً في المجتمع، نبدأ مع المديرة الفاضلة فاطمة سعيد السلولي، ابنة مدينة الريان. حين سألتها عن العمر، أجابتني بابتسامة: «العمر مجرد رقم». درست في مدرسة النهضة التي...
في مسيرة الأوطان، تبقى الأسماء والأفعال التي صنعت فرقًا شاهدة على أن العطاء بصمة تمتد في الذاكرة الجمعية لتلهم الأجيال. حين نتأمل تاريخ قطر خلال العقود الممتدة من عشرينيات القرن الماضي حتى منتصف التسعينيات (1920–...
مع انتهاء موسم الإجازات والعودة إلى المدارس، تتردد بكثرة عبارات «دوام»، وتتباين ردود الأفعال بين من يستقبلها بابتسامة متفائلة، ومن يتأفف وكأنها عبء ثقيل. كلمة صغيرة تحمل في داخلها مشاعر متباينة، فالإنسان هو الذي يحمّلها...
للألوان رمزية عميقة تتجاوز حدود الشكل لتصبح عناوين لأفكار وأزمنة. فقد ارتبطت كتب معينة بألوانها، وتحولت إلى مشاريع فكرية وسياسية غيّرت وجه التاريخ. فالكتاب الأخضر الذي أصدره معمر القذافي في سبعينيات القرن الماضي، وامتد حضوره...
التجارب الصادقة والشهادات الموثوقة هي مرآة تعكس القيم التي يقوم عليها النجاح المهني. ولذا، قدم العديد من المتخصصين خبراتهم كشهادات عالمية، تنقل المعرفة وتفتح الطريق أمام الآخرين. ومن أبرز هؤلاء جون ماكسويل، الخبير العالمي في...
هل تأملت يومًا في دلالات بعض الأسماء العالمية التي أصبحت تمثل علامات تجارية راسخة؟ في عالم التكنولوجيا، لا تحمل الأسماء مجرد طابع تسويقي، بل تعكس رؤى حضارية وفلسفات ثقافية عميقة. على سبيل المثال، يحمل اسم...
في يومٍ مقدّس من عام 1779، رست سفن الكابتن جيمس كوك على شواطئ جزر هاواي. لم يكن يدري، وهو البحّار القادم من المناطق الباردة، أنه يدخل أرضًا تقرأ الزمن بطريقة مختلفة، وتمنح القادمين من البحر...
من القصص التي وثقتها الكتب، قصة المستكشف الإيطالي كريستوفر كولومبس الذي علق مع طاقمه على سواحل جامايكا، كان ذلك في رحلته الرابعة إلى العالم الجديد، في 29 فبراير من عام 1504، بعد أن تعطلت سفنهم...
في إحدى القاعات الجامعية، عرضت أستاذة جامعية ملفًا أخضر اللون أمام طلبتها، واتفقت مسبقًا مع الجميع – باستثناء طالب واحد – على الادعاء بأن الملف لونه “أحمر”. وما إن دخل الطالب المتأخر، حتى بدأت التجربة....
على الأرجح أنك قد تلقيت من قبل رسالة عبر برنامج «موارد» تقول: «لنبنِ معًا ثقافة تقدير حقيقية في بيئة عملنا. شارك بطاقة (إشادة) شهريًا مع من يستحق، وكن شريكًا في نشر روح الامتنان والتحفيز». هل...
أشرف حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدي على وضع رؤية قطر الوطنية 2030، التي باتت مرجعًا استراتيجيًا للدولة. ولعل أبرز ما يميز تلك المرحلة هو مشروع تعزيز الهوية الوطنية،...
بالتزامن مع العمل على تقييم الموظفين نصف السنوي، هل سمعت من قبل عن “المراجعة الذاتية”؟ قد يتبادر إلى الذهن أن الأمر يرتبط بمحاسبة شخصية أو تأمل داخلي، وهذا جزء من الحقيقة، لكنه في سياق المؤسسات...