alsharq

نجاة علي

عدد المقالات 210

ليلة بعبق التراث

15 مارس 2025 , 11:27م

ليلة تراثية تجسد الاهتمام بتعليم النشء الصيام وقِيمه الراقية، وتعويدهم على أداء الركن الرابع منذ الصغر.. القرنقعوه ليلة النصف من شهر رمضان المبارك، يحتفل بها المجتمع حفاظاً على التراث والعادات والتقاليد والهوية القطرية الأصيلة، وغرس حب الشهر الفضيل في نفوس الأطفال، وما يختص به من فضل عن بقية الشهور. ليلة القرنقعوه شهدت احتفالات في جميع المناطق بالدولة في أجواء تراثية مميزة، تمزج بين إحياء الموروث الشعبي والبهجة والمرح، وإرساء التواصل، وبث روح المودة والألفة والمحبة بين الجميع، وتشجيع الأطفال على معرفة عادات آبائهم وأجدادهم. هذه المناسبة تذكّر الجيل الجديد بما كان عليه الآباء والأجداد في الماضي، وتهدف لتشجيع الأطفال وحثهم على الاستمرار في الصيام حتى نهاية الشهر الفضيل، كما أنها مكافأة لهم على صومهم نصف شهر رمضان المبارك. وقد تطورت الاحتفالات بهذه المناسبة مع تطور الزمن، فقد دخلت روح العصر على ليلة «القرنقعوه»، حيث تطورت ملابس الأطفال، من الملابس العادية في الماضي إلى أزياء خاصة بهذه المناسبة التراثية العريقة تمزج بين روح الماضي والحاضر، كما كان الأهل في الماضي يقدمون للأطفال بعض المكسرات كاللوز والجوز والتين المجفف، والآن تطور الأمر وباتوا يقدمون أشياء حديثة كأصابع الحلوى وأنواعاً مختلفة من الشكولاتة، بالإضافة إلى استخدام أكياس جديدة تُصنع من مختلف أنواع الأقمشة الثمينة والملونة، وبأشكال مختلفة، وتتم خياطتها وتصميمها خصيصاً لهذه الليلة. في هذه الليلة التراثية تطوف جموع الأطفال، بعد تناول وجبة الإفطار، في شوارع الفرجان والأحياء ليصنعوا معاً أجواء تراثية بهيجة بنكهة الماضي، مرتدين في هذه الاحتفالية أزياء وملابس جذابة، ويغلب عليها الطابع الشعبي من حيث نوعية القماش والألوان، فالأولاد يرتدون الثياب البيضاء الجديدة ويعتمرون على رؤوسهم «القحفية» المطرزة بخيوط فضية، فيما يخيرون لارتداء «السديري» المطرز، أما الفتيات فيرتدين فوق ملابسهن العادية «الثوب الزري»، الذي يشع بالألوان ويطرز بالخيوط الذهبية، ويضعن أيضاً «البخنق» لتغطية رؤوسهن، المزين بالخيوط الذهبية في الأطراف بالإضافة إلى وضع بعض الحلي التقليدية. ويطرق الأطفال أبواب المنازل والبيوت القريبة بعد المغرب لملء الأكياس التي معهم بجميع أنواع الحلوى والمكسرات التي يعدها الأهالي خصيصاً لهذه المناسبة، حيث تستعد الأسر، قبيل ليلة النصف من رمضان بتحضير سلال كبيرة تسمى «الجفران»، وتكون ممتلئة بالمكسرات، كالفستق والكاجو والزبيب واللوز والجوز وأصابع الحلوى. ويصدح الأطفال في هذه الاحتفالية بالأهزوجة الشعبية وكلماتها وعباراتها ذات الدلالات التي تمجد الجود والكرم «قرنقعوه.. قرقاعوه... عطونا الله يعطيكم.. بيت مكّة يودّيكم.. يا مكّة يا المعمورة.. يا أمّ السلاسل والذهب يا نورة، عطونا من مال الله.. يسلم لكم عبد الله، عطونا دحبة ميزان يسلم لكم عزيزان.. يا بنية يا الحبابة.. أبوج مشرع بابه.. باب الكرم ما صكه ولا حط له بوابة». وعلى أنغام أهزوجة «القرنقعوه»، ينهل أهل البيت من (الجفير/السلة) ويضعون في أكياس الأطفال المكسرات والحلوى فتزداد فرحتهم، وتتعاظم سعادتهم وغبطتهم التي تعكسها ضحكاتهم البريئة. الاحتفال بليلة «القرنقعوه» يعزز العلاقات الاجتماعية بين الكبار والصغار، ويرسخ الروابط الأسرية بين الأهل والجيران، كما يسهم في تأصيل روح التكافل والتعاضد والمشاركة بين أبناء الحي الواحد.. و»القرنقعوه» تعود تسميتها إلى قرة العين في هذا الشهر، و»القرة» هي ابتداء الشيء، ويقال إنه بمرور الزمن تحورت الكلمة وصارت «القرنقعوه»، وإنها كناية عن قرع الأطفال للأبواب في تلك الليلة، كما يُعتقد أن أصولها ربما ترجع إلى تقليد الغوص بحثًا عن اللؤلؤ. وتحتفل المنطقة الخليجية بالموروث نفسه في وقت واحد، وباختلاف المكان تختلف الأهازيج والمسميات في تلك الليلة، فتسمى في قطر بـ»قرنقعوه»، وفي سلطنة عمان «القرنقشوه»، وفي الكويت وشرقي السعودية «القرقيعان»، أما في الإمارات فتسمى «حق الليلة». وتساهم هذه العادة التراثية بشكل كبير في توطيد العلاقات الاجتماعية بين الأطفال والجيران، كما تمنح الصغار ثقةً في أنفسهم وبناء شخصيتهم، وتعريف الأجيال الناشئة بالعادات التراثية الصحيحة والقيم الراسخة التي تبث روح المودة والألفة والمحبة بين الجميع، وتحافظ على التآخي والتواصل والتعاضد والتراحم. @najat.bint.ali

كتارا.. نموذج للسياحة الثقافية

الحي الثقافي كتارا مشروع ثقافي رائد، يجسد الهوية القطرية ويبرز التراث، فهو فضاء للتبادل الثقافي وللحوار الإنساني، حيث يحتضن فعاليات ويقدم مفهومًا ثقافيًّا يعزز التفاهم والتقارب بين شعوب العالم. هذه المنارة الثقافية تعكس إيمان قطر...

سلام عليك يا غزة

بعد دخول حرب إبادة الشعب الفلسطيني بقطاع غزة عامها الثالث، نجح الوسطاء في التوصل لاتفاق لوقف الحرب، ونأمل أن تلتزم به إسرائيل التي لا تعرف إلا المراوغة والخداع.. كما نأمل أن يعم السلام ويعيش أهل...

هويتنا سر وجودنا

الهوية حجر الزاوية لبناء وتطور المجتمعات، اجتماعيًّا، وسياسيًّا، وحضاريًّا، وبها يتميز كل مجتمع عن غيره، وتواجه تحديات متعددة تحتاج جهودًا مكثفة من جانب الأسرة وكل مؤسسات المجتمع للحفاظ عليها وترسيخها. الهوية الوطنية مفهوم نشأ في...

الضمير الإنساني ينتفض

قصف إسرائيل للدوحة، في التاسع من سبتمبر الجاري، لم يكن مجرد استهداف لدولة بعينها، بل اعتداء على النظام الدولي برمته، وأن أي دولة صغيرة كانت أو كبيرة قد تكون الهدف القادم إذا لم يتم التصدي...

التسرّع.. ندم وخسران

في ظل السرعة التي يتسم بها هذا العصر، أصبح التسرّع أسلوب الكثيرين في تعاملاتهم الحياتية، واتخاذ القرارات دون دراسة، رغبة في الإنجاز السريع للمهام دون مراعاة الإتقان في النتائج، مهملين التريث وتحكيم العقل، وفي أغلب...

كفى شجبًا وإدانة

خداع وخسة وخيانة الصهاينة مشهودة على مر التاريخ ولم ولن تتوقف، ويعتقدون أن بقاءهم قائم على محو الفلسطينيين والعرب وبناء دولتهم المزعومة، وإن أمكن إبادة غيرهم من البشر جميعًا، فلا يرون أنفسهم إلا الشعب المختار....

العطاء.. دنيا ودين

العطاء فضيلة إنسانية وأخلاقية رائعة تعني البَذل والتضحية من دون مقابل، والتجرّد من الأنانية وحب الذات والتملّك، فالمال بالنسبة للشخص المِعطاء وسيلة لا هدف، فيكون خارج نطاق الأهواء والطمع، كما أن العطاء يجسّد حُب مساعدة...

طلابنا.. عودًا حميدًا

اليوم انطلاق عام دراسي جديد فعودًا حميدًا لطلابنا. الجميع مستعد بهمة عالية وطموح لا يعرف الحدود. آمال وأحلام يتطلع أبناؤنا لتحقيقها، والسير بنجاح في طريق بناء مستقبلهم. ينطلق العام الدراسي وكلنا أمل في أن يكون...

المجاعة.. و«الفيتو»

يعيش أهل غزة مجاعة صنعها الظلم والطغيان بحصار إسرائيلي شاركت فيه دول تتشدق ليلًا ونهارًا بحماية حقوق الإنسان، وترى الآن أفظع الجرائم بحق الإنسانية دون أن تحرك ساكنًا، بل وتدعم الإبادة الجماعية للفلسطينيين في غزة...

فخ الاتجار بالبشر

الاتجار بالبشر له أشكال عديدة، وهي جريمة قد يقع فيها البعض أو يُستدَرك إلى فخها دون أن يدري؛ لذا نسلط الضوء على هذه الجريمة التي تقتل «الإنسانية» كل يوم، فهي كل عملية تتم بغرض بيع...

لنتسامحْ ونسمُ بالإنسانية

التسامح هو الصفح والعفو والإحسان وعدم إيذاء الغير أو رد الشر بمثله، وهو فرصة ليبدأ الناس من جديد رافعين راية الإنسانية، فكل شخص يعفو عن غيره يمنحه فرصة كبيرة في الحياة، ربما تجعله أفضل مما...

راحة البال.. كنز ثمين

راحة البال كنز ثمين ومن أهم النعم التي يمنّ الله بها على عباده، ولها تأثير إيجابي على الصحة الجسدية والنفسية والعلاقات الاجتماعية.. وتعني الهدوء النفسي والسلام الداخلي، حيث يشعر الفرد بالطمأنينة والسكينة وعدم القلق، وهي...