alsharq

مريم ياسين الحمادي

عدد المقالات 391

أرض البرتقال الحزين

15 فبراير 2025 , 10:15م

«أرض البرتقال الحزين» هو أحد عناوين الدروس التي كانت تُدرَّس في مناهج اللغة العربية بمدارسنا الابتدائية قبل سنوات طويلة، وهو عنوان لموضوع ارتبط بأرض فلسطين. هذه الجملة في كتاب اللغة العربية كانت شهادة حية على معاناة الفلسطينيين وحنينهم الدائم إلى وطنهم المسلوب. «أرض البرتقال الحزين» مجموعة قصصية كتبها غسان كنفاني، الكاتب الفلسطيني المعروف، ونُشرت لأول مرة عام 1963. تعتبر من أبرز الأعمال الأدبية التي تناولت القضية الفلسطينية، حيث تعكس معاناة الفلسطينيين بعد نكبة 1948 من خلال مجموعة من القصص التي تسلط الضوء على تجربة اللجوء، الفقدان، والحنين إلى الوطن. تتكون المجموعة من عدة قصص قصيرة، وأبرزها القصة التي تحمل العنوان ذاته، والتي تسرد بأسلوب مؤثر مأساة الفلسطينيين المهجرين. تحمل القصص بُعدا إنسانيا عميقا، حيث تعبر عن الألم النفسي والجسدي الذي عانى منه الفلسطينيون بسبب التهجير وفقدان الأرض. وتتناول القصة الرئيسية، «أرض البرتقال الحزين»، تجربة عائلة فلسطينية مجبرة على مغادرة وطنها، حيث يروي البطل مشاعر الفقد والضياع وهو يشاهد الأراضي التي كانوا يملكونها تتحول إلى أرض حزينة مليئة بالأشجار التي لم يعد بإمكانهم قطف ثمارها. فمن يافا عاصمة البرتقال إلى عاصمة اللجوء والمعاناة، ففي ذلك الوقت عرفت يافا، قبل النكبة، بأنها عاصمة البرتقال في العالم، فاشتهرت ببساتينها الواسعة التي كانت تصدر أجود أنواع البرتقال. لكنها تحولت من مدينة ترمز للحياة والازدهار إلى مدينة ترمز للحزن والشتات. فبينما كان الفلسطينيون يزرعون أراضيهم ويرعون أشجارهم، أصبحوا فجأة محرومين حتى من قطف ثمارها، وكأن البرتقال نفسه أصبح شريكا في الألم والحرمان. وبالرغم من حزن البرتقال وأرض البرتقال، إلا أن أهل الأرض على يقين تام بأن البرتقال سيعود من جديد ضاحكًا! لأن الأرض تعرف أصحابها، ومهما طالت المحاولات لطمس هويتها أو سرقة تاريخها، فإنها ستعود لمن زرعها وحماها. فالبرتقال لم يكن مجرد محصول زراعي، بل كان رمزًا للهوية والثبات، تمامًا كالشعب الفلسطيني الذي يواجه المحن. فقد تسرق الأشجار، لكن لا أحد يمكنه أن ينتزع الجذور من الأرض، ولا الذكريات من القلوب. وكما قال غسان كنفاني في القصة «أنا أعرف ما الذي أضاع فلسطين.. كلام الجرائد لا ينفع يا بني، فهم- أولئك الذين يكتبون في الجرائد يجلسون في مقاعد مريحة وفي غرف واسعة فيها صور وفيها مدفأة، ثم يكتبون عن فلسطين، وعن حرب فلسطين»، ونحن نكتب كلام الجرائد على الكرسي المريح، ندرك أن الوضع تغير وأصبح من الضروري أن يكون هناك من يكتب عن فلسطين وأن نستمر في ذلك، فمهما كانت الكراسي المريحة فالكلمات مؤلمة، ولكنها مستمرة. @maryamhamadi

مع التغيرات العالمية.. هل نحتاج تعديل المعايير الدولية؟

يشهد العالم اليوم تحوّلات عميقة لم تعد تقتصر على التكنولوجيا أو الاقتصاد، بل امتدّت لتطال المفاهيم ذاتها التي شكّلت إيقاع حياتنا اليومية: ساعات العمل، وساعات التمدرس، ومعايير الإنتاجية والتعلّم والحياة المتوازنة. نحن أمام مرحلة جديدة...

تعديلات الموارد البشرية... الطريق إلى جودة الحياة

تشهد دولة قطر في هذه المرحلة من مسيرتها التنموية تحولًا نوعيًا في فلسفة الإدارة العامة والموارد البشرية، أعاد تعريف العلاقة بين الإنسان والمؤسسة، وبين العمل والحياة. فالتعديلات الأخيرة التي أُقرّت على قانون الموارد البشرية تُعد...

المعلم صانع الأثر

ونحن نحتفي باليوم العالمي للمعلم، يتبادر إلى أذهاننا عدد كبير من المعلمين والمعلمات الذين قدّموا خلال سنوات طويلة أسمى معاني العطاء. أسماء غابت عن المشهد الحاضر، لكنها باقية في وجدان أبنائهم وبناتهم من طلبتهم، أولئك...

الصحة النفسية والهوية الوطنية

في العاشر من أكتوبر من كل عام، يلتقي العالم بشعار الصحة: لا صحة بلا صحة نفسية. وهو يوم لا يقتصر على رفع الشعارات، بقدر ما يعكس وعياً عميقاً بضرورة صون كرامة الإنسان من الداخل، والعناية...

قطريات صنعن أثراً: عائشة عبد الرحمن العبيدان

رحلة جديدة نكتبها مع مربية فاضلة، الأستاذة عائشة عبد الرحمن العبيدان، ابنة التربية والتعليم، وبنت حي مشيرب في قلب الدوحة. وُلدت ونشأت بين أزقته البسيطة، تحمل في ذاكرتها عبق المكان وصدق الناس. درست المرحلة الابتدائية...

قطر وقمة الأمة

في الدوحة، المدينة التي عُرفت بأنها واحة للأمن والسلام وملاذ للباحثين عن الاستقرار، تعقد قمة عربية إسلامية طارئة بعد أن تعرضت قطر لعدوان إسرائيلي غاشم. إنّها دولة لم تبدأ حربًا قط، ولم تُشعل فتيل نزاع...

قطريات صنعن أثراً.. فاطمة سعيد السلولي

نبدأ رحلتنا التوثيقية مع نساء قطر اللواتي صنعن أثراً في المجتمع، نبدأ مع المديرة الفاضلة فاطمة سعيد السلولي، ابنة مدينة الريان. حين سألتها عن العمر، أجابتني بابتسامة: «العمر مجرد رقم». درست في مدرسة النهضة التي...

قطريات يصنعن أثراً

في مسيرة الأوطان، تبقى الأسماء والأفعال التي صنعت فرقًا شاهدة على أن العطاء بصمة تمتد في الذاكرة الجمعية لتلهم الأجيال. حين نتأمل تاريخ قطر خلال العقود الممتدة من عشرينيات القرن الماضي حتى منتصف التسعينيات (1920–...

دوام

مع انتهاء موسم الإجازات والعودة إلى المدارس، تتردد بكثرة عبارات «دوام»، وتتباين ردود الأفعال بين من يستقبلها بابتسامة متفائلة، ومن يتأفف وكأنها عبء ثقيل. كلمة صغيرة تحمل في داخلها مشاعر متباينة، فالإنسان هو الذي يحمّلها...

الكتب ألوان وأفكار

للألوان رمزية عميقة تتجاوز حدود الشكل لتصبح عناوين لأفكار وأزمنة. فقد ارتبطت كتب معينة بألوانها، وتحولت إلى مشاريع فكرية وسياسية غيّرت وجه التاريخ. فالكتاب الأخضر الذي أصدره معمر القذافي في سبعينيات القرن الماضي، وامتد حضوره...

شهادات عابرة للحدود

التجارب الصادقة والشهادات الموثوقة هي مرآة تعكس القيم التي يقوم عليها النجاح المهني. ولذا، قدم العديد من المتخصصين خبراتهم كشهادات عالمية، تنقل المعرفة وتفتح الطريق أمام الآخرين. ومن أبرز هؤلاء جون ماكسويل، الخبير العالمي في...

الاسم التجاري مرآة الهوية الوطنية

هل تأملت يومًا في دلالات بعض الأسماء العالمية التي أصبحت تمثل علامات تجارية راسخة؟ في عالم التكنولوجيا، لا تحمل الأسماء مجرد طابع تسويقي، بل تعكس رؤى حضارية وفلسفات ثقافية عميقة. على سبيل المثال، يحمل اسم...