


عدد المقالات 392
عندما نتحدث عن الثقافة، غالباً يتبادر إلى أذهاننا الصور التقليدية المرتبطة بالتراث، الفنون، واللغة وهذا صحيح ولكن للثقافة وجه آخر، وجهٌ متغير ومتجدد، يعكس التحولات الاجتماعية والتكنولوجية، ويعيد تشكيل الوعي الجمعي للأفراد والمجتمعات. فلم تعد الثقافة محصورة في الكتب والمتاحف والمسارح، بل أصبحت حاضرة في الفضاء الرقمي، من خلال تفاعلنا اليومي مع وسائل الإعلام الجديدة، الكل يرسل كل شيء! وذلك في أنماط حياتنا المعاصرة. اليوم، الثقافة تُبنى من خلال المحتوى الرقمي للأفراد، والمؤثرين، والمنصات التفاعلية التي تعيد تعريف مفاهيم الفن، الأدب، وحتى الهوية الوطنية، وتحرفها أحياناً الثوابت، وغالباً تشتتها من الأصالة إلى الإسراف والاستهلاكية. وما يتبادر للذهن هل نحن أمام ثقافة جديدة مثرية، أم أن هناك مخاطر في ظل هذا الانفتاح المتسارع والتغيرات المستمرة. وعندما نناقش مواجهة هذا التحول فلا يعني ذلك الرفض، بل إن ذلك يتطلب وعياً نقدياً قادراً على الاستفادة من الفرص وتجنب التحديات، لتكون أداة لحفظ التراث وتعزيزه بدلاً من طمسه، إذا ما تم استخدامها بذكاء ووعي. إن الثقافة ليست كيانا ثابتا، بل كائن حي يتنفس ويتطور مع الزمن ومع نمو الإنسان البيولوجي والفكري والمجتمعي أيضاً، ويحتاج المتابعة لتبقى سليمة. كما أن الحفاظ على الأصالة لا يعني الجمود، والانفتاح لا يعني الذوبان. وبين النقيضين، يتشكل الوجه الآخر للثقافة، حيث تلتقي الجذور بالتجديد، ويعاد رسم ملامح الهوية بطريقة تتناسب مع العصر، دون أن تفقد قيمها العميقة. وبالتوازن في التعامل مع الأمس واليوم من خلال وعي المجتمعات وقدرتها على التفاعل مع المتغيرات، دون أن تنسى ماضيها أو تفقد هويتها، وتستمر في تعزيز قيمها الأصيلة والمحافظة على تراثها مع النظر في محاور التفكير في المستقبل، ببساطة يحيي المجتمع التراث ولكن رؤيته دائما نحو المستقبل، ويتمثل إحياء التراث في بساطة الحياة وتأكيد صداقتها للبيئة والطبيعية. والمجتمع وحده أفراداً وجماعات من يمكنهم القيام بذلك! يالله نشوف همتكم.
قدّم حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، حفظه الله، في خطابه خلال افتتاح دور الانعقاد العادي لمجلس الشورى، رؤية شاملة لمستقبل المرحلة القادمة، رؤية تؤكد أن التنمية الحقيقية لا تتحقق بالإنجازات وحدها،...
يشهد العالم اليوم تحوّلات عميقة لم تعد تقتصر على التكنولوجيا أو الاقتصاد، بل امتدّت لتطال المفاهيم ذاتها التي شكّلت إيقاع حياتنا اليومية: ساعات العمل، وساعات التمدرس، ومعايير الإنتاجية والتعلّم والحياة المتوازنة. نحن أمام مرحلة جديدة...
تشهد دولة قطر في هذه المرحلة من مسيرتها التنموية تحولًا نوعيًا في فلسفة الإدارة العامة والموارد البشرية، أعاد تعريف العلاقة بين الإنسان والمؤسسة، وبين العمل والحياة. فالتعديلات الأخيرة التي أُقرّت على قانون الموارد البشرية تُعد...
ونحن نحتفي باليوم العالمي للمعلم، يتبادر إلى أذهاننا عدد كبير من المعلمين والمعلمات الذين قدّموا خلال سنوات طويلة أسمى معاني العطاء. أسماء غابت عن المشهد الحاضر، لكنها باقية في وجدان أبنائهم وبناتهم من طلبتهم، أولئك...
في العاشر من أكتوبر من كل عام، يلتقي العالم بشعار الصحة: لا صحة بلا صحة نفسية. وهو يوم لا يقتصر على رفع الشعارات، بقدر ما يعكس وعياً عميقاً بضرورة صون كرامة الإنسان من الداخل، والعناية...
رحلة جديدة نكتبها مع مربية فاضلة، الأستاذة عائشة عبد الرحمن العبيدان، ابنة التربية والتعليم، وبنت حي مشيرب في قلب الدوحة. وُلدت ونشأت بين أزقته البسيطة، تحمل في ذاكرتها عبق المكان وصدق الناس. درست المرحلة الابتدائية...
في الدوحة، المدينة التي عُرفت بأنها واحة للأمن والسلام وملاذ للباحثين عن الاستقرار، تعقد قمة عربية إسلامية طارئة بعد أن تعرضت قطر لعدوان إسرائيلي غاشم. إنّها دولة لم تبدأ حربًا قط، ولم تُشعل فتيل نزاع...
نبدأ رحلتنا التوثيقية مع نساء قطر اللواتي صنعن أثراً في المجتمع، نبدأ مع المديرة الفاضلة فاطمة سعيد السلولي، ابنة مدينة الريان. حين سألتها عن العمر، أجابتني بابتسامة: «العمر مجرد رقم». درست في مدرسة النهضة التي...
في مسيرة الأوطان، تبقى الأسماء والأفعال التي صنعت فرقًا شاهدة على أن العطاء بصمة تمتد في الذاكرة الجمعية لتلهم الأجيال. حين نتأمل تاريخ قطر خلال العقود الممتدة من عشرينيات القرن الماضي حتى منتصف التسعينيات (1920–...
مع انتهاء موسم الإجازات والعودة إلى المدارس، تتردد بكثرة عبارات «دوام»، وتتباين ردود الأفعال بين من يستقبلها بابتسامة متفائلة، ومن يتأفف وكأنها عبء ثقيل. كلمة صغيرة تحمل في داخلها مشاعر متباينة، فالإنسان هو الذي يحمّلها...
للألوان رمزية عميقة تتجاوز حدود الشكل لتصبح عناوين لأفكار وأزمنة. فقد ارتبطت كتب معينة بألوانها، وتحولت إلى مشاريع فكرية وسياسية غيّرت وجه التاريخ. فالكتاب الأخضر الذي أصدره معمر القذافي في سبعينيات القرن الماضي، وامتد حضوره...
التجارب الصادقة والشهادات الموثوقة هي مرآة تعكس القيم التي يقوم عليها النجاح المهني. ولذا، قدم العديد من المتخصصين خبراتهم كشهادات عالمية، تنقل المعرفة وتفتح الطريق أمام الآخرين. ومن أبرز هؤلاء جون ماكسويل، الخبير العالمي في...