عدد المقالات 391
«الحكمة أن تعرف ما الذي تفعله، والمهارة أن تعرف كيف تفعله، والنجاح هو أن تفعله» مقولة واقعية، ولا تأتي هذه الحكمة إلا من العلم الذي يرتبط بالعمل، فالعمل بإيجابية ليس لأمور الدنيا فقط، بل تسبقها لأمور الآخرة. قدوتنا في الإيجابية في العمل رسول الله، عليه السلام، في تبليغ رسالته ونشر الإسلام، وهو الذي أرسله من «علّم الإنسان ما لم يعلم»، فمن كان أفضل من نبينا قدوة في إيمانه بعقيدته وعمله لبلوغه هدفه وجهده في سبيل الله عز وجل؟ فالبحث عن العلم ومصادره باب من أبواب الإيجابية، ونموذج مشرف للهوية القطرية. والعمل لقضاء العمر بطريقة إيجابية واجب، حيث وعدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأنه: «لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع، عن عمره فيم أفناه، وشبابه فيم أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن علمه ماذا عمل به»، وجاء في خبر إمام وعلامة وكاتب مسلم، قيل إنه بلغ ثمانمائة مجلد، فيه فوائد كثيرة في الوعظ والتفسير والفقه والأصول، والنحو واللغة والشعر والتاريخ والحكايات، وفيه مناظراتُه ومجالسُه التي وقعت له، وخواطره، ونتائج فكره، قيَّدها فيه، وقال: «إني لا يحل لي أن أضيع ساعة من عمري حتى إذا تعطل لساني عن مذاكرة ومناظرة، وبصري عن مطالعة، أجلت فكري في حال راحتي، وأنا أستطرح فلا أنهض إلا وخطر لي ما أسطره، وإني لأجد من حرص على العلم، وأنا في عشر الثمانين أشد مما كنت أجده وأنا ابن عشرين». إن تحقيق الهوية الوطنية والوصول للأفضل والتميز يحتم العمل من أجل الانشغال الإيجابي لتحديد ماذا لا نعرف؟ وأن نبدأ في تعلمه لتبدأ رحلة التعلم لمعرفته وكيفية تطبيقه؟ فتبدأ رحلة المعرفة، وتحدد الطريق لتحقيق الهوية الوطنية القطرية في أفضل صورها، باستثمار الوقت في المفيد، وخاصة في الشباب بما يحقق الإنجاز، وبعيداً عن ما يهدر الوقت والجهد والمال بدون مؤشر نجاح إيجابي متناسب مع تطلعات الهوية الوطنية القطرية، ليبحث كل فرد عما يتناسب مع رؤيته وتطلعاته ليكون «الأفضل في كل شيء»، للانشغال بهوايات أو أنشطة تخدم الفرد والمجتمع ويخدم نفسه أيضاً. ويشمل ذلك رفع سقف التوقعات في كل مرة، والانشغال بطاعة الله والعمل حتى آخر لحظة. قال رسول الله -عليه الصلاة والسلام-: «إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع ألا تقوم حتى يغرسها فليغرسها»، هذا هو النموذج الذي أوصى به ديننا الحنيف لنستحقه، وليستحق كل قطري ومن سكن قطر. قطري والنعم!
يشهد العالم اليوم تحوّلات عميقة لم تعد تقتصر على التكنولوجيا أو الاقتصاد، بل امتدّت لتطال المفاهيم ذاتها التي شكّلت إيقاع حياتنا اليومية: ساعات العمل، وساعات التمدرس، ومعايير الإنتاجية والتعلّم والحياة المتوازنة. نحن أمام مرحلة جديدة...
تشهد دولة قطر في هذه المرحلة من مسيرتها التنموية تحولًا نوعيًا في فلسفة الإدارة العامة والموارد البشرية، أعاد تعريف العلاقة بين الإنسان والمؤسسة، وبين العمل والحياة. فالتعديلات الأخيرة التي أُقرّت على قانون الموارد البشرية تُعد...
ونحن نحتفي باليوم العالمي للمعلم، يتبادر إلى أذهاننا عدد كبير من المعلمين والمعلمات الذين قدّموا خلال سنوات طويلة أسمى معاني العطاء. أسماء غابت عن المشهد الحاضر، لكنها باقية في وجدان أبنائهم وبناتهم من طلبتهم، أولئك...
في العاشر من أكتوبر من كل عام، يلتقي العالم بشعار الصحة: لا صحة بلا صحة نفسية. وهو يوم لا يقتصر على رفع الشعارات، بقدر ما يعكس وعياً عميقاً بضرورة صون كرامة الإنسان من الداخل، والعناية...
رحلة جديدة نكتبها مع مربية فاضلة، الأستاذة عائشة عبد الرحمن العبيدان، ابنة التربية والتعليم، وبنت حي مشيرب في قلب الدوحة. وُلدت ونشأت بين أزقته البسيطة، تحمل في ذاكرتها عبق المكان وصدق الناس. درست المرحلة الابتدائية...
في الدوحة، المدينة التي عُرفت بأنها واحة للأمن والسلام وملاذ للباحثين عن الاستقرار، تعقد قمة عربية إسلامية طارئة بعد أن تعرضت قطر لعدوان إسرائيلي غاشم. إنّها دولة لم تبدأ حربًا قط، ولم تُشعل فتيل نزاع...
نبدأ رحلتنا التوثيقية مع نساء قطر اللواتي صنعن أثراً في المجتمع، نبدأ مع المديرة الفاضلة فاطمة سعيد السلولي، ابنة مدينة الريان. حين سألتها عن العمر، أجابتني بابتسامة: «العمر مجرد رقم». درست في مدرسة النهضة التي...
في مسيرة الأوطان، تبقى الأسماء والأفعال التي صنعت فرقًا شاهدة على أن العطاء بصمة تمتد في الذاكرة الجمعية لتلهم الأجيال. حين نتأمل تاريخ قطر خلال العقود الممتدة من عشرينيات القرن الماضي حتى منتصف التسعينيات (1920–...
مع انتهاء موسم الإجازات والعودة إلى المدارس، تتردد بكثرة عبارات «دوام»، وتتباين ردود الأفعال بين من يستقبلها بابتسامة متفائلة، ومن يتأفف وكأنها عبء ثقيل. كلمة صغيرة تحمل في داخلها مشاعر متباينة، فالإنسان هو الذي يحمّلها...
للألوان رمزية عميقة تتجاوز حدود الشكل لتصبح عناوين لأفكار وأزمنة. فقد ارتبطت كتب معينة بألوانها، وتحولت إلى مشاريع فكرية وسياسية غيّرت وجه التاريخ. فالكتاب الأخضر الذي أصدره معمر القذافي في سبعينيات القرن الماضي، وامتد حضوره...
التجارب الصادقة والشهادات الموثوقة هي مرآة تعكس القيم التي يقوم عليها النجاح المهني. ولذا، قدم العديد من المتخصصين خبراتهم كشهادات عالمية، تنقل المعرفة وتفتح الطريق أمام الآخرين. ومن أبرز هؤلاء جون ماكسويل، الخبير العالمي في...
هل تأملت يومًا في دلالات بعض الأسماء العالمية التي أصبحت تمثل علامات تجارية راسخة؟ في عالم التكنولوجيا، لا تحمل الأسماء مجرد طابع تسويقي، بل تعكس رؤى حضارية وفلسفات ثقافية عميقة. على سبيل المثال، يحمل اسم...