عدد المقالات 84
سُئل أحدهم: «مَن أسعدُ الناس؟ قال مَن أسعدَ الناس» تذكرتُ تلك الحِكمة ونحن على بعد يومين من الاحتفال باليوم العالمي للانسانية. بالمناسبة.. هل سألت نفسك إذا ما كنت سعيدا؟ وهل أنت سعيد من دون الناس؟ للوهلة الأولى، أقول بكل ثقة إن المعادلة الثانية لا تستقيم فطبيعة النفس البشرية تولد بالفطرة، على الارتباط وجدانيا بالغير. فأنت يوم جئت للحياة كنت محاطا بعدد من الممرضين والأطباء فضلا عن أمك التي تتطلع إليك بقلبها وتتطلع أنتإليها بفطرتك. هكذا هي الحياة.. وهكذا هو الإنسان.. اكتمال شعوري لا يتحقق إلا بمشاركة الآخر. في تجربتي البسيطة بالحياة، بات ذلك الاستنتاج لديّ قناعة راسخة. ولربما أضحت تلك القناعة مضاعفة في تجربة ومرحلة مفصلية ومهمة من حياتي. نعم، كان لي عظيم الشرف والفخر بأن أنتمي إلى أحد صروح الإنسانية، لا في قطر فحسب بل والعالم.. أتحدث عن جمعية قطر الخيرية رائدة العمل الإنساني وصانعة السعادة وباعثة الأمل للإنسان في كل مكان. أي نعم، إلى اليوم وفيكل يوم أنهل من دروس الحياة ومن تجارب الإنسان.. تجربة مررت فيها بين الجانب التطوعي والإعلامي أو التشريفي كعضوة للجمعية، وكانت كفيلة بأن تجعلني أغير نظرتي للحياة وللإنسان.. باختصار معنى أن تكون إنسانا!. تلك المعادلة التي تيقنتُ من أنها لا تتحقق إلا بالانصهار مع الناس ومع مشاعر الناس وقلوب الناس. صدقوني.. ليس ثمة حلاوة تعادل حلاوة العمل الإنساني.. وليس هنالك لذة تضاهي لذة إسعاد قلب مكلوم وخاطر مهموم ومغموم. ذلك الشعور الذي كثيرا ما غمرني وأنا أتنقل في أنحاء مختلفة من هذا العالم بين مخيمات النازحين واللاجئين وأعيش مع قصص الأيتام والمحرومين وأعاين بقلبي قبل عيني معاناة الإنسان مع الفقر والصقيع واليتم وكل أصناف العذاب والحرمان. ليس هنالك ما هو أجمل من أن تزيح الدمعة على خد طفلة فقيرة أو طفل يتيم أو عجوز مُقعد مريض أو أم أرملة ملتاعة.. وترسم عوضها بسمة على محياهم وتزرع فرحة في قلوبهم.. أيُّ سعادة تغمرك وأيُّ فرحة تنتابك أكثر من سعادتهم وفرحتهم؟! هو الإحساس ذاته الذي يغمرني وأنا أجد نفسي همزة وصل بين قلوب الخير في قطر الحبيبة وقلوب الأيتام في العالم من خلال تجربة يومية أعيشها سنويا في شهر الرحمة والتراحم رمضان عبر البرنامج الإذاعي (أمنيتي) الذي لم يعد بالنسبة لي مجرد برنامج إذاعي، بل عالم خاص أجد فيه نفسي وأرى فيه شخصيتي وأسمع فيه نبض قلبي وأتذوق فيه سعادة الناس. آخر كلامي: كلما أعطيتَ بلا مقابل، كلما رزقت بلا توقع، اعمل الخير بصوت هادئ، فغداً يتحدث عملك بصوت مرتفع. تذكر دائما ربما تنام وعشرات الدعوات تُرفع لك، من يتيم بشّرته، أو من فقير أعنته أو جائع أطعمته، أو حزين أسعدته أومكروب نفست عنه، فلا تستهن بفعل الخير. أوصيكم ونفسي بالإحسان حتى وإن لم تلقَ إحسانا فلن ينسى لك الله خيرا قدمته ولا هما فرجته ولا عينا كادت أن تبكي فأسعدتها. إنّ في منح طعم لحياة الناس حياة لك متجددة ونبض لقلبك مستمر، بل إنها هي تلك الحياة الحقيقية،فكثيرون هم على قيد الحياة.. قليلون على قيد الإنسانية. وإن سألوك عن أعظم أعمال الإنسانية فحدثهم عن جبر خواطر الناس.. شارك الناس بإنسانيتك، سواء بالبذل والعطاء أوالحركة أو حتى الكلمة.. فذلك هو المعيار الذي يحدد إنسانيتك. وكل عام.. وأنت إنسان! @emanalkabee
اقتربت الساعة وأسفر وجه قطر ضاحكا باسما مستقبلا العالم كله، فهذا هو الوعد الحق الذي قطعته قطر على نفسها، فوفَّت به وعلت، وارتفعت وَسَمَتْ، فهي قطر التي تسمو بروح الأوفياء، إنه ليس وعدا للمتعة والإثارة...
يردد كثيرون «رقم صعب» ويقصدون به الرقم الذي لا يتكرر أبداً أو الرقم القياسي الذي لم يحققه أحد في الماضي وقد يكون صعباً تحقيقه في المستقبل، وهذا ما استطاعت قطر تحقيقه باختصار، ولعل تحقيق الرقم...
في كل صباح عندما أمد بصري في الأفق أكتشف كم هو رحب وممتد هذا الوطن، على صغره جغرافياً.. رَحْبٌ برحابة صدور أهله.. وممتد بامتداد جذور الأخلاق في شرايينه. هي قناعة تامة بمدى تأثر أهل قطر...
كلُّ شيء كان جميلا في تلك الليلة..ليلة السبت الماضي في محميّة أم صلال محمد التراثية..حضورٌ نَيِّرٌ بَهِيّ..نسيمٌ عليل مع اعتدال الطقس يُغريك بشحن رئتيك من هواء وهوى الوطن حتى الامتلاء..قلبي ينبض كما كانت تنبض كلُّ...
على هذه الأرض.. ثمة أماكن وصور تظل تثير في داخلك نفس الإحساس وتحرك فيك نفس المشاعر رغم تبدل هيكلها أو نمطها.. لأنها ببساطة.. خالدة.. مستدامة... مرحبا بكم في عالم المتاحف. إلى يوم الناس هذا وكلما...
قد يبدو العنوان غريباً، ومخالفاً للمنطق.. ولكن بين المنطق والواقع قد تتغير أمور كثيرة. «انتبه أمامك مطب».. جملة من المفروض أن تعترضنا في طريقٍ ما قُبيل وصولنا إلى أحد المطبات؛ هذا إن وُجدت علامة ولوحة...
اليوم، هو الرابع من أكتوبر.. وهو اليوم العالمي للحيوان.. وما أكثر ارتباطَ الإنسان بالحيوان.. بل إنّ هناك الإنسان «الحيوان». بعيدا عن نظرية داروين وما تطرحه من مقاربة علمية حول نشأة الإنسان وتطوره، لا يمكنني قبول...
كم اشتقتُ إليكم قراءَ «العرب» الأعزاء بعد غيابٍ ظرفي في الآونة الأخيرة.. ولذلك أقول لكم «آسَف لهذا الغياب». بالمناسبة، لقد أثارت في داخلي هذه الجملة (نأسف لهذا الأمر) بعض الأفكار..طبعا لا تعتقدون أنني أتحدث عن...
في الحياة، ليس ثمة أجمل من نقاء النفوس والقلوب، فالنقاء غذاء البقاء، ولذلك من المهم أن تكون بيئةُ الإنسان نقية ليحس بقيمة وجوده، وأولها بيئة عمله. نعم، المكان الذي نعمل وسطه يظل-بما فيه من علاقات...
عاد الطلاب، وعادت الروح إلى مدارسنا، وذروة الحركية إلى شوارعنا. ولكن.. أنتم، ماذا حرَّكت فيكم تلك العودةُ، من مشاعر؟؟ لا أخفي عليكم أنني سنويا أعيش هذه اللحظة بشعور خاص، نعم إنه سحر تلك اللحظة المميَّزة،...
في البدء، أرجو أن يكون لديكم قليل من الوقت والمزاج لقراءة مقالي هذا. فمشكلة معظمنا اليوم هي الوقت، أليس كذلك؟! لعله الأصل والجِبِلّة في البشر فقد «خُلِق الإنسان من عجل» كما نصت الآية الكريمة. إلا...
أي تشابه في الأحداث والشخصيات هو من محض الصدفة. في البداية، تحياتي وأشواكي. عفوا أشواقي. عموما هو مجرد تداخل في الكلمات وليس ضعفا مني في البصر إلى الحد الذي جعلني لا أفرق بين القاف والكاف،...