عدد المقالات 84
ثلاثاؤكم سعيد.. أرجو أن تكون نفسيتُكم رائقة.. ولا بأس إن كانت «الغزالة رايقة». أتَدْرُون أنّ أعظم نعمة هي أن تكون نفسيتُنا رائقة في عصرنا وأيامنا هذه؟ نعم..أنْ تَكونَ،، وسط سرعة الحياة وضغط المدارس وجنون الأسعار وشبح الفيروس وزحمة الشوارع ومنبهات السيارات التي تلاحقك والحفريات التي تكبّلك وغبارها الذي يخنقك..أنْ تَكونَ وسط كل هذا المشهد اليومي، بمزاج رائق ونفسية هادئة، فأنت فعلا أعظم إنسان!! في ربطٍ بين هذا وذاك، شد انتباهي أسلوبٌ من التعامل الذوقيّ الرفيع وطريقة في التعامل المميَّز والذي بات أشبهَ بعُملة نادرة وسط تشنُّجات الحياة وضغوطها. ما أقصده هنا، هي الهيئة العامة للأشغال «أشغال» التي غرّدت خارج السرب وقَدَّمت أسلوبا راقيا وذوقيا في التعامل مع النقد. لَربما كثير منكم تابع الرسمَ الكاريكاتيري الذي صممه الفنان المميَّز محمد عبد اللطيف على أعمدة الزميلة الشرق وما حواه من نقد بنّاء. وكيف ردّت الهيئةُ مستخدمةً كاريكاتيرا يحوي التصميم ذاته والشخصيات ذاتها ولكن من وجهة نظر مختلفة. الكاريكاتير تطرق إلى كثافة أعمال البنية التحتية في جل أنحاء الدولة عبر مشهد خيالي لثلاثة حواجز يطالعون إحدى الخرائط ويتساءل كبيرُهم «هالبيت بدون حفريات! لييييش؟». لتُعلِّق «أشغال» وتستلهم نفس فكرة الكاريكاتير إلا أنها عرضت مشهدًا خياليًا آخر، ينطق فيه الحواجز الثلاثة بلسانِ مهندسي ومسؤولي الهيئة الساهرين على تخطيط تطوير الفرجان، ويتساءل أحدهم: «هالمنطقة ما فيها بنية تحتية إيش الحل؟»، فيرد عليه الثاني: «ما نسوي شي خلها جذيه»، لكن كبيرهم يقاطعهم بطريقة حاسمة ويقول: «نسوي تصميم وبنية تحتية لهم وللأجيال القادمة». بعيدا عن جمالية الرد الذي اعتمد الفكرة بالفكرة والأسلوب بالأسلوب، فإن التعامل الراقي والهادئ مع الرسام الناقد وتوجيه التقدير والاحترام له، يَنِمّ عن لباقة وذوق بِتنا نفتقده للأسف. فكثير من المسؤولين يَعتبِر النقد -حتى وإن كان بنّاء- اصطيادا في الماء العكر وحركة غير بريئة والنتيجة، إما ردٌّ متشنج، أو مفقود، طالما كان ذلك المسؤول مستمرا على وضع «عدم الإزعاج». نعم نجحتْ «أشغال» في أسلوبها الاتصالي بل وكسبت بتلك الطريقة الظريفة الطريفة، حُبَّ وودَّ كثير من المتفاعلين، خاصة وأنها أكدت على أنها هيئة «تخطط، تصمم، وتنفذ لكم وللأجيال القادمة، لأن قطر تستحق الأفضل». أعلَمُ أن كثيرا منا يحمل في داخله تساؤلات تصل حد القلق من طريقة تخطيط وإنجاز أشغال للمشاريع فثمة من يتساءل عن سبب عدم وجود بداية ونهاية معلنة للأشغال وهناك من يتذمر من بطء بعض المشاريع في عدد من الفرجان أو تواتر حفريات في نفس المكان وربما هناك من يثير مسألة التناسب الزمني بين توزيع الأراضي وبدء الأشغال وغير ذلك كثير، ولكنْ ما يُرى بالعين المجردة قد لا يصح مع الخطط الهندسية الموضوعة وتفاصيلها الفنية التي قد تَخفى عن كثير منا، كما أن حرص الهيئة على الجودة، إلى جانب كثافة المشاريع وضخامتها أحيانا، فضلا عن الرغبة في إنهاء عدد كبير منها قبل المونديال المرتقب من أجل تأكيد الصورة المبهرة لدولتنا أمام العالم..كلها أمور تجعلنا نفكر كثيرا قبل التعجل في النقد أو الغلوِّ فيه. آخر كلامي: كم جميلٌ لو تعلمنا كيف نتقبل النقد..وكم هو أجمل عندما نبدع في الرد على ذلك النقد برحابة صدر خالٍ من العُقد والمُركّبات والشوائب. يومكم رائق..بلا مطبات..ولا حفريات
اقتربت الساعة وأسفر وجه قطر ضاحكا باسما مستقبلا العالم كله، فهذا هو الوعد الحق الذي قطعته قطر على نفسها، فوفَّت به وعلت، وارتفعت وَسَمَتْ، فهي قطر التي تسمو بروح الأوفياء، إنه ليس وعدا للمتعة والإثارة...
