عدد المقالات 385
عندما نتحدث عن الثقافة، غالباً يتبادر إلى أذهاننا الصور التقليدية المرتبطة بالتراث، الفنون، واللغة وهذا صحيح ولكن للثقافة وجه آخر، وجهٌ متغير ومتجدد، يعكس التحولات الاجتماعية والتكنولوجية، ويعيد تشكيل الوعي الجمعي للأفراد والمجتمعات. فلم تعد الثقافة محصورة في الكتب والمتاحف والمسارح، بل أصبحت حاضرة في الفضاء الرقمي، من خلال تفاعلنا اليومي مع وسائل الإعلام الجديدة، الكل يرسل كل شيء! وذلك في أنماط حياتنا المعاصرة. اليوم، الثقافة تُبنى من خلال المحتوى الرقمي للأفراد، والمؤثرين، والمنصات التفاعلية التي تعيد تعريف مفاهيم الفن، الأدب، وحتى الهوية الوطنية، وتحرفها أحياناً الثوابت، وغالباً تشتتها من الأصالة إلى الإسراف والاستهلاكية. وما يتبادر للذهن هل نحن أمام ثقافة جديدة مثرية، أم أن هناك مخاطر في ظل هذا الانفتاح المتسارع والتغيرات المستمرة. وعندما نناقش مواجهة هذا التحول فلا يعني ذلك الرفض، بل إن ذلك يتطلب وعياً نقدياً قادراً على الاستفادة من الفرص وتجنب التحديات، لتكون أداة لحفظ التراث وتعزيزه بدلاً من طمسه، إذا ما تم استخدامها بذكاء ووعي. إن الثقافة ليست كيانا ثابتا، بل كائن حي يتنفس ويتطور مع الزمن ومع نمو الإنسان البيولوجي والفكري والمجتمعي أيضاً، ويحتاج المتابعة لتبقى سليمة. كما أن الحفاظ على الأصالة لا يعني الجمود، والانفتاح لا يعني الذوبان. وبين النقيضين، يتشكل الوجه الآخر للثقافة، حيث تلتقي الجذور بالتجديد، ويعاد رسم ملامح الهوية بطريقة تتناسب مع العصر، دون أن تفقد قيمها العميقة. وبالتوازن في التعامل مع الأمس واليوم من خلال وعي المجتمعات وقدرتها على التفاعل مع المتغيرات، دون أن تنسى ماضيها أو تفقد هويتها، وتستمر في تعزيز قيمها الأصيلة والمحافظة على تراثها مع النظر في محاور التفكير في المستقبل، ببساطة يحيي المجتمع التراث ولكن رؤيته دائما نحو المستقبل، ويتمثل إحياء التراث في بساطة الحياة وتأكيد صداقتها للبيئة والطبيعية. والمجتمع وحده أفراداً وجماعات من يمكنهم القيام بذلك! يالله نشوف همتكم.
نبدأ رحلتنا التوثيقية مع نساء قطر اللواتي صنعن أثراً في المجتمع، نبدأ مع المديرة الفاضلة فاطمة سعيد السلولي، ابنة مدينة الريان. حين سألتها عن العمر، أجابتني بابتسامة: «العمر مجرد رقم». درست في مدرسة النهضة التي...
في مسيرة الأوطان، تبقى الأسماء والأفعال التي صنعت فرقًا شاهدة على أن العطاء بصمة تمتد في الذاكرة الجمعية لتلهم الأجيال. حين نتأمل تاريخ قطر خلال العقود الممتدة من عشرينيات القرن الماضي حتى منتصف التسعينيات (1920–...
مع انتهاء موسم الإجازات والعودة إلى المدارس، تتردد بكثرة عبارات «دوام»، وتتباين ردود الأفعال بين من يستقبلها بابتسامة متفائلة، ومن يتأفف وكأنها عبء ثقيل. كلمة صغيرة تحمل في داخلها مشاعر متباينة، فالإنسان هو الذي يحمّلها...
للألوان رمزية عميقة تتجاوز حدود الشكل لتصبح عناوين لأفكار وأزمنة. فقد ارتبطت كتب معينة بألوانها، وتحولت إلى مشاريع فكرية وسياسية غيّرت وجه التاريخ. فالكتاب الأخضر الذي أصدره معمر القذافي في سبعينيات القرن الماضي، وامتد حضوره...
التجارب الصادقة والشهادات الموثوقة هي مرآة تعكس القيم التي يقوم عليها النجاح المهني. ولذا، قدم العديد من المتخصصين خبراتهم كشهادات عالمية، تنقل المعرفة وتفتح الطريق أمام الآخرين. ومن أبرز هؤلاء جون ماكسويل، الخبير العالمي في...
هل تأملت يومًا في دلالات بعض الأسماء العالمية التي أصبحت تمثل علامات تجارية راسخة؟ في عالم التكنولوجيا، لا تحمل الأسماء مجرد طابع تسويقي، بل تعكس رؤى حضارية وفلسفات ثقافية عميقة. على سبيل المثال، يحمل اسم...
في يومٍ مقدّس من عام 1779، رست سفن الكابتن جيمس كوك على شواطئ جزر هاواي. لم يكن يدري، وهو البحّار القادم من المناطق الباردة، أنه يدخل أرضًا تقرأ الزمن بطريقة مختلفة، وتمنح القادمين من البحر...
من القصص التي وثقتها الكتب، قصة المستكشف الإيطالي كريستوفر كولومبس الذي علق مع طاقمه على سواحل جامايكا، كان ذلك في رحلته الرابعة إلى العالم الجديد، في 29 فبراير من عام 1504، بعد أن تعطلت سفنهم...
في إحدى القاعات الجامعية، عرضت أستاذة جامعية ملفًا أخضر اللون أمام طلبتها، واتفقت مسبقًا مع الجميع – باستثناء طالب واحد – على الادعاء بأن الملف لونه “أحمر”. وما إن دخل الطالب المتأخر، حتى بدأت التجربة....
على الأرجح أنك قد تلقيت من قبل رسالة عبر برنامج «موارد» تقول: «لنبنِ معًا ثقافة تقدير حقيقية في بيئة عملنا. شارك بطاقة (إشادة) شهريًا مع من يستحق، وكن شريكًا في نشر روح الامتنان والتحفيز». هل...
أشرف حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدي على وضع رؤية قطر الوطنية 2030، التي باتت مرجعًا استراتيجيًا للدولة. ولعل أبرز ما يميز تلك المرحلة هو مشروع تعزيز الهوية الوطنية،...
بالتزامن مع العمل على تقييم الموظفين نصف السنوي، هل سمعت من قبل عن “المراجعة الذاتية”؟ قد يتبادر إلى الذهن أن الأمر يرتبط بمحاسبة شخصية أو تأمل داخلي، وهذا جزء من الحقيقة، لكنه في سياق المؤسسات...