عدد المقالات 84
كم اشتقتُ إليكم قراءَ «العرب» الأعزاء بعد غيابٍ ظرفي في الآونة الأخيرة.. ولذلك أقول لكم «آسَف لهذا الغياب». بالمناسبة، لقد أثارت في داخلي هذه الجملة (نأسف لهذا الأمر) بعض الأفكار..طبعا لا تعتقدون أنني أتحدث عن ذلك المسلسل القطري الجميل (نأسف لهذا الخلل) الذي أطلّ علينا ذات رمضان من عام 1996 وكان بتأليف الكاتبة اللامعة على الدوام وداد الكواري وإخراج القدير علي الحمادي..أو ربما أنني تذكرت ذلك الفيلم الدرامي المصري (نأسف لهذا الخطأ) الذي ظهر قبل ذلك بنحو أربعة أعوام...لا لا لا..المسألة أبعد من ذلك وإن كانت تحمل العنوان ذاته، فأنا هنا أتحدث عن التوظيف الخاطئ لتلك الجملة (نأسف لهذا الخلل/الخطأ) في كثير من مناحي حياتنا. للخلل في المعجم العربي معانٍ عديدة، منها الفساد والضَّعف، ويقال إنّ فِي الآلَة خَلَلٌ أي عَطَبٌ وفَسَادٌ. على أنه رغم ذلك لم يتم تحديد ما إذا كان الخلل أصيلا وراسخا، أم طارئا ومستحدثا، إلا أنه في ثقافتنا الشرقية غالبا ما يكون من ذلك الصنف الثاني، فنحن لا نُقر بأن هنالك خللا متأصلا فينا أبدا، ولذلك ربما تعوّدنا أن نسمع من أجهزة إعلامنا المسموعة والمرئية تلك الجملة السحرية: «نأسف لهذا الخلل الطارئ»، في كل مرة ينقطع فيها الصوت أو تغيب الصورة! أما إذا أريدَ لتلك الجملة أن تكون بمفعول سحري أقوى وأوقع فتُردَف بعبارة «الخارج عن نطاقنا». وفي ثقافتنا الشرقية أيضا لربما تعوّدنا أيضا ألا نفتش عن مكمن وأصل الخلل، بل عن التعامل معه ومعالجته، وغالبا ما يكون ذلك العلاج مؤقتا ومحدودا وليس دائما وجذريا، ولذلك ما يلبث الخلل أن يختفي حتى يعود سريعا ويتكرر. فهل من المعقول أن تكتفي شركة اتصالات مثلا بأن ترسل لعملائها (نأسف لهذا الخلل) دون أن تعالج أصل ذلك الخلل الذي سيتكرر مرات ومرات، وبعد أن أَربكت معاملات ذلك الحريف المسكين وأفسدت أعماله وعطلت مصالحه؟! بات سهلا اليوم في عالمنا أن يقال: نأسف لهذا الخطأ فقد قُتل بضعة ملايين من البشر..نأسف لهذا الخطأ فقد دُمر حيٌّ بكامله! نأسف لهذا الخطأ فقد احترقت عائلة بأكملها في بيتها بصاروخ أطلق على وجه الخطأ! نأسف لهذا الخطأ فقد حدث التباس في أسماء المواليد في نفس المستشفى!! ولكن في المقابل، ثمة مواضع حريّ بالإنسان أن يقول في مطلعها «نأسف لهذا الخلل»..نعم نأسف لهذا الخلل..صنعوا الكاميرات للفن والذكريات، ونحن نستخدمها لأبشع الجرائم! نأسف لهذا الخلل.. الغني نسي الفقير، والفقير نسي شكل الأموال! نأسف لهذا الخلل.. نخطئ ولا نعتذر ولا نسامح من يعتذر! نأسف لهذا الخلل فنحن نستيقظ متسللين لنصلي الفجر نمشي على خِماص أقدامنا حتى لا نُحرم من لذة الأجر ولكننا لا نوقظ أبناءَنا حتى لا نحرمهم لذة نومهم! نأسف لهذا الخلل.. وما زلنا نكرر تلك الجملة..ولا نُقْدم على إصلاح ذاك الخلل! وفي الأخير..نأسف لهذه الإطالة! @emanalkabee
اقتربت الساعة وأسفر وجه قطر ضاحكا باسما مستقبلا العالم كله، فهذا هو الوعد الحق الذي قطعته قطر على نفسها، فوفَّت به وعلت، وارتفعت وَسَمَتْ، فهي قطر التي تسمو بروح الأوفياء، إنه ليس وعدا للمتعة والإثارة...
يردد كثيرون «رقم صعب» ويقصدون به الرقم الذي لا يتكرر أبداً أو الرقم القياسي الذي لم يحققه أحد في الماضي وقد يكون صعباً تحقيقه في المستقبل، وهذا ما استطاعت قطر تحقيقه باختصار، ولعل تحقيق الرقم...
في كل صباح عندما أمد بصري في الأفق أكتشف كم هو رحب وممتد هذا الوطن، على صغره جغرافياً.. رَحْبٌ برحابة صدور أهله.. وممتد بامتداد جذور الأخلاق في شرايينه. هي قناعة تامة بمدى تأثر أهل قطر...
كلُّ شيء كان جميلا في تلك الليلة..ليلة السبت الماضي في محميّة أم صلال محمد التراثية..حضورٌ نَيِّرٌ بَهِيّ..نسيمٌ عليل مع اعتدال الطقس يُغريك بشحن رئتيك من هواء وهوى الوطن حتى الامتلاء..قلبي ينبض كما كانت تنبض كلُّ...
على هذه الأرض.. ثمة أماكن وصور تظل تثير في داخلك نفس الإحساس وتحرك فيك نفس المشاعر رغم تبدل هيكلها أو نمطها.. لأنها ببساطة.. خالدة.. مستدامة... مرحبا بكم في عالم المتاحف. إلى يوم الناس هذا وكلما...
قد يبدو العنوان غريباً، ومخالفاً للمنطق.. ولكن بين المنطق والواقع قد تتغير أمور كثيرة. «انتبه أمامك مطب».. جملة من المفروض أن تعترضنا في طريقٍ ما قُبيل وصولنا إلى أحد المطبات؛ هذا إن وُجدت علامة ولوحة...
اليوم، هو الرابع من أكتوبر.. وهو اليوم العالمي للحيوان.. وما أكثر ارتباطَ الإنسان بالحيوان.. بل إنّ هناك الإنسان «الحيوان». بعيدا عن نظرية داروين وما تطرحه من مقاربة علمية حول نشأة الإنسان وتطوره، لا يمكنني قبول...
في الحياة، ليس ثمة أجمل من نقاء النفوس والقلوب، فالنقاء غذاء البقاء، ولذلك من المهم أن تكون بيئةُ الإنسان نقية ليحس بقيمة وجوده، وأولها بيئة عمله. نعم، المكان الذي نعمل وسطه يظل-بما فيه من علاقات...
عاد الطلاب، وعادت الروح إلى مدارسنا، وذروة الحركية إلى شوارعنا. ولكن.. أنتم، ماذا حرَّكت فيكم تلك العودةُ، من مشاعر؟؟ لا أخفي عليكم أنني سنويا أعيش هذه اللحظة بشعور خاص، نعم إنه سحر تلك اللحظة المميَّزة،...
سُئل أحدهم: «مَن أسعدُ الناس؟ قال مَن أسعدَ الناس» تذكرتُ تلك الحِكمة ونحن على بعد يومين من الاحتفال باليوم العالمي للانسانية. بالمناسبة.. هل سألت نفسك إذا ما كنت سعيدا؟ وهل أنت سعيد من دون الناس؟...
في البدء، أرجو أن يكون لديكم قليل من الوقت والمزاج لقراءة مقالي هذا. فمشكلة معظمنا اليوم هي الوقت، أليس كذلك؟! لعله الأصل والجِبِلّة في البشر فقد «خُلِق الإنسان من عجل» كما نصت الآية الكريمة. إلا...
أي تشابه في الأحداث والشخصيات هو من محض الصدفة. في البداية، تحياتي وأشواكي. عفوا أشواقي. عموما هو مجرد تداخل في الكلمات وليس ضعفا مني في البصر إلى الحد الذي جعلني لا أفرق بين القاف والكاف،...