يردد كثيرون «رقم صعب» ويقصدون به الرقم الذي لا يتكرر أبداً أو الرقم القياسي الذي لم يحققه أحد في الماضي وقد يكون صعباً تحقيقه في المستقبل، وهذا ما استطاعت قطر تحقيقه باختصار، ولعل تحقيق الرقم...
في كل صباح عندما أمد بصري في الأفق أكتشف كم هو رحب وممتد هذا الوطن، على صغره جغرافياً.. رَحْبٌ برحابة صدور أهله.. وممتد بامتداد جذور الأخلاق في شرايينه. هي قناعة تامة بمدى تأثر أهل قطر...
كلُّ شيء كان جميلا في تلك الليلة..ليلة السبت الماضي في محميّة أم صلال محمد التراثية..حضورٌ نَيِّرٌ بَهِيّ..نسيمٌ عليل مع اعتدال الطقس يُغريك بشحن رئتيك من هواء وهوى الوطن حتى الامتلاء..قلبي ينبض كما كانت تنبض كلُّ...
على هذه الأرض.. ثمة أماكن وصور تظل تثير في داخلك نفس الإحساس وتحرك فيك نفس المشاعر رغم تبدل هيكلها أو نمطها.. لأنها ببساطة.. خالدة.. مستدامة... مرحبا بكم في عالم المتاحف. إلى يوم الناس هذا وكلما...
قد يبدو العنوان غريباً، ومخالفاً للمنطق.. ولكن بين المنطق والواقع قد تتغير أمور كثيرة. «انتبه أمامك مطب».. جملة من المفروض أن تعترضنا في طريقٍ ما قُبيل وصولنا إلى أحد المطبات؛ هذا إن وُجدت علامة ولوحة...
اليوم، هو الرابع من أكتوبر.. وهو اليوم العالمي للحيوان.. وما أكثر ارتباطَ الإنسان بالحيوان.. بل إنّ هناك الإنسان «الحيوان». بعيدا عن نظرية داروين وما تطرحه من مقاربة علمية حول نشأة الإنسان وتطوره، لا يمكنني قبول...
كم اشتقتُ إليكم قراءَ «العرب» الأعزاء بعد غيابٍ ظرفي في الآونة الأخيرة.. ولذلك أقول لكم «آسَف لهذا الغياب». بالمناسبة، لقد أثارت في داخلي هذه الجملة (نأسف لهذا الأمر) بعض الأفكار..طبعا لا تعتقدون أنني أتحدث عن...
في الحياة، ليس ثمة أجمل من نقاء النفوس والقلوب، فالنقاء غذاء البقاء، ولذلك من المهم أن تكون بيئةُ الإنسان نقية ليحس بقيمة وجوده، وأولها بيئة عمله. نعم، المكان الذي نعمل وسطه يظل-بما فيه من علاقات...
عاد الطلاب، وعادت الروح إلى مدارسنا، وذروة الحركية إلى شوارعنا. ولكن.. أنتم، ماذا حرَّكت فيكم تلك العودةُ، من مشاعر؟؟ لا أخفي عليكم أنني سنويا أعيش هذه اللحظة بشعور خاص، نعم إنه سحر تلك اللحظة المميَّزة،...
سُئل أحدهم: «مَن أسعدُ الناس؟ قال مَن أسعدَ الناس» تذكرتُ تلك الحِكمة ونحن على بعد يومين من الاحتفال باليوم العالمي للانسانية. بالمناسبة.. هل سألت نفسك إذا ما كنت سعيدا؟ وهل أنت سعيد من دون الناس؟...
في البدء، أرجو أن يكون لديكم قليل من الوقت والمزاج لقراءة مقالي هذا. فمشكلة معظمنا اليوم هي الوقت، أليس كذلك؟! لعله الأصل والجِبِلّة في البشر فقد «خُلِق الإنسان من عجل» كما نصت الآية الكريمة. إلا...