عدد المقالات 84
عاد الطلاب، وعادت الروح إلى مدارسنا، وذروة الحركية إلى شوارعنا. ولكن.. أنتم، ماذا حرَّكت فيكم تلك العودةُ، من مشاعر؟؟ لا أخفي عليكم أنني سنويا أعيش هذه اللحظة بشعور خاص، نعم إنه سحر تلك اللحظة المميَّزة، العودة المدرسية.. لحظة تفجِّر في داخلي كتلة من الحنين والذكريات. ربما هي بصمة وبسمة المدرسة بجاذبيتها العجيبة، فقد تحاول أن تستجمع كل ذكرياتك من دفتر الحياة إلا أن أكثر ما يبقى راسخا هو ذلك الجزء المرتبط بالمدرسة وأحداثها. مع كل عودة، ما زلت أتحسس يد والدي الطيبة، رحمه الله، وهو يأخذ بيدي الغضّة وأصابعي المرتعشة إلى طريق مقاعد الدراسة ويمسك بي معدِّلا إيقاع وتوازن أولى خطواتي المتعثرة. نعم، لم يتغير ذلك الطعم وتلك الرائحة وذلك الإحساس.. فرحة والدي بعلبة أقلام الرصاص وهو يشتريها لي وفرحتي معه وأنا صغيرة، هي تماما فرحتي اليوم وأنا أُعد حقيبة أبنائي في اليوم الأول من العودة أغلف دفاترها بدعوات التوفيق والصلاح والفلاح وأدس بين أوراقها كثيرا من الشجن والحب وتمنياتي بأن يملؤوها رسومات وألوانا للفرح وللحياة. هي الفرحة التي تغمرني في ذلك اليوم الأول إلى يومنا هذا ولكنها أيضا حُرقةُ الذكريات التي تهيمن عليَّ وأنا أمر بجانب إحدى المدارس التي ارتبطت بمرحلة من الزمن والعمر قبل أن تصبح اليوم شيئا من الماضي بمفعول التجديد والتحديث. إنها هيبة المكان.. هيبة المدرسة التي تختلف عن أي شيء آخر في حياتنا. ولكن.. أنا وأنت عزيزي القارئ، لا بد أن نعلم أن أشياء كثيرة قد تتحول إلى مدارس في حياتنا، منها نتعلم ومنها نستقي العبر ونتشبع بالدروس. نعم العمل مدرسة، الأب مدرسة، الأم مدرسة أو لم يقل شاعر النيل حافظ إبراهيم: «الأم مدرسةٌ إذا أعددتها… أعدت شعباً طيب الأعراق»؟ بل إن الحياة أكبر مدرسة وأحداثها عبارة عن كُتب أوراقها بلا نهاية. فمن اقتصر على التعلم بالمدرسة كمن لم يتعلم. فكما يقال، في المدارس نتعلم الدروس ثم نمُر على الامتحانات، أما في الحياة فنمر بالامتحانات ثم نتعلم الدروس، وبأن الحياة مدرسة وأنت طالب فيها، والمشاكل عبارة عن مسائل رياضية يمكن حلها. في الختام: دامت مدارسُنا صروحا شامخة للعقول وللقلوب أيضا.. دام معلمونا ومعلماتنا رُسلا للعلم والقيم.. ودام طلابنا مصابيح متلألئة تضيء للمستقبل وتجدد فينا سنويا ذلك الحنين للمدرسة وتحوِّل كُلا منا إلى طالب في يومه الدراسي الأول.. كأننا أطفال.. نخرج للدنيا!! @emanalkabee
اقتربت الساعة وأسفر وجه قطر ضاحكا باسما مستقبلا العالم كله، فهذا هو الوعد الحق الذي قطعته قطر على نفسها، فوفَّت به وعلت، وارتفعت وَسَمَتْ، فهي قطر التي تسمو بروح الأوفياء، إنه ليس وعدا للمتعة والإثارة...
يردد كثيرون «رقم صعب» ويقصدون به الرقم الذي لا يتكرر أبداً أو الرقم القياسي الذي لم يحققه أحد في الماضي وقد يكون صعباً تحقيقه في المستقبل، وهذا ما استطاعت قطر تحقيقه باختصار، ولعل تحقيق الرقم...
في كل صباح عندما أمد بصري في الأفق أكتشف كم هو رحب وممتد هذا الوطن، على صغره جغرافياً.. رَحْبٌ برحابة صدور أهله.. وممتد بامتداد جذور الأخلاق في شرايينه. هي قناعة تامة بمدى تأثر أهل قطر...
كلُّ شيء كان جميلا في تلك الليلة..ليلة السبت الماضي في محميّة أم صلال محمد التراثية..حضورٌ نَيِّرٌ بَهِيّ..نسيمٌ عليل مع اعتدال الطقس يُغريك بشحن رئتيك من هواء وهوى الوطن حتى الامتلاء..قلبي ينبض كما كانت تنبض كلُّ...
على هذه الأرض.. ثمة أماكن وصور تظل تثير في داخلك نفس الإحساس وتحرك فيك نفس المشاعر رغم تبدل هيكلها أو نمطها.. لأنها ببساطة.. خالدة.. مستدامة... مرحبا بكم في عالم المتاحف. إلى يوم الناس هذا وكلما...
قد يبدو العنوان غريباً، ومخالفاً للمنطق.. ولكن بين المنطق والواقع قد تتغير أمور كثيرة. «انتبه أمامك مطب».. جملة من المفروض أن تعترضنا في طريقٍ ما قُبيل وصولنا إلى أحد المطبات؛ هذا إن وُجدت علامة ولوحة...
اليوم، هو الرابع من أكتوبر.. وهو اليوم العالمي للحيوان.. وما أكثر ارتباطَ الإنسان بالحيوان.. بل إنّ هناك الإنسان «الحيوان». بعيدا عن نظرية داروين وما تطرحه من مقاربة علمية حول نشأة الإنسان وتطوره، لا يمكنني قبول...
كم اشتقتُ إليكم قراءَ «العرب» الأعزاء بعد غيابٍ ظرفي في الآونة الأخيرة.. ولذلك أقول لكم «آسَف لهذا الغياب». بالمناسبة، لقد أثارت في داخلي هذه الجملة (نأسف لهذا الأمر) بعض الأفكار..طبعا لا تعتقدون أنني أتحدث عن...
في الحياة، ليس ثمة أجمل من نقاء النفوس والقلوب، فالنقاء غذاء البقاء، ولذلك من المهم أن تكون بيئةُ الإنسان نقية ليحس بقيمة وجوده، وأولها بيئة عمله. نعم، المكان الذي نعمل وسطه يظل-بما فيه من علاقات...
سُئل أحدهم: «مَن أسعدُ الناس؟ قال مَن أسعدَ الناس» تذكرتُ تلك الحِكمة ونحن على بعد يومين من الاحتفال باليوم العالمي للانسانية. بالمناسبة.. هل سألت نفسك إذا ما كنت سعيدا؟ وهل أنت سعيد من دون الناس؟...
في البدء، أرجو أن يكون لديكم قليل من الوقت والمزاج لقراءة مقالي هذا. فمشكلة معظمنا اليوم هي الوقت، أليس كذلك؟! لعله الأصل والجِبِلّة في البشر فقد «خُلِق الإنسان من عجل» كما نصت الآية الكريمة. إلا...
أي تشابه في الأحداث والشخصيات هو من محض الصدفة. في البداية، تحياتي وأشواكي. عفوا أشواقي. عموما هو مجرد تداخل في الكلمات وليس ضعفا مني في البصر إلى الحد الذي جعلني لا أفرق بين القاف والكاف،...
