alsharq

إيمان الكعبي

عدد المقالات 84

«آفة الشلليّة»

30 أغسطس 2022 , 12:05ص

في الحياة، ليس ثمة أجمل من نقاء النفوس والقلوب، فالنقاء غذاء البقاء، ولذلك من المهم أن تكون بيئةُ الإنسان نقية ليحس بقيمة وجوده، وأولها بيئة عمله. نعم، المكان الذي نعمل وسطه يظل-بما فيه من علاقات وانطباعات ومواقف يومية- بيئة تؤثر على مزاجنا ونفسياتنا إلى حد بعيد حتى وإن حاولنا عبثا التخلص منها بمجرد تخطينا عتبات بيوتنا. وفي اعتقادي، أول شرط للحفاظ على ذلك النقاء في بيئة العمل هو حسن التقييم أو فن التقييم، وفيه يبدو العدل وتجنب الظلم هو المحدد الأساسي. إن غياب ذلك العنصر هو الذي يساهم للأسف في انتشار المحاباة والمجاملة وهضم الحقوق، وكل ذلك الخليط الذي يشكل نتاجا طبيعيا اسمه: «الشللية». وقصة الشِّلة بكل بساطة هي حَبْكة تراجيدية وتأليف دراميّ يبدأ بالقضاء على الكفاءات وممارسة أقوى أساليب التملق وتقديم المصالح والهدايا وحتى الولائم!! المسؤول البطل في هذه القصة الدرامية لا «يرى» إلا من خلال أذنه، وإن رأى فبعيون غيره، ويقرِّر بتفكير غيره، بل قد يتحول إلى مجرد أداة صنعتها مجموعة من الممثلين الكومبارس الذين يديرون أحداث القصة كيفما شاءوا، ولا تستغربوا إن كان صانع القرار هو عامل الكافيتريا أو السائق، أو الحارس، أو حتى عامل النظافة، نعم لا تتعجبوا ! فذلك هو منطق الشِّلة. والمفارقة العجيبة وفق تلك المعادلة أنّ من يجيد التصفيق والتعظيم يصبح مميزا محمودا، أما من لا يجيد ذلك ولا يتقن سوى عمله يصبح عدوا لدودا منبوذا! وقد يصبح منح الدرجة بناء على آخر لقاء أو مشهد يتذكره المسؤول مع ذلك الموظف في آخر الأسبوع لا بناء على عمله وأدائه طيلة العام. وبالمناسبة، أليس من الأحسن والأنجع والأعدل أن يكون التقييم شهريا ثم يقع جمعه بعد ذلك على أساس ومعيار سنوي؟. ربما استبشر الكثير بالقرار الأخير المتعلق بتحويل المنحة إلى مكافأة وربطها بتقييم الأداء، لأنها قد تنصف ذلك الموظف مهضوم الحق، إلا أن هذا الإجراء ربما أثار حفيظة الكثير أيضا خشية أن يتحول بسبب إساءة استخدامه وفقا لأهواء المسؤول،، إلى إجراء انتقامي وتدبير عقابي.. وتكريسا لسياسة «العصا والجزرة» من قِبَل ذلك المدير المزاجي. لنضع في اعتبارنا دائما أن التقييم قبل أن يكون إجراء إداريا، هو أولا وأخيرا عملية أخلاقية إنسانية بل ولها محاذير دينية. والتقييم الخطأ الذي يتأسس على الظلم وغياب العلاقات الإنسانية الراقية والسامية هو تقييم يشيع البغضاء والضغينة بين الموظف والمدير. ربما أكثر ما أحرص عليه في حياتي المهنية هي تلك العلاقات الإنسانية لأنها هي رأس المال الحقيقي، وهي الثروة والمكسب الحقيقي الذي حرصت عليه وعشته في تجاربي الإشرافية بإذاعتي الحبيبة إذاعة قطر سواء من خلال ترؤسي لتحرير الأخبار أو مع تبلورها أكثر من خلال ترؤسي منذ أعوام قليلة قسم التواصل الاجتماعي. ولعلي هنا أستحضر نظرية رُوبرت ليفيرنغ -صاحب مؤسسة «أفضل مكان للعمل»، ومؤلف أشهر الكتب عن قضايا العمل- الذي يلخص نتائج سلسلة من الدراسات التي قام بها لتحديد أفضل بيئات العمل على أنها: البيئات التي تسودها الثقة والفخر والاعتزاز والتقدير والاستمتاع مع الأفراد الذين نعمل معهم. نعم تلك هي متعة العمل.. وذلك هو جوهر المسؤولية..عدا ذلك، نكون قد دخلنا في منطق «الشّلة» و»الشللية».. وبدل أن يكون التقييم أداة للتحفيز، يتحول إلى معول للهدم.. وحينها يا خيبة المسعى. @emanalkabee

العالم في ضيافة قطر

اقتربت الساعة وأسفر وجه قطر ضاحكا باسما مستقبلا العالم كله، فهذا هو الوعد الحق الذي قطعته قطر على نفسها، فوفَّت به وعلت، وارتفعت وَسَمَتْ، فهي قطر التي تسمو بروح الأوفياء، إنه ليس وعدا للمتعة والإثارة...

«الرقم الصعب»

يردد كثيرون «رقم صعب» ويقصدون به الرقم الذي لا يتكرر أبداً أو الرقم القياسي الذي لم يحققه ‏أحد في الماضي وقد يكون صعباً تحقيقه في المستقبل، وهذا ما استطاعت قطر تحقيقه ‏باختصار، ولعل تحقيق الرقم...

(أخلاقنا.. وأخلاقهم)

في كل صباح عندما أمد بصري في الأفق أكتشف كم هو رحب وممتد هذا الوطن، على صغره جغرافياً.. رَحْبٌ برحابة صدور أهله.. وممتد بامتداد جذور الأخلاق في شرايينه. هي قناعة تامة بمدى تأثر أهل قطر...

(شعارنا..فخرنا)

كلُّ شيء كان جميلا في تلك الليلة..ليلة السبت الماضي في محميّة أم صلال محمد التراثية..حضورٌ نَيِّرٌ بَهِيّ..نسيمٌ عليل مع اعتدال الطقس يُغريك بشحن رئتيك من هواء وهوى الوطن حتى الامتلاء..قلبي ينبض كما كانت تنبض كلُّ...

«متاحف مستدامة.. ثقافة مستدامة»

على هذه الأرض.. ثمة أماكن وصور تظل تثير في داخلك نفس الإحساس وتحرك فيك نفس المشاعر رغم تبدل هيكلها أو نمطها.. لأنها ببساطة.. خالدة.. مستدامة... مرحبا بكم في عالم المتاحف. إلى يوم الناس هذا وكلما...

انتبه.. وراءك مطبّ!

قد يبدو العنوان غريباً، ومخالفاً للمنطق.. ولكن بين المنطق والواقع قد تتغير أمور كثيرة. «انتبه أمامك مطب».. جملة من المفروض أن تعترضنا في طريقٍ ما قُبيل وصولنا إلى أحد المطبات؛ هذا إن وُجدت علامة ولوحة...

الإنسان «الحيوان»

اليوم، هو الرابع من أكتوبر.. وهو اليوم العالمي للحيوان.. وما أكثر ارتباطَ الإنسان بالحيوان.. بل إنّ هناك الإنسان «الحيوان». بعيدا عن نظرية داروين وما تطرحه من مقاربة علمية حول نشأة الإنسان وتطوره، لا يمكنني قبول...

«نأسف لهذا الخطأ»

كم اشتقتُ إليكم قراءَ «العرب» الأعزاء بعد غيابٍ ظرفي في الآونة الأخيرة.. ولذلك أقول لكم «آسَف لهذا الغياب». بالمناسبة، لقد أثارت في داخلي هذه الجملة (نأسف لهذا الأمر) بعض الأفكار..طبعا لا تعتقدون أنني أتحدث عن...

«أطفال نخرج للدنيا»

عاد الطلاب، وعادت الروح إلى مدارسنا، وذروة الحركية إلى شوارعنا. ولكن.. أنتم، ماذا حرَّكت فيكم تلك العودةُ، من مشاعر؟؟ لا أخفي عليكم أنني سنويا أعيش هذه اللحظة بشعور خاص، نعم إنه سحر تلك اللحظة المميَّزة،...

«هل أنت إنسان.. سعيد؟!»

سُئل أحدهم: «مَن أسعدُ الناس؟ قال مَن أسعدَ الناس» تذكرتُ تلك الحِكمة ونحن على بعد يومين من الاحتفال باليوم العالمي للانسانية. بالمناسبة.. هل سألت نفسك إذا ما كنت سعيدا؟ وهل أنت سعيد من دون الناس؟...

«بســــرعـــة»!

في البدء، أرجو أن يكون لديكم قليل من الوقت والمزاج لقراءة مقالي هذا. فمشكلة معظمنا اليوم هي الوقت، أليس كذلك؟! لعله الأصل والجِبِلّة في البشر فقد «خُلِق الإنسان من عجل» كما نصت الآية الكريمة. إلا...

(رأفة بالنمل)

أي تشابه في الأحداث والشخصيات هو من محض الصدفة. في البداية، تحياتي وأشواكي. عفوا أشواقي. عموما هو مجرد تداخل في الكلمات وليس ضعفا مني في البصر إلى الحد الذي جعلني لا أفرق بين القاف والكاف،...