عدد المقالات 84
في البدء، أرجو أن يكون لديكم قليل من الوقت والمزاج لقراءة مقالي هذا. فمشكلة معظمنا اليوم هي الوقت، أليس كذلك؟! لعله الأصل والجِبِلّة في البشر فقد «خُلِق الإنسان من عجل» كما نصت الآية الكريمة. إلا أن الأمر ربما أضحى في أيامنا هذه نوعا من السلوك اليومي. لم يكن مجتمعنا القطري استثناءً داخل هذا الواقع المنتشر، بل قد تلحظ ذلك على نحو أوضح في حالات عديدة. نعم كثير منا تلازمهم كلمة (بسرعة) في كل معاملاتهم اليومية وشؤون حياتهم المعتادة، أعمالهم وأقوالهم تُسبَق أو تختم بتلك الكلمة العجيبة (بسرعة). لا بل قد يَنقل كثير منا ذلك السلوك إلى أقرب الناس إليه وهم أطفاله الذين ينشؤون وهم يعاينون ويعانون حالة والديهم المرضية في الاستعجال والتسرع في كل أمر وينقلون لهم تلك العادة والثقافة (تعال بسرعة، البس بسرعة، اكتب بسرعة، كُل بسرعة، انجز بسرعة، استحم بسرعة) لا بل حتى في حالة النوم الذي يُفترض أن يكون فرصة للاسترخاء يطلبون منهم أن يناموا بسرعة!!). الاستعجال قد يستفحل بكثير من الناس فيرافقهم حتى في صَلاتهم وصِلاتهم مع ربهم! فترى الواحد أحيانا يتمنى لو يسبق الإمام في الصلاة، ألا يسأل ذلك الشخص نفسه ما الحاجة التي ستَفوته وهو بين يدي قاضي الحاجات؟! ولكن حذار، لنتذكر دائما أن هنالك فرقا بين السرعة والتسرع، بمعنى بين السرعة والعجلة، فالأولى محمودة أما الثانية فمذمومة. وكما يقول الفيلسوف الصيني منشيوس «الذين يتقدمون باندفاع كبير يتراجعون بسرعة أكبر». وعليك أن تدرك أن العجول مخطئ ولو ملك، والمتأني مصيب وإن هلك. هل تريد أن تعرف في أي موقع وأي حالة أنت؟ وما هي درجة سرعتك؟ حسنا، أدعوك لتجرب عزيزي القارئ هذه الطريقة التي كانت موضوع بحث للعالم «روبرت ليفين» في كتابه «جغرافية الوقت»، وهنا يجب أن نسأل: كيف تعرف سرعتك أو تسرعك؟ كل ما عليك أن تنطلق من هذه العلامات العشر: 1) الساعة: هل تطالعها كثيراً؟ 2) الكلام: هل تتكلم بسرعة؟ إذا استغرق محادثُك وقتاً ليصل إلى جوهر الموضوع هل تثور عصبيتك؟ 3) الأكل: هل تزدرد اللقمة وتلتهمها أسرع من غيرك؟ هل أنت عادة أول من ينتهي من الأكل؟ 4) المشي: هل تلاحظ أنك أسرع من غيرك؟ 5) القيادة: هل بطء الحركة المرورية يدفعك إلى التوتر والانفعال؟ 6) الجدول: هل تدمن وضع جداول زمنية وتخصص للأنشطة أوقاتاً معينة؟ 7) القوائم: هل تدون الكثير من القوائم مثل «قائمة الأشياء التي سأحملها معي في رحلة سفر.. إلخ»؟ 8 ) طاقة عصبية: هل تنساب منك تلك الطاقة المتأججة الحارة التي تنفثها أعصابك؟ 9) الانتظار: هل تثور عصبيتك إذا تطلب منك الأمر الانتظار في البنك أو السوق أو المطعم.. إلخ؟ قد تكون من ذلك الصنف من الناس الذي بمجرد رؤيته لطابور بشري يغادر فوراً! 10) تنبيهات: هل ينبهك الناس أنك سريع في كلامك أو مشيتك أو قيادتك أو أكلك؟ هل تستمع إلى نصيحة: «هدئ أعصابك» أو «لا تغضب « كثيراً؟ إذا أجبت بنعم على أغلب تلك المعايير فأنت مِروحة بشرية أو صاروخ بشري نفّاث! عموما لا بأس بذلك، لكن دائما لا تنسى: كن سريعا ولكن لا تتسرع!. طيّب.. قل لي بصراحة كم أخذت من الوقت لكي تقرأ مقالي هذا كاملا؟ أم أنك اكتفيت بقراءة مقدمته وخاتمته لأنه ليس لديك وقت وصبر وتريد انهاءه بسرعة؟. أجبني بسرعة.. لأنني مستعجلة! @emanalkabee
اقتربت الساعة وأسفر وجه قطر ضاحكا باسما مستقبلا العالم كله، فهذا هو الوعد الحق الذي قطعته قطر على نفسها، فوفَّت به وعلت، وارتفعت وَسَمَتْ، فهي قطر التي تسمو بروح الأوفياء، إنه ليس وعدا للمتعة والإثارة...
يردد كثيرون «رقم صعب» ويقصدون به الرقم الذي لا يتكرر أبداً أو الرقم القياسي الذي لم يحققه أحد في الماضي وقد يكون صعباً تحقيقه في المستقبل، وهذا ما استطاعت قطر تحقيقه باختصار، ولعل تحقيق الرقم...
في كل صباح عندما أمد بصري في الأفق أكتشف كم هو رحب وممتد هذا الوطن، على صغره جغرافياً.. رَحْبٌ برحابة صدور أهله.. وممتد بامتداد جذور الأخلاق في شرايينه. هي قناعة تامة بمدى تأثر أهل قطر...
كلُّ شيء كان جميلا في تلك الليلة..ليلة السبت الماضي في محميّة أم صلال محمد التراثية..حضورٌ نَيِّرٌ بَهِيّ..نسيمٌ عليل مع اعتدال الطقس يُغريك بشحن رئتيك من هواء وهوى الوطن حتى الامتلاء..قلبي ينبض كما كانت تنبض كلُّ...
على هذه الأرض.. ثمة أماكن وصور تظل تثير في داخلك نفس الإحساس وتحرك فيك نفس المشاعر رغم تبدل هيكلها أو نمطها.. لأنها ببساطة.. خالدة.. مستدامة... مرحبا بكم في عالم المتاحف. إلى يوم الناس هذا وكلما...
قد يبدو العنوان غريباً، ومخالفاً للمنطق.. ولكن بين المنطق والواقع قد تتغير أمور كثيرة. «انتبه أمامك مطب».. جملة من المفروض أن تعترضنا في طريقٍ ما قُبيل وصولنا إلى أحد المطبات؛ هذا إن وُجدت علامة ولوحة...
اليوم، هو الرابع من أكتوبر.. وهو اليوم العالمي للحيوان.. وما أكثر ارتباطَ الإنسان بالحيوان.. بل إنّ هناك الإنسان «الحيوان». بعيدا عن نظرية داروين وما تطرحه من مقاربة علمية حول نشأة الإنسان وتطوره، لا يمكنني قبول...
كم اشتقتُ إليكم قراءَ «العرب» الأعزاء بعد غيابٍ ظرفي في الآونة الأخيرة.. ولذلك أقول لكم «آسَف لهذا الغياب». بالمناسبة، لقد أثارت في داخلي هذه الجملة (نأسف لهذا الأمر) بعض الأفكار..طبعا لا تعتقدون أنني أتحدث عن...
في الحياة، ليس ثمة أجمل من نقاء النفوس والقلوب، فالنقاء غذاء البقاء، ولذلك من المهم أن تكون بيئةُ الإنسان نقية ليحس بقيمة وجوده، وأولها بيئة عمله. نعم، المكان الذي نعمل وسطه يظل-بما فيه من علاقات...
عاد الطلاب، وعادت الروح إلى مدارسنا، وذروة الحركية إلى شوارعنا. ولكن.. أنتم، ماذا حرَّكت فيكم تلك العودةُ، من مشاعر؟؟ لا أخفي عليكم أنني سنويا أعيش هذه اللحظة بشعور خاص، نعم إنه سحر تلك اللحظة المميَّزة،...
سُئل أحدهم: «مَن أسعدُ الناس؟ قال مَن أسعدَ الناس» تذكرتُ تلك الحِكمة ونحن على بعد يومين من الاحتفال باليوم العالمي للانسانية. بالمناسبة.. هل سألت نفسك إذا ما كنت سعيدا؟ وهل أنت سعيد من دون الناس؟...
أي تشابه في الأحداث والشخصيات هو من محض الصدفة. في البداية، تحياتي وأشواكي. عفوا أشواقي. عموما هو مجرد تداخل في الكلمات وليس ضعفا مني في البصر إلى الحد الذي جعلني لا أفرق بين القاف والكاف،...