alsharq

سمر المقرن

عدد المقالات 115

هزيمة أعداء الحب!

15 يونيو 2012 , 12:00ص

فناء وردي يتسع لكل الزهور والفراشات والغيوم البيضاء، هو تلك المساحة التي تتسع داخل النفس البشرية التي تشعر بالحب. إذ إن الرضا والهدوء النفسي الداخلي، مشاعر تنعكس على الإنسان وفي تعامله الخارجي مع الآخرين، هذا لأنه يشعر بحبهم، إذ إن حب الناس يُريح الإنسان حتى وإن لم يحبوه، فليس بالضرورة أن يكون الحب الإنساني متبادلاً، مع أنه في أغلب الأحيان يكون الشخص المحب للآخرين متصالحاً مع نفسه، وسيشعر بحب الآخرين له، بما فيهم المارة في الشارع، والعابرون في الأمكنة العامة، لأن رؤية الشخص للآخرين تنطلق من ذاته.. والعكس إذا اتسمت نفس الإنسان بالكره والضغينة للآخرين، من يعرفهم ومن لا يعرفهم، فإن الانعكاس النابع من ذاته هو ما سيحيط بمشاعره، وسيرى الكون من حوله متشحاً بالسوداوية والترقب للأحداث السلبية، وستكون عينه مفتوحة على السوءات ولن يرى سوى العيوب، ولا يُمكن لهذا النوع من البشر أن يتفق مع الآخرين، لأنه بالأساس لم يتفق مع نفسه، وغير متصالح مع ذاته، وقد يظفر بأشخاص من المقربين أو الأصدقاء الذين يجتمعون معه على نفس طاولة الكره والبغض والحسد والضغينة، هذه المشاعر جميعها لن تؤلم الآخرين بل آلامها لا توجع إلا صاحبها، وحرائقها تشتعل في نفسه قياما ورقودا، وتظل توجه حياته لأنه لن يتمكن من توجيهها، فقوة هذه المشاعر أقوى من الإنسان نفسه، وأقوى من إرادته بعد أن استسلم لها. وأتصور أن المشاعر هي عملية وراثية ترتبط بنشأة الإنسان نفسه، فإن نشأ في بيت تخيّم عليه مشاعر الحب والود والتصالح الذاتي، فإن هذا سيكون نهجه. أما إن نشأ في بيت جامد المشاعر لا يتحرك إلا في توجيه البغضاء للآخرين، أو حسدهم وانتقادهم دون داع، فإنه ربيب هذه النشأة. ومشاعر الحب والكره تتحكم في سلوكيات الناس وتنعكس في تصرفاتهم مع أنفسهم ومع الآخرين. إذ إنه من الملاحظ على المحبين سمة القوة الداخلية، فيما يتسم الكارهون بالانهزام مع أنفسهم قبل أن يكون مع غيرهم، فيظهر على الأشخاص المحبين سلوك الهدوء والتسامح، ويفسر أعداء الحب هذا السلوك بالضعف، إذ يعتقدون أن الحقد والكره يجعلهم أقوى، أو يُكسبهم احترام الآخرين، وفي الواقع فإن هذا ليس احتراما لهم بل هو تجاهل أو تدارك للنشوب مع هذه العينة من الناس التي في النهاية ليس لديها ما تخاف عليه أو تخسره، فيتم تجاهلهم والابتعاد عنهم ليس خوفا منهم، بل يفعل هذا في الغالب الإنسان الذي يحترم نفسه، والذي لا يريد النزول إلى أصحاب القلوب السوداء، لأن الوقوف أمامهم لن يكون فيه بصيص ضوء يشعل بياضا في الحياة أمامهم! الحب والكره مشاعر إنسانية طبيعية، إنما تهذيبها وإرشادها إلى الطريق السليم ربح معنوي يُضاف إلى رصيد الروح التي نملؤها بما يحيط بنا من أحداث وأشخاص ومواقف، نوجهها بالعقل، لا تُسيرنا في طرق مطاطية بلا بداية وليس لها نهاية!

اعتذار

أكثر ما يُنمي ثقافة الاعتذار لدى أي إنسان هو ارتفاع حس الشعور بالخطأ، والتربية منذ سن مبكرة على ثقافة الاعتذار، مع توضيح نوع الخطأ الصادر من الطفل ليتمكّن فيما بعد من اكتشاف أخطائه بنفسه، لأن...

الاحتقان والثأر.. قضية مطاردة الشابين أنموذجاً!

القصاص في الإسلام هو مبدأ قائم على العدل، حتى لا يتراكم الغيظ في نفوس أهالي القتيل، فيحدث ما لا يُحمد عقباه، إذ تنتشر فوضى (الثأر) التي ما زال كثير من المناطق في الدول العربية تُعاني...

«داعش».. تلعب بالرؤوس والمخدرات!

أنا مؤمنة أن هؤلاء الشباب الذين ذهبوا للانضمام إلى صفوف دولة العراق والشام (داعش) هم ليسوا أسوياء، لذا لم أتفاجأ وأنا أقرأ التقارير الصحافية التي تؤكد تناولهم الحبوب المخدرة والمنشطة، هذه النوعية من المخدرات التي...

المزاجية الأميركية في التعاطي مع الديكتاتورية!

انتشرت مؤخرًا صورتين للرئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون، الأولى: عند قيام أفراد من الأمن بسحب زوج عمّة الرئيس إلى حيث إعدامه، ليموت وسط قفص مليء بالكلاب المتوحشة بطريقة بشعة ومبتكرة في التعذيب. والصورة الثانية:...

عذراً أطفال سوريا!

في هذه الأيام شديدة البرودة، والشكوى المعتادة في كلمة «برررررد»، بِتُّ أخجل من البوح بها وأطفال سوريا يموتون متجمدين من شدة الصقيع، في ظل افتقار كثير من المناطق السورية لأبرز احتياجات مقاومة البرد، وعدم وجود...

المواطن بعد ثلاثين عاماً من التعاون

المواطن الخليجي لا يُفكر بسياسة دول مجلس التعاون الخارجية، ولا يهمه في مسألة الانتقال من التعاون إلى الاتحاد الكونفدرالي سوى مصالحه الشخصية وبما يعود عليه، وهذا حقه. بعد مرور أكثر من ثلاثين عاماً على التعاون،...

تجارة القاصرات!

ما من شك أن أشكال الرق والعبودية هي ثقافة تركية، غزت البلاد العربية إبان الغزو العثماني لمعظم مناطقنا.. وإن كان بيع وشراء العبيد هو حالة قديمة من أيام الجاهلية، إلا أن أشكاله الجديدة هي التي...

صناعة الفرح!

قرأت لعدد من المتخصصين عن أبرز محفزات الطاقة السلبية والطاقة الإيجابية لدى الإنسان، ووجدت أغلبها يتمركز في الأشياء المحيطة داخل المنزل من الأتربة والغبار والفوضى وعدم الترتيب وغيرهم، كما قرأت عن بعض الصفات ووجدتها في...

شوارع آمنة من التحرش!

حملة شوارع آمنة، التي انطلقت مؤخراً في بعض الدول العربية، لمناهضة التحرش بالنساء، هي حملة نحتاجها في جميع الدول العربية بلا استثناء، خصوصاً بعد صدور أرقام وإحصاءات مريعة حول انتشار هذه الظاهرة في شوارعنا، آخر...

الفكر الذكوري.. بين صباح ومحمد عبده!

ألاحظ في وسائل الإعلام المختلفة ومواقع التواصل الاجتماعي كثيراً من الاحتفاء بأخبار زواج الفنان محمد عبده وإنجابه وهو في هذا السن المتقدم، وكثيراً من الاستهجان تجاه زيجات الفنانة صباح، بل ولغة سوقية تتجاوز على حكمة...

العقوبات البديلة للشباب!

ما زالت الدول العربية حديثة عهد بفكرة وتطبيق نظام العقوبات البديلة، وكانت دول أوروبا وأميركا قد قطعت شوطاً كبيراً في هذا بعد أن وجدت بعض الآثار السلبية لعقوبة السجن في قضايا معينة، والنتائج الإيجابية لهذه...

المرأة الذكورية!

عندما يُحارب «ذكر» حقوق المرأة، فهو يُدافع عما تبقى من حصون ذكوريته، التي ربتها وأسستها في داخله امرأة! لذا فإن هذه المشاهد ليست مستنكرة، بل هي سائدة في مجتمعاتنا الذكورية، لكن الجزء الذي ما زال...