عدد المقالات 84
على هذه الأرض.. ثمة أماكن وصور تظل تثير في داخلك نفس الإحساس وتحرك فيك نفس المشاعر رغم تبدل هيكلها أو نمطها.. لأنها ببساطة.. خالدة.. مستدامة... مرحبا بكم في عالم المتاحف. إلى يوم الناس هذا وكلما مررت بشارع الكورنيش ووقَعت عيناي على متحف قطر الوطني إلا وازدحمَت في داخلي أحاسيسُ الذكريات المفعمة بالحنين إلى ذلك المَعْلَم والمُعَلِّم، الفريد..المكان الذي ارتبط بذاكرة ووجدان معظم أهل قطر، فمن منا لا يحمل في ثنايا قلبه ذكريات من ذلك المتحف كانت قد رُسمت سواء في الرحلات المدرسية أو الأسرية؟! لطالما عُدّت المتاحف مرآة الأمم ونافذة الحاضر للزمن الذي ولّى وانقضى، ومن أهم الحلقات التي تربط بين ماضي الشعوب وحاضرها من خلال صون إرثها وعرضه للأجيال الحالية. وهي بذلك تشكل الذاكرة الجماعية للمجتمع وقيمه المتوارثة، وتدعم الشعور بالهوية في زمن العولمة. إن إحدى دعائم قوة تأثير المتاحف، يظل في اعتقادي، هو مدى قدرتها على تحقيق الاستدامة، وترسيخ دور تلك الاستدامة في الرقي بمستوى وعي المجتمع ونوعية الحياة ككل. يبدو واضحا من خلال تعريف التنمية المستدامة الذي أقرّته لجنة برونتلاند عام 1987، أن الاستدامة جزء أساسي من وظيفة ورسالة المتحف. تلك المهمة التي لا تقتصر على حفاظ التراث الثقافي وصونه، ونقله للأجيال المقبلة، بل كذلك المساهمة في تعزيز الرقي والرفاه الثقافي للمجتمع. ذُكِرت «الاستدامة الثقافية» لأول مرة في عام 1995. وصُنّفت دائمًا ضمن الركن الاجتماعي لأركان الاستدامة الثلاث، إلا أنه مؤخرا على وجه الخصوص أخذ بعين الاعتبار لجعل الاستدامة الثقافية ركيزة خاصة بها، مع التطورات الأخيرة في هذا المجال، نظرًا لأهميتها المتزايدة في المجالات الاجتماعية والسياسية والبيئية، والاقتصادية. وتبدو أهمية الاستدامة الثقافية في حجم قوتها المؤثرة على الناس، ذلك أن القرارات والإجراءات التي تُتخذ في إطار المجتمع إنما تنتقل معها وتؤثر فيها بشدة، معتقداتُ وقيمُ ذلك المجتمع. داخل هذه الرؤية، تبدو المتاحف مثلها مثل غيرها من المؤسسات المنظمة لنشاط ما، مطالبة بالاعتراف بقيم وسلوكيات مستدامة، مع عدم إغفال العناية والاهتمام بالقضايا البيئية والاجتماعية والاقتصادية. وهنا لست لأنني بنت هذا الوطن، المتأصلة في أعماق جذوره، كي أمدح سياسة مؤسساته التراثية، ولكن هي الحقيقة التي تفرض نفسها ارتباطا بما سلف عرضه في مقالي هذا. نعم متاحف قطر تكاد تكون نموذجا فريدا في الاستدامة في كل مستوياتها؛ ليس في مستوى التصميم فحسب وهنا يكفي القول إن متحف قطر الوطني على سبيل المثال ومنذ افتتاحه عام 2019، نال العديد من جوائز الاستدامة، ليصبح أول متحفٍ وطني في العالم يحصل على شهادات منها الريادة في تصميمات الطاقة والبيئة «LEED» الفئة الذهبية، وشهادة المفتاح الأخضر من قبل مؤسسة التعليم البيئي الدولية /FEE/ وغيرها كثير وكثير. أما عن ترسيخ متاحف قطر في حد ذاتها لثقافة التعلق بالبيئة واستدامتها فذلك موضع آخر لتميزها، وتشهد على ذلك سواحل ومعالم وبَر قطر وأشجاره وأعشابه. لم تغب الاستدامة الاجتماعية أبدا عن متاحف قطر التي نجحت في استمرارية خدمتها وتواصلها مع المجتمع عبر الأنشطة والمؤتمرات والندوات والعروض وغيرها من الفعاليات التي تخدم الفرد في كل مراحل حياته بل وابتكرت متحف دَدُ للأطفال الذي يربط الماضي بالحاضر والمستقبل. نجحت متاحف قطر أيضا في ترسيخ استدامتها الاقتصادية عبر تركيز موارد دخل وتمويلات صلبة تضمن استمرار أنشطتها واستدامة رسالتها. وذلك أمر لا يستهان به، فكم من متاحف في العالم إمّا توقفت أو اندثرت بسبب عجزها عن تمويل فعالياتها ومواصلة مهامها! نعم هي تحية تقدير وعرفان لكل القائمين والمشرفين على متاحف قطر.. لكل من يؤمن برسالة الثقافة.. الثقافة المستدامة. @emanalkabee
اقتربت الساعة وأسفر وجه قطر ضاحكا باسما مستقبلا العالم كله، فهذا هو الوعد الحق الذي قطعته قطر على نفسها، فوفَّت به وعلت، وارتفعت وَسَمَتْ، فهي قطر التي تسمو بروح الأوفياء، إنه ليس وعدا للمتعة والإثارة...
يردد كثيرون «رقم صعب» ويقصدون به الرقم الذي لا يتكرر أبداً أو الرقم القياسي الذي لم يحققه أحد في الماضي وقد يكون صعباً تحقيقه في المستقبل، وهذا ما استطاعت قطر تحقيقه باختصار، ولعل تحقيق الرقم...
في كل صباح عندما أمد بصري في الأفق أكتشف كم هو رحب وممتد هذا الوطن، على صغره جغرافياً.. رَحْبٌ برحابة صدور أهله.. وممتد بامتداد جذور الأخلاق في شرايينه. هي قناعة تامة بمدى تأثر أهل قطر...
كلُّ شيء كان جميلا في تلك الليلة..ليلة السبت الماضي في محميّة أم صلال محمد التراثية..حضورٌ نَيِّرٌ بَهِيّ..نسيمٌ عليل مع اعتدال الطقس يُغريك بشحن رئتيك من هواء وهوى الوطن حتى الامتلاء..قلبي ينبض كما كانت تنبض كلُّ...
قد يبدو العنوان غريباً، ومخالفاً للمنطق.. ولكن بين المنطق والواقع قد تتغير أمور كثيرة. «انتبه أمامك مطب».. جملة من المفروض أن تعترضنا في طريقٍ ما قُبيل وصولنا إلى أحد المطبات؛ هذا إن وُجدت علامة ولوحة...
اليوم، هو الرابع من أكتوبر.. وهو اليوم العالمي للحيوان.. وما أكثر ارتباطَ الإنسان بالحيوان.. بل إنّ هناك الإنسان «الحيوان». بعيدا عن نظرية داروين وما تطرحه من مقاربة علمية حول نشأة الإنسان وتطوره، لا يمكنني قبول...
كم اشتقتُ إليكم قراءَ «العرب» الأعزاء بعد غيابٍ ظرفي في الآونة الأخيرة.. ولذلك أقول لكم «آسَف لهذا الغياب». بالمناسبة، لقد أثارت في داخلي هذه الجملة (نأسف لهذا الأمر) بعض الأفكار..طبعا لا تعتقدون أنني أتحدث عن...
في الحياة، ليس ثمة أجمل من نقاء النفوس والقلوب، فالنقاء غذاء البقاء، ولذلك من المهم أن تكون بيئةُ الإنسان نقية ليحس بقيمة وجوده، وأولها بيئة عمله. نعم، المكان الذي نعمل وسطه يظل-بما فيه من علاقات...
عاد الطلاب، وعادت الروح إلى مدارسنا، وذروة الحركية إلى شوارعنا. ولكن.. أنتم، ماذا حرَّكت فيكم تلك العودةُ، من مشاعر؟؟ لا أخفي عليكم أنني سنويا أعيش هذه اللحظة بشعور خاص، نعم إنه سحر تلك اللحظة المميَّزة،...
سُئل أحدهم: «مَن أسعدُ الناس؟ قال مَن أسعدَ الناس» تذكرتُ تلك الحِكمة ونحن على بعد يومين من الاحتفال باليوم العالمي للانسانية. بالمناسبة.. هل سألت نفسك إذا ما كنت سعيدا؟ وهل أنت سعيد من دون الناس؟...
في البدء، أرجو أن يكون لديكم قليل من الوقت والمزاج لقراءة مقالي هذا. فمشكلة معظمنا اليوم هي الوقت، أليس كذلك؟! لعله الأصل والجِبِلّة في البشر فقد «خُلِق الإنسان من عجل» كما نصت الآية الكريمة. إلا...
أي تشابه في الأحداث والشخصيات هو من محض الصدفة. في البداية، تحياتي وأشواكي. عفوا أشواقي. عموما هو مجرد تداخل في الكلمات وليس ضعفا مني في البصر إلى الحد الذي جعلني لا أفرق بين القاف والكاف،...